للشركات

الارتباط الوظيفي وآثاره على أداء الشركة وكيفية قياسه وتعزيزه على مستوى الفرد والمؤسسة

June 8, 2024

5 دقائق
5 دقائق

June 8, 2024

يزداد ارتباط الموظفين بالمؤسسة التي يعملون بها، زيادةً في جديتهم وتحفيزهم لزملائهم، مما يتطلب من المؤسسات تنفيذ استراتيجيات تعزز هذا الارتباط لضمان استمرار نجاحها. يشير مفهوم الارتباط الوظيفي إلى العلاقة بين الموظفين ومؤسساتهم، حيث يدفعهم الشغف والحافز للمشاركة بنشاط في العمل. يرتبط هذا الارتباط بتحسين الإنتاجية وانخفاض معدل الدوران وتحسين جودة العمل وزيادة الأرباح وانخفاض معدلات التغيب والإرهاق الوظيفي وتحسين التعاون وزيادة الإبداع وتعزيز الثقافة التنظيمية ورضا العملاء وارتفاع معدل إحالات الموظفين.

تتعدد العوامل التي تساهم في نجاح المؤسسات وتحقيق مكانة مميزة في السوق التنافسي، ويُعد الارتباط الوظيفي من أهم تلك العوامل، فكلما ازداد ارتباط الموظفين بالمؤسسة التي يعملون بها؛ زادت جديتهم في العمل وزاد تحفيزهم للآخرين على فعل نفس الشيء، الأمر الذي يفرض على المؤسسات ضرورة تنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات التي تعزز من الارتباط الوظيفي لضمان استمرار نجاحها، لذلك نوضح في هذا المقال ما هو الارتباط الوظيفي وكيفية قياسه، والآثار المترتبة عليه، وكيفية تعزيزه على مستوى المؤسسة والمدراء.

مفهوم الارتباط الوظيفي:

يشير مصطلح الارتباط الوظيفي أو مشاركة الموظفين إلى العلاقة التي تربط بين الموظفين ومؤسساتهم، وهي العلاقة المدفوعة بالشغف والحافز الذي يجعلهم يشاركون بنشاط في العمل، وبالتالي تتوافق الأهداف والقيم الشخصية للموظفين مع مهام وأهداف المؤسسة.

وارتباط الموظف بالمؤسسة التي يعمل بها يجعله متحمسًا للعمل، هذا الحماس الذي يتجلى في حرصه على تقديم أفضل الخدمات للعملاء من أجل تحقيق السمعة الجيدة للمؤسسة وزيادة مبيعاتها.

ويساعد الارتباط الوظيفي على إظهار الموظف أعلى درجات الالتزام، وبالتالي يصبح هو الأكثر إنتاجية ومساهمة في ثقافة المؤسسة وسعيًا للمشاركة في نجاحها، فلا يقتصر الهدف من عمله على الحصول على راتب أو ترقية فقط.

يمكنك تعيين أكثر الموظفين موهبة وكفاءة بالتعاون مع منصة صبّار والتي تقدم لك خيارات توظيف مرنة تساعدك على سد الشواغر الوظيفية لديك وبناء مجموعة من المواهب المفيدة في المستقبل.

الآثار المترتبة على الارتباط الوظيفي على الشركة والأداء وبيئة العمل:

تتجلى أهمية الارتباط الوظيفي في العديد من الفوائد التي تعود على الموظفين والمؤسسة، وتشمل ما يلي:

1- زيادة الإنتاجية

يؤدي زيادة الارتباط بين الموظفين والمؤسسات إلى تحسين الأداء نظرًا لالتزام الموظفين بأداء أدوارهم بشكل جيد، وهو ما يتجلى في انخراطهم في العمل والذي ينتج عنه زيادة في إنتاجية الموظف والمؤسسة.

كما أن الارتباط الوظيفي يجعل الموظفين في أعلى درجات التفاني في العمل، ومن ثم يرتكبون أخطاءً أقل، ويكملون المهام في الوقت المحدد.

2- انخفاض معدل دوران الموظفين

يعني الارتباط الوظيفي أن بيئة العمل إيجابية وآمنة وقائمة على الدعم والتقدير وتحفيز الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم، ولذلك لا يضطر الموظفون إلى البحث عن وظائف في أماكن أخرى، فيقل معدل الدوران داخل المؤسسة.

3- تحسين جودة العمل

تتحسن جودة الأعمال التي يقوم بها الموظفون الذين تربطهم علاقات وطيدة بمؤسساتهم، إذ يدفعهم هذا الارتباط لبذل قصارى جهودهم والالتزام بمعايير الجودة وتقديم أفضل الخدمات والمنتجات بما يتجاوز توقعات العملاء.

تُعد منصة صبّار هي بوابتك لتحسين جودة أعمالك، لأنها تتيح لك توظيف أفضل المرشحين داخل المملكة العربية السعودية من ذوي المهارات والكفاءات التي يبحث عنها كل صاحب عمل.

4- زيادة الأرباح

ينتج عن الارتباط الوظيفي زيادة أرباح المؤسسات، وذلك نتيجة تحسين جودة العمل وانخفاض معدل الدوران، ومن ثم زيادة الإنتاجية التي تؤدي بدورها إلى تحسين الأرباح.

5- انخفاض معدلات التغيب

الموظفين المرتبطين بمؤسساتهم هم الأقل تغيبًا عن العمل، نظرًا لزيادة اهتمامهم بالعمل وحماسهم تجاهه وحرصهم على إنجاز المهام في مواعيدها دون تأخير.

6- انخفاض الإرهاق الوظيفي

كلما ازدادت مشاركة الموظفين في مؤسساتهم؛ قل شعورهم بالإرهاق الوظيفي، إذ تعمل التجارب الإيجابية في العمل وبيئة العمل الداعمة والشعور بالهدف على تقليل التوتر، وهو ما يتجلى في أداء الموظفين وإنتاجيتهم.

7- تحسين التعاون

ينتج عن شعور الموظفون بالارتباط بشركتهم وزملائهم زيادة التعاون بينهم بشكل فعال، فيحرصون على العمل بشكل جماعي وتبادل الأفكار وطلب التعليقات، وبالتالي يقل سوء الفهم وتقل الأخطاء والتأخيرات، وفي النهاية يظهر تأثير هذا التعاون في الأداء والإنتاجية.

8- تعزيز الإبداع والابتكار

يُعد الارتباط الوظيفي من أهم العوامل المحفزة للإبداع والابتكار لدى الموظفين، لأنه يمدهم بالحماس لمشاركة أفكار أو تجارب جديدة والوصول إلى طرق مبتكرة لحل المشكلات.

9- تحسين الثقافة التنظيمية

يتوقف نجاح أي مؤسسة على ثقافتها ورؤيتها، وبالتالي يمكّن الارتباط الوظيفي من بناء وتحسين الثقافة التنظيمية، لأنه يضمن استمرار مشاركة الموظفين وانخراطهم في عملهم، ومن ثم يشعرون بأنهم يعملون من أجل هدف مشترك، فتستطيع المؤسسة بناء ثقافة إيجابية تعزز من الإنتاجية وتزيد من فرص الاحتفاظ بالموظفين.

10- زيادة رضا العملاء

يلعب الارتباط الوظيفي دورًا لا يُستهان به في زيادة رضا العملاء، إذ أن زيادة الارتباط بين الموظفين والمؤسسة يجعلهم يبذلون جهودًا إضافيًا لتلبية احتياجات العملاء وتقديم أفضل الخدمات لهم واتخاذ القرارات التي تصب في صالحهم.

11- ارتفاع معدل إحالات الموظفين

يُعد الموظفين المرتبطين بمؤسساتهم هم خير سفراء لها وأفضل مدافعين عنها، وهو ما يجعلهم يوصون بها للأصدقاء والعائلة والمعارف، ومن ثم ترتفع إحالات الموظفين التي توفر بدورها الكثير من التكاليف التي تنفقها المؤسسة في عملية التوظيف.

كيفية قياس الارتباط الوظيفي:

تتعدد أساليب قياس الارتباط الوظيفي، والتي نبرزها فيما يلي:

1- استطلاعات الرأي

تُعد استطلاعات الرأي السنوية من أبرز أدوات قياس الارتباط الوظيفي، وتحتوي الاستطلاعات على عدد صغير من الأسئلة المفتوحة والتي يُقاس من خلالها خبرة الموظفين وتحفيزهم ومدى شعورهم بالشغف تجاه وظائفهم، وبالتالي فهي تفيد في تحديد ما الذي يمكن القيام به لتعزيز الارتباط بين الموظفين والمؤسسة.

2- الاجتماعات الفردية

يمكن قياس الارتباط الوظيفي من خلال عقد المديرين اجتماعات فردية مع الموظفين، والتي يحصل الموظف خلالها على فرصة لتقديم تعليقاته والتعبير عن آرائه ومخاوفه، وهو ما يساعد على إنشاء تواصل صحي وفعال بين المديرين والموظفين.

3- مجموعات التركيز

وهي عبارة عن اجتماعات تضم الموظفين والمديرين لإجراء مناقشات بشأن موضوع أو مجال محدد، من أجل التعمق أكثر في مختلف القضايا، ومن خلال تعليقات الموظفين في تلك المجموعات يمكن قياس مشاعرهم ومدى ارتباطهم بالمؤسسة.

4- مقابلات الخروج

وهي المقابلات التي تعقدها المؤسسة مع الموظفين الذين تقدموا باستقالاتهم من وظائفهم، وتُعد طريقة فعالة لقياس الارتباط الوظيفي، لأن هؤلاء الموظفين سيتحدثون بصراحة وأريحية عن أسباب مغادرتهم دون أي خوف.

وفي مقابلات الخروج توجه إلى الموظفين مجموعة من الأسئلة التي تدور حول سبب مغادرة المؤسسة والالتحاق بالعمل في أخرى، وما إذا كانوا تلقوا ملاحظات بناءة ساعدت على تحسين الأداء، وهل كان هناك تقديرًا من قِبل المديرين أو المشرفين.

5- صافي نقاط الترويج (eNPS)

تنطوي هذه الاستراتيجية على توجيه سؤالًا للموظفين عن مدى استعدادهم للترويج للمؤسسة كمكان للعمل، وذلك كوسيلة لقياس الارتباط الوظيفي من خلال فهم كيفية تأثير التغييرات على مشاركة الموظفين.

كيف تعزز من الارتباط الوظيفي في بيئة العمل على مستوى الشركة:

هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن يتبعها القادة من أجل تعزيز الارتباط الوظيفي على مستوى الشركة، وتشمل ما يلي:

تشجيع التغذية المرتدة

من أجل تعزيز ارتباط الموظفين بمؤسساتهم؛ لا بد من تشجيع التغذية المرتدة، من خلال الاستماع إلى آراء الموظفين وأخذ ملاحظاتهم في الاعتبار، وهو ما يساعد على تعزيز شعور الموظفين بأن المؤسسة تقدر آرائهم وتثق بهم وبتوصياتهم.

منح حوافز ومكافآت عادلة

من أكثر العوامل التي تجعل الموظف مرتبطًا بمؤسسته، حصوله على المكافآت والحوافز تقديرًا لجهوده ومساهماته وإنجازاته، والتي تساعد على رفع الروح المعنوية في الفريق، كما أن تلك المكافآت دليلًا على أن المؤسسة تتبع الشفافية وتمنح جميع الموظفين فرصًا متساوية للمشاركة في أي تحديات.

تعزيز التواصل المفتوح

لضمان إبقاء الموظفين مشاركين ومنتجين؛ يجب تعزيز قنوات التواصل المفتوحة بينهم، إذ يتم منحهم الفرصة لمشاركة أفكارهم ومخاوفهم وتعليقاتهم بشكل علني، مع الحرص على الإجابة على تساؤلاتهم، وإشراكهم في عملية صنع القرار قدر الإمكان.

تقديم توقعات واضحة

قبل تكليف الموظفين بالقيام بأي مهام، يجب أولًا تحديد الأدوار والمسؤوليات والتوقعات لكل موظف، والتأكد من فهم جميع الموظفين أهدافهم ومعايير قياس أدائهم، وذلك من أجل تجنب أي غموض في المهام، وحتى يتمكن الموظفون من التركيز على أداء مهامهم بشكل فعال.

توفير فرص التطوير الوظيفي

يُعد الاستثمار في الموظفين من أهم العوامل التي تخلق الارتباط الوظيفي، فإذا قدمت المؤسسة لموظفيها فرصًا للتعلم والنمو المتمثلة في الدورات التدريبية وورش العمل التي تطور من مهاراتهم وخبراتهم؛ كان ذلك دليلًا على حرصها على تقدم جميع الموظفين في حياتهم المهنية.

تعزيز التوازن بين الحياة والعمل

يتعين على المؤسسات تعزيز التوازن بين الحياة والعمل من أجل دعم رفاهية موظفيها، وذلك من خلال السماح بأخذ فترات راحة خلال يوم العمل، مع توفير خيارات العمل عن بُعد، حتى يتمكن كل موظف من تلبية احتياجاته الشخصية.

توفير بيئة عمل إيجابية

يرتبط الموظفون بالمؤسسة التي توفر لهم بيئة عمل إيجابية وشاملة تحفزهم على العمل وتقديم أفضل أداء، وهي البيئة القائمة على الدعم والاحترام والتقدير والعمل بروح الفريق بين جميع الموظفين.

بناء الثقة والتعاون

يزداد ارتباط الموظفين بالمؤسسة إذا نجحت في بناء ثقافة الثقة والتعاون والاحترام المتبادل بين جميع الموظفين، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنفيذ المشاريع التعاونية، ومنح الفرص لأنشطة بناء الفريق، والتي تعزز من العلاقات الحميمة بين الموظفين.

كيف تعزز من الارتباط الوظيفي في بيئة العمل على مستوى المدراء:

حتى تحقق المؤسسة الاستفادة الكاملة من الارتباط الوظيفي؛ يجب أن يكون هذا الارتباط على مستوى المدراء أيضًا وليس الموظفين فقط، وفيما يلي الاستراتيجيات التي تساعد على التعزيز من هذا الارتباط:

تحديد الأهداف

لا بد من إشراك المديرين في عملية تحديد أهداف المؤسسة، إذ توكل إليهم مسؤولية ترجمة تلك الأهداف إلى مهام واضحة ونقلها إلى الموظفين، لذلك لا بد من اتباع الشفافية والوضوح عند استعراض الأهداف التنظيمية الشاملة أمام المديرين في اجتماعات منتظمة، مع تحديد ما الذي يجب أن يفعله الموظفين لتحقيقها.

رصد رضا المديرين

من خلال رصد رضا المديرين تتمكن المؤسسات من ضمان استمرار مشاركتهم في العمل، وتتم عملية الرصد عن طريق مراقبة سلوكياتهم ومواقفهم والتي توضح مدى شعورهم بالرضا من عدمه، وفي حال ملاحظة أية تغيرات في سلوكيات أو أداء المديرين؛ ينبغي التحدث إليهم على الفور وتشجيعهم على مشاركة مشاعرهم والعمل على حل أية مشكلات تواجههم.

تطوير برامج القيادة

يساعد تطوير برامج القيادة للمديرين على توضيح أفضل الممارسات القيادية، كما تزود المديرين بأفضل مهارات القيادة التي تزيد من نجاح المؤسسة، وهو ما يساعد على تطوير مهاراتهم وتعزيز نموهم وخلق شعورًا بالتقدير داخلهم، وبالتالي تزداد مشاركتهم.

تقديم مزايا إضافية

من المهم منح المديرين مزايا جديدة لا يقدمها أي مكان آخر، حتى لا يضطرون لمغادرة المؤسسة والبحث عن مكان آخر يقدم فرص وظيفية أفضل، ويمكن أن تشمل تلك المزايا استضافة أنشطة عائلية أو سداد اشتراكات صالات الألعاب الرياضية.

تحسين الكفاءة في مكان العمل

يمكن اتباع الاستراتيجيات التي تقلل من ضغط العمل للمديرين، مثل تفويض بعض المهام للآخرين، أو دعم المديرين ببرامج إدارة الأداء والتي تمكنهم من مراقبة أداء الموظفين بشكل تلقائي وبأقل مجهود.

وظف أفضل المرشحين مع صبّار

إذا كنت تبحث عن مرشحين ذوي جودة وكفاءة يمكنهم المساهمة في تنمية أعمالك؛ فإن منصة صبّار للتوظيف هي سبيلك لتحقيق هدفك.

بالتعاون مع صبّار لن تستغرق وقتًا طويلًا في تعيين الموظفين الذين تبحث عنهم، لأن المنصة توفر لك المرشحين الموهوبين الذين يمتلكون من المهارات ما يكفي لزيادة إنتاجيتك وتبوأ مكانة مميزة.

تواصل معنا على الفور وسوف نلبي لك جميع احتياجاتك الوظيفية طبقًا للمعايير التي تحددها، سواء كنت ترغب في تعيين موظفين يعملون عن بُعد أو من الموقع، بنظام دوام كامل أو جزئي في مختلف التخصصات، ومن خلالنا ستتمكن من إجراء مقابلات فيديو مُسجلة حتى تتخذ قرار التعيين سريعًا دون أن تتعطل أعمالك.

وفي الختام، بات نجاح أي مؤسسة يتوقف على مدى نجاح قادتها في إنشاء علاقات فعالة مع الموظفين، تزيد من مشاركتهم وتعزز من رغبتهم في إنجاح المؤسسة وتحقيق أهدافها.

موضوعات مشابهة

ربما تعجبك أيضاً..