هل الاستقالة يضر الموظف؟ سؤال يتداول بكثرة بين الموظفين. تقديم الاستقالة قد يكون قرارًا إيجابيًا إذا كان يسهم في تطوير المسار المهني أو تحسين الصحة النفسية، لكنه قد يضر الموظف إذا لم تُؤمّن وظيفة بديلة أو تسبّب فجوة في السيرة الذاتية، لذا ينبغي تقييم المزايا والسلبيات بعناية.
ففي عالم الأعمال المتغير بصورة مستمرة، يُعد قرار الاستقالة من القرارات المصيرية التي تؤثر على المسار المهني للموظف، وقد يكون هذا القرار خيارًا ضروريًا لتحسين الظروف المهنية أو الشخصية، ولكنه في الوقت نفسه قد يثير مخاوف بشأن تأثيره على المستقبل الوظيفي والاستقرار المالي، لذلك نوضح في هذا المقال الآثار المحتملة للاستقالة على الموظف.
هل الاستقالة تضر الموظف
من أجل تقديم إجابة واضحة عن مدى تأثير الاستقالة سلبًا على الموظف، لا بد من توضيح الأسباب التي قد تدفع الموظف لتقديم استقالته، ففي بعض الحالات، قد تكون الاستقالة مفيدة للموظف، بينما في حالات أخرى قد يكون لها تأثير سلبي، الأمر الذي يفرض على الموظف تقييم الإيجابيات والسلبيات وتحديد ما سوف يؤثر على قراره، لذلك نوضح فيما يلي متى تكون الاستقالة مفيدة ومتى تضر الموظف:
مزايا تقديم الموظف استقالته:
يُعد قرار تقديم الاستقالة من أصعب القرارات التي يتخذها الموظف في ظل صعوبة العثور على فرص عمل مناسبة في الوقت الحالي بمختلف التخصصات، ولكن في بعض الأحيان قد يكون هذا القرار هو الأفضل إذا كانت هناك أسباب مقبولة لدى الموظف لترك وظيفته، إذ يصاحب هذا القرار عدة مزايا تشمل ما يلي:
1- البحث عن فرص أفضل
يصبح قرار تقديم الاستقالة مفيدًا للموظف إذا كان حصل على عرض لوظيفة جديدة في مكان آخر، وهي الوظيفة التي يراها الموظف أفضل من وظيفته السابقة من حيث الراتب والمزايا، أو تقديم فرص النمو المهني أو الترقية، أو عندما تحقق هذه الفرصة التوازن بين العمل والحياة الذي افتقده الموظف في وظيفته السابقة، أو عندما تمنحه الوظيفة الجديدة إحساسًا بالرضا الشخصي بطريقة لا توفرها وظيفته الحالية، أو تمكنه من تحقيق أهدافه المهنية، أو تتوافق بشكل أفضل مع قيمه الشخصية ورسالته في الحياة، وقد يكون جميع تلك الأسباب دافع وراء ترك الموظف وظيفته.
2- تحسين الحالة الصحية والنفسية
لا يتردد الموظف في تقديم استقالته إذا كان يشعر بعدم الرضا في بيئة عمله، ويراها بيئة سامة ومرهقة سواء كان ذلك بسبب سوء معاملة الرؤساء والزملاء أو أسلوب القيادة في الشركة أو ثقافة فريق العمل المختلفة أو أسلوب الإدارة لدى المشرف المباشر، وبالتالي تصبح الاستقالة هي الحل الأمثل للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية، خاصة إذا ناقش الموظف هذه العوامل مع المدير أو المشرف ولم يحدث أي تغيير.
3- البحث عن الإشباع الوظيفي
قد يكون قرار تقديم الاستقالة وترك العمل صائبًا إذا وصل الموظف إلى مرحلة لا يشعر فيها بالرضا عن مسؤولياته والمهام اليومية التي يقوم بها، وعندما يصيبه الإحباط أو الملل من أنشطته اليومية، ففي هذه الحالة من المفيد البحث عن وظيفة أخرى تجعله يشعر بالإشباع الوظيفي والاستمتاع في العمل، حتى لا يصيبه الملل.
4- تطوير المسار المهني
يسعى كل موظف لإحراز تقدمًا في مساره المهني، سواء من خلال زيادة الراتب، أو الترقية، أو الحصول على مزايا إضافية، وكذلك تطوير مهاراته المهنية وتحمل المزيد من المسؤوليات، واكتساب خبرة عملية، فإذا كان الوظيفة الحالية لا تساعده على تحقيق هذا الهدف، أو لم يجد الموظف دعمًا من الشركة أو استثمارًا في تطويره، فمن المفيد تقديم استقالته والبحث عن فرصة أفضل.
5- الرغبة في تحقيق التوازن بين العمل والحياة
لن تضر الاستقالة بالموظف إذا كانت وظيفته الحالية لا تساعده على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، نتيجة العمل لساعات طويلة بما يؤثر على صحته الجسدية أو العقلية أو على علاقاته الشخصية، أو عدم إتاحة جدول عمل مرن يمكنه من الحصول على الراحة المطلوبة، ففي هذه الحالة من المفيد البحث عن وظيفة توفر جدولًا أكثر ملاءمة.
6- زيادة الراتب
تصبح الاستقالة مفيدة للموظف إذا كان لا يحصل على الراتب المناسب من وظيفته، الذي لا يعكس قيمته بشكل عادل ولا يتوافق مع مستوى خبرته ومهاراته المطلوبة وطبيعة المهام التي يؤديها، مما يشعره بعدم الرضا ولا يحفزه على العمل بجد، وبالتالي يكون من الأفضل البحث عن وظيفة أخرى توفر راتبًا أعلى.
أضرار تقديم الموظف استقالته
يصبح قرار تقديم الاستقالة ذو تأثير سلبي على الموظف ويضر بمستقبله المهني والشخصي في العديد من الحالات وهي:
1- عدم توفر فرص بديلة
من القرارات الخاطئة التي يتخذها الموظف، التسرع في تقديم استقالته وترك وظيفته قبل تأمين وظيفة بديلة، إذ يشكل ذلك ضغطًا هائلًا عليه لضرورة إيجاد وظيفة جديدة في أسرع وقت، في ظل وجود التزامات مالية وشخصية للموظف، فقد يجد الموظف نفسه في موقف مالي صعب بسبب توقف الراتب الشهري، فضلًا عن فقدان الامتيازات الوظيفية مثل التأمين الصحي، المكافآت، والعلاوات التي توفرها الوظيفة.
2- الفجوة في السيرة الذاتية
تُعد الفجوة في السيرة الذاتية بسبب الاستقالة من العمل نتيجة للحالة السابقة، إذ أن الاستقالة من الوظيفة دون تأمين وظيفة أخرى قد يخلق فجوة وظيفية ستظل مع الموظف طوال مسيرته المهنية، وهو ما يؤثر بالسلب على فرص الالتحاق بوظائف أخرى مناسبة، نظرًا لقيام أصحاب العمل بفحص السير الذاتية والتحقق من تواريخ التوظيف لمعرفة مدة بقاء الموظف في كل وظيفة، فإذا لاحظوا فجوة زمنية كبيرة، فقد يتم استبعاده تلقائيًا كمرشح محتمل.
3- صعوبة العثور على وظيفة جديدة
في الكثير من البلدان، قد يكون سوق العمل أسوأ مما يعتقده الموظف، فإذا كانت بلد الموظف تمر بفترات عدم استقرار اقتصادي أو كان سوق العمل بها صعبًا، فلا يصبح من السهل الحصول على وظيفة أخرى بعد تقديم الاستقالة، وبالتالي يمكن أن يستغرق الأمر عامًا أو أكثر للعثور على وظيفة جديدة.
4- قلة فرص التواصل المهني
على الرغم من أن الحفاظ على العلاقات المهنية أمرًا ممكنًا، إلا يصبح صعبًا في حال اتخاذ قرار تقديم الاستقالة من الوظيفة الحالية دون تأمين وظيفة أخرى، إذ يؤدي ذلك إلى فقدان التفاعل اليومي وبالتالي انخفاض فرص الحصول على إحالات مهنية جديدة نتيجة ضعف العلاقات المهنية.
5- فقدان السمعة المهنية
من أبرز عيوب تقديم الاستقالة بشكل متكرر أو ترك العمل بطريقة غير احترافية، تأثر السمعة المهنية للموظف سلبًا، فقد ينظر أصحاب العمل المحتملين إلى ذلك على أنه عدم استقرار مهني، مما قد يجعلهم مترددين في اتخاذ قرار بتعيين الموظف، كما أن توتر علاقة الموظف بالمديرين أو الزملاء قبل تقديم استقالته يؤثر على فرصه في الحصول على توصيات إيجابية في المستقبل، وجميعها عوامل تؤدي في النهاية إلى قلة فرص الموظف في العثور على وظيفة مناسبة فيما بعد.
6- فقدان الامتيازات المهنية
يصبح قرار تقديم الاستقالة خاطئًا عندما يؤدي إلى فقدان المزايا التي توفرها الوظيفة الحالية، مثل فرص التدريب، الترقيات، التأمين الصحي، مكافأة نهاية الخدمة، أو المزايا التقاعدية، وهو ما يؤثر على الحياة المهنية والشخصية للموظف على المدى البعيد.
احصل على الوظيفة المثالية مع صبّار
إذا كنت تخطو أولى خطواتك في حياتك المهنية أو تستعد للمرحلة التالية، فإن منصة صبّار للتوظيف هي بوصلتك لبناء مستقبل وظيفي مميز يحقق لك أهدافك وتطلعاتك المهنية الشخصية.
تمتاز صبّار بقدرتها على ربطك بأفضل الفرص في سوق العمل بسرعة وسهولة، إذ تحتوي على عدد هائل من الوظائف الشاغرة التي يعلن عنها أصحاب العمل في جميع المجالات، يمكنك العثور على الوظيفة التي تبحث عنها باختيار المدينة والقسم ونوع العقد، وما إذا كنت حديث التخرج أو تفضل العمل عن بُعد، فسوف تجد جميع الخيارات متاحة حتى تجد وظيفة أحلامك.
الخاتمة:
قرار الاستقالة يمكن أن يكون خطوة إيجابية أو سلبية وفقًا للظروف التي يمر بها الموظف، فقد تكون الاستقالة فرصة للبحث عن وظيفة أفضل تحقق تطلعاته المهنية وتوفر له بيئة عمل صحية، أو تساعده على تحقيق التوازن بين حياته العملية والشخصية. كما أن الاستقالة قد تساهم في تطوير مهاراته وخبراته المهنية أو تحسين وضعه المالي إذا حصل على عرض وظيفي أعلى أجرًا. ولكن في المقابل، قد تؤدي الاستقالة غير المدروسة إلى تأثيرات سلبية مثل فقدان الاستقرار المالي، وخلق فجوة في السيرة الذاتية، وصعوبة العثور على وظيفة جديدة، مما قد يؤثر على فرص التوظيف المستقبلية.
لذلك، قبل اتخاذ قرار الاستقالة، يجب على الموظف تقييم مزايا وعيوب هذا القرار بعناية، والتأكد من وجود خطة واضحة تضمن انتقالًا سلسًا دون تأثير سلبي على مستقبله المهني. كما يُفضل البحث عن وظيفة بديلة قبل تقديم الاستقالة لتجنب المخاطر المحتملة، إضافةً إلى الحرص على ترك الوظيفة بطريقة احترافية تحافظ على سمعته المهنية وتساعده في بناء شبكة علاقات قوية قد تفيده في المستقبل.
وفي الختام، فإن أهمية قرار تقديم الاستقالة وتأثيره على حياة الموظف ومستقبله المهني والشخصي يحتم عليه التفكير جيدًا قبل اتخاذ هذا القرار، وموازنة تأثيراته من حيث المميزات والعيوب، والتخطيط قبل اتخاذه.