هل تعتقد أن النجاح في المقابلة الشخصية حظ أم أمر مدروس ومُخطط له؟ هل الأشخاص الناجحون في المقابلات الشخصية من المرة الأولى يولدون بمهارة التواصل الجيد والتأثير المبهر أمام مسؤول التوظيف؟ الحقيقة أن النجاح في المقابلة الشخصية هو نتيجة لاستعداد جيد وتخطيط دقيق، بالإضافة لتطوير مهارات معينة واكتساب الخبرات اللازمة.
لذا، في مقالنا هذا سنقدم لك الخطوات العملية والنصائح الفعالة التي ستساعدك في اغتنام فرصة المقابلة الشخصية وتحويلها إلى نقطة بداية جديدة في مسارك المهني.
المقابلة الشخصية الناجحة
يطلق على المقابلة الشخصية أنها نجحت عندما تحقق مُرادك المطلوب منها وهو الحصول على الوظيفة المُتقدم لها، ولكن كيف يمكن تحويل هذه المقابلة من مجرد مقابلة عمل إلى نقطة انطلاقة قوية وبداية مميزة في مسارك المهني؟ تكمن الإجابة هنا في معرفة أسرار المقابلة الشخصية الناجحة والتي تتمثل في عدة نصائح وتوجيهات بعضها يجب تنفيذه قبل الحضور للمقابلة والبعض الآخر أثناء المقابلة ذاتها، سنناقش تلك النصائح والتوجيهات تفصيلًا فيما يلي من حديثنا.
نصائح قبل المقابلة الشخصية
قبل الدخول إلى المقابلة الشخصية هناك عدة أمور يجب أن تضعها في عين الاعتبار حتى أنها يمكن أن تُسمى شروط المقابلة الشخصية الناجحة وذلك نظرًا لأهميتها، تتمثل تلك النصائح فيما يأتي:
التحضير للمقابلة الشخصية
يعتمد نجاح المقابلة الشخصية بصورة كبيرة على تحضيرك المُسبق للمقابلة من خلال معرفة المزيد عن الوظيفة التي تتقدم إليها ونوع المقابلة التي ستُجرى معك، هل هي مقابلة فردية بينك وبين مسؤول التوظيف فقط أم أن هناك أفراد أخرى ستكون حاضرة حينئذ ينبغي عليك السؤال عنهم وعن مسماهم الوظيفي حتى لا تتفاجئ يوم المقابلة وترتبك. يمكنك الوصول إلى تلك المعلومات من خلال موقع الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى سؤال من يخبرك بموعد المقابلة أو من خلال معرفتك بموظفين داخل الشركة، أيضًا ينبغي عليك أن تتأكد من وجود جميع أوراقك اللازمة وطباعة نسخة احتياطية من سيرتك الذاتية.
الوصول في الموعد المحدد
إن احترام المواعيد سمة يقدرها الكثيرون بشكلٍ عام ومسؤولين التوظيف وأصحاب العمل بشكلٍ خاص فذلك يعطي انطباعًا إيجابيًا عنك بأنك شخص ملتزم في مهام عملك كما التزمت في مواعيدك ، لذا يجب أن تكون حاضرًا قبل موعدك على الأقل ب 10 أو 15 دقيقة لا تصل مبكرًا جدًا عن الوقت أو تتأخر في الوصول.
الاهتمام بالمظهر الخارجي
المظهر الخارجي في المقابلة الشخصية واختيار الملابس التي سترتديها في تلك المقابلة من أكثر الأمور الهامة، فالانطباع الأول يدوم، لذا ينبغي ارتداء الملابس الرسمية المناسبة مع الحرص على نظافتها وتناسق ألوانها وكيها. أيضًا يمكنك السؤال عن الزي المسموح به حضور المقابلة، إذ أن هناك شركات ومنظمات تحدد ما يجب الالتزام به وارتدائه. كما لا يُفضل وضع البرفانات ذات الرائحة النفاذة أو وضع الكثير من المكياج بالنسبة للنساء.
الملابس في المقابلة الشخصية السعودية
تتضارب وتختلف الآراء حول الزي المناسب للمقابلة الشخصية السعودية ما إذا كان المتقدم للوظيفة رجلًا هل يرتدي الملابس الرسمية كالقميص والبدلة أم يرتدي الثوب والشماغ؟ لتكون الإجابة أن ارتداء الملابس الرسمية كالبدلة هو الأفضل وذلك في حالة إذا لم يخبرك أحد من ممثلي الشركة أن عليك الحضور بالثوب والشماغ. بينما ترتدي النساء عباءة سوداء أنيقة أو ملابس محتشمة.
الحفاظ على الثبات الانفعالي وعدم التوتر
التوتر قبل الأحداث المهمة أمر طبيعي فمن منا لا يشعر بالتوتر عند إجراء مقابلة عمل حتى أولئك الذين لديهم خبرة مسبقة في المقابلات والوظائف، لكن لا تدع التوتر يتمكن منك، حتى تستطيع السيطرة على الموقف التزم بتمارين الشهيق والزفير التي بدروها سوف تساعدك على الهدوء وخفض ضربات قلبك، بالإضافة إلى ترديد أهم الأدعية بالتوفيق وتيسير الأمور في سرك.
نصائح أثناء المقابلة الشخصية
مثلما هناك نصائح ينبغي عليك فعلها والحرص علي اتقانها قبل الدخول إلى المقابلة الشخصية، هناك أيضًا تعليمات ونصائح لابد من التمكن منها أثناء المقابلة الشخصية ذاتها. تتضمن تلك النصائح مايلي:
الاهتمام بلغة الجسد في المقابلة الشخصية
يمكن للغة الجسد أن تخبر مسؤول التوظيف ما لا تخبره أنت لفظيًا، لذا تُعد لغة الجسد من أكثر الأمور أهمية التي يجب الانتباه لها أثناء المقابلة بدايةً من المصافحة القوية باليد لمسؤول التوظيف مع الابتسامة اللطيفة الغير مصطنعة مرورًا بالتواصل البصري الجيد بينك وبين من يحاورك فلا ينبغي أن تحرك عينيك يمينًا ويسارًا في أرجاء الغرفة أثناء الإجابة على الأسئلة الموجه لك، تجنب استخدام الإيماءات بكثرة أو إظهار الشعور بالملل.
كما لا يصح أبدًا طرقعة الأصابع أو قضم الأظافر أمام مسؤول التوظيف حتى وإن كانت هذه حركة لا إرادية تفعلها باستمرار، عليك السيطرة على ذلك. ابتعد أيضًا عن لمس وجهك أو شعرك أثناء المقابلة فتلك أمور تشتت الانتباه.
الحفاظ على طريقة الجلوس الصحيحة في المقابلة الشخصية
كيف تجلس في المقابلة الشخصية؟ يتردد هذا السؤال كثيرًا من الأشخاص المُقبلين على مقابلات العمل، وردًا على ذلك السؤال فإن طريقة الجلوس المهذبة الواثقة هي مفتاح الإجابة فلا تتقدم بالجلوس إلا عندما يدعوك مسؤول التوظيف للتقدم والجلوس أمامه، عند الجلوس على الكرسي حاول أن يكون ظهرك مفرودًا وتجنب الجلوس بشكلٍ مائل أو متكئًا وأن كان هناك وسائد صغيرة على الكرسي لا تضعها على ركبتيك وتتكأ عليها، اتركها مكانها أو إذا كنت لا تستطيع الجلوس بسببها استأذن أولًا من مسؤول التوظيف أنك ستضعها جانبًا.
اجلس بثبات مع وضع كلا قدميك على الأرض، تجنب تمامًا وضع القدم فوق الركبة فذلك سلوك مرفوض حتى وإن فعله المحاور، بالإضافة لذلك تجنب هز القدم وتحريكها أو تحريك يديك باستمرار فذلك يوحي بالتوتر ويشتت انتباه من أمامك.
الاستماع الجيد
إن الاستماع الجيد للمحاور وعدم مقاطعة كلامه بشكل مستمر بلا داعٍ، من الأمور التي يُقدرها مسؤولو التوظيف ويعطي انطباع إيجابي عن المتقدم للوظيفة ويُظهر مدى احترامه للغير والقدرة على الثبات الانفعالي وإجراء المناقشات باحترافية ومهارة.
قول الحقيقة
عند طرح الأسئلة عليك يجب أن تكون صادقًا في إجاباتك، فلا تبالغ كثيرًا في ذكر مهاراتك ولا تقلل من شأنك ومهامك السابقة. فقط أخبره بالحقيقة بأسلوب واضح وبسيط دون إطالة غير مبررة في الحديث.
التحدث بأسلوب مهذب واحترام
إن الحديث اللبق المهذب يجذب عقول الناس دائمًا وليس مسؤول التوظيف فقط، لذا يجب التحدث بأسلوب مهذب لطيف مع أي شخص ستقابله يوم المقابلة الشخصية حتى وإن كان مجرد عامل لا شأن له بالوظيفة. ربما يتسائل مسؤول التوظيف عن طريقة تعاملك مع من قابلته قبل الدخول للمقابلة ليعرف كيف يمكنك أن تتعامل مع زملائك في العمل ومدى احترافية تواصلك مع الآخرين.
أيضًا إذا سألك المحاور عن أصحاب العمل السابقين فلا تتحدث عنهم بطريقةٍ وقحة ولا تنخرط في الحديث المفصل عنهم.
طرح الأسئلة على المحاور
عند انتهاء مسؤول التوظيف أو المحاور من تقديم الأسئلة سيسألك إذا كان هناك أي أسئلة أو استفسارات تود طرحها، لذا يجب أن تكون جاهزًا لمثل ذلك السؤال وتطرح الأسئلة التي لها علاقة مباشرة بالوظيفة مثل الأسئلة الخاصة بالمسؤولية الوظيفية وكيف يحدث التقييم لها، فرص التطوير والترقية في هذا الدور الوظيفي فذلك يشير إلى طموحك واهتمامك بتطوير حياتك المهنية بتخطيطٍ مسبق، أيضًا يمكنك السؤال عن بيئة العمل وثقافة الشركة لمعرفة مدى توافقها مع شخصيتك وطريقة عملك.
تقديم الشكر
في نهاية اللقاء يجب أن تقدم الشكر للشخص الذي أجرى معك المقابلة وأخبره أنك ممتن للوقت الذي خصصه من أجل هذه المقابلة وصافحه باليد إن الموقف يسمح بذلك.
التدريب على أسئلة المقابلة الشخصية
من الجيد أن يتدرب الشخص على الفعل الذي يود الإقبال عليه، خاصةً إذا كان ذلك الإقبال للمرة الأولى، حتى يكتسب الثقة ويُقبل على الأمر بقدمٍ ثابت. لذا يمكنك أن تتدرب على المقابلة الشخصية أمام المرآة أو مع أحد من الأهل أو الأصدقاء من خلال تجهيز إجاباتك على أشهر الأسئلة التي من الممكن أن يطرحها عليك المحاور أو حتى يطرح البعض منها مثل سؤال:
حدثني عن نفسك!
في هذا السؤال يريد المحاور أن يتعرف عليك بإيجاز في غضون دقيقتين على الأكثر، لذا نظم أفكارك ورتب كلامك لتبدأ بالتعريف باسمك ومُسماك الوظيفي ومن ثم تاريخ عملك وانجازاتك.
كيف سمعت عن هذا العمل؟
في هذا السؤال يريد مسؤول التوظيف معرفة كيف يمكن للآخرين السماع عن الشركة والمعرفة بها والوصول إليها، لذا أخبره الحقيقة إذا كنت قد عثرت على هذه الوظيفة من منصات التوظيف أو من خلال إعلان على وسائل التواصل مثل اللينكد إن أو من خلال أحد الأشخاص.
ما هي نقاط قوتك؟
يريد المحاور من هذا السؤال معرفة صفاتك القوية التي يمكن للعمل والشركة الاستفادة منها لذا أخبره ببعض الصفات التي تُظهر ملائمتك للعمل معهم مثل: التواصل الجيد، القدرة على حل المشكلات وضبط النفس، القدرة على القيادة والابتكار، المرونة وإدارة الوقت.
ما هي نقاط ضعفك؟
لا يريد المحاور ازعاجك بطرحه هذا السؤال فلكلٍ منا نقاط ضعفه، لكن هو فقط يرغب في معرفة ما إذا كنت على دراية بنقاط ضعفك وكيف تتعامل معها أو مجهودك للتخلص منها، حينئذ يمكنك إخباره بنقطة أو اثنين مع شرح كيف تعمل على التخلص منهما أو تحويلهما لنقاط قوة.
أقرأ أيضًا: نقاط القوة والضعف في المقابلة الشخصية مع الأمثلة للإجابة عليهما
هل تعتبر نفسك متمكنًا من العمل ضمن فريق؟
الهدف من هذا السؤال هو معرفة مدى قدرتك على التواصل مع الآخرين وهل تفضل العمل بمفردك أم العمل الجماعي، لذا أخبره أنك تستطيع العمل ضمن فريق لاكتساب المزيد من الخبرة بالإضافة بقدرتك على العمل بمفردك والاعتماد على الذات في أحيانٍ أخرى.
لماذا تركت وظيفتك الأخيرة؟
إذا سألك مسؤول التوظيف هذا السؤال فهو يرغب في معرفة ما إذا كنت شخصًا عشوائيًا أم أن لديك خطة تسير عليها لمستقبلك الوظيفي، لا لابد أن تكون إجابتك محورها حول تطورك الوظيفي وأن سعيك ليس فقط للحصول على راتب أعلى لكنك تنظر أيضًا لكسب المزيد من الخبرة والمعرفة المهنية.
لمعرفة المزيد عن كيفية الإجابة عن سؤال تركك للوظيفة السابقة أقرأ: سبب ترك العمل في المقابلة: كيفية الرد وأخطاء يجب تجنبها
ما هي توقعات راتبك؟
لا تتردد في الإجابة عن هذا السؤال أو تشعر بالخجل تجاهه، فلابد أن يكون لديك توقعات عن الراتب الذي يُعطى لمثل الوظيفة التي تتقدم إليها مع وجود فروقات بين الشركات وبعضها البعض وحتى بين الخبرات لتلك الوظيفة، لذا يجب أن تكون مُدركًا جيدًا لخبرتك الوظيفية ولكن لا تخبر مسؤول التوظيف عن رقم مباشر للراتب، بل أشرح له أنك تعلم أن مثل هذه الأمور تتفاوت ولكن تقع بين الرقم كذا وكذا أو أنك تعلم أن الحد الأدنى لمثل هذه الوظيفة يكون كذا.
أين ترى نفسك بعد خمسة أعوام؟
يريد المحاور من هذا السؤال معرفة مدى طموحك وكيفية تخطيطك لمستقبلك المهني، لذا أعطيه إجابة تبرز تطورك وطموحك للوصول لأعلى المناصب.
بعدما تعرفت على كيفية خوض مقابلة شخصية ناجحة، أتود تجربة ذلك عمليًا من خلال صبّار؟
صبّار هي منصة محلية رائدة للتوظيف في السعودية، تقدم خدماتها للسعودين وغير السعوديين داخل المملكة فهي أكبر وجهة للباحثين عن العمل والشركات للتوظيف في مختلف القطاعات، معتمدة من الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يثق بها أكثر من 600 شركة كبيرة وصغيرة داخل المملكة.
لماذا تختار صبّار كمنصة توظيف؟
تتضمن منصة صبّار العديد من المميزات التي تجعلها خيارك الأول كمنصة توظيف سعودية، والتي تتمثل فيما يلي:
- توفر أكثر من 2000 وظيفة سعودية يمكن الاختيار من بينهم ما يناسبك في مختلف القطاعات مثل: قطاع الموارد البشرية، والمبيعات والتسويق، وخدمة العملاء، وابيع بالتجزئة والخدمات وغيرها الكثير.
- تقدم فرص عمل تناسب الجميع فهي تحتوي على وظائف بدوام كُلي، ووظائف بداوم جزئي، ووظائف عن بُعد، بالإضافة لوجود وظائف تناسب النساء.
- تحتوي على باقات اشتراك تناسب جميع الاحتياجات الوظيفية بأقل التكالييف.
- تختصر الوقت على المتقدم للوظيفة والشركات لإيجاد بعضهم البعض، وذلك من خلال توفير متقدمين مطابقين لشروط الوظيفة في أقل من 24 ساعة.
توفر منصة صبّار خدمات متكاملة لضمان القبول في سوق العمل السعودي من خلال إنشاء سيرة ذاتية احترافية بنظام ATS التي تُبرز مهارات وخبرات المتقدم للوظيفة وتزيد فرصتك في جذب انتباه مسؤولي التوظيف إليك كما يمكنك تحسين سيرتك الذاتية الموجودة بالفعل، بالإضافة لتواجد قسم خاص بالمدونات لتسهيل الوصول إلى المعلومات الخاصة بسوق العمل التي يبحث عنها كل متقدم للتوظيف.
الخاتمة
باختصار، المقابلة الشخصية هي نقطة تحول مهمة في المسيرة المهنية لأي شخص يسعى للعمل. الاستعداد الجيد، والثقة بالنفس، والمهارات الشخصية القوية، هي عوامل أساسية لن تؤدي إلى نجاحك في المقابلة الشخصية فقط بل في حياتك المهنية بشكلٍ عام. تذكر أن سوق العمل يتطلب منك أن تكون مستعدًا دائمًا، وأن تعمل على تطوير نفسك بشكل مستمر.
