إدارة عامة تُعد من المجالات المهمة التي تساعد على تنظيم وإدارة وتنسيق الموارد والخدمات العامة، فهي الإطار الذي يُنظم السياسات العامة للمؤسسات الحكومية، ويُنسق بين الموارد والعمليات، ويضمن تقديم الخدمات بكفاءة وعدالة، وفي ظل التطورات المستمرة التي تشهدها بيئة العمل الحكومي، يبرز دور الإدارة العامة في بناء منظومة متكاملة تهدف إلى تحسين الأداء، وتعزيز الشفافية لتحقيق التنمية المستدامة، وفي هذا المقال نوضح تعريف الإدارة العامة ووظائفها.
إدارة عامة:
الإدارة العامة هي مجموعة من الممارسات التي ينفذها القطاع العام والمؤسسات الحكومية وغير الربحية من أجل تنظيم وتنسيق الأعمال والعمليات، من خلال تخصيص الموارد بشكل فعّال، وإزالة الأقسام غير الفعالة، وتعزيز التغيير الشامل داخل المؤسسة، وذلك عند إدارة الموارد البشرية والمالية والتشغيلية في الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة، إذ تعمل على تحويل القوانين والسياسات إلى برامج ومشاريع وخدمات يمكن للمواطن الاستفادة منها في مجالات مثل التعليم، الصحة، الأمن، النقل، الضمان الاجتماعي.
تركز الإدارة العامة بشكل أساسي على وضع وتنفيذ الخطط والإجراءات، وتنفيذ العمل الحكومي بطريقة منظمة، والتنسيق بين مختلف الجهات، ومتابعة الأداء وتقييم النتائج، وبالتالي فإن تطبيق الإدارة العامة يساعد المؤسسات الحكومية على تبسيط العمليات، وتعزيز الشفافية، وتحسين جودة تقديم الخدمات، وتوزيع الموارد بشكل عادل، وحماية حقوق المواطنين.
في الإدارة العامة، يتعاون المتخصصون مع الموظفين العموميين في وضع السياسات العامة وتحقيق أهدافها، كما يلعب الإداريون دورًا بارزًا في بناء علاقات مستدامة بين المؤسسات العامة والخاصة، ويحاولون محاكاة ممارسات القطاع الخاص الناجحة في القطاع العام، مما يمكّن المؤسسات الحكومية من العمل بأفضل صورة لتلبية احتياجات الجمهور.
اقرأ أيضًا: الوصف الوظيفي للمدير الإداري Administrative Manager وأهم المهام والمهارات
وظائف الإدارة العامة:
تتعدد الوظائف والأنشطة التي تقوم الإدارة العامة بتنفيذها بهدف خدمة الجمهور وتلبية احتياجات المجتمع، وتحقيق أقصى استفادة من الخدمات والموارد، تشمل تلك الوظائف ما يلي:
1- تخطيط السياسات وتنفيذها
تشمل مهام الإدارة العامة تحويل القوانين والسياسات التي تقرها الحكومة الخاصة بمجالات مثل التعليم والرعاية الصحية والبيئة والخدمات الاجتماعية، إلى برامج قابلة للتنفيذ، عن طريق صياغة اللوائح، وإنشاء مبادرات للخدمات العامة، وضمان تنفيذ السياسات على مختلف مستويات الحكومة، من أجل تحقيق النتائج المرجوة لصالح المجتمع، ويقدم المديرون العموميون المشورة والدعم للوزراء لضمان تنفيذ السياسة في الوقت المناسب.
2- إعداد الميزانيات والإدارة المالية
هناك علاقة مباشرة بين الإدارة المالية والمسؤوليات الإدارية والاجتماعية للإدارة العامة، فمن خلال الإدارة العامة، يتم تخصيص وإدارة الأموال العامة المتاحة بطريقة فعالة لتحقيق قيمة مقابل المال، ويشرف الإداريون على ميزانيات مختلف الإدارات، مما يضمن وجود مساءلة مالية في المشاريع العامة، والبنية التحتية، وبرامج الرعاية الاجتماعية.
3- إدارة الموارد البشرية
تُعد إدارة وتنمية الموارد البشرية في الإدارة العامة وظيفة مهمة لأنها توفر الكوادر المطلوبة في مختلف الإدارات بالمؤسسات الحكومية، وبالتالي تعني الإدارة العامة بتوظيف وتدريب الموظفين ومتابعة أدائهم، للتأكد من وجود الأشخاص المناسبين لتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، كما تدير شؤون الترقيات وبقية شروط الخدمة الخاصة بالعاملين في القطاع الحكومي.
تنطوي إدارة الموارد البشرية هنا على التخطيط السليم للموارد البشرية، وتطوير الموظفين، والحفاظ عليهم، والاعتراف بثقافة التنوع والمساواة والشمول، مما يساهم في مواءمة الموارد البشرية مع احتياجات متلقي الخدمات الحكومية.
4- تقديم الخدمات العامة
من المهام الأساسية للإدارة العامة، الإشراف على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين التي تساعد على تحسين حياتهم، وذلك في مجالات مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والنقل، والرعاية الاجتماعية، والعمل على تعزيز كفاءة تلك الخدمات وتنفيذ حلول مبتكرة خلالها، مع تنفيذ استراتيجيات تهدف بشكل واضح إلى معالجة فئات رئيسية من المشكلات، بما في ذلك الحد من الفقر، وتطوير البنية التحتية للمجتمعات، وتنفيذ خدمات الطوارئ.
5- إدارة الأزمات وحل المشكلات
من خلال الإدارة العامة، تنجح المؤسسات الحكومية وغير الربحية في إدارة مختلف الأزمات، سواء كانت الكوارث الطبيعية، أو الأزمات الصحية، أو فترات الركود الاقتصادي، عن طريق تنسيق جهود الإغاثة، وتعبئة الموارد، وضمان الحفاظ على الاستقرار، وما يعزز من قدرة تلك المؤسسات على إدارة الأزمات بنجاح، قدرة ممارسات الإدارة العامة على التكيف والاستجابة السريعة لأي مشكلة.
6- التفاعل مع أصحاب المصلحة
تتعامل المؤسسات الحكومية مع مجموعة واسعة من الفئات، بما في ذلك المواطنين، والمجموعات ذات الاهتمام المشترك، والوكالات الحكومية الأخرى، ويُعد التواصل الفعال مع تلك الفئات أمرًا بالغ الأهمية لمعالجة مختلف القضايا، والتأكد من أن السياسات التي تُنفذ تلبي احتياجات المجتمع، وهنا يأتي دور الإدارة العامة التي تتولى تنفيذ هذه المهمة من خلال ما يلي:
- التفاعل مع المسؤولين الحكوميين وإمدادهم بالمشورة حول كيفية تنفيذ السياسات بشكل فعال.
- استطلاع آراء المواطنين حول المبادرات الحكومية، والتأكد من أنها تلبي احتياجاتهم.
- التعاون مع مؤسسات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية لتحسين جودة تقديم الخدمات العامة.
7- تقييم الأداء
لا تقتصر مهام الإدارة العامة على صياغة وتنفيذ السياسات فحسب، بل تشمل أيضًا تقييم الأداء داخل المؤسسات الحكومية، من خلال متابعة مدى كفاءة وفعالية الخدمات والبرامج العامة، ومن ثم تحديد الجوانب التي تعمل بشكل جيد، ومعرفة المجالات التي تحتاج إلى تحسين، مما يساهم في اتخاذ قرارات مستنيرة تساعد في تحسين تقديم الخدمات بصورة مستمرة.
8- الابتكار وإدارة التغيير
لضمان بقاء الخدمات العامة فعالة وقادرة على الاستجابة لمختلف التغيرات، تقوم الإدارة العامة بتشجيع الأفكار الجديدة وإدارة التغيير داخل المؤسسات الحكومية، من أجل مساعدتها على التكيف مع التطورات التكنولوجية والتحديات الجديدة، واحتياجات المجتمع التي تتغير بشكل مستمر.
تعاون مع صبّار واستفد من حلول توظيف شاملة تزودك بأفضل الكفاءات في جميع التخصصات، لضمان اختيار المرشحين الذين يصنعون فرقًا حقيقيًا في شركتك.
خصائص الإدارة العامة:
هناك العديد من السمات التي تميز الإدارة العامة عن غيرها من الإدارات، تشمل ما يلي:
1- الطابع الحكومي
الإدارة العامة ذات طابع حكومي، لأنها تركز في المقام الأول على تنفيذ سياسات الحكومة وقراراتها التي يصدرها مسؤولين منتخبين يعملون ضمن إطار نظام حكومي، وبالتالي فهي قد تتضمن أحيانًا خيارات ذات دلالات سياسية، كما تعمل معظم الإدارات العامة في بيئات سياسية معقدة في ظل التفاعل المستمر بين القوى المتنافسة، مما يجعل الإدارة العامة بطبيعتها مسيسة لأنها مرتبطة بالنظام السياسي الذي يحدد كيفية تخصيص وتوزيع السلطات بين المواطنين في دولة معينة.
2- الاهتمام بالمصلحة العامة
من أبرز خصائص الإدارة العامة، أنها موجهة لتحقيق المصلحة العامة، إذ تهدف إلى تقديم الخدمات العامة، مثل التعليم، والرعاية الصحية، والسلامة العامة، والنقل، والخدمات الاجتماعية، وهي الخدمات التي تُحظى باهتمام المواطنين لأنها تركز على صحتهم ورفاهيتهم، وبالتالي يتعين على المسؤولين العموميين التأكد من تقديم تلك الخدمات بسلاسة وكفاءة وعدالة.
كما تهدف الإدارة العامة إلى إدارة الموارد العامة عن طريق تخصيص الموارد العامة المحدودة لتحقيق أكبر فائدة لأكبر عدد من الناس، بطريقة تضمن استخدام الموارد العامة بطريقة تلبي احتياجات مجموعات واهتمامات مختلفة، بما يعزز المصلحة العامة.
3- التوجيه نحو الخدمة
تُعتبر الإدارة العامة موجهة بشكل أساسي نحو الخدمة العامة، لأن الهدف منها هو تقديم خدمات تلبي احتياجات وتوقعات الجمهور، وبالتالي فهي تقر بوجود الحكومة لخدمة المواطنين، وضرورة تقديم الإدارة العامة بطريقة تراعي متطلبات المستفيدين وتضعهم في مركز الاهتمام.
تتميز الإدارة العامة الموجهة نحو الخدمة بالعمل على فهم احتياجات العملاء والجمهور وتلبيتها وتقديم خدمات عالية الجودة وفعالة، مع إتاحة الخدمات لجميع أفراد المجتمع دون تمييز بغض النظر عن حالتهم الاجتماعية أو موقعهم الجغرافي.
4- الالتزام بالقوانين والأنظمة
تعمل الإدارة العامة في إطار قانوني صارم، إذ لا تخرج عن أُطر اللوائح الحكومية والقوانين الإدارية والدستور وقواعد المساءلة الحكومية، وبالتالي تصبح القرارات الصادرة منها أقل مرونة مقارنة بالقطاع الخاص.
كما تحدد تلك اللوائح والقوانين ما يجب على الإداريين العامين القيام به لتنفيذ مهامهم بطريقة صحيحة، وتفرض عليهم الالتزام بالمبادئ القانونية والأخلاقية التي تنظم دورهم في القطاع العام، إذ تشمل تلك المعايير جوانب مثل تضارب المصالح، ومكافحة التمييز، وغيرها من القواعد التي تضمن أن يكون سلوك المسؤولين واضحًا، وخاضعًا للمساءلة، ومتوافقًا مع القانون.
5- الطبيعة البيروقراطية
تتسم الإدارة العامة بطبيعتها البيروقراطية، نظرًا لاعتمادها على نظام يأخذ شكل الهيكل الهرمي يوضح مستويات القيادة وكيفية توزيع المسؤوليات بطريقة منظمة، ومن المنوط به اتخاذ قرارات معينة، وما هي الإجراءات التي يجب أن يقوم بها كل مسؤول، وهي البيروقراطية التي تقلل من الالتباس إلى حد كبير، وتضمن الاتساق في تنفيذ الأعمال، وتلعب دورًا في اتخاذ القرارات بشفافية مع إتاحة مشاركة الجمهور.
6- المساءلة أمام الجمهور
في الإدارة العامة، هناك مجموعة من الممارسات تساعد على استخدام الموارد العامة بكفاءة وفعالية، وعلى مساءلة الإداريين العموميين عن قراراتهم وتصرفاتهم تعزيز المساءلة أمام الجمهور، وذلك بالاعتماد على إدارة شفافة، واستجابة فعالة، ومسؤولية في استخدام الموارد العامة، تشمل تلك الممارسات: الرقابة المستقلة، مشاركة الجمهور، قياس الأداء، الأخلاق والنزاهة، الامتثال للقوانين.
وتعزز الإدارة العامة من الشفافية عند اتخاذ القرارات عبر الوسائل التي تمكّن المواطنين من التعبير عن آرائهم مثل: الاستبيانات والاستطلاعات، وسائل التواصل الاجتماعي، لجان استشارية للمواطنين، المشاورات، اجتماعات الدوائر البرلمانية.
7- الكفاءة في استخدام الموارد العامة
تركز الإدارة العامة على تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة، سواء من الوقت أو الأموال أو الكوادر البشرية، وذلك من خلال اعتماد أساليب وممارسات فعالة مثل أدوات قياس الأداء، تحسين العمليات، تحليل التكاليف والفوائد، الأتمتة والتقنيات الحديثة، إدارة الموارد البشرية بطريقة سليمة.
تساعد هذه الأساليب على تعزيز إنتاجية الإدارة العامة مع أقل تكلفة ممكنة من أجل الحفاظ على الموارد، حتى تصبح الخدمات والبرامج العامة أكثر كفاءة.
8- المرونة والقدرة على التكيف
تمتاز الإدارة العامة الفعالة بمرونتها وقدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة، سواء كانت تلك التغيرات في البيئة أو التكنولوجيا أو في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية أو في الأولويات السياسية والبيئة السياسية، فمن خلال هذه المرونة يمكن للإدارة العامة تعديل السياسات والبرامج والممارسات لمواجهة التحديات الجديدة، فيصبح هناك استعداد لتبني أساليب جديدة، والتعلم من الأخطاء السابقة، وتحسين الأداء والخدمات بشكل مستمر، بما يضمن مواكبتها للتحديات والفرص الجديدة وتحسين خدماتها لتلبية احتياجات الجمهور.
استقطب الكفاءات التي تضع شركتك في المقدمة مع صبّار
سواء كنت تبحث عن موظفين مبتدئين، متخصصين، أو قيادات عليا، نحن في صبّار للتوظيف نساعدك على بناء فرق عمل قوية قادرة على تحقيق أهدافك بسرعة وكفاءة، لتدفع شركتك نحو القمة وتعزز استقرارها.
تمتلك صبّار قاعدة بيانات ضخمة لمجموعة من المرشحين هم الأكفأ في جميع التخصصات، من الجنسين، السعوديين والأجانب، المؤهلين للعمل وفقًا لظروف عملك سواء بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو أون لاين، كما تمكنك من الاستفادة من خدمات التوظيف الفعالة التي تساعدك على تنفيذ عملية التوظيف في وقت قياسي.
الخاتمة:
تمثل الإدارة العامة الإطار الذي تُدار من خلاله شؤون الدولة ومؤسساتها الخدمية، فهي عملية تنظيم وتنسيق تهدف إلى تحويل القوانين والسياسات الحكومية إلى برامج ومشاريع يستفيد منها المواطنون في قطاعات التعليم والصحة والأمن والنقل وغيرها.
وتركز الإدارة العامة على التخطيط، وإدارة الموارد البشرية والمالية، ومراقبة الأداء لضمان تقديم خدمات عادلة وفعّالة. كما تعمل على تحسين الإجراءات داخل الوزارات والهيئات، وتعزيز الشفافية، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد العامة، إلى جانب دورها في التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع لتحقيق أفضل النتائج للمواطنين.
وتتضمن الإدارة العامة مجموعة واسعة من الوظائف تشمل إعداد الميزانيات، وإدارة الموظفين، والإشراف على الخدمات العامة، وتنسيق الجهود أثناء الأزمات، والتواصل مع أصحاب المصلحة لضمان توافق السياسات مع احتياجات المجتمع.
كما تتسم الإدارة العامة بخصائص واضحة مثل الطابع الحكومي، والالتزام بالقوانين، والاعتماد على البيروقراطية المنظمة، مع التركيز على المصلحة العامة والخدمات الموجهة للمواطنين. وتحرص الإدارة العامة على الكفاءة والمساءلة والمرونة، من خلال تطبيق أدوات لقياس الأداء وتحسين العمليات وتبنّي التقنيات الحديثة، مما يساعد المؤسسات الحكومية على التطور المستمر والاستجابة للتحديات الجديدة وتقديم خدمات عالية الجودة.
