تختلف خبايا وأسرار كل وظيفة عن غيرها إلا أن المرونة والتكيف في بيئة العمل هو العنصر المشترك في مختلف المجالات. المرونة والتكيف في بيئة العمل هي من المهارات الشخصية والتي تتمثل في القدرة على الاستجابة بسهولة ويُسر دون الشعور بالضجر عند حدوث أي تغير في بيئة العمل.
عادةً ما يكون اليوم الأول في العمل هو أصبح يوم بطبيعة الحال، إذ أن الانطباع الأول يدوم، ولا يعلم الكثيرين خاصةً في بداية مسارهم المهني أسرار وخبايا المرونة والتكيف في بيئة العمل، وهنا ستمكن من إتقان هذه المهارة لتُصبح مُؤهلاً للتقديم على الوظيفة المناسبة لك من خلال منصة صبار.
سواء كنت تعمل في الشركة أو عن بعد؛ والذي انتشر بقوة في الآونة الأخيرة مع تطور الإنترنت، فإنه من أهم مقومات النجاح في العمل هي المرونة والتكيف في بيئة العمل، إذ أن بيئة العمل في حالة تغير مستمرة وغير ثابتة على الإطلاق، وهنا تظهر الفوارق الطفيفة بين موظف وآخر. فهل هناك فارق بين المرونة والتكيف في بيئة العمل؟ وما هي طرق تعزيز مهارات التكيف والمرونة في بيئة العمل؟
معنى التكيف في بيئة العمل:
التكيف في بيئة العمل هي مهارة تحتاج إلى التعلم والممارسة بصورة مستمرة لإتقانها، وهي مهارة تستحق بذل المجهود لها لما يعود بالنفع على صاحبها عند إتقانها.
يُعرف التكيف بأنه قدرة الفرد على تقبل أية أفكار جديدة أو تغيير في استراتيجيات العمل أو استخدام أجهزة جديدة حديثة ومتطورة في العمل، بينما المرونة فتُعرف بأنها قدرة الفرد على التغير بسهولة والتكيف بسرعة في بيئة العمل.
ويختلف التكيف في بيئة العمل عن المرونة، إذ تُعرف المرونة بأنها كما ذكرنا القدرة على تغيير الخطط الموضوعة لتُلائم التغييرات التي قد تحدث مفاجئةً، بينما يتمثل التكيف في القدرة على التعامل مع الأوضاع المختلفة خاصةً أثناء الضغط.
لا يُعد الأمر بهذه البساطة، فإن تغيرالأمر ليس بزر عند الضغط عليه يتحول الشخص إلى شخص أكثر مرونة. إنها مهارة تتطلب إذ يُطور الأشخاص القابلون على التكيف مجموعة من المهارات المستهدفة التي تسمح لهم بالتعامل بسرعة وكفاءة مع المواقف المختلفة عند حدوثها. لنتعرف مسبقًا عن أهمية وفوائد التكيف في بيئة العمل قبل التطرق إلى ذكر الاستراتيجيات التي من شأنها المساعدة في اكتساب المرونة والتكيف في بيئة العمل.
أهمية التكيف في بيئة العمل
تمتد أهمية التكيف في بيئة العمل لكلاً من الموظف والشركة معًا، وتظهر أهميتها في:
1. رفع قيمتك في سوق العمل:
تبحث الشركات دائمًا بغض النظر عن صناعتها على توظيف الأشخاص الأكثر مرونة، إذ يُساعم التكيف والمرونة في بيئة العمل على سرعة تكيفهم على أية تغييرات من المحتمل أن تطرأ في الشركة.
2. مديرًا ناحجًا:
إذ أن من أكثر الصعوبات التي يواجهها المدير هي التغيرات المفاجئة، وتمتعك بالتكيف والمرونة في بيئة العمل يُؤهلانك لتصبح مديرًا ناحجًا، قادر على تغيير الخطط المستقبلية بسهولة لتُناسب أي تغير طرأ. بالإضافة إلى ذلك فكونك مديرًا تتمتع بالمرونة في العمل يُحفز الموظفين على اكتساب هذه المهارة، وبالتالي فإن قدرتك على التكيف بشكل أفضل يجعلك قادرًا على قيادة شركتك بصورة أفضل.
3. مواجهة الصعوبات الجديدة:
بيئة العمل هي بيئة قابلة للتغير بصورة مستمرة، وتظهر فيها العديد من المشلات بصورة طارئة، وتمتعك بهارة المرونة تُعزز قدرتك على حل المشكلات وإيجاد حلول مبتكرة بسهولة.
4. تعزيز التعاون مع الموظفين في فريق العمل:
يعود ذلك إلى أن سهولة التكيف يُعزز تعاونك مع الآخرين من البيئات المختلفة وذو خلفيات متعددة.
5. الشعور بالسعادة والرضا:
عادةً ما يشعر الموظف بالضغط النفسي مع أي تغير في بيئة العمل وتمتعك بمهارة المرونة والتكيف تُخفف عليك عِبء الضغط النفسي، ما يجعلك أكثر سعادة. بالإضافة إلى أن القدرة على التكيف يجعلك تشعر بالرضا عن نفسك.
الهدف من التكيف في بيئة العمل
يتمثل الهدف من التكيف في بيئة العمل في القدرة على إدارة الأزمات والصعوبات التي من الممكن التعرض لها في مسارك الوظيفي، ما يوفر الوقت والجهد الضائع في القلق الناشئ من هذه الصعوبات، بالإضافة إلى أنه يعمل على تعزيز مهارات التواصل مع الآخرين ما يجعل إنجاز العمل يكون أسهل وأسرع.
طرق تعزيز مهارات التكيف والمرونة في بيئة العمل
يمكنك التدرب على مهارة تعزيز القدرة على المرونة والتكيف في بيئة العمل باتباع ما يلي :
1. تنمية مهارة التنظيم والتخطيط:
يتمتع الأشخاص المُنَظمين أكثر على تنظيم الوقت، إذ أنهم قادرون على وضع نظام معين خاص بهم للقيام بالمهام على أكمل وجه في الوقت المحدد، وعليه فإنهم من السهل التكيف والتأقلم على أي تغيرات مفاجئة.
2. تحسين مهارات حل المشاكل:
تعد مهارة حل المشكلات من أكثر المهارات التي يتمتع بها الموظف المثالي، ويظهر للجميع أن هذه المهارة من الصعب اتقانها، ولكن باتباع خطوات بسيطة تُساعدك على إتقانها بسهولة. تعتمد مهارة حل المشاكل على أربعة محاور رئيسية، وهي تحديد المشكلة وتقسيمها إلى مشكلات أصغر، ومن ثم وضع حلول مختلفة للمشكلة، ثم اختيار الحل الأمثل، وأخيرًا البدء في حل المشكلة.
3. التواصل والاستماع الفعال:
يكون ذلك بالاستماع بعناية إلى أية أسئلة، إذ أن مع أي تغير يطرأ في بيئة العمل يطلب الأفراد التوضيح، وهنا يأتي دور التواصل والاستماع الفعال والذي يُظهر للجميع قدرتك على المرونة والتكيف في بيئة العمل.
4. بناء علاقات قوية مع الآخرين:
إذ أن بناء علاقات قوية مع زملاء العمل هي بمثابة وضع حجر الأساس للقدرة على تنمية المرونة والتكيف في بيئة العمل، وتُساهم العلاقات الوطيدة مع الآخرين في إنجاز العمل بسرعة وأكثر مرونة، وهو ما يُفضله دائمًا صاحب العمل.
5.تقبل التغيير:
تأقلم على تقبل أي تغيير عن طريق محاولة خوض مخاطر مختلفة ومن ثم تقبل النتائج مهما كانت، ولا تلوم نفسك كثيرًا إذا ما أخطأت في اتخاذ قرار معين، بل حاول مرارًا وتكرارًا في حل المشكلة التي تقف أمامك.
نمِ تفكيرك واجعله أكثر تفتحًا، درب نفسك على تغيير نظرتك لكل ما يُحيطك وانظر له من زوايا مختلفة وتخلى عن رأيك.
أمثلة على المرونة والتكيف في العمل
هناك العديد من الأمثلة والمواقف المختلفة التي من المحتمل أن تتعرض لها بصورة مستمرة تتطلب منك المرونة والتكيف، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- العمل عن بعد مع شركات خارج البلد المُقيم فيها والتي تختلف مواعيد العمل فيها عنك، وهنا يتطلب منك التكيف على هذه المواعيد.
- سماعك لخبر محزن عن أحد أقاربك في وقت اجتماع هام، وهنا يظهر التكيف العاطفي.
- إضافة مشروع جديد لك من قبل مديرك إضافةً إلى مشاريعك الأخرى.
- تعلم استخدام برنامج جديد أُضيف إلى مكان العمل لتسهيل التواصل مع الأقسام المختلفة.
سمات وصفات الموظفين المميزين بمهارات التكيف في بيئة العمل
بعد التعرف على أهمية تمتع الموظف بالمرونة والتكيف في بيئة العمل، سيخطر ببالك الآن التساؤل عن أهم سمات وصفات الموظفين المميزين بمهارات التكيف في بيئة العمل، فإليك أهم هذه السمات الشخصية، وهي:
1. التكيف المعرفي:
وتُشير التكيف المعرفي على قدرة الشخص على تغيير تفكيره ورؤيته استجايةً لمواقف جديدة، وتطوير هذه المهارة بحاجة إلى تطوير العديد من المهارات الأخرى مثل مهارة التفكير النقدي وحل المشاكل والتعلم بسرعة.
2. التكيف العاطفي:
ويظهر التكيف العاطفي في القدرة على الحفاظ على الموقف الإيجابي وإدارة الفرد لمشاعره في مواجهة التغيرات، وتُساعد هذه المهارة القياديين على الحفاظ على الدعم المستمر لأعضاء فريقه ودعم زملائه، وترتبط هذه المهارة ارتباطًا وثيقًا بالذكاء العاطفي.
3. التكيف مع الشخصية:
والتي تتمثل في قدرة الفرد على تعديل السلوك بناءً على احتياجات الموقف، ويتمتع الفرد الذي يتحلى بهذه السمة على القدرة على الخروج من منطقة الأمان الخاصة به، والتكيف مع قيادات وبيئات عمل متنوعة، ما يجعله الموظف الأمثل في الفريق.
4. التعلم الاستباقي:
ويًعرف التعلم الاستباقي بقدرة الفرد على اكتساب مهارة ومعرفة جديدة باستمرار، ولا يتوقف الأمر على التعلم فقط بل ويمتد إلى حضور الموظف البرامج والتدريبات المختلفة لمواكبة التغيرات المختلفة.
المناصب المناسبة للموظفين القادرين على التكيف والمرونة
هناك العديد من الوظائف التي تتطلب التكيف والمرونة في بيئة العمل، منها:
1. التسويق:
إذ تعتمد الوظيفة على التعامل مع فئات متعددة ومختلفة من الناس تتطلب المرونة لتكون الخدمة المقدمة مناسبة لكل فرد على حدة.
2. مستشار أعمال:
إذ تستعين الشركات بمستشاري الأعمال للمساعدة في حل وتقييم مشاريع مُحددة، ولكل مشروع يُعرض يكون له عملائه والتي يتطلب منه التعامل مع أشخاص وبيئات متعددة.
3. الموارد البشرية:
ويُدير متخصصون الموارد البشرية عمليات التوظيف ووضع استراتيجيات الشركات، لذلك يحتاج متخصصوا الموارد البشرية مهارة التكيف.
وظف القوى العاملة المثالية مع صبّار
إذا كان هدفك هو توظيف الموظفين الأكفاء وتعيين القوى العاملة المثالية التي تساعدك على نجاح أعمالك؛ يمكنك الاعتماد على منصة صبّار من أجل بلوغ هذا الهدف.
تقدم لك صبّار أفضل الحلول لتوظيف الكفاءات التي تساهم في دفع نمو شركتك، فمن خلالها يمكنك الوصول إلى أصحاب المواهب والمهارات في مختلف التخصصات، من السعوديين وغير السعوديين ممن يمكنهم إحداث الفارق في فريقك.
كل ما عليك هو التواصل مع فريقنا الذي سيتولى مهمة البحث عن أفضل المرشحين وفقًا لاحتياجاتك المحددة، سواء كنت تحتاج إلى موظفين بدوام كامل أو جزئي، يعملون من مقر العمل أو عن بُعد، سوف توفر المنصة جميع الحلول التي تتوافق ومتطلباتك.
الخاتمة
المرونة والتكيف في بيئة العمل هي القدرة على تغيير الخطط وطريقة التفكير لتوائم التغيرات الطارئة الناشئة، وهي مهارة تتطلب بذل المجهود لتعلمها وإتقانها لتكون لك قيمة كموظف تتهافت عليه الشركات. يُمكن تعزيز مهارة التكيف والمرونة عن طريق تعلم مهارة التنظيم والتخطيط، والتدريب على مهارة حل المشكلات، كما تُساهم مهارة التواصل والاستماع الفعال إلى تعزيز المرونة. تُعد أكثر المناصب التي يتقلدها أصحاب المرونة والتكيف هي وظائف قيادية تعمل على وضع الخطط وحل المشكلات للشركات.
وأخيرًا، عليك إتقان مهارة المرونة والتكيف في بيئة العمل بالتوازي مع بحثك على العمل المناسب لك سواء من مقر الشركة أو للعمل عن بعد من خلال منصة صبار.