الولاء المؤسسي هو ارتباط الموظف العاطفي والفكري بمنظمته، حيث يرى نفسه جزءًا من رؤيتها ويسعى لتحقيق أهدافها بنجاح. هذا الشعور يدفعه للبقاء في المؤسسة والاستمرار في تقديم أفضل ما لديه، معتقدًا أن نجاحه الشخصي متشابك مع نجاحها. يتشكل الولاء عندما يشعر الموظف بالتقدير والمساواة في بيئة عمل تعزز التعاون وتنمي المهارات، مما يساهم في استقرار المؤسسة وازدهارها.
تُعد العلاقة بين الموظفين والمؤسسة من أهم العوامل التي تلعب دورًا بارزًا في نجاح أعمال المؤسسة أو فشلها، فكلما كانت العلاقة وطيدة يسودها الاحترام والتقدير المتبادلين؛ زادت فرص نجاح مكان العمل، والعكس صحيح، لذلك فإن وجود موظفين مخلصين في مكان العمل أمرًا ضروريًا لا يمكن التغاضي عنه، وهي المهمة التي تقع على عاتق أصحاب الأعمال الذين يتعين عليهم ضمان خلق البيئة المناسبة لرعاية وتعزيز الولاء المؤسسي، وفي هذا المقال نوضح تعريف الولاء المؤسسي وأهميته وأهدافه وكيفية تحقيقه.
ما هو الولاء المؤسسي:
يشير مصطلح الولاء المؤسسي إلى شعور الموظفين بالإخلاص والرغبة في التفاني في العمل تجاه المؤسسة التي يعملون لديها، إذ يحرصون على أداء مهامهم الوظيفية على أكمل وجه من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، ولأنهم يرون أن نجاح المؤسسة هو نجاح لهم أيضًا.
وشعور الموظفين بالولاء المؤسسي يجعلهم يرغبون في البقاء في الشركة ولا يفكرون أبدًا في تركها والبحث عن فرص عمل في أماكن أخرى، نظرًا لما يلاقونه من احترام وتقدير، ولأنهم يشعرون أنهم يحدثون تأثيرًا قويًا فيها، فضلًا عن شعورهم بتوافق ثقافتهم مع ثقافة الشركة.
السلوك الوظيفي والولاء المؤسسي
السلوك الوظيفي يشير إلى التصرفات والأنماط التي يتبناها الموظف في بيئة العمل، ويشمل التزامه بمواعيد العمل، التفاعل مع الزملاء، والإنتاجية في أداء المهام. يعتمد السلوك الوظيفي على قيم الموظف الشخصية واحترافيته في العمل، ويتأثر بالثقافة التنظيمية، وأسلوب القيادة، والدافع الشخصي لتحقيق الأهداف.
أما الولاء المؤسسي فيعني التزام الموظف تجاه المنظمة التي يعمل بها، حيث يتجلى في اهتمامه باستدامة نجاح المؤسسة وتفانيه في العمل لتحقيق أهدافها. يتسم الموظف المخلص بالتحمل في مواجهة التحديات، والتمسك بالقيم والمبادئ التي تمثلها المنظمة، ويؤثر إيجابيًا في بيئة العمل من خلال تعزيز الروح الجماعية والابتكار.
أهداف الولاء المؤسسي:
تحرص المؤسسات على خلق الشعور بالولاء داخل موظفيها من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف وهي:
- الاحتفاظ بالموظفين أطول فترة زمنية ممكنة وتقليل معدل دورانهم.
- تحسين أداء الموظفين وزيادة إنتاجياتهم، وبالتالي زيادة إنتاجية المؤسسة.
- اكتساب سمعة جيدة في السوق التنافسي وجذب المزيد من الموظفين ذوي الكفاءات والمهارات.
- الحفاظ على العلاقات مع العملاء وتوسيع قاعدتهم.
- زيادة أرباح المؤسسة من خلال الحصول على موظفين لديهم شعورًا بالولاء ويمتلكون الدافع لتقديم الأفضل.
- الحفاظ على الاستقرار داخل مكان العمل، وخلق بيئة عمل إيجابية محفزة.
أهمية الولاء المؤسسي:
في جميع المؤسسات الناجحة، يحرص أصحاب الأعمال ومختلف الإدارات على خلق الولاء المؤسسي داخل الموظفين، نظرًا لما يحققه هذا الشعور من فوائد جمة، أبرزها ما يلي:
1- تقليل معدل دوران الموظفين
عندما يشعر الموظفون بالولاء تجاه المؤسسة التي يعملون بها؛ يصعب عليهم مغادرتهم والبحث عن فرص عمل أخرى، إذ يتلقون العديد من المزايا التي تجعلهم يتمسكون بها، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تقليل معدل دوران الموظفين، وتقليل التكاليف التي تتكبدها المؤسسات عند تدريب وتعيين موظفين جدد.
2- سهولة التكيف
من أبرز فوائد الولاء المؤسسي، أنه يساعد على تكيف الموظفين مع التغيرات وامتثالهم لبيئة العمل، وهو من أهم العوامل التي تضع ثقافة عمل إيجابية ومريحة لجميع الأطراف.
3- الشغف نحو تحقيق الأهداف المشتركة
الشعور بالولاء المؤسسي يخلق داخل الموظفين شعورًا آخر بالشغف نحو تحقيق الأهداف المشتركة، وبالتالي يسعون لإحداث تأثيرًا إيجابيًا على الأعمال بما يضمن تحقيق الأرباح وبلوغ المنظمة أهدافها.
أصبح بإمكان الشركات الآن تعيين موظفين موهوبين وأكفاء يساهمون في زيادة أرباحها بالتعاون مع منصة صبار للتوظيف والتي تتيح موظفين في مختلف القطاعات من جميع مدن المملكة.
4- تقديم الدعم للعملاء
إذا حرصت المؤسسة على الاهتمام برفاهية الموظفين وقدمت لهم العديد من المزايا؛ فسوف ينعكس ذلك على أداء الموظفين، إذ يصبح كل موظف مكرسًا لوظيفته وحريصًا على تقديم الدعم للعملاء يماثل الدعم الذي يتلقاه من المؤسسة، وهو ما يعزز من الاحتفاظ بالعملاء وكسب آخرين جدد.
5- تعيين موظفين أكثر إنتاجية
تزداد إنتاجية الموظف الذي يشعر أنه يتلقى الدعم والتقدير من مؤسسته التي يعمل بها، إذ تدفعه الرغبة في رؤية المؤسسة ناجحة إلى ابتكار أقوى وحل أفضل للمشكلات ومخرجات أكثر قيمة.
تمكنك منصة صبار للتوظيف من التواصل مع موظفين ذوي مستويات مختلفة من الخبرات والمهارات، متاحين للعمل بنظام الدوام الكلي أو الجزئي، وإتمام عملية التعيين بشكل فوري.
6- تحسين صورة المؤسسة
يُعد الموظفون المخلصون هم أفضل صورة للعلامة التجارية للمؤسسة، وذلك من خلال ما يقولونه وما ينشرونه عنها سواء كانوا لا يزالوا يعملون بها أو عملوا بها سابقًا، وبالتالي فإن شعورهم بالولاء المؤسسي يجعلهم يروجون للمؤسسة ويوصون الباحثين عن عمل بها، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تكوين المؤسسة علاقات تجارية ناجحة.
7- زيادة إيرادات المؤسسة
الشعور بالولاء المؤسسي عاملًا أساسيًا في تحسين أداء الموظفين وزيادة كفاءتهم، وهو ما ينعكس على أداء المؤسسة بشكل عام، ويؤدي في النهاية إلى زيادة إيراداتها.
8- تسهيل النمو والابتكار
غالبًا ما يتبع الموظفون المخلصون في العمل نهجًا قائمًا على التغيير والابتكار، فشعورهم بالالتزام تجاه المؤسسة التي يعملون بها يجعلهم يؤدون دورًا حيويًا في تسهيل النمو التنظيمي، وهو ما يمكن المؤسسة من البقاء في المقدمة في بيئة تنافسية.
كيفية تحقيق الولاء المؤسسي:
في البداية، لن تتمكن أي مؤسسة من جعل الموظفين مخلصين في يوم واحد، إذ يتطلب ذلك مجموعة من الممارسات اليومية التي تعزز من الولاء داخل الموظفين، ومن أبرز طرق تحقيق الولاء المؤسسي ما يلي:
1- اتباع الشفافية
من العوامل التي تساعد على تعزيز ولاء الموظفين تجاه المؤسسة، اتباع الشفافية في جميع ممارسات العمل، أي يكون جميع الموظفين مدركين للتغييرات التي تحدث في محيطهم والقرارات التي تُتخذ وخاصة التي تمسهم بشكل مباشر.
2- تقدير الموظفين
يحتاج الموظفون إلى الشعور بتقدير المؤسسة أعمالهم وإنجازاتهم، فهذا التقدير سيساعدهم على تحقيق المزيد والمزيد من الأهداف وتحسين أدائهم.
وتشمل صور التقدير الاعتراف بجهود الموظفين عن طريق منحهم المكافآت المادية والمعنوية، إلى جانب المزايا الأخرى التي تمد الموظفين بحافز جديد لمواصلة النجاح.
3- إتاحة ساعات عمل مرنة
حتى تضمن المؤسسة ولاء موظفيها إليها، يجب أن تتيح لهم ساعات عمل مرنة تساعدهم على تحقيق التوازن بين الحياة والعمل وإنجاز ما هو متوقع منهم.
والمرونة في ساعات العمل يتطلب عدم تكليف الموظفين بأي مهام خارج ساعات العمل الرسمية، لأن ذلك يجعلهم يشعرون بعدم الرضا يتبعه انخفاضًا في الإنتاجية بمرور الوقت.
4- منح رواتب عادلة
للحفاظ على رضا الموظفين وخلق الشعور بالولاء داخلهم، يتعين على المؤسسة منحهم رواتب عادلة تتناسب وجهودهم في مكان العمل، وتتوافق مع القواعد الحكومية للأجور الشهرية والمزايا الأخرى، وكل ذلك يساعد على تحسين أداء الموظفين وبلوغ الأهداف في وقت أقل.
5- توفير بيئة عمل عادلة
المقصود ببيئة العمل العادلة البيئة التي يتم فيها تقييم كل موظف بناءً على أدائه وبصرف النظر عن وظيفته، ويحصل الجميع على مزايا متساوية، وهي البيئة التي يحتاج إليها الموظفون بشدة حتى يشعروا بالأمان تجاه المؤسسة وبأنهم ليسوا مستبعدين منها.
6- التمكين والمشاركة
حتى يشعر الموظفون بالولاء تجاه المؤسسة، يجب إشراكهم في عمليات صنع القرار وتمكينهم من أداء أدوارهم، وهو ما يخلق داخلهم الشعور بأن مساهماتهم تلعب دورًا فعالًا في نجاح المؤسسة، وبالتالي يلتزمون أكثر بتحقق أهدافها.
7- تقديم فرص التطوير الوظيفي
يشعر الموظفون بولاء قوي تجاه مؤسساتهم عندما تقدم لهم فرصًا حقيقية للنمو والتطوير الوظيفي داخلها، وذلك من خلال إلحاقهم بدورات تدريبية تساعد على تطوير مهاراتهم وقدراتهم، وهو ما يشجعهم على البقاء مع المؤسسة.
8- الاتصال المفتوح
من أجل الحفاظ على ولاء الموظفين للمؤسسة، لا بد من خلق قنوات اتصال شفافة ومفتوحة داخلها، إذ يشعر الموظفون بالاندماج داخل المؤسسة عند إبقائهم مطلعين على التطورات التي تحدث، وأهداف المؤسسة وتحدياتها.
9- العمل على ملاحظات الموظفين
الحصول على تعليقات الموظفين والأخذ بها واتخاذ إجراءات فورية وفعالة بناءً عليها هي عملية ديناميكية تثبت أن المؤسسة تلتزم بالتحسين المستمر وتؤكد أهمية رأي كل موظف، وتأثيره على مكان العمل، وهو عامل مهم في خلق الشعور بالولاء داخل الموظفين.
10- خلق بيئة عمل إيجابية
من العوامل التي تساعد على خلق ولاء دائم داخل الموظفين، توفير بيئة عمل إيجابية تسودها ثقافة الدعم والشمولية والتقدير، والاحترام المتبادل بين الموظفين وبينهم وبين إدارات المؤسسة.
كيف تفيدك منصة صبار للتوظيف؟
يمكنك كصاحب شركة التواصل مع منصة صبار للتوظيف والتي ترشح لك أفضل الموظفين من الجنسين المتاحين للعمل في جميع المجالات، من أصحاب الخبرات والمهارات الوظيفية المتعددة، من أجل تعيينهم بشكل فوري.
الخاتمة:
الولاء المؤسسي هو شعور الموظف بالانتماء والالتزام تجاه المؤسسة التي يعمل بها، حيث يسعى لتحقيق أهدافها المشتركة، ويؤمن بأن نجاح المؤسسة هو نجاح له. هذا الشعور ينعكس في التفاني في العمل والرغبة في البقاء داخل المنظمة بدلاً من البحث عن فرص أخرى. الموظف المخلص يسهم في تعزيز بيئة العمل، ويشعر بتوافق ثقافته مع ثقافة المؤسسة، مما يعزز من الإنتاجية والروح الجماعية.
السلوك الوظيفي هو مجموعة التصرفات التي يتبناها الموظف في مكان العمل، ولتحقيق الولاء المؤسسي، يجب على المؤسسة الاهتمام بالشفافية وتقدير الموظفين، توفير بيئة عمل عادلة، ومنحهم فرص التطوير والنمو.
وفي الختام، فإن خلق الشعور بالولاء داخل الموظفين يجب أن يكون هدفًا لكل مؤسسة ترغب تحقيق النجاح والحفاظ على مكانة مميزة في السوق التنافسي.
