يُعد التطور الوظيفي مسعى للكثير ممن بدءوا للتو حياتهم المهنية، إذ يرغب كل موظف في تنمية مهاراته وقدراته بما يساعده على تحقيق التقدم في المهنة التي اختارها والانتقال إلى مناصب أعلى برواتب أفضل، وقد يجد البعض أن بلوغ هذا الهدف أمرًا شاقًا، ولكن من خلال التخطيط الصحيح وتثقيف الذات المستمر وتنمية وصقل المهارات، يصبح التطور الوظيفي أمرًا واقعيًا، لذلك نوضح في هذا المقال تعريف التطور الوظيفي وأهدافه ومراحله وأنواعه وأهميته ومظاهره والمهارات المطلوبة والعوامل المؤثرة فيه، وكيف يمكن للموظفين وأصحاب الأعمال تحقيق التطور الوظيفي.
ما هو برامج تطوير المسار المهني؟
يُعرف برنامج تطوير المسار المهني أو التطور الوظيفي بأنه عملية استباقية مستمرة مدى الحياة يقوم بها الموظف بشكل أساسي من خلال اختيار مهنة ووضع أهدافًا مهنية طويلة الأجل تتمثل في تطوير المسار المهني عن طريق التعليم والتدريب الوظيفي والتوجيه بهدف اكتساب خبرة عمل جديدة.
وعندما يبدأ الموظف في تعلم المزيد عن مهنته، يمكنه الاستمرار في تطوير مهاراته واكتساب خبرات أكبر واكتشاف المزيد عن المسار الوظيفي الذي يسعى للوصول إليه، وهو ما يفتح له الطريق لتقلد المناصب القيادية، مع الاستمرار في عملية التطوير الوظيفي حتى بلوغ سن التقاعد.
وعلى الرغم من أن الموظف هو المسؤول الأول عن تطوير مساره الوظيفي؛ إلا أن للمؤسسة التي يعمل بها دورًا في تحقيق ذلك، إذ تقوم الكثير من المؤسسات باستثمار الوقت والموارد في موظفيها لتنمية مهاراتهم وزيادة الاحتفاظ بهم.
ندعوك للتعاون مع منصة صبّار القادرة على دعم مؤسستك بأفضل المرشحين داخل المملكة العربية السعودية، فمن خلالها ستجد الكفاءات والمواهب التي تبحث عنها، والتي تساعدك على إبقاء مؤسستك في الصدارة.
أنواع التطوير المهني:
ينقسم التطوير الوظيفي إلى عدة أنواع تختلف باختلاف مصدر التطوير، وذلك على النحو التالي:
1- التطوير الوظيفي الفردي
يُسمى هذا النوع أيضًا باسم التطوير الموجه ذاتيًا، وفيه يتخذ الموظف زمام المبادرة بتطوير ذاته في مهنته ويتحمل مسؤولية هذه العملية، إذ يبحث بنشاط عن فرص التطوير عن طريق القيام بالآتي:
- الالتحاق بالدورات التدريبية وورش العمل والحلقات الدراسية، لأجل تطوير المهارات الفنية والناعمة في المجال الوظيفي.
- تعزيز المعارف في المجال الوظيفي عبر قراءة الكتب والمنشورات والمدونات المتاحة على الإنترنت.
- حضور المؤتمرات والأحداث والاجتماعات المتعلقة بالمجال للتواصل مع الخبراء فيه.
- التواصل مع الخبراء والمدربين والموجهين داخل المؤسسة للحصول على معلومات قيمة حول كيفية التطوير الوظيفي.
- البحث عن فرص التطوير داخل المؤسسة من خلال تولي مسؤوليات جديدة في المشاريع أو اللجان أو فرق العمل، بما يساعد على صقل المهارات والخبرات.
2- التطوير الوظيفي التنظيمي
وهي فرص التطوير الوظيفي التي تقدمها المؤسسات لموظفيها والتي تتوافق في نفس الوقت مع أهدافها، وتشمل إلحاق الموظفين بدورات تدريبية لتطوير مهاراتهم، أو سداد رسوم الدورات التدريبية الخارجية التي يلتحق بها الموظفون، أو الاستعانة بالمهنيين ذوي الخبرة في تقديم برامج إرشادية رسمية أو غير رسمية.
3- التطوير القائم على التعلم
يشير هذا النوع إلى التعليم الإضافي الذي يساعد على تعزيز معارف الموظف وتزويده بالخبرات المتخصصة، إذ يقوم الموظف باستكمال التعليم الرسمي من خلال الالتحاق ببرامج الدبلوم بهدف تحسين المهارات في مجال محدد، أو الالتحاق بالدراسات العليا للحصول على درجة الماجستير ثم الدكتوراه، أو الالتحاق بالدورات التدريبية غير الرسمية عبر الإنترنت أو المعسكرات التدريبية من أجل تطوير المهارات المطلوبة.
4- التطوير من خلال الجمعيات المهنية
يمكن للموظف تحقيق التطوير الوظيفي من خلال تطوير علاقاته خارج نطاق المؤسسة، إذ يبادر بالانضمام إلى المجموعات المهنية والمنظمات التجارية والرابطات الصناعية، وجميعها تساعد على الوصول إلى فرص التوجيه ومجالس الوظائف والمؤتمرات ومناسبات الربط الشبكي.
5- التطوير من خلال الانتقال
في هذا النوع، يحقق الموظف التطوير الوظيفي من خلال الانتقال عبر الوظائف والأقسام والوحدات التنظيمية بهدف التعرض للمزيد من المسؤوليات والتحديات والثقافات، والتي تساعد على إكسابه مهارات جديدة.
مهارات التطوير الوظيفي:
هناك مجموعة من المهارات التي يجب اكتسابها من أجل تحقيق التطور الوظيفي، وتشمل ما يلي:
1- المهارات التكنولوجية
باتت المهارات التكنولوجية ذات أهمية قصوى نظرًا لاعتماد معظم المهن في مختلف الصناعات على التقنيات الحديثة، وهي تشير إلى قدرة الموظف على استخدام أدوات أو برامج معينة لإكمال المهام ومن ثم إنجازها بشكل أسرع، لذلك من الضروري أن يتسلح الموظف بتلك المهارات التي تضيف إلى قيمته وتساعده على تحقيق التطور الوظيفي المنشود.
2- المهارات اللغوية
نظرًا لزيادة العولمة في عالم الأعمال، بات امتلاك المهارات اللغوية وإجادة العديد من اللغات الأجنبية مطلبًا أساسيًا لدى أصحاب الأعمال الذين يركزون على تعيين موظفين قادرين على التواصل بطلاقة مع العملاء في الأسواق المحلية والدولية، وهو ما يعزز من فرص التقدم الوظيفي.
3- القدرة على حل المشكلات
حتى ينجح الموظف في تطوير مساره المهني؛ يجب أن تكون لديه مهارة القدرة على حل المشكلات والتي تساعده على العمل في أصعب الظروف، عن طريق الموازنة بين الحلول واختيار الأفضل منها مع مراعاة العواقب، وذلك من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة، فمن خلال هذه المهارة يثبت الموظف لأصحاب العمل قدرته على تولي المسؤولية وتوجيه الآخرين ومواجهة المشكلات.
4- مهارة القيادة
يُعد امتلاك مهارة القيادة أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق التطوير الوظيفي، إذ يلفت الموظف الذي يمتلك هذه المهارة أنظار أصحاب العمل إليه نظرًا لقدرته على تحفيز الزملاء لتحقيق الهدف المشترك وبلوغ النجاح، وحرصه على تشجيع العمل الجماعي واتخاذ قرارات حاسمة.
5- التفكير النقدي
تُعد مهارة التفكير النقدي من المهارات التي تفصل بين الموظف العادي والموظف المميز، إذ تشير إلى قدرة صاحبها على تحليل المعلومات أو الأفكار بطريقة موضوعية والنظر بعمق في المشكلات ومن ثم ابتكار أفكار جديدة وإيجاد حلولًا جذرية للمشكلات التي تظهر، وهو أمرًا مرغوبًا بشدة لدى أصحاب العمل.
6- مهارات التواصل
وهي من أكثر المهارات أهمية في رحلة التطوير الوظيفي، وامتلاك الموظف مهارات التواصل يدل على أنه قادرًا على التواصل مع الآخرين بشكل فعال والاستماع النشط لهم وفهم وجهات نظرهم واحترامها والتعبير عن أفكاره بطريقة واضحة، وبالتالي تساهم تلك المهارات في زيادة تأثير الموظف داخل المؤسسة.
7- إدارة الوقت
يولي القادة وأصحاب الأعمال اهتمامًا خاصًا بالموظف الذي يمتلك مهارة إدارة الوقت ويضعونه في الاعتبار عند إصدار قرارات الترقية، إذ تدل هذه المهارة على أن الموظف ينجح في استخدام وقته بكفاءة ويحقق أقصى استفادة من ساعات العمل المتاحة له، وهو ما يساعده على الوفاء بالمواعيد النهائية للمهام وتحقيق أفضل النتائج في أقل وقت ممكن.
8- العمل الجماعي والتعاون
يُعد امتلاك مهارة العمل الجماعي والتعاون عاملًا أساسيًا في تحقيق التطور الوظيفي، فمن يمتلك هذه المهارة يستطيع العمل مع الآخرين من أجل بلوغ الهدف المشترك، كما يتعاون مع أعضاء الفريق عند مواجهة التحديات.
9- القدرة على التكيف
ينجح الموظف في الحصول على ترقيات وتطوير مساره المهني عندما يمتلك مهارة القدرة على التكيف والتي تمكّنه من مواجهة التغييرات التي تحدث سواء في السوق أو في العمليات داخل المؤسسة أو التكنولوجيا الجديدة، فهذه المهارة تعنى أنه مرنًا وهادئًا بما يكفي وقادرًا على مواكبة أي تغير والتعامل مع مختلف الضغوط بمرونة.
10- الذكاء العاطفي
وهي مهارة مهمة لتحقيق التطور الوظيفي، إذ أن صاحب هذه المهارة قادرًا على التعرف على مشاعره وإدارتها وفهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم عند وضع نفسه مكانهم في أي موقف، وهو ما يؤثر على سلوكه وطريقته في التعامل مع مختلف المواقف، ويساعده على إدارة التوتر وخلق علاقات إيجابية مع الزملاء في العمل.
مراحل التطوير الوظيفي:
تمر عملية التطوير الوظيفي بعدة مراحل أساسية تتمثل فيما يلي:
1- مرحلة التقييم
في مرحلة التقييم، يحدد الموظف أهدافه المهنية، كما يحدد نقاط قوته وضعفه وأولوياته في حياته المهنية واهتماماته وأنواع المهام التي يستمتع بها بشكل أكبر، وبعد تحديد ذلك يقوم بوضع خطة لتطويره الوظيفي.
2- مرحلة الاستكشاف
بعد أن يعرف الموظف ما هي قيمه ونقاط قوته وضعفه، يبدأ في تحديد المنصب الذي يرغب في الوصول إليه مستقبلًا والذي يناسب شخصيته واهتماماته، وما إذا كان يتطلب مؤهلات أو شهادات محددة، وهل يمكنه التعلم من خلال شخص يعمل معه بالفعل أم يحتاج إلى الالتحاق بدورة تدريبية تعزز من مهاراته.
3- مرحلة تحديد الأهداف
في هذه المرحلة، يحدد الموظف أهداف التطوير الوظيفي الخاصة به، والتي يجب أن تكون واقعية ومحددة وقابلة للقياس وذات صلة وقائمة على الوقت، مع تنظيم تلك الأهداف كخارطة طريق مع بعض الأهداف الأصغر الموجهة نحو المهام.
4- مرحلة اتخاذ الإجراءات
يقوم الموظف في هذه المرحلة باتخاذ الإجراءات التي تساعده على تحقيق الأهداف المُحددة، إذ يبدأ في تنفيذ خطة التطوير الوظيفي عن طريق التعلم من الأشخاص ذوي الخبرة في مجاله، وحضور الأحداث الوظيفية في هذا المجال للتعرف على الخبراء فيه ومعرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عنه.
5- مرحلة التقييم المتكرر
يُعد السعي نحو التحسين والتعلم المستمر، من أبرز معالم عملية التطور الوظيفي، لذلك يتعين على الموظف تقييم أدائه في هذه العملية والحصول على تغذية راجعة من المديرين والزملاء حول مراحل محددة، مع سؤال كبار الموظفين حول ما يجب إنجازه من أجل الحصول على ترقية.
أهداف التطوير الوظيفي:
تتعدد أهداف التطوير الوظيفي التي يسعى الموظفون وأصحاب الأعمال لتحقيقها، وتشمل ما يلي:
- تطوير مجموعة مهارات جديدة تساعد على تحسين الأداء وتزيد من فرص الحصول على ترقية وتقلد مناصب قيادية.
- التعليم المستمر والحصول على المزيد من الشهادات خاصة في ظل التطور السريع لجميع الصناعات.
- تعزيز الخبرات التي تعطي أفضلية على المنافسين عند البحث عن فرص وظيفية أفضل برواتب أعلى.
- زيادة القدرة على التكيف مع التكنولوجيات الناشئة ذات الصلة بالصناعة.
- اكتساب الخبرات والمهارات الإدارية والمالية التي تمكّن من إنشاء أعمال تجارية خاصة لاحقًا.
- زيادة رضا الموظفين ومن ثم تقليل معدل الدوران الوظيفي داخل المؤسسة.
- تطوير الأداء داخل المؤسسة وإنجاز المشاريع بنجاح وزيادة رضا العملاء، ومن ثم زيادة المبيعات والأرباح.
- تحسين العلامة التجارية واكتساب سمعة مميزة في السوق التنافسي تساعد على جذب أفضل المواهب.
أهمية التطوير الوظيفي:
تتعدد فوائد التطوير الوظيفي التي تعود على الموظفين والمؤسسات على حد سواء، وهي تشمل ما يلي:
1- زيادة الحافز
كلما نجح الموظف في تحقيق التطوير الوظيفي والوصول إلى المرحلة التي يسعى إليها، ازداد لديه الحافز والشغف لتحقيق المزيد حتى يستمر في بلوغ بقية أهدافه التي لا تنتهي، وهو ما ينعكس على أدائه الذي يتحسن لأنه يدرك أن أهدافه وأحلامه ذات قيمة.
2- زيادة الرضا الوظيفي
يزداد شعور الموظف بالرضا تجاه وظيفته وما يفعله من خلالها عندما تسنح لديه فرص التطور وبالتالي يتقدم في مساره الوظيفي، وهو الشعور الذي يجعله يقرر الاستمرار في المؤسسة ولا يسعى للبحث عن فرصة عمل في مكان آخر.
3- الحصول على رواتب مجزية
من أبرز فوائد التطوير الوظيفي للموظف، أنه يمكّنه من تقلد المناصب العليا والقيادية، تلك المناصب التي يصاحبها زيادة كبيرة في الراتب والمكافآت والحوافز، وهو ما يحسن من الوضع المالي للموظف.
4- تعزيز الثقة في الذات
يؤدي تحقيق التقدم المهني إلى زيادة احترام الموظف وثقته في ذاته، وهو ما يعزز لديه القدرة على مواصلة التقدم نحو تحقيق المزيد من الأهداف المهنية.
5- زيادة الإنتاجية
وهي أبرز فائدة تجنيها المؤسسة التي تعمل على تطوير مهارات موظفيها بغرض تحقيق التقدم المهني، إذ تتحسن إنتاجية الموظف عندما يصبح لديه أهدافًا واضحة وتتوفر له الموارد التي تساعده في تحقيقها ويتمكن من بناء مهارات جديدة وهو ما ينعكس بالإيجاب على إنتاجية المؤسسة بالكامل.
6- زيادة الاحتفاظ بالموظفين
ينتج عن استثمار المؤسسة في موظفيها وتشجيعهم على تحقيق أهدافهم المهنية زيادة معدلات الاحتفاظ بهم، إذ يشعر كل موظف بالسعادة في مكان عمله الذي يوفر له فرص التطور المهني، وبالتالي لا يتطلع إلى الانتقال إلى مكان آخر.
7- جذب أفضل المواهب
تكتسب المؤسسة سمعة طيبة عندما تمنح موظفيها فرصًا للتطوير الوظيفي، وهو ما يساعد على جذب أفضل المواهب إليها لأنهم يجدون أنها مكانًا محفزًا وبيئة عمل جاذبة توفر الفرص التي يبحثون عنها.
8- زيادة الأرباح
عندما توفر المؤسسة لموظفيها الفرص التي تساعد على تطوير مسارهم المهني، يتحسن أداؤهم في العمل وتزداد مشاركتهم به وتزداد إنتاجيتهم ويركزون أكثر على تحقيق أهدافهم، وينتج عن كل ذلك تعظيم أرباح المؤسسة وتعزيز مكانتها في السوق التنافسي.
9- الاستعداد للتخطيط لتعاقب الموظفين
يُعد التطوير الوظيفي من أبرز العوامل التي تفيد المؤسسات عند التخطيط للتعاقب الوظيفي، فعندما تنفذ المؤسسة برنامج تطوير المسار المهني؛ فهي تُعد الموظفين لتولي مناصب أعلى وتدبر أفضل البدائل بشكل استباقي، وهو ما يمنع ترك الوظائف شاغرة في حال استقالة صاحب المنصب، ومن ثم يتعزز الاستقرار التنظيمي داخلها.
10- خلق ثقافة العمل الإيجابية
من خلال تنفيذ برامج تطوير المسار المهني تتمكن المؤسسة من تحسين ثقافة العمل داخلها، نظرًا للنتائج التي تحققها تلك البرامج من تشجيع الموظفين وخلق إحساسًا بالمساءلة داخلهم وتعزيز التعاون بينهم.
مظاهر التطور الوظيفي:
هناك العديد من الدلائل التي تشير إلى أن الموظف يسلك طريقه الصحيح في رحلة تحقيق التقدم الوظيفي، وتتمثل تلك الدلائل فيما يلي:
زيادة المسؤوليات
في الكثير من الأحيان، تُعد زيادة المسؤوليات التي يُكلف بها الموظف دليلًا على تحقيقه تقدمًا في مساره الوظيفي، هذا التقدم الناتج عن تنمية مهاراته مقارنة بما كان لديه في بداية التحاقه بالعمل، وهو ما أدى إلى زيادة كفاءته والتي تتبعها زيادة اعتماد المديرين عليه لتنفيذ المزيد من المهام.
الحصول على ترقيات ومكافآت
يُعد الحصول على ترقيات ومكافآت من أبرز مظاهر التطور الوظيفي، فعندما تقرر المؤسسة ترقية موظف ما إلى منصب أعلى أو منحه مكافآة تقديرًا لمجهوداته؛ فهذا يعني أنه اكتسب المهارات والخبرات اللازمة التي تجعله إضافة قوية لهذا المنصب وجديرًا بهذه المكافأة.
زيادة الراتب
يصاحب التطور الوظيفي زيادة في راتب الموظف تناسب المستوى الوظيفي المتقدم الذي وصل إليه، فكلما بلغ الموظف منصبًا أعلى؛ ازداد راتبه وتحسن وضعه المالي بمرور الوقت.
تولي أدوارًا قيادية
يحقق الموظف تقدمًا وظيفيًا عندما تضع المؤسسة ثقتها فيه لتولي أدوارًا قيادية نظرًا لامتلاكه المهارات القيادية التي تساعده على النجاح في مهامه، كما أن ذلك يُعد دليلًا على أن المؤسسة تخطط لإعداد الموظف لتولي منصبًا قياديًا قريبًا.
مراجعات الأداء الإيجابية
عندما يحصل الموظف على مراجعات إيجابية خلال عملية تقييم أدائه؛ فهذا يعني أنه يُبلي بلاءً حسنًا في رحلة تطوير مساره المهني، وهو ما يجعل المؤسسة تفكر في ترقيته في منصبه.
التكليف بتدريب الموظفين الجدد
قد يقوم الموظف بتكليف من إدارة المؤسسة بتدريب الموظفين الجدد بفضل ما يمتلكه من خبرات ومهارات تواصل ومهارات قيادية فعالة تمكنه من تنفيذ هذه المهمة بنجاح، وهذا مؤشرًا على تحقيقًا تقدمًا وظيفيًا يعزز من فرص حصوله على ترقية في وقت قريب.
العوامل التي تؤثر في التطور الوظيفي:
هناك العديد من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر في التطور المهني للموظفين، وتشمل ما يلي:
1- الخصائص الشخصية
يتأثر التطور الوظيفي للموظف بشخصيته واهتماماته وقيمه ودوافعه، إذ لن يتمكن الموظف من تحقيق أي تقدمًا وظيفيًا ما لم يكن لديه الشغف نحو مجال عمله والرغبة في الانتقال إلى أدوار وظيفية أعلى، كما أن سماته الشخصية هي التي تحدد الوظيفة والمجال الذي يمكن أن يتفوق فيه.
2- المهارات والقدرات
إذا كان الموظف يمتلك مهارات تنظيمية وقيادية ومهارات تواصل فعالة وكذلك المهارات التقنية؛ فقد تزداد فرص نجاحه في تحقيق تقدمه مهنيًا، نظرًا لأهمية تلك المهارات في تحسين الأداء العام داخل المؤسسة، وهو ما يؤدي إلى حصول صاحبها على ترقية تناسب مستوى مهاراته.
تعاون مع منصة صبّار من أجل دعم مؤسستك بذوي المواهب والكفاءات في جميع التخصصات، وإنهاء إجراءات التوظيف سريعًا.
3- التعليم والتدريب
يؤثر مستوى تعليم الموظف والدورات التدريبية التي اجتازها في حياته الوظيفية وفرص حصوله على ترقية، فإذا كان الموظف حاصلًا على شهادة جامعية وقام بتدعيم مهاراته وخبراته بشهادة مهنية؛ فإنه سوف ينجح في تحقيق تقدمًا في مساره المهني.
4- ثقافة المؤسسة
تؤثر ثقافة المؤسسة ووضعها على التطوير الوظيفي للموظف، فقد لا ينجح الموظف في تطوير مساره المهني إذا كان يعمل في مؤسسة لا تتبع هذه الثقافة ولا تعير مجهودات الموظفين اهتمامًا، أو قد يكون الموظف مستوفي جميع شروط الترقية، ولكن وضع المؤسسة لا يسمح له بالتطوير الوظيفي.
5- الخبرات الوظيفية المبكرة
عندما يلتحق الموظف قبل بدء مشواره المهني بتجارب عمل يكتسب منها خبرات مبكرة، فقد ينجح في تطوير مساره الوظيفي بعد الالتحاق بوظيفة ثابتة، إذ توفر له تلك التجارب الخبرة العملية والمهارات التي يمكن تطويرها وتطبيقها على مختلف الوظائف، كما تساعده على تحديد نقاط قوته وضعفه واتخاذ قرارًا صحيحًا فيما يخص المسار الوظيفي.
6- القيود المالية
قد تشكل القيود المالية عائقًا أمام انتقال الموظف إلى مناطق توفر فرص عمل أفضل، فقد لا يتمكن من الالتحاق بأي من تلك الوظائف نتيجة نقص الموارد المالية أو بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة، وهو ما يمثل عقبة في طريق تطوير مساره الوظيفي.
7- القيود الجغرافية
إذا كان الموظف يعيش في منطقة نائية؛ فقد لا يتمكن من حضور المؤتمرات والأحداث الصناعية أو التواصل مع المهنيين في مجاله، وهو ما يحد من تقدمه المهني.
8- الالتزامات الأسرية
قد يتوقف التطور الوظيفي للموظف في حال تعرضه لظروف أسرية أو شخصية قهرية اضطرته للحصول على إجازة من العمل، وهو ما يعطله كثيرًا عن تحقيق الأهداف المهنية المنشودة.
كيفية تحقيق التطور الوظيفي؟
تتعدد أساليب التطوير المهني التي يمكن أن تتبعها لبلوغ أهدافك المهنية، وإليك فيما يلي كيفية التطوير الوظيفي:
1- حدد أهدافك وحياتك المهنية المثالية
إذا كنت تطمح في تحقيق التطوير الوظيفي، فعليك أولًا أن تضع تصورًا حول حياتك المهنية المثالية التي ترغب في الوصول إليها، وهو مستوى التطور الوظيفي الذي يثير شغفك ويتطابق مع نقاط قوتك وضعفك ويحقق لك التوازن بين الحياة والعمل.
كما يتعين عليك أن تحدد أهدافك المهنية والتي يجب أن تتسم بقابلية التحقيق والقياس، وأن تتوافق مع مسارك الوظيفي، وأن يكون لها جدولًا زمنيًا لتحقيقها.
2- تعلم مهارات جديدة
من أبرز أساليب التطور المهني تعلم المزيد من المهارات ذات الصلة بمجال وظيفتك والتي تساعدك على صقل خبراتك فيه وتعزز من فرصك في تولي مناصب قيادية، ومن أبرزها مهارات التواصل والعمل الجماعي والتفكير النقدي والقدرة على حل المشكلات والذكاء العاطفي والقيادة.
3- وسع شبكتك المهنية
بنسبة كبيرة، فإن نجاحك في تطوير مسارك المهني يعتمد على قدرتك على توسيع شبكتك المهنية، وهو ما يمكنك تحقيقه من خلال: حضور المؤتمرات المتعلقة بمجال وظيفتك، الانضمام إلى المنظمات المهنية، التواصل مع المهنيين الناجحين في مجالك، الانضمام إلى مجموعات الشبكات المهنية عبر الإنترنت.
4- استعن بالموجهين
يمكنك الاستعانة بذوي الخبرة في مجالك من المديرين والمستشارين والأعضاء في شبكتك المهنية بصورة دورية مستمرة، من أجل إمدادك بالنصائح التي تساعدك على التقدم في حياتك المهنية.
5- قم بالتسجيل في برنامج التطوير الوظيفي بمؤسستك
عندما تتيح لك مؤسستك فرصة تنمية مهاراتك الخاصة عبر الدورات التدريبية وورش العمل فلا تتردد في اقتناصها، فمن خلال هذه الفرصة ستحصل على تدريب مثمر تتعلم منه مهارات جديدة ويعزز من سيرتك الذاتية.
6- كُن على اطلاع دائم باتجاهات الصناعة
حتى تطور من مسيرتك المهنية؛ يجب أن تكون مواكبًا لأحدث اتجاهات الصناعة ومهاراتها المطلوبة، لذلك احرص على تبني عقلية النمو القائمة على التعلم المستمر عبر الاستفادة من الدورات التدريبية والحلقات الدراسية عبر الإنترنت، واطلب التعليقات من ذوي الخبرة في مجالك وتعلم منها.
7- خذ زمام المبادرة
من أكثر ما يساعدك على تطوير ذاتك مهنيًا؛ حرصك على أخذ زمام المبادرة في العمل، من خلال طلب القيام بمهام إضافية أو مختلفة عن مهامك حين يسمح لك وقتك بذلك، إذ يعزز ذلك من خبرتك، ويجعلك في نظر القادة وأصحاب العمل شخصًا قادرًا على تحمل المسؤولية.
طرق تحقيق التطور الوظيفي لتطوير المؤسسة:
إذا كنت من أصحاب الأعمال؛ فإنه يتعين عليك الاستثمار في تطوير موظفيك لأنه وسيلة فعالة في بناء قوى عاملة منتجة وذات مهارة وكفاءة، وهو ما يساعد على الاحتفاظ بالموظفين ومن ثم تنمية أعمال المؤسسة، لذلك يجب أن تقوم بمجموعة من الإجراءات التي تساعدك على تحقيق التطور الوظيفي داخل المؤسسة، وتشمل ما يلي:
1- رسخ ثقافة التعلم
حتى تساعد موظفيك على تبني هدف التطوير الوظيفي، لا بد من قيامك بترسيخ ثقافة التعلم المتوافقة مع استراتيجيات عملك، ودمجها في القيم الأساسية للمؤسسة، من خلال منح مكافآت وترقيات للموظفين المطورين من أنفسهم، من أجل تشجيعهم على الانخراط في أنشطة التعلم ومشاركة تعلمهم مع زملائهم.
2- قم ببناء مسارات وظيفية للموظفين
عند إلحاق الموظفين الجدد بالعمل، قم بعمل خطة تطوير مهني لكل موظف، تتضمن المؤهلات والمهارات والخبرات المطلوبة للتقدم إلى كل مستوى، حتى يصبح موظفيك قادرين على تصور مستقبلهم مع المؤسسة، وحتى يتمكنوا من مواءمة أهدافهم مع خيارات المسار الوظيفي المتاحة.
3- قيم أداء الموظفين باستمرار
لن تتمكن من معرفة إلى أي مرحلة وصل إليها الموظفين في مسارهم المهني دون أن يقوم المديرين لديك بمراجعات الأداء الفردية المنتظمة مع الموظفين، فمن خلال هذه العملية يعرف كل موظف ما يتعين عليه فعله من أجل مواصلة تقدمه المهني، وقد ينتج عن عملية التقييم هذه إجراء تعديلات في خطط التطوير لمعالجة الأولويات المتغيرة.
4- قم بتوفير فرص التطوير الوظيفي
امنح موظفيك الفرص التي تساعدهم على تطوير مهاراتهم وتعزيز خبراتهم ومن ثم تحقيق التقدم الوظيفي، وتشمل تلك الفرص تقديم الدورات التدريبية وورش العمل داخل المؤسسة، أو يمكنك سداد تكاليف التدريب الخارجي للموظفين، وكذلك تسجيلهم لحضور المؤتمرات المتعلقة بالصناعة.
5- تبني استراتيجية المكافآت
شجع موظفيك وحفزهم على الاستمرار في التطوير الوظيفي من خلال تبني استراتيجية المكافآت القائمة على الاعتراف بمجهودات الموظفين الذين أنجزوا في رحلة التعلم والتطوير ومنحهم مكافآت مالية نظير المعارف والمهارات التي نجحوا في اكتسابها.
6- قم بترقية الموظفين
يجب أن تكون لجهود موظفيك في رحلة التطور الوظيفي مكافأة تتمثل في حصولهم على ترقية في مناصبهم، إذ يثبت لهم ذلك أن التزامهم بالتعلم سيساعدهم على تحقيق أهدافهم المهنية، وهو ما سيخلق الرغبة داخلهم للاستمرار في التقدم وتحقيق المزيد.
7- استعن بموظفين ذوي مهارة وكفاءة
وهو طريقًا آخر يمكن أن تسلكه حتى تعزز من التطور الوظيفي داخل مؤسستك، ويتمثل في الاستعانة بأفضل الموظفين من أصحاب المهارات المطلوبة لتحقيق التقدم الوظيفي، القادرين على تلبية طموحاتهم الوظيفية وطموحات مؤسستك.
وفي هذا الصدد، يمكنك الاعتماد على منصة صبّار صاحبة الريادة في مجال التوظيف داخل المملكة العربية السعودية، والتي سوف تدعم مؤسستك بأفضل المواهب من الجنسين، المتاحين للعمل الفوري في مختلف المجالات وبنظام العمل المناسب لك.
استفد من صبّار في تحقيق التطور الوظيفي
إذا كنت من أصحاب المنشآت الواقعة داخل حدود المملكة العربية السعودية وترغب في تحقيق التطور الوظيفي داخل مؤسستك؛ فإن منصة صبّار هي الخيار الأفضل لبلوغ هدفك المنشود.
فمن خلال تعاونك مع صبّار ستحصل على كل الدعم في بناء قوى عاملة منتجة تساعدك على تحقيق أهداف عملك، إذ تحتوي المنصة على الآلاف من السير الذاتية لمرشحين سعوديين من الجنسين هم الأكثر مهارة وتميزًا بجميع التخصصات، لديهم الاستعداد للعمل الفوري وفقًا لاحتياجاتك الوظيفية وظروف العمل لديك، سواء كان العمل بدوام كامل أو جزئي، وسواء كان من المقر أو عن بُعد.
كما توفر لك صبّار تجربة توظيف ممتازة، إذ تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي التي تقوم بتصفية المرشحين المناسبين لمعاييرك، كما تمكنك من إجراء مقابلات فيديو مُسجلة مع أفضل المرشحين لانتقاء المناسب منهم وإنهاء إجراءات تعيينه سريعًا.
وفي الختام، فإن التطور الوظيفي يلعب دورًا حاسمًا في الحياة المهنية للأفراد وكذلك على مستوى المؤسسات، الأمر الذي يفرض على الطرفين ضرورة إيلاء هذا الأمر اهتمامًا خاصًا من أجل جني فوائده التي لا حصر لها.