إذا كنت تعمل في قطاع التجزئة والأعمال التجارية بشكل عام، أنت تدرك التأثير الذي تتركه فترات عدم الاستقرار والتغيرات السريعة على أداء شركتك. خلال هذه الفترات يكون عدم الاستقرار متبادل إلى حدّ ما. فالمستهلك أيضًا تتغير قدرته الشرائية واهتماماته وإقباله على الطلب. السنتين الماضية أظهرت اضطرابًا هائلًا في قطاع التجزئة ومرّت الشركات بمجموعة من التحديات منها تقليص الميزانيات وأعداد الموظّفين، وإغلاقات المعارض، وضعف سلاسل الإمداد والشحن، وحتى التغيّر المتكرر والسريع لاتجاهات وأولويات العملاء .
سواء كانت هذه التغيرات بفعل جائحة أو موسم أو تعديلات في توجّهات الاستهلاك، كثير من الشركات والمتاجر وجدت طريقها للانتعاش. هذه التدوينة تجيب على السؤال:
كيف يمكنك إدارة التغييرات المفاجئة التي تؤثر على قطاع التجزئة؟ وكيف تكون منشأتك مستعدة لها من البداية؟
هذه إستراتيجيات معتمدة لخلق منشأة تتعامل مع التغيير بمرونة :
1) نوّع مورّدينك
جزء من نجاحك في تجارة التجزئة هو توفر موردين داعمين لك. خاصةً وإن أول ما يتأثر في التجارة خلال فترات عدم الاستقرار هو سلاسل الإمداد. وشهدنا هذا الشيء خلال الأشهر الأولى من جائحة كوفيد-19 في 2020. توقفت حركة الشحن الرئيسية وواجهت الشركات الناقلة صعوبة في إيصال المواد للتجار. لكن عندما تضع خطة تتوقع فيها كل الظروف مع مورديك سيكون تأثير فترات عدم الاستقرار أقل. ابدأ بالتالي:
- أعدّ قائمة بالموردين الأساسيين للشركة وقسّم مخزونك بينهم حتى لا يتأثر عملك بالكامل في حال تعطل أحدهم أو فشل في توصيل المواد إليك.
- جهّز مخزون احتياطي مسبق حتى تكون مستعد لأي زيادة في الطلب ولا يؤثر ذلك على عملك في مواسم الذروة.
- وزّع قائمة الموردين ليكون فيها مصادر محلية ودولية حتى لا تتأثر بتوقف الشحن الدولي مثلًا.
- احرص على بناء الشراكات مع شركات في قطاع التجزئة في مجالك حتى تعالج مشكلة توفر المخزون لو واجهتها بشكل مفاجئ. مثلًا شاهدنا المقاهي المحلية تتعاون مع شركات تزود محاصيل البن والمخبوزات بدلًا من استيرادها من مدن ودول خارج البلاد.
2) استعن بفريق عمل مرن
تعد تجارة التجزئة واحدة من الصناعات الاقتصادية الدورية، والمقصود بهذا أنها تتأثر بدورات من الانتعاش أو الركود بناءً على القوة الشرائية للمستهلكين والنقل والشحن وغيرها. التوظيف بالساعة قد يكون حلًا مناسبًا لاستيعاب الطلب المتزايد على الفروع خصوصًا في أوقات الذروة خلال اليوم بحيث تدفع فقط للساعات المنجزة وتتجنب زيادة الدفع لموظّفين لا تحتاجهم في كل وقت.
شركة هامبرغيني واجهت في فترة محدودة تحدّي توظيف 80 موظف في الفريق خلال فترة قصيرة جدًا مع ازدياد الطلب في أوقات الذروة. كانت أدوار الموظفين متنوعة من كاشير إلى موظف لقياس درجة حرارة العملاء. فكرة التوظيف المرن جاءت في الوقت المناسب وأثبتت نجاحها حيث تمكّنت هامبرغيني من تغطية احتياج التوظيف في 33 فرع في الرياض وجدة بنسبة 98% بدون توظيف موظّفين بدوام كامل
3) اهتم بصحة موظفيك
حتى مع عدم وجود الجائحة، مهم إنك تحرص على صحة الموظفين خاصةً الذين يعملون بشكل مباشر مع العملاء أو توصيل الطلبات. صحة العاملين منها توفير ظروف مناسبة لهم في العمل وخارجه ودعمهم بالخدمات الصحية في كل حين، بهذا أنت تقلل أيام الإجازات المرضية وتحافظ على سمعة منشأتك.
بالإضافة إلى ذلك، تأكد من تنظيم ساعات عمل متجرك للسماح بالتنظيف والتعقيم (خاصةً في فترات تطبيق الاحترازات الصحية لمواجهة جائحة أو انتشار عدوى) وذلك لحماية المتسوقين والموظفين على حدٍ سواء.
4) استثمر في التسويق
- كن متواجدًا على الشبكات الاجتماعية ووفر العروض وحافظ على التواصل المستمر مع العملاء. يمكنك أيضًا إرسال نشرات بريدية، وتقديم تجارب ترفيه وتوعية حتى وإن لم تكن مرتبطة بما تقدمه بشكل مباشر. واستفد من بيانات التواصل مع العملاء لإرسال أخبار العروض والتخفيضات عبر الرسائل النصية والواتساب.
- حافظ على قدرتك التنافسية عن طريق التعرّف على احتياجات العملاء المتغيرة وتحفيزهم بتواجدك الرقمي خاصةً إذا كنت أسست متجر إلكتروني وترغب بتحفيز الطلب المباشر.
- نوّع استراتيجية التسويق لتتناسب مع فئات الجمهور سواءً كانوا يفضلون التسوّق أونلاين أو من المتاجر وخاصة في أوقات المواسم. وهذا يعني أن تكون متواجدًا بالشكل المناسب في اللحظة المناسبة.
- نشّط برامج الولاء مع إضافة التعديلات على شروط الخدمة مثل وقت الاسترجاع والتبديل، وطرق الدفع، والعضويات المجانية ودعوات الأصدقاء.
خلال فترات التغيير وعدم الاستقرار تتفاوت الأولويات وتختلف طرق تقديم المنتجات وبيعها. لكن لا يجب أن يؤثر ذلك على أداء متاجر التجزئة بشكل عام. إذا أتقنت التخطيط والتهيئة لهذه الفترات ستمر بأقل التحديات، وتحصل شركتك أو متجرك على ميزات تنافسية -تخليك دايمًا على البال- عند العملاء.
