كيف اسوي دراسة جدوى؟ من الأسئلة التي تتبادر إلى أذهان المبتدئين في مجال إدارة المشاريع ممن يسعون لمعرفة كيفية بدء مشروع وتنفيذه وإنهائه بنجاح، إذ تُعد دراسة الجدوى بمثابة الأساس الذي ترتكز عليه خطة المشروع، ومن خلالها تتمكن المؤسسات من معرفة ما إذا كان المشروع قابلاً للتنفيذ قبل استثمار الوقت والموارد فيه، فضلًا عن أهميتها في تقييم جدوى المشروع من الناحية المالية والتقنية وإمكانات السوق بهدف تقليل مخاطره إلى أدنى حد وتعزيز فرص نجاحه، وفي هذا المقال نشرح بالتفصيل كيفية إعداد دراسة جدوى.
كيف اسوي دراسة جدوى:
تتطلب عملية دراسة الجدوى تنفيذ مجموعة من الخطوات المنهجية التي تضمن معرفة جدوى المشروع من جميع الجوانب لاتخاذ أفضل قرار بشأن الاستثمار فيه، تشمل تلك الخطوات ما يلي:
1- نطاق الدراسة
أول ما ينبغي فعله عند إجراء دراسة الجدوى هو تحديد نطاق الدراسة بوضوح، والاتفاق حوله مع جميع أصحاب المصلحة لضمان عدم إغفال أي جانب قد يؤدي إلى حدوث مشكلات ضخمة تهدد استمرار المشروع فيما بعد.
تتطلب هذه الخطوة تحديد مجموعة من العناصر وهي:
- الأهداف: لا بد من تحديد الهدف الرئيسي من المشروع والقيمة التجارية أو النتائج التي تريد تحقيقها للعملاء.
- المخرجات: يجب معرفة ما إذا كان سينتج عن المشروع منتج نهائي محدد، وهل هناك عدة مخرجات.
- العملاء: يتم تحديد احتياجات العملاء، وما إذا كان هناك عملاء داخليين أو خارجيين ينتظرون تنفيذ هذا المشروع.
- الجدول الزمني: يتم تحديد الجدول الزمني المُقدر للمشروع، وما إذا كان هناك مراحل أو نقاط تحكم زمنية.
2- إجراء تحليل مبدئي
بعد تحديد نطاق الدراسة وقبل إجراء دراسة الجدوى رسميًا، لا بد من إجراء تحليل مبدئي من أجل وضع مخطط واضح للمشروع، ولتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء دراسة جدوى كاملة أم لا، وبناءً على نتائج التحليل يتم إعداد الجزء الأول من دراسة الجدوى، وبالتالي تتطلب هذه المرحلة جمع المعلومات عن طريق مراجعة الوثائق ذات الصلة، وإجراء مقابلات مع الموظفين الرئيسيين، واستطلاعات العملاء أو المستخدمين المحتملين، ثم تحديد الخطة والعقبات المحتملة، وذلك على النحو التالي:
تحديد الخطة
عند تحديد خطة المشروع، يجب تدوين التفاصيل العامة مثل أهداف المشروع والنتائج المتوقعة، متطلبات المشروع من حيث الوقت، والميزانية، والخبرة المطلوبة، القيمة المُقترحة، الحاجة غير الملباة التي يُطلق من أجلها المنتج أو الخدمة، الجمهور المُستهدف، المسار المتوقع للعمل، مع تقييم مدى توافق المشروع مع الأهداف العامة للمؤسسة، وذلك من أجل وصف المشروع وإبراز أهميته في نبذة بسيطة، ويُعد ذلك بمثابة الأساس للخطوات التالية في دراسة الجدوى، والتي تساعد على دعم المشروع.
تحديد العقبات المحتملة
في هذا العنصر، يجب توضيح ما إذا كانت هناك أي عوائق محتملة قد تكون مستحيلة على المؤسسة تجاوزها من أجل استكمال المشروع، لأن اكتشاف أي عقبات غير قابلة للحل قد تؤدي إلى إيقاف المشروع أو حتى دراسة الجدوى نفسها، مثل ارتفاع التكلفة أو عدم القدرة على التسويق الفعال، وغير ذلك من التحديات.
تُعد هذه الخطوة بالغة الأهمية، لأن اكتشاف أي فشل محتمل مبكرًا يوفر على المؤسسة الكثير من الموارد، ويوفر على فريق العمل الوقت والجهد لاحقًا، وفي حال عدم العثور على أي عقبات مستحيلة، يمكن المضي قدمًا في الدراسة.
هل تبحث عن مدير مشروع قادر على قيادة فرقك لتحقيق أهداف الشركة بدقة واحترافية؟ نحن في صبّار للتوظيف نضمن لك توظيف أفضل الكفاءات في إدارة المشاريع الجاهزين للانضمام فورًا.

3- إعداد قائمة الدخل المتوقعة
في هذه الخطوة، يتم إعداد قائمة الدخل المتوقعة، وهي الوثيقة التي توضح مقدار ما يتوقع أن يحققه المشروع خلال فترة زمنية محددة، إذ تشمل هذه القائمة الإيرادات المتوقعة والمصروفات المتوقعة، وهي بالغة الأهمية في تمكين المؤسسة من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المشروع.
عند إعداد قائمة الدخل، يجب الأخذ في الاعتبار الخدمات المطلوبة لتنفيذ المشروع، وتكلفتها، فضلًا عن التعديلات المُحتملة في الإيرادات مثل التعويضات أو الاستردادات.
تتعدد طرق تقييم الأثر المالي للمشروع ما بين استخدام معايير الصناعة، وتحليل البيانات التاريخية، وجميعها تساعد في تقييم الجدوى المالية للمشروع واتخاذ قرارات مبنية على معلومات دقيقة، وبالتالي يتمكن أصحاب المصلحة من فهم العائد على الاستثمار المتوقع، ومن ثم اتخاذ قرار الاستمرار في المشروع أو التوقف عنه.
4- إجراء مسح للسوق
هذه الخطوة أساسية لنجاح دراسة الجدوى، إذ يتعين على المؤسسة جمع البيانات والرؤى المهمة حول السوق والجمهور المستهدف، من أجل فهم البيئة التي ستعمل بها، وكيف يمكن للعوامل الخارجية التأثير على المشروع، لذلك لا بد أن يكون هذا التحليل شاملًا قدر الإمكان للحصول على رؤى واضحة حول الإيرادات والعائد على الاستثمار الذي يمكن توقعه من المشروع، وما إذا كان المنتج المقرر طرحه قادر على النمو داخل السوق المُستهدف.
تتعدد الطرق التي يمكن استخدامها في إجراء مسح السوق، أبرزها الاستبيانات سواء بالتواصل المباشر مع العملاء المحتملين أو بالاعتماد على بيانات من مصادر ثانوية، مثل الاستبيانات الصادرة من جهات أخرى، إضافة إلى المقابلات ومجموعات التركيز للحصول على انطباعات مباشرة من العملاء المحتملين، وكذلك تقارير السوق الجاهزة التي تقدم نظرة شاملة حول السوق وتساعد على اتخاذ قرارات مبنية على البيانات.
يجب أن يتضمن مسح السوق مجموعة من العناصر وهي:
الطلب والحجم
لا بد من تحديد مدى حاجة السوق إلى المنتج لمعرفة مدى سهولة بيعه، مع تحديد الموارد المطلوبة من أجل اتخاذ قرارات توزيع مستنيرة.
الخصائص الديموغرافية
يُعد التعرف على الخصائص الديموغرافية للجمهور المستهدف خطوة بالغة الأهمية في تصميم منتجات تناسبه، وتخطيطها وتوزيعها بكفاءة، وهو ما يتطلب معرفة بعض المعلومات حوله مثل المسمى الوظيفي، والخلفية التعليمية، والاحتياجات، والتفضيلات، والسلوك، والحلول البديلة التي يستخدمها الجمهور المستهدف.
تحليل المنافسين
يجب أن يتضمن مسح السوق تحليلًا للمنافسين الحاليين أو المنافسين المحتملين الذين قد يطورون منتجات أو خدمات مشابهة من أجل فهم من هم وماذا يقدمون، وهو ما يتطلب إجراء مقابلات مع عملائهم لمعرفة ما يحبونه وما يكرهونه في منتج المنافس، والتسجيل في منصتهم وحصر الميزات المختلفة التي تغطيها منتجاتهم، والإطلاع على مراجعاتهم عبر مختلف المنصات.
الحصة السوقية
من المهم أن تعرف المؤسسة نسبة السوق التي يمكن أن يحصل عليها المنتج أو الخدمة من بين الخيارات المتعددة أمام العملاء، فإذا كان السوق متشبع بالمنافسين الأقوياء، فلن يحصل المنتج على حصة كبيرة في السوق والعكس صحيح.
5- إجراء التحليل المالي
من خلال التحليل المالي، تحصل المؤسسة على رؤية شاملة حول مدى الجدوى الاقتصادية للمشروع المقترح، إذ يركز هذا التحليل على تحديد التكاليف المحتملة للمشروع والإيرادات المتوقع تحقيقها منه، حتى يتسنى معرفة احتمالية الربحية والمخاطر المالية المرتبطة بالمشروع، حتى لا يتم الاستثمار في مشروع لا يحقق الأرباح المرجوة.
ينقسم التحليل المالي إلى جانبين رئيسيين وهما:
التحليل المالي العام
يحدد التحليل المالي العام تكاليف البنية التحتية، وإجمالي تكلفة التطوير، والإيرادات المتوقعة خلال السنوات المقبلة، وتشمل مخرجاته: ملخص بيان الدخل المتوقع، وبيانات الميزانية العمومية، والتوقعات المالية، والتدفقات النقدية، وتحليل الالتزامات، والعائد على الاستثمار.
يتطلب إجراء التحليل المالي العام تعاون أقسام المالية والموارد البشرية والتسويق والمبيعات والهندسة.
اقتصاديات الوحدة
يحسب هذا الجزء ربحية العميل الواحد ويحدد قيمة العميل مدى الحياة مقابل تكلفة اكتسابه، وإذا كانت تلك القيمة أكبر ثلاث مرات من تكلفة الاكتساب، فهذا دليل على تحقيق المشروع النمو المستدام.
وبناءً على البيانات المالية الناتجة عن التحليل، يمكن تحديد حجم الموارد المالية التي يحتاجها فريق العمل لتنفيذ المشروع.
6- تحليل الجدوى الفنية
يفيد تحليل الجدوى الفنية في معرفة ما إذا كانت المؤسسة تمتلك الموارد التقنية اللازمة لتنفيذ المشروع، لتجنب ظهور أي عقبات تقنية غير متوقعة، وتتطلب هذه الخطوة القيام بما يلي:
- تقييم المتطلبات التقنية ومدى توفرها.
- تحديد التحديات التقنية المحتملة التي قد تعيق عملية التطوير.
- تحديد مدى امتلاك فريق العمل الخبرة التقنية اللازمة أو إذا كان هناك حاجة للتوظيف أو التدريب.
- وضع الاستراتيجيات اللازمة لمواجهة المخاطر التقنية المحتملة.
7- تحليل الجدوى التشغيلية
يسلط تحليل الجدوى التشغيلية الضوء على القدرات التشغيلية التي تمتلكها المؤسسة وتمكنها من تنفيذ المشروع بنجاح واستدامته على المدى الطويل، وهو ما يتطلب تحديد قدرة المؤسسة على تخطيط القوى العاملة والعمليات التشغيلية، فضلًا عن قدرات الإدارة، مع تقييم المخاطر المحتملة ووضع خطط بديلة لتخفيفها، لضمان سير العمليات بسلاسة وتحقيق استدامة المشروع.
8- تحليل المخاطر
جزء أساسي من دراسة الخطوة وهو تحليل المخاطر المحتملة التي قد تظهر خلال تنفيذ المشروع، مع تحديد احتمالية حدوثها وتداعياتها، والاستعداد لها من خلال وضع الاستراتيجيات اللازمة.
تتطلب هذه الخطوة تحديد مختلف المخاطر التي تشمل: المخاطر المالية، المخاطر التقنية، المخاطر القانونية، وتقييم احتمال كل خطر وتأثيره المحتمل، وبناءً على هذا التقييم يتم ترتيب أولويات المخاطر حسب شدتها واحتمالية حدوثها، ثم وضع الاستراتيجيات البديلة لمنع حدوثها أو التخفيف من تداعياتها سواء عن طريق القضاء عليها أو تقليلها أو قبولها أو مشاركتها مع أطراف خارجية.
9- تخطيط تنظيم الأعمال والعمليات
في هذه الخطوة، يتم إعداد تنظيم وعمليات المشروع المقترح وفقًا لما جاء في نتائج تحليل الجدوى التقنية والتشغيلية والاقتصادية، وهو ما يتطلب وضع خطط مفصلة وشاملة تتضمن:
- تكاليف بدء التشغيل.
- الاستثمارات الثابتة.
- تكاليف التشغيل.
تغطي تلك التكاليف مجموعة من العناصر تشمل: المعدات المطلوبة، أساليب التسويق، القوى العاملة، العقارات، النفقات العامة مثل المرافق والضرائب والتأمين، توفر الموارد مثل الموردين وجداول التسعير.
تقدم لك صبّار حلول توظيف متخصصة تضمن توفير المرشحين المناسبين بسرعة وكفاءة لتقليل فترة الشاغر الوظيفي والتأخير في المشاريع.

10- إعداد قائمة الميزانية الافتتاحية
توفر قائمة الميزانية الافتتاحية رؤية حول الوضع المالي للمؤسسة عند بدء المشروع من حيث حجم الأموال التي تمتلكها والمصروفات والإيرادات المتوقعة، وتُعد تلك البيانات أساسًا لاتخاذ قرارات تجارية مستنيرة.
يجب تضمين القائمة بمجموعة من العناصر الأساسية وهي: البنود، المصادر، التكاليف، طرق التمويل المتاحة، وكذلك الالتزامات التي توضح كيفية تمويل كلًا من: المعدات، المباني، تأجير أو شراء الأراضي، تمويل الأصول والحسابات المدينة.
11- مراجعة وتحليل البيانات
بعد تنفيذ الخطوات السابقة، لا بد من مراجعة وتحليل البيانات التي جرى جمعها، وبناءً على نتائج التحليل تتخذ إدارة المؤسسة قرارًا بالمضي قدمًا في المشروع أو التراجع عنه، وهو ما يتطلب التحقق من صحة البيانات المُجمعة مقابل المستندات الأصلية، وتوثيق أي فروق أو تناقضات، مع مراعاة الأهداف التكتيكية للمشروع والأهداف الاستراتيجية الطويلة المدى للمؤسسة.
كما تتطلب هذه الخطوة موازنة المؤشرات الرئيسية، مثل مواعيد الإنجاز، العائد المتوقع على الاستثمار، التحديات المحتملة، معدلات اختراق السوق، وذلك من أجل الحصول على صورة شاملة حول جدوى المشروع.
12- اتخاذ القرار النهائي
وهي الخطوة الأخيرة في دراسة الجدوى، إذ يتم تلخيص جميع النتائج السابقة لاتخاذ قرار الاستثمار في المشروع أو إلغاء فكرته أو إجراء تعديلات لتحسين الجدوى، عن طريق تقييم جدوى المشروع من جميع جوانبه المالية، التقنية، التشغيلية، والسوقية، وموازنة الفوائد والمخاطر المحتملة، مع التأكد من توافق المشروع مع الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.
صبّار بوابتك للوصول إلى المواهب في إدارة المشاريع
ندرك في صبّار للتوظيف أن نجاح أي مشروع يعتمد على الكفاءات التي تديره، وفي ظل ندرة المواهب في إدارة المشاريع، حرصنا على تقديم أفضل حلول التوظيف التي تضمن لك الوصول إلى الكفاءات الأعلى أداءً في إدارة المشاريع، لتضمن أن مشاريعك تُدار بكفاءة، وتحقق النتائج المطلوبة في الوقت المحدد وبالميزانية المخططة.
نمتلك في صبّار قاعدة بيانات ضخمة تلبي لك جميع احتياجاتك من المتخصصين في إدارة المشاريع، من السعوديين أو الأجانب، المتاحين للعمل فورًا بدوام كامل أو جزئي، أون لاين أو من المقر، مع تنفيذ التوظيف في وقت قياسي.

الخاتمة:
لعمل دراسة جدوى فعّالة، يجب اتباع خطوات منهجية تضمن تقييم المشروع من جميع الجوانب لاتخاذ قرار استثماري مدروس. تبدأ العملية بتحديد نطاق الدراسة الذي يشمل الأهداف، المخرجات، العملاء المستهدفين، والجدول الزمني، لضمان وضوح الرؤية وتفادي أي مشاكل مستقبلية. بعد ذلك، يُجرى تحليل مبدئي لجمع المعلومات حول المشروع، تحديد الخطة العامة، وتقييم العقبات المحتملة التي قد تعيق التنفيذ، ما يساعد على وضع الأساس لدراسة الجدوى الكاملة.
تشمل الخطوات التالية إعداد قائمة الدخل المتوقعة وتحليل السوق لفهم الطلب، حجم السوق، والمنافسة، بالإضافة إلى التحليل المالي لتحديد التكاليف والإيرادات المتوقعة، وتحليل الجدوى الفنية والتشغيلية لتقييم الموارد التقنية والقدرات التنظيمية اللازمة. كما يتم تحليل المخاطر ووضع استراتيجيات للتعامل معها، يليها تخطيط العمليات وتنظيم الأعمال وإعداد الميزانية الافتتاحية. أخيرًا، تُراجع البيانات وتحلل للوصول إلى قرار نهائي بشأن المضي قدمًا في المشروع أو -تعديل أو إلغاء الفكرة، مع مراعاة الجدوى المالية، التقنية، التشغيلية، والسوقية، وضمان توافق المشروع مع أهداف المؤسسة الاستراتيجية.










