مين مدى؟
مدى الهوساوي | 103 ساعة في صبّار | خرّيجة لغات وترجمة
مدى إنسانة نشيطة تحبّ تشغل وقتها باللّي يفيدها ويفيد محيطها، وتشوف إن أيّ جهد تبذله الحين راح يعود عليها بالمنفعة في المستقبل. مدى هي إنسانة معطاءة، ومرحة، وتحبّ تترك أثر إيجابي في أيّ مكان تتواجد فيه. 🧡
أكبر مخاوف مدى هو مقابلة الجمهور والخروج من منطقة الرّاحة. لكن بالرغم من طبيعتها الخجولة، إلا إنّها غيّرت من نفسها كثير بعد ما أصبحت شيخة العمل المرن في صبّار.
الآن، مدى تشاركنا قصّتها عن كيف تغلّبت على خوف مقابلة الجمهور. 👇
بداية شرارة التغيير ✨
كنت إنسانة خجولة جدًا، أتوتّر من مقابلة الناس و أخاف أدخل أماكن جديدة ما أعرف أحد فيها، لكن لمّا بدأت العمل بالساعة في صبّار أيقنت إنّ مصيري أمرّ بأماكن و أدوار جديدة. فظلّيت أفكّر: “يا مدى، لو بتستحين وتنطوين على نفسك في بداية كل فرصة عمل تدخلينها، ما راح تمشين بحياتك أبدًا”. وحتّى أتجاوز صفة الخجل مافيه خيار ثاني غير إنّي أطلع من منطقة الراحة. 🏃
كنت واعية إني راح أواجه صعوبات بالبداية بحكم طبيعة شخصيّتي، لكن صبّار فرصة عمل! و التنوّع اللي فيه فرصة لازم أستغلّها. ولأن كان مهم بالنسبة لي إني أفيد الشريك و بنفس الوقت أفيد نفسي وأطوّرها، قررت إني أواجه مخاوفي وابدأ رحلة التغيير �
في خضم التحدّي، دروس حياتيّة
واجهت تحدّي كبير بوظيفة مضيف لأن الدور جديد عليّ، وغلطت أكثر من مرّة في بداياتي. ولأنّي كنت خجولة ولا قد اشتغلت نهائيًا كمضيفة، ما كنت أعرف طريقة العمل.
كان ياخذ منّي وقت حتّى أتعود على المكان و أصير أعرف أتعامل مع اختلافات الناس و كيف أضبط ردود أفعالي بالطريقة اللي تناسب كل شخص يمرّ عليّ.
فمن المواقف اللي أذكرها، كنت في مطعم وكان الإقبال عليه كبير، وجاء عميل على وقت حجزه و أتيحت طاولته، ومع كثرة الزباين أجريت الروتين المعتاد من قياس حرارة و توكّلنا 3 مرات للعميل من غير ما أنتبه! لدرجة قال لي “شوي وتطلبين كرت الأحوال!” 😅
اعتذرت منه و أوصلته لطاولته. فكان من الصعوبات إنّي أتعامل مع العملاء و تصرفاتهم المختلفة يوميًا، إلّا إن مشرفي قال لي كلام ما أنساه ما حييت اللّي هو “لا تخافين من الغلط لأنّك ما قد اشتغلتي بهالدّور، طبيعي جدًا تغلطين، اغلطي… أنا بنفسي أغلط… لكن تعلّمي! لأن العيب مو إنّك تغلطين، العيب إنّك تستمرين بالغلط.” 🧡
من وقتها، قررت أتبنّى هذا المنظور وكان كلّي أمل إنه يساعدني بكل موقف جديد أو أدوار وظيفية ما قد جرّبتها.
صرت مسوقة، وانكسر حاجز الخوف 💪
أحد الأدوار الوظيفية اللي اشتغلتها في صبّار كانت وظيفة مسوقة، وكانت ١٠ أيام فقط إلا إنّي ظلّيت آتذكّر كلام مشرفي السابق وحاولت بكل جهدي إنّي أثبت نفسي بهالدّور. ما وصلت اليوم الخامس إلا وكسبت ثقة ومحبة مشرفتي لدرجة صارت نهائيًا ما تشيّك على شغلي وصاحب المحلّ يشكر فيني و يثني على عملي وفوقها سألني إذا فيه مجال أتثبّت معهم أو لا! 🎉
إني أسمع ردة فعل زي كذا تركت في قلبي أثر إيجابي وحمّستني أستمر بالعمل المرن و أواجه كل تحدّياته وتجاربه. وفعلًا، واجهت مختلف الأماكن والأشخاص في الفرص اللي اشتغلت فيها، والمبهر إنّ صفة الخجل من مقابلة الجمهور بعد العمل كمسوقة بدت تتلاشى وصرت مقدامة جدًا، لحد ما تطوّرت هذي المهارة وتعزّزت فيني.
فخورين في مدى!
الحياة تجارب، لو استمرينا في نفس المكان و بقينا في منطقة الرّاحة ما راح نكبر ونتطوّر. تجربة مدى مع صبّار ذكّرتنا إن السماح للخوف باتخاذ القرارات عننا راح يحرمنا من لحظات و فرص ممكن تغيّر حياتنا للأفضل. شكرًا مدى لكونك أكبر مثال على إن مواجهة مخاوفنا راح توصّلنا لأبعد مدى. 🙏