الإجراءات التأديبية للموظف تهدف إلى تصحيح السلوكيات الخاطئة وضمان الانضباط. تبدأ بإنذار شفهي ثم مكتوب، وإنذار نهائي إذا استمر المخالف. إذا لم يتحسن الأداء، قد يتم التحقيق واتخاذ عقوبات مثل الإيقاف أو إنهاء العقد. تُتخذ هذه الإجراءات لأسباب مثل السلوك السيئ، الغياب المتكرر، أو انتهاك سياسات الشركة، بهدف تحسين الأداء وحماية بيئة العمل.
على الرغم من أنه من المتوقع أن ينصب تركيز الموظفين في مكان العمل على القيام بمهامهم الوظيفية فقط؛ إلا أن هناك بعض السلوكيات غير المنضبطة أو المتعلقة بالأداء التي قد تصدر من البعض منهم وتستلزم اتخاذ الإجراءات التأديبية حيال مرتكبيها، وهي المهمة التي تقع على عاتق قسم الموارد البشرية في الشركات، إذ يتخذ القسم إجراءات تأديبية صارمة وعادلة وسليمة قانونًا تجاه المخالفين من أجل فرض النظام والانضباط داخل مكان العمل وفي علاقة الموظفين وبعضهم البعض، ولمنع أي سلوك غير مقبول أو غير لائق في العمل، وفي سطور هذا المقال نوضح مفهوم الإجراءات التأديبية للموظف وما هي تلك الإجراءات وأسباب اللجوء إليها والهدف من تنفيذها.
مفهوم الإجراءات التأديبية للموظف:
يشير مصطلح الإجراءات التأديبية للموظف إلى الإجراءات الرسمية التصحيحية التي تتخذها إدارات الموارد البشرية في الشركات ضد الموظفين الذين يظهرون ضعفًا في أداء العمل أو ممن تصدر منهم سلوكيات غير مرغوبة تؤدي إلى انتهاك سياسات مكان العمل وإشاعة الفوضى فيه.
والهدف من اتخاذ الإجراءات التأديبية هو معالجة مشكلات سوء السلوك أو سوء الأداء قبل أن تتفاقم، وتقليل الاضطرابات في مكان العمل إلى أدنى حد، بما يضمن إتاحة الفرصة للموظف المخالف للتحسين ومنع امتداد التأثير السلبي للموظفين الآخرين، ومن ثم حماية مصالح الشركة.
وتعمل الشركات على وضع وإرساء الإجراءات التأديبية وإبلاغ الموظفين بها لضمان فهم الجميع لها، ولأن بموجبها تُتخذ العديد من القرارات التي تتناسب وحجم السلوك المخالف أو الأداء الضعيف، وهي تبدأ بإصدار التحذيرات الشفوية والخطية، وتنتهي بفصل الموظف الذي يستمر في ارتكاب السلوكيات غير المرغوبة.
ما هي الإجراءات التأديبية للموظف:
تختلف الإجراءات التأديبية المُتخذة حيال الموظفين المخالفين من شركة إلى أخرى، ولكن من الضروري أن يكون لدى كل شركة قواعد سلوك محددة ومستويات أداء متوقعة من الموظفين، من أجل معرفة ما يمكن التسامح فيه وما لا يمكن التغاضي عنه، وتتعدد مراحل الإجراءات التأديبية التي يتخذها قسم الموارد البشرية حيال الموظف المخالف بشكل تدريجي، وتشمل ما يلي:
1- التحذير الشفهي
يُعد التحذير الموجه شفهيًا هو أول الإجراءات التأديبية المُتخذة تجاه الموظف المخالف خاصة إذا كانت مخالفته هي الأولى له في مكان العمل، فعندما يلاحظ المدير المباشر أو مشرف القسم مشكلة تتعلق بأداء أو سلوك الموظف؛ يعقد معه اجتماعًا لمناقشة المشكلة ومحاولة فهم سببها، ويجوز له توجيه تحذيرًا شفهيًا للموظف حول سلوكه غير المقبول أو ضعف أدائه.
2- التحذير المكتوب
يوجه المدير المباشر أو المشرف تحذيرًا مكتوبًا للموظف في حال استمرار سوء الأداء أو السلوك حتى بعد إنذاره شفهيًا، وهذا التحذير عبارة عن رسالة نصية مكتوبة تتضمن سبب التحذير والجزاءات المُحتمل توقيعها على الموظف إذا لم يتحسن الوضع، ثم تُختتم بتوقيع الموظف والمدير أو المشرف ليتم توثيقه رسميًا وتوضع في ملف الموظف.
3- التحذير النهائي
في هذا الإجراء، يوجه المدير أو المشرف تحذيرًا مكتوبًا ثانيًا ونهائيًا للموظف في حال عدم وجود أي تحسن يلبي معايير ومبادئ الشركة، ويتضمن هذا التحذير تفاصيل المخالفة والعقوبات المُقرر توقيعها إذا استمر الموظف عليها، وفي بعض الشركات، قد يُطلب من الموظف الرد على التحذير النهائي في غضون أيام قليلة.
4- الإحالة للتحقيق
يقوم قسم الموارد البشرية بإحالة الموظف المخالف للتحقيق إذ لم يثبت وجود ظروف قهرية أدت إلى تقصيره أداءً أو سلوكًا في العمل، وفي هذا التحقيق يُسأل الموظف عما إذا كان على علم بتوقعات الشركة منه، وما إذا كان قد تلقى تعليقات على أدائه أو سلوكه وحصل على فرص لاتخاذ إجراءات تصحيحية، وما إذا كانت هناك فرصًا لتحسنه أم لا.
5- اتخاذ الإجراءات التأديبية
بناءً على نتائج التحقيق مع الموظف التي تحدد مدى انتهاكه معايير الشركة فيما يخص الأداء أو السلوك، يتخذ قسم الموارد البشرية إجراءات تأديبية حياله وهي:
- الإيقاف عن العمل لفترة معينة سواء بأجر أو دون أجر.
- الخصم من الراتب أو خفض رتبة الموظف من منصبه الحالي.
- نقل الموظف إلى قسم آخر مع تعديل راتبه.
- إنهاء خدمة الموظف وحصوله على خطاب إنهاء العمل في اجتماع يُعقد مع المدير أو المشرف ومدير الموارد البشرية.
أسباب اللجوء إلى الإجراءات التأديبية للموظف:
هناك العديد من الأسباب التي تدفع قسم الموارد البشرية بالشركة إلى اتخاذ الإجراءات التأديبية حيال الموظفين، وتتمثل تلك الأسباب فيما يلي:
1- سوء سلوك الموظف
تُتخذ الإجراءات التأديبية ضد الموظف إذا صدرت منه سلوكيات سيئة، وتنقسم تلك السلوكيات إلى عامة أي لا ينتج عنها ضررًا للآخرين أو للشركة ولا تتطلب الفصل الفوري، مثل عدم تنفيذ تعليمات المدير أو التدخين في المكان غير المخصص له، وهناك سلوكيات سيئة جسيمة تتطلب إنهاء عمل صاحبها فورًا مثل التحرش أو الاختلاس أو السرقة أو الإضرار بممتلكات الشركة عمدًا.
2- التغيب عن العمل
على الرغم من أن التغيب عن العمل بسبب المرض أو الظروف الطارئة من الأمور الطبيعية في مختلف الشركات؛ إلا أن تكرار التغيب دون سابق إنذار ودون عذر مقبول يصبح مشكلة تستوجب اتخاذ الإجراءات التأديبية تجاه الموظف.
3- التأخر عن العمل
يُعد التأخر المستمر عن الحضور إلى العمل في المواعيد المُقررة علامة على عدم انضباط الموظف، ويمكن أن يضر بمعنويات أعضاء الفريق، وبالتالي فهو يستلزم اتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة.
4- التنمر ضد الآخرين
يُعد اتخاذ الإجراءات التأديبية أمرًا لازمًا تجاه الموظف الذي يتنمر على الآخرين لفظيًا أو جسديًا ويهدف إلى الإساءة أو السخرية أو التخويف، والحزم ضد مرتكب هذا الفعل أمرًا ضروريًا لفرض الانضباط داخل مكان العمل.
5- انتهاك سياسات الشركة
تتعدد أشكال انتهاك سياسات الشركة ما بين إساءة استخدام الموارد أو عدم الالتزام بالزي الرسمي أو إساءة استخدام الإنترنت والبريد الإلكتروني أو انتهاك لوائح الصحة والسلامة، وجميعها سلوكيات تتطلب اتخاذ الإجراءات التأديبية ضد مرتكبها.
6- سوء الأداء الوظيفي
يبدأ قسم الموارد البشرية بالشركة في اتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة تجاه الموظف الذي يفشل في الوصول إلى معايير أداء العمل الخاصة بالشركة أو الحفاظ عليها من خلال مسؤولياته الوظيفية، ولا يتحسن أدائه على الرغم من الدعم الذي يتلقاه من المديرين والزملاء.
من خلال صبّار يمكنك توظيف مرشحين يمتازون بالكفاءة والانضباط في العمل، يساهمون في تحسين الأداء العام ورفع الروح المعنوية داخل الشركة.
الغرض من الإجراء التأديبي:
تُعد الإجراءات التأديبية جزءًا أساسيًا من سياسة الشركات المُتبعة مع الموظفين ويتم تطبيقها من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف وهي:
1- تطبيق معايير متسقة
تُعتبر الإجراءات التأديبية وسيلة لتنفيذ المعايير المتسقة عبر الشركة، والتأكد من معاملة جميع الموظفين بشكل عادل لأنها تُطبق عليهم جميعًا دون تمييز، وهو ما يعزز من ثقة الموظفين في إدارة الشركة، ويقضي على أي شعور بالظلم أو التحيز.
2- معالجة السلوكيات الخاطئة
الهدف من تطبيق الإجراءات التأديبية في المقام الأول هو منح الفرصة للموظفين لتغيير سلوكياتهم بما يتماشى مع السياسة العامة للشركة وحتى لا تتكرر مستقبلًا، فضلًا عن معالجة السلوكيات الخاطئة قبل تفاقمها وتسببها في أضرار جسيمة للشركة والموظفين.
3- فرض الانضباط داخل الشركة
من خلال تطبيق الإجراءات التأديبية حيال الموظفين المخالفين، يدرك كل موظف عواقب السلوكيات الخاطئة أو سوء الأداء، وبالتالي تتمكن الشركة من فرض الانضباط داخلها وبين جميع الموظفين لضمان التزامهم بالقواعد والسياسات المعروفة.
4- خلق بيئة عمل آمنة
عندما تتخذ الشركات الإجراءات التأديبية تجاه الموظفين؛ فهي تهدف بذلك إلى خلق بيئة عمل آمنة مستقرة وخالية من السلوكيات غير اللائقة بسياستها، وهو ما يساعد على تحسين معنويات باقي أعضاء الفريق.
5- تحسين الأداء داخل الشركة
من أهم أهداف تنفيذ الإجراءات التأديبية، تحسين الأداء العام داخل الشركة، إذ تزداد الإنتاجية في مكان العمل عندما تتخذ إدارة الشركة الإجراءات اللازمة ضد الموظفين ذوي المخالفات والسلوكيات غير المنضبطة والأداء السيء.
6- الحفاظ على سمعة الشركة
تساهم الإجراءات التأديبية للموظف في الحفاظ على سمعة الشركة، لأنها دليلًا على حرص إدارتها على فرض الانضباط داخلها وبين موظفيها، ومعاقبة الأشخاص الذين يرتكبون مخالفات قانونية أو مالية أو سلوكية.
7- منع ارتكاب المخالفات في المستقبل
تهدف الشركات من اتخاذ الإجراءات التأديبية وعقاب الموظفين المخالفين إلى منع السلوكيات الخاطئة وتقليل فرص حدوثها مستقبلًا من جميع الموظفين.
وظف أفضل المواهب مع صبّار
إذا كنت تبحث عن ذوي المواهب القادرين على مساعدتك لتحقيق أهداف عملك؛ يمكنك الاعتماد على منصة صبّار التي تلبي احتياجاتك الوظيفية بسرعة وكفاءة وتمكنك من توظيف أفضل المرشحين.
تمتلك صبّار قاعدة ضخمة من السير الذاتية للمرشحين الأكثر موهبة وخبرة وكفاءة داخل المملكة في جميع المجالات، المؤهلين للعمل الفوري وفقًا لظروف ومعايير العمل لديك، إذ ترشح لك المنصة الأكثر تطابقًا لمتطلباتك، وتساعدك على التواصل معهم لاتخاذ قرار التعيين سريعًا.
الخاتمة:
الإجراءات التأديبية للموظف تهدف إلى فرض الانضباط ومعالجة السلوكيات الخاطئة داخل بيئة العمل. تبدأ العملية بالتحذير الشفهي، يليه التحذير المكتوب إذا لم يتحسن الموظف، ثم التحذير النهائي، وبعد ذلك قد يُحال الموظف للتحقيق. في حال استمرت المخالفة، تتخذ الشركة إجراءات أكثر صرامة مثل الإيقاف عن العمل، الخصم من الراتب، أو حتى إنهاء الخدمة.
تتعدد أسباب اللجوء للإجراءات التأديبية، مثل سوء السلوك، التغيب المتكرر، التأخر عن العمل، أو انتهاك سياسات الشركة. الهدف من هذه الإجراءات هو تحسين الأداء العام، الحفاظ على سمعة الشركة، وخلق بيئة عمل منضبطة وآمنة.
وفي الختام، فإن فرض الانضباط داخل أي شركة يعتمد في المقام الأول على مدى حزمها في السيطرة على السلوكيات الخاطئة دون التسبب في إهانة المخالفين، حتى لا يمتد تأثيرها إلى أدائها العام وباقي أعضاء الفريق.