الفرق بين الميزانية والموازنة ينبغي لأي مؤسسة تسعى لفهم وضعها الاقتصادي معرفته وفهمه، فعلى الرغم من التشابه الكبير بين المصطلحين في الشكل والغرض العام، إلا أن كلًا منهما يخدم وظيفة مختلفة تمامًا في عالم الإدارة المالية، فالميزانية تُستخدم لعرض النتائج المالية الفعلية خلال فترة زمنية مضت، بينما تُعد الموازنة أداة تخطيطية تُستخدم لتوقع الأداء المالي المستقبلي ووضع خطط الإنفاق والإيرادات، وفي هذا المقال نوضح أوجه الاختلاف بين الميزانية والموازنة.
الفرق بين الميزانية والموازنة:
يُعد كلًا من الميزانية والموازنة من المصطلحات المالية الأكثر تداولًا والتي يختلط فهمها لدى الكثيرين نظرًا لتشابههما لفظيًا، لكن هناك اختلافات جوهرية بينهما في المعنى والهدف وطريقة الإعداد، والكثير من الجوانب.
تشير الميزانية إلى المستند المالي الذي يقدم ملخصًا عن الوضع المالي للمؤسسة خلال فترة زمنية محددة، كما يوفر نظرة شاملة حول قيمة أصولها والتزاماتها، ومن خلاله تعرف المؤسسة ما إذا كانت قادرة على الوفاء بالتزاماتها، وما إذا كانت قد حققت نموًا أو خسرت قيمة عند مقارنتها بميزانيات عمومية سابقة.
أما الموازنة فهي الخطة المالية التي تقوم المؤسسة بإعدادها من أجل إدارة دخلها ونفقاتها وأهدافها المالية الأخرى، ويتم إعدادها بشكل دوري منتظم شهريًا أو ربع سنويًا أو سنويًا، ومن خلالها تتمكن المؤسسة من تخصيص مواردها وضبط تكاليفها، وتحقيق مختلف الأهداف المالية.
وفيما يلي شرحًا تفصيليًا للاختلافات بين الميزانية والموازنة:
الفرق بين الميزانية والموازنة من حيث التعريف
الميزانية العمومية تُظهر الوضع المالي الفعلي للمؤسسة في وقت محدد من خلال عرض الأصول والالتزامات وحقوق الملكية، بينما الموازنة هي خطة مالية مستقبلية تحدد الإيرادات والمصروفات المتوقعة خلال سنة مالية لمساعدة المؤسسة على التخطيط وإدارة مواردها.
تعريف الميزانية
الميزانية العمومية هي نوع من أنواع البيانات المالية، توفر للمؤسسة صورة دقيقة حول وضعها المالي خلال فترة زمنية معينة، وتقدم ملخصًا واضحًا لأصولها، والتزاماتها، وحقوق الملكية، والعناصر الرئيسية لصحتها المالية، ومن خلالها تتمكن إدارة المؤسسة من تقييم هيكل رأس مالها، وحساب معدلات العائد للمستثمرين، وفهم مدى قدرتها على تغطية النفقات التشغيلية قصيرة الأجل، ودعم خطتها لسداد ديونها.
تُعد الميزانية العمومية من أهم البيانات المالية، لأن المعلومات التي تقدمها تساعد على تحليل الاتجاهات المالية للمؤسسة ومقارنتها بمنافسيها، ولذلك يستخدمها المحللون الماليون في حساب النسب المالية الرئيسية، مثل نسبة الدين إلى حقوق الملكية، والتي تساعدهم على تقييم المخاطر المالية للمؤسسة، فضلًا عن أهميتها في جذب المستثمرين، لأنها تفصح عن الوضع المالي وسلامة المؤسسة.
كما تكمن أهمية الميزانية في كونها الأداة التي تساعد صناع القرار على تقييم مدى كفاءة المؤسسة وإمكانية نجاحها في المستقبل، فمن خلال مقارنة أصول المؤسسة بالتزاماتها، يمكن للمستثمرين والدائنين تحديد مدى فعالية استخدام المؤسسة لمواردها في تحقيق الأرباح، وقدرتها على سداد ديونها، مما يمكنهم من اتخاذ أفضل القرارات بشأنها.
تعريف الموازنة
الموازنة هي الخطة المالية الشاملة التي تساعد المؤسسات على إدارة أموالها، لأنها تحدد نفقات المؤسسة، ودخلها المتوقع، خلال فترة زمنية محددة مستقبلًا، ويتم إعدادها في كل سنة مالية، إذ تقدر مقدار المال الذي ستنفقه المؤسسة بناءً على الأرباح التي تحققها خلال فترة معينة، مما يتيح لها معرفة ما إذا كانت قادرة على الاستمرار في التشغيل بالمستوى المتوقع باستخدام هذه الإيرادات والمصروفات المتوقعة.
تحتوي الموازنة على معلومات عن القيمة المقدرة للمبيعات وتكاليف التشغيل، وتستخدمها المؤسسات في معرفة كيف من المحتمل أن تنتهي الفترة المحاسبية المقبلة، إضافة إلى معرفة مدى توقعها للأداء خلال السنة، ويمكن مراقبة الأداء الفعلي مقابل الخطة المقترحة الأصلية.
وتكمن أهمية الموازنة في كونها توفر للمؤسسات معلومات تساعدها على تقدير الإنفاق، وتخصيص رأس المال والموارد، والتنبؤ بالإيرادات، والتخطيط لأنشطة العمل، فضلًا عن استخدام تلك المعلومات في التخطيط للسنة المقبلة، وبالتالي يمكن اعتبارها بمثابة الأساس لكل ما ستفعله المؤسسة خلال العام المقبل.
نوفر لك في صبّار أفضل المحاسبين والمستشارين الماليين الذين يفهمون تحديات الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويقدمون حلولًا مالية عملية لتعزيز استقرار أعمالك ونموها، وتحقيق أهدافك المالية بثقة وسهولة.
الفرق بين الميزانية والموازنة من حيث الأهداف
فيما يلي الفرق بين الميزانية والموازنة من حيث أهداف إعداد كلًا منهما:
أهداف الميزانية
تشمل أهداف إعداد الميزانية العمومية ما يلي:
- إمداد إدارة المؤسسات بمعلومات حول الوضع المالي للمؤسسة في فترة محددة.
- فحص مدى امتلاك المؤسسة السيولة المالية التي تمكنها من الوفاء بالتزاماتها.
- تمكين المحللين من دراسة صحة المؤسسة المالية وأدائها.
- المقارنات مع الفترات السابقة والمؤسسات الأخرى في نفس القطاع.
- تزويد المستثمرين بالمعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات استثمارية وتوسعية وتشغيلية مستنيرة.
- تسليط الضوء على المجالات المحتملة للمخاطر بالنسبة للمؤسسة.
- استخدام الميزانية في إعداد البيانات المالية الأخرى وضمان أن السجلات المالية للمؤسسة دقيقة ومحدثة دائمًا.
أهداف الموازنة
أما عن أهداف إعداد الموازنة فهي كما يلي:
- تمكين المؤسسات من إدارة تدفقاتها النقدية بشكل أكثر كفاءة، حتى تخطط للنمو والربحية بفعالية.
- مساعدة المؤسسات على تحديد مجالات تخصيص الموارد المالية والتشغيلية للأنشطة المستقبلية.
- قياس الأداء من خلال توفير معلومات تساعد على مقارنة العمليات التشغيلية الماضية والحالية.
- إمداد فرق الإدارة بالمؤسسة بمعلومات حول التكاليف الأكثر استنزافًا، مما يتيح تنفيذ الاستراتيجيات التي تخفف من المخاطر المالية.
- تحديد المخاطر والتخفيف منها من خلال مقارنة الإنفاق السابق بتخصيصات النفقات الحالية والتعرف على المشكلات المحتملة والاستعداد لها.
- تتبع النفقات وتحديد أولوياتها، لضمان إدارة المؤسسة أموالها بفعالية وبقائها بعيدة عن الديون.
طريقة التنفيذ لكل من الميزانية والموازنة
تُعد طريقة تنفيذ الميزانية والموازنة من أبرز أوجه الاختلافات بينهما، ويتضح هذا الاختلاف من خلال ما يلي:
طريقة تنفيذ الميزانية
تشمل خطوات إعداد الميزانية ما يلي:
- تحديد التاريخ الحالي المُراد إعداد الميزانية له.
- إعداد قائمة تتضمن جميع الأصول الخاصة بالمؤسسة، وهي الأصول المتداولة وغير المتداولة.
- جمع قيمة جميع الأصول من أجل الحصول على قيمتها الإجمالية.
- إعداد قائمة بجميع الالتزامات الخاصة بالمؤسسة وتصنيفها إلى التزامات متداولة والتزامات طويلة الأجل، ثم جمعها لتحديد قيمتها الإجمالية.
- طرح القيمة الإجمالية للالتزامات من إجمالي الأصول للحصول على قيمة حقوق الملكية.
- وضع الأصول في جانب واحد من الميزانية العمومية، والالتزامات وحقوق الملكية في الجانب الآخر، والتأكد من تساويهما.
- تحليل النتائج من أجل تقييم الصحة المالية للمؤسسة.
طريقة تنفيذ الموازنة
يتم إعداد الموازنة من خلال تنفيذ الخطوات التالية:
- تحديد الأهداف المالية التي ينبغي أن تتوافق والأهداف الاستراتيجية العامة للمؤسسة، قد تكون تلك الأهداف خاصة بهوامش الأرباح أو تقليل التكاليف، وغير ذلك.
- جمع المعلومات من القوائم المالية السابقة، وتقارير المبيعات والمصروفات، وقوائم التدفقات النقدية، للتعرف على الأداء المالي للمؤسسة.
- تحديد مصادر مختلف الإيرادات وتقييم إمكانات نمو كل مصدر.
- تحليل نفقات المؤسسة على التسويق والعمليات والموظفين والبحث والتطوير، للتعرف على مجالات الإنفاق الزائد.
- تخصيص الموارد لمختلف الأقسام بناءً على أولويات المؤسسة وأهدافها المالية.
- إنشاء هيكل للموازنة يتضمن توقعات الإيرادات وفئات النفقات.
- تحديد الإطار الزمني للموازنة، مع مراعاة نوع الصناعة، والدورة المالية.
- وضع إرشادات الموازنة الواجب اتباعها، مثل التقنيات، أو الافتراضات، والمنهجيات.
- بعد مراجعة الموازنة يتم توصيلها لجميع الأطراف المعنية في المؤسسة.
نمتلك في صبّار شبكة واسعة من المحترفين المؤهلين في المحاسبة والمالية، ونضمن لك توظيف الكفاءات المناسبة بسرعة وبدقة.
الفرق بين الميزانية والموازنة من حيث المرحلة الزمنية
يكمن الفرق بين الميزانية والموازنة من حيث المرحلة الزمنية فيما يلي:
الميزانية
يتم إعداد الميزانية بعد الانتهاء من السنة المالية، للتعرف على الصحة المالية للمؤسسة.
الموازنة
يتم إعداد الموازنة في كل سنة مالية، سواء شهريًا أو ربع سنويًا أو سنويًا.
المحتويات والتركيز
تختلف الميزانية عن الموازنة من حيث العناصر؛ حيث تشمل عناصر الميزانية: الأصول، الديون، المساهمين أو حقوق الملكية. بينما تشمل عناصر الموازنة: المبيعات والإيرادات، التكاليف والنفقات، الأرباح.
وبينما يخص تركيز كلًا من الميزانية والموازنة، يكمن الاختلاف بينهما؛ تركز الميزانية على الصورة الكبيرة التي تشمل: إجمالي الإيرادات، إجمالي المصروفات، الربح المتوقع أو العجز. وتركز الموازنة على تحليل التفاصيل التي تشمل: الرواتب، التسويق، الشراء معدات، النفقات التشغيل لكل قسم.
كوّن فريقك المالي المثالي مع صبّار
نعلم في صبّار أن إدارة الموارد المالية لشركتك تحتاج إلى خبراء موثوقين، لذلك عملنا على تقديم خدمات التوظيف الاحترافية التي تمكنك من الوصول إلى أفضل الكفاءات المالية التي تمتلك الخبرة العملية والمعرفة المالية العميقة، لنضمن لشركتك فريقًا ماليًا يحقق نتائج ملموسة ويقود أعمالك نحو النجاح.
من خلال حلول التوظيف المتكاملة التي نقدمها لك يمكن تلبية جميع احتياجاتك من الموظفين، السعوديين أو الأجانب، المؤهلين للعمل الفوري بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو أون لاين، تصل إليك قائمة بأسماء أفضل المرشحين منهم، مُعدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، لضمان توافق مؤهلاتهم مع متطلباتك، وتنفيذ التوظيف بسرعة وكفاءة.
الخاتمة:
تُعد الميزانية والموازنة من أهم الأدوات المالية داخل أي مؤسسة، وعلى الرغم من التشابه بينهما في اللفظ، إلا أن دورهما يختلف بشكل جوهري.
فالميزانية العمومية هي تقرير مالي يعكس الوضع المالي الفعلي للمؤسسة في نهاية فترة معينة، ويعرض بشكل واضح أصولها والتزاماتها وحقوق الملكية لديها، مما يساعد الإدارة والمستثمرين على تقييم قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها وتحليل أدائها المالي ومقارنته بالسنوات السابقة.
أما الموازنة فهي خطة مالية مستقبلية تحدد الإيرادات المتوقعة والنفقات المخططة، وتُعد بشكل دوري بهدف تنظيم الموارد والتأكد من قدرة المؤسسة على تغطية تكاليفها وتحقيق أهدافها التشغيلية والمالية في الفترة المقبلة.
وتختلف الميزانية عن الموازنة في الهدف وطريقة الإعداد والمحتوى والمرحلة الزمنية. فبينما تُستخدم الميزانية لعرض حقائق مالية تحققت بالفعل، تُستخدم الموازنة كأداة للتنبؤ واتخاذ القرارات المستقبلية.
تضم الميزانية عناصر مثل الأصول والالتزامات وحقوق الملكية، في حين تشمل الموازنة الإيرادات والتكاليف والأرباح المتوقعة. كما تُعد الميزانية بعد انتهاء السنة المالية، بينما تُعد الموازنة قبل بدايتها. وبذلك تعمل الميزانية على تقييم الأداء المالي، في حين تساعد الموازنة في التخطيط وتخصيص الموارد وتقليل المخاطر المالية لتحقيق نمو أكثر استقرارًا داخل المؤسسة.
