التسكين الوظيفي وأنواعه ومعاييره وخطواته وطرق تحقيقه للتطوير المؤسسي

التسكين الوظيفي يشير إلى تعيين الشخص المناسب في الوظيفة المناسبة من خلال مطابقة متطلبات الوظيفة مع مهارات ومؤهلات وخبرات الموظف. تسعى الشركات إلى خلق قوى عاملة منتجة وفعالة من خلال هذه العملية، التي تشمل الإعلان عن الوظائف، مراجعة الطلبات، إجراء المقابلات، وتحديد أفضل المرشحين. يمكن تنفيذ التسكين الوظيفي داخليًا أو عبر وكالات التوظيف المتخصصة. تشمل أنواع التسكين تعيين الموظفين الجدد، الترقيات، ونقل الموظفين بين الأقسام. تحقيق التسكين الوظيفي يعزز كفاءة وإنتاجية الموظفين، يحسن معنوياتهم، ويقلل من معدل الدوران الوظيفي، مما يؤدي إلى نمو الشركات ونجاحها.

تُعد عملية التوظيف من أصعب مهام إدارة الموارد البشرية داخل المؤسسات مهما كان مجال الصناعة، إذ أن الهدف الأساسي من هذه العملية هو العثور على الموظفين المناسبين وتوظيفهم في الوظائف المناسبة، بما يساهم بشكل فعال في تحسين الأداء العام داخل الشركات وزيادة الإنتاجية، ومن ثم تنمية الأعمال، ويُعد التسكين الوظيفي جزءًا من عملية التوظيف، وتنفيذه بشكل صحيح يساعد على إتمام التوظيف على النحو الأمثل وتحقيق الأهداف التنظيمية للشركة، وفي هذا المقال نوضح ما هو التسكين الوظيفي وأنواعه وأهدافه وفوائده وخطوات تنفيذه ومعاييره، والفرق بينه وبين الترقية.

مفهوم التسكين الوظيفي:

يشير مصطلح التسكين الوظيفي إلى تعيين الشخص المناسب في الوظيفة المناسبة، عن طريق مطابقة متطلبات الوظيفة مع مهارات ومؤهلات وخبرات الموظف، وبذلك تضمن الشركة أن كل موظف أصبح في الوظيفة التي تناسبه، وهو ما يساعد على خلق قوى عاملة منتجة وفعالة.

وفي الغالب، تحدث عملية التسكين الوظيفي بعد اختيار المرشح المناسب وتقديم عرض العمل له وموافقته عليه، إذ ترى الشركة أن المرشح لديه ما يقدمه للوفاء بمتطلبات الوظيفة المرشح لها.

وتحدث عملية التسكين الوظيفي عن طريق الشركة نفسها، إذ تُعلن إدارة الموارد البشرية عن الوظائف المتاحة وتدعو المرشحين للتقدم، ثم تقوم بمراجعة طلبات التوظيف ودعوة المرشحين المناسبين للمقابلة، ثم تتخذ قرارًا بشأن المرشحين الأفضل.

ويمكن أن تولي الشركة مسؤولية التسكين الوظيفي إلى إحدى شركات التوظيف التي تفهم متطلبات الأدوار الوظيفية ثم تختار المرشحين المناسبين لتلك الأدوار والمطابقين للمعايير المطلوبة، ثم ترشحهم للشركة التي تختار الأنسب منهم.

يستطيع أصحاب الأعمال الاعتماد على منصة صبّار في القيام بعملية التسكين الوظيفي، إذ تمتلك المنصة قاعدة بيانات لعدد هائل من المرشحين، ترشح الأفضل منهم وفقًا للمعايير الموضوعة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.

أنواع التسكين الوظيفي:

ينقسم التسكين الوظيفي إلى عدة أنواع رئيسية، تشمل ما يلي:

1- التسكين الأولي

يشير التسكين الأولي إلى تعيين الموظف الجديد في الشركة، بعد التأكد من توافق ما يمتلك من مهارات ومؤهلات مع احتياجات الوظيفة، ويمكن تنفيذ التسكين سواء عن طريق الشركة مباشرة، أو بالاستعانة بمصادر خارجية مثل وكالات التوظيف.

2- التسكين إلى درجة أعلى

التسكين إلى درجة أعلى أو الترقية، هي انتقال الموظف إلى وظيفة أعلى من وظيفته الحالية، نظرًا لامتلاكه المهارات والمؤهلات وعدد سنوات الخبرة وجميع المتطلبات التي تساعده على القيام بمهام هذه الوظيفة.

ويمكن أن تتم عملية الترقية إلى درجة وظيفية أو أكثر، ومن خلالها يحصل الموظف على امتيازات مثل زيادة في الراتب ومكافآت الترقية.

3- نقل الموظف

في هذا النوع، يتم تسكين الموظف في وظيفة أخرى ينتقل إليها، ويمكن أن تكون هذه الوظيفة في نفس الإدارة أو في إدارة أخرى بالشركة، وذلك بعد التأكد من استيفاء جميع شروط الوظيفة.

معايير التسكين الوظيفي:

معايير التسكين الوظيفي هي المقاييس التي تستند إليها الشركات عند تسكين المرشحين في الوظائف المتاحة، وتشمل تلك المعايير ما يلي:

1- المهارات والقدرات

من أهم المعايير التي تضعها الشركة في الاعتبار عند تسكين الموظفين هي المهارات والقدرات التي يمتلكها كل مرشح، والتي تشمل المهارات التقنية والمعرفة والخبرة، وهي تؤهله لشغل الوظيفة والقيام بالأدوار والمسؤوليات المطلوبة.

2- المؤهلات 

وهي الشهادات التي يمتلكها المرشح والتي تثبت معرفته بمجال الصناعة، وتشمل المؤهلات التعليمية، والشهادات المهنية التي حصل عليها سابقًا.

3- السمات الشخصية

تشير السمات الشخصية إلى مواصفات المرشح الشخصية المطلوبة في وظيفته، مثل مهارات حل المشكلات والتواصل والعمل الجماعي والمهارات القيادية.

4- الخبرات

وهي الخبرات السابقة التي يمتلكها المرشح وتساعده على أداء مهام وظيفته، سواء كانت خبرة في مكان عمل سابق أو خبرة تطوعية أو خبرة من خلال التدريب.

خطوات تنفيذ التسكين الوظيفي:

إليكم فيما يلي الخطوات اللازمة لتنفيذ عملية التسكين الوظيفي بشكل فعال:

1- تحديد متطلبات الوظيفة

في هذه الخطوة، تعود الشركة إلى الوصف الوظيفي الخاص بالوظيفة، والذي يتضمن متطلباتها من حيث المهارات والمؤهلات الواجب توافرها في المرشح حتى يحقق النجاح في وظيفته.

ومن خلال تحليل الوصف الوظيفي للوظيفة، تتمكن الشركة من مقارنة المهارات الوظيفية والسمات الشخصية للمرشح بتلك الموجودة في الوصف الوظيفي، ومن ثم تحديد مدى التطابق بينهم.

2- التعرف على مهارات المرشحين

ثاني خطوات تنفيذ التسكين الوظيفي هو تعرف الشركة على مهارات وقدرات المرشحين، حتى تتمكن من معرفة مدى توافقها مع متطلبات الوظيفة المتاحة، وما هي المجالات التي يتميزون فيها، والمجالات التي تحتاج إلى تحسين.

ويمكن إجراء تقييمًا لمهارات المرشحين عبر أكثر من وسيلة، مثل الإطلاع على السيرة الذاتية، أو المقابلة والتي يتم من خلالها التعرف على مهارات المرشح مثل القيادة والاتصال الفعال والاستماع النشط، أو عن طريق الاختبارات التي يتولى إعدادها متخصصون في المجال من أجل تحديد مستوى الخبرة لدى كل مرشح.

وإذا كان يتم تأهيل المرشح للتسكين في وظيفة أعلى رتبة أي ترقيته؛ ففي هذه الحالة يتم تقييم أدائه وقياس التقدم المُحرز خلال فترة زمنية محددة.

3- معرفة تفضيلات المرشحين

بعد ذلك، تقوم الشركة بالتعرف أكثر على تفضيلات المرشحين، ونوع العمل الذي يبحثون عنه، ويمكن تنفيذ ذلك عن طريق مكالمة هاتفية قصيرة مع كل مرشح يُسأل خلالها عن مهاراته واهتماماته وموقع العمل الذي يفضله وما هي عروض الأجور والمزايا المتوقعة، وما هو نوع العمل الذي يناسبه سواء كان بدوام كامل أو بدوام جزئي، وسواء كان بعقد أو مؤقت.

4- إجراء المقابلة الوظيفية

بعد التأكد من توافق مهارات وخبرات المرشح مع احتياجات الوظيفة؛ تُجري الشركة مقابلة أخرى مع المرشح لتوضيح جميع تفاصيل الوظيفة مثل الموقع وشروط العمل والراتب وعدد ساعات العمل، حتى يحدد ما إذا كانت مناسبة له.

5- استقبال المرشح

آخر خطوات تسكين الموظف الجديد هي استقباله في مكان العمل، وتسليمه مكتبه وجميع الأدوات والمعدات التي يحتاج إليها من أجل إتمام مهامه الوظيفية على النحو الأمثل.

أهداف التسكين الوظيفي:

تشمل أهداف التسكين الوظيفي التي تسعى الشركات لتحقيقها ما يلي:

• تحقيق أقصى استفادة من مهارات وخبرات الموظفين في مختلف المجالات.
• مساعدة الموظفين على العمل وفقًا للأهداف المحددة مسبقًا للشركة.
• تعيين الموظف المناسب في الوظيفة المناسبة لضمان الاستخدام الأفضل للمواد والمعدات والآلات.
• الحفاظ على رضا الموظفين وما يتبعه من تقليل معدلات الدوران الوظيفي داخل الشركة.
• تجنب عدم التوافق بين الوظيفة والمرشح، وبالتالي تضمن الشركة تحقيق أفضل النتائج.
• تقليل النزاعات التي تنشب في مكان العمل، إذ تتحسن العلاقات بين الموظفين نتيجة شعورهم بالرضا عن وظائفهم.
• زيادة نسبة المدخلات مع انخفاض الخسائر، ومن ثم زيادة إنتاجية الشركة.

فوائد التسكين الوظيفي:

يحقق التسكين الوظيفي مجموعة من الفوائد التي تعود على الشركات والموظفين معًا، وهي تشمل ما يلي:

1- تلبية احتياجات الشركة

من خلال عملية التسكين الوظيفي، تتمكن الشركة من تلبية احتياجاتها من الموظفين المناسبين للوظائف المتاحة، وبالتالي تُعد خطوة أولى نحو تحقيق أهدافها التنظيمية.

2- تحسين كفاءة الموظفين

تساعد عملية التسكين الوظيفي الفعالة على تحسين كفاءة الموظف في العمل، لأنها ضمانًا لتعيين الموظف المناسب في الوظيفة المناسبة، وهو ما يؤدي إلى إنتاج أعمال أفضل وتقليل الأخطاء في العمل وزيادة الروح المعنوية بشكل عام.

3- زيادة الإنتاجية

يؤثر التسكين الوظيفي بشكل إيجابي على إنتاجية الموظف ومن ثم إنتاجية الشركة ككل، لأن الموظف يستغل مهاراته وخبراته المتوافقة مع متطلبات الوظيفة، وبالتالي يقدم أعمالًا ذات جودة عالية.

4- تحسين معنويات الموظفين

يلعب التسكين الوظيفي دورًا فعالًا في تحسين الروح المعنوية بين الموظفين، نظرًا لتكيف كل موظف مع وظيفته التي تناسبه، وهو ما يمكنه من تقديم أفضل أداء وتحقيق أعلى النتائج، ويُعد ذلك من أبرز مظاهر التسكين الوظيفي.

5- تقليل معدل الدوران الوظيفي

عندما تتحسن معنويات الموظفين بفضل التسكين الوظيفي الفعال؛ تقل معدلات الدوران الوظيفي داخل الشركة، لأن كل موظف يشعر بالرضا تجاه وظيفته نتيجة قيام إدارة الشركة بوضعه في المكان الصحيح.

6- زيادة الدافع لدى الموظفين

من أبرز فوائد التسكين الوظيفي، أنه يعمل على زيادة الدافع لدى الموظفين، لأن تطابق مهاراتهم مع ما تحتاج إليه وظائفهم يحفزهم على تقديم أداء أفضل.

طرق تحقيق التسكين الوظيفي لتطوير المؤسسة:

حتى تحقق الشركات أقصى استفادة من مزايا التسكين الوظيفي؛ لا بد من اتباع مجموعة من الاستراتيجيات والتي تتمثل فيما يلي:

وضع وصف وظيفي دقيق

لضمان جذب المرشحين المناسبين للوظائف المتاحة؛ لا بد من وضع وصف وظيفي دقيق يوضح جميع التفاصيل المتعلقة بكل وظيفة، مثل الأدوار والمسؤوليات والتوقعات وموقع الوظيفة، وتزويد الوصف بموجز قصير يتضمن معلومات حول الشركة، ثم روابط تتضمن معلومات أكثر تفصيلًا.

الاستعانة بشركات التوظيف

من خلال شركات التوظيف يمكن أن تنجح الشركات في العثور على الموظفين الملائمين للوظائف المتاحة، إذ تُعد شركات التوظيف بمثابة حلقة الوصل بين الشركات والباحثين عن عمل، وبالتالي فهي تقوم بدورها في ترشيح الأنسب والأكثر توافقًا مع الوظيفة، بناءً على المعايير والمتطلبات التي تضعها الشركة لكل وظيفة.

وتُعد منصة صبّار هي الأفضل في مجال التوظيف داخل المملكة العربية السعودية، ويمكن للشركات توكيل مهمة التسكين الوظيفي إليها، نظرًا لما تمتلكه من قاعدة بيانات لعدد غير محدود من أفضل المرشحين من الجنسين في كافة التخصصات، فضلًا عن اعتمادها على تقنية الذكاء الاصطناعي في تنقية المرشحين واختيار الأنسب منهم للوظائف المتاحة.

إجراء المقابلات

من أجل اتخاذ قرارات التسكين الوظيفي الفعالة؛ لا بد من جمع المعلومات حول المرشحين للوظائف، وذلك عن طريق إجراء المقابلات مع كل مرشح بهدف سؤاله عن تاريخ عمله وإنجازاته وقدرته على حل المشكلات، ومعرفة كيفية تعامله مع مواقف افتراضية مستقبلية.

الاختبارات

تُعد الاختبارات وسيلة يلجأ إليها أصحاب الأعمال قبل تنفيذ التسكين الوظيفي، إذ يخضع المرشح لاختبار يحصل صاحب العمل من خلاله على معلومات تساعده على اتخاذ قرار التسكين.

وتقيس تلك الاختبارات التي قد تأتي على شكل استبيان السمات السلوكية وأنماط التفكير والاهتمامات المهنية، ومن نتائجها يمكن معرفة مدى قدرة المرشح على التواصل اللفظي ومدى استعداده لتعلم أشياء جديدة ودرجة تواصله الاجتماعي.

إحالات الموظفين

تشير هذه الاستراتيجية إلى قيام الموظفون والمديرون في الشركة بالتوصية عن أفضل المرشحين وأكثرهم توافقًا مع متطلبات الوظيفة، سواء من العاملين بالشركة أو من خارجها، إذ تتم هذه التوصية بناءً على ما يُعرف عن المرشح من مهارات وخبرات تؤهله لشغل الوظيفة.

الفرق بين التسكين والترقية:

تُعد الترقية أحد أنواع التسكين الوظيفي، فقد يتم التسكين الوظيفي عن طريق ترقية الموظف وانتقاله إلى منصب أعلى من منصبه الحالي داخل الشركة بناءً على مهاراته وقدراته وأدائه الوظيفي وسنوات خبرته، أي أن التسكين الوظيفي أعم وأشمل من الترقية، لأن الترقية تتضمن تعيين الموظفين في مناصب عليا نظرًا لكفاءتهم وتوافقهم وتلك المناصب.

وبخلاف الترقية، يمكن تنفيذ عملية التسكين الوظيفي عن طريق تعيين موظفين جدد أو نقل موظفين إلى أقسام أو إدارات أخرى، وذلك بناءً على توافق مهاراتهم وخبراتهم مع متطلبات الوظيفة.

كيف تساعدك صبّار في تنفيذ التسكين الوظيفي؟

يمكنك كصاحب عمل الاعتماد على منصة صبّار في تنفيذ عملية التسكين الوظيفي بأقصى قدر من الكفاءة والفعالية، إذ تتمكن المنصة الرائدة في مجال التوظيف من التوصية بأفضل المرشحين داخل المملكة بعد التعرف على معاييرك ومتطلبات كل وظيفة شاغرة لديك.

وما يميز صبّار، اعتمادها على تقنية الذكاء الاصطناعي والتي تعمل على تنقية المرشحين واختيار الأفضل منهم وفقًا للمتطلبات المُحددة، لتضمن تعيين المرشحين المناسبين في الوظائف المناسبة.

ومن خلال ميزة مقابلات الفيديو المُسجلة التي تقدمها صبّار، يمكنك التعرف على المرشحين واختيار الأنسب منهم للدور الوظيفي، واتخاذ قرار التعيين بسهولة.

وفي الختام، فقد برز دور التسكين الوظيفي في تكوين قوى عاملة مفعمة بالحماس وفعالة ومنتجة، لأنه يضمن تعيين موظفين متوافقين تمامًا مع وظائفهم وشاعرين بالرضا عنها، وهو ما يؤدي إلى نمو الشركات وزيادة نجاحها.

‍