التخطيط التكتيكي يُعد ضمن أنواع التخطيط التي تتبعها إدارة المؤسسات عندما يتعلق الأمر بتحقيق أهدافها طويلة المدى التي تمتد إلى 3 سنوات أو أكثر، إذ يركز هذا النوع من التخطيط على تحويل الاستراتيجيات الكبرى إلى خطوات قابلة للتنفيذ، وبالتالي فهو بمثابة حلقة الوصل بين التخطيط الاستراتيجي الذي يحدد الرؤية طويلة المدى، والإجراءات الفورية الواجب اتخاذها لتحقيق تلك الرؤية، وفي هذا المقال نوضح بالتفصيل ما هو التخطيط التكتيكي وعناصره وخطواته.
التخطيط التكتيكي:
التخطيط التكتيكي هو العملية التي تنفذها المؤسسة من أجل تحويل خطتها الاستراتيجية الشاملة إلى إجراءات وخطط على المدى القصير والمتوسط أكثر وضوحًا ويمكن تنفيذها بعد التأكد من توافقها مع الأهداف الاستراتيجية الأوسع، وبالتالي تُستخدم الخطة التكتيكية لتحديد الأهداف، وكذلك تحديد الخطوات والإجراءات الواجب اتباعها، والموارد والجداول الزمنية التي ينبغي توفيرها لبلوغ تلك الأهداف.
يُعد التخطيط التكتيكي هو الإجراء الفوري الذي تلجأ إليه المؤسسات عندما تسعى لتحقيق النتائج على المدى القصير وليس الطويل، وعندما يتعين عليها اتخاذ قرارات تجارية فورية أو حل مشكلة عاجلة، وفي حالة وضع خطة استراتيجية تحتاج إلى تحديد الخطوات المطلوبة للوصول إلى الأهداف الأكبر لتلك الخطة، وكذلك عندما تكون هناك حاجة لوضع خطة بديلة لتحديد الفرص أو منع المشكلات.
يمتاز التخطيط التكتيكي بمرونته وإمكانية تعديله عند الحاجة مقارنة بالتخطيط الاستراتيجي الذي لا يمكن الانحراف عنه، مما يجعله أقل خطورة على المؤسسة في حال فشله، وتتولى الإدارات الوسطى بالمؤسسة تنفيذ عملية التخطيط التكتيكي من خلال تحديد المشكلات الواجب حلها ووضع الأهداف والاستراتيجيات، ثم تقسيم المهام على الموظفين المناسبين وتكليفهم بتنفيذها في الوقت المناسب.
عندما يتم تنفيذ عملية التخطيط الاستراتيجي وتقسيم الأهداف الاستراتيجية إلى أجزاء يمكن إدارتها، تضمن المؤسسة معرفة كل قسم داخلها ما يتعين عليه القيام به للمساهمة في تحقيق أهدافها الكبرى ومتى، وبأي موارد، مما يعزز الكفاءة والفعالية داخل جميع أقسامها.
عناصر التخطيط التكتيكي:
هناك عوامل تحدد كيفية إنشاء الخطة التكتيكية، أبرزها الأهداف التجارية للمؤسسة وصناعتها، ولكن على الرغم من ذلك يتطلب إنشاء تلك الخطة الناجحة العناصر الأساسية التالية:
1- الأهداف في الخطة التكتيكية
تُعد الأهداف من العناصر الأساسية في أي خطة تكتيكية، وغالبًا ما تضع المؤسسات أهداف SMART أي محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة زمنيًا، حتى تضمن أن يكون كل هدف محددًا بوضوح وقابلاً للتحقيق، وهو ما يعزز من التركيز والإنتاجية ويساعد على الوصول إلى النتيجة النهائية المرجوة.
وعند وضع الأهداف في الخطة التكتيكية، يجب مراعاة أن تكون قصيرة المدى، أي يمكن تحقيقها خلال سنة أو أقل، على الرغم من استخدام تلك الأهداف في دعم الأهداف الأكبر طويلة المدى، ولإنشاء أهداف فعالة في الخطة التكتيكية، يجب وضع الخطوة الأولى اللازمة لتحقيق كل هدف، ثم تقسيم كل هدف إلى خطوات تساعد على إنجازه.
2- التكتيكات التنفيذية
تشير التكتيكات إلى الاستراتيجيات التي تعتمدها المؤسسة في التخطيط التكتيكي لتحقيق جميع أهدافها المحددة سلفًا، إذ توضح تلك الاستراتيجيات ما هي الأساليب التي يجب أن يتبعها الفريق للوصول إلى الأهداف، شمل ذلك البحث، التطوير، التنفيذ، وضمان الجودة لأي حل يتم إنشاؤه كجزء من هدف أكبر.
وعند وضع التكتيكات في الخطة الاستراتيجية، لا ينبغي إغفال مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs التي يتعين متابعتها للتأكد من أن الأهداف التي تم تصميمها تتوافق والأهداف الاستراتيجية العليا، ويجب أن تكون مؤشرات الأداء للأهداف الاستراتيجية متجسدة داخل الاستراتيجية التكتيكية.
3- الإجراءات
من العناصر المهمة في التخطيط التكتيكي، الإجراءات المقرر اتخاذها لبلوغ أهداف الخطة التكتيكية، أي الخطوات اليومية أو المهام المحددة التي يتعين على الفرق تنفيذها من أجل تحقيق الهدف قصير المدى والاقتراب من تحقيق الهدف النهائي.
عادةً ما يتم تنظيم المهام أو الإجراءات وفقًا للجداول الزمنية للأهداف لمساعدة الفرق على إنهاء المشاريع في الوقت المحدد وبشكل منتظم، وبالتالي فهي تُعد بمثابة حلقة الوصل بين الأهداف الاستراتيجية الأكبر والإجراءات الفردية، مما يضمن عمل الفرق بنظام وانسجام.
4- الموارد
تشمل الخطة التكتيكية عنصر بالغ الأهمية وهي الموارد الواجب توافرها لتنفيذ كل إجراء من إجراءات الخطة، وهي الموارد المادية والبشرية التي تشمل أشياء مثل المواد، المعدات، الموظفين الجدد، التمويل، وتفاصيل المنتجات.
دومًا ما تحتاج الفرق إلى مجموعة متنوعة من الموارد لضمان نجاح الخطة التكتيكية، لذلك يتعين على فريق إدارة المشروع تحديد ما هو مطلوب مسبقًا ومتى سيتم استخدامه، وكيفية توزيع الموارد بين المشاريع لضمان أقصى قدر من الكفاءة.
5- الجدول الزمني
يتطلب تنفيذ التخطيط التكتيكي وضع جدولًا زمنيًا واضحًا يتضمن مواعيد نهائية لكل مهمة أو إجراء في الخطة التكتيكية، إذ تضمن تلك المواعيد تحديد أي مهمة لها الأولوية ويجب إنجازها أولًا.
ويساعد وضع الجدول الزمني على ترتيب المهام أو الإجراءات وفق التسلسل المطلوب لإكمالها بما يمكّن من تحقيق الأهداف المرجوة، ويجنب إهدار الكثير من الوقت والموارد الإضافية خلال العملية، وهو أمرًا مهمًا للوصول إلى نتائج جيدة.
إذا كنت تبحث عن أفضل الكفاءات لشركتك دون عناء، نحن في صبّار للتوظيف نختصر عليك الوقت والجهد عبر شبكة واسعة من المواهب المتخصصة في مختلف المجالات، من الإدارة العليا وحتى التخصصات الفنية، نساعدك على سد الشواغر بسرعة ودقة لتبقى في صدارة المنافسة.

خطوات التخطيط التكتيكي:
هناك بعض الخطوات الأساسية التي يتعين على الإدارة الوسطى بالمؤسسة تنفيذها عند وضع الخطة التكتيكية لضمان تحقيق الأهداف قصيرة المدى، تشمل تلك الخطوات ما يلي:
1- تحديد الرؤية العامة للمؤسسة
أول ما ينبغي القيام به عند وضع الخطة التكتيكية، وضع الرؤية العامة للمؤسسة في الاعتبار وتحديد المبادرات أو المشاريع الرئيسية التي يجب تنفيذها، لضمان توافق الإجراءات المقرر تنفيذها مع الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، وفهم الموظفين الخطة التكتيكية بعمق، فعندما يدرك الموظفون الهدف الأكبر وكيف يمكنهم المساهمة فيه، تزيد احتمالية تحقيقهم لأهدافهم التكتيكية الفردية.
2- إنشاء أهداف وغايات واضحة
بعد تحديد الرؤية العامة للمؤسسة، يجب إنشاء الأهداف التي ينبغي تحقيقها من خلال الخطة التكتيكية، ويجب أن تكون هذه الأهداف محددة، قابلة للقياس الكمي، ومرتبطة بجدول زمني، حتى تعتمدها المؤسسة كمعايير لقياس نجاحها.
يتطلب إنشاء الأهداف مراعاة حجم عمل مختلف الفرق، وتحديد أولويات الخطط الاستراتيجية بناءً على ما تحتاجه المؤسسة أكثر ومدى إمكانية تحقيق الهدف بالنظر إلى مستوى إنتاجية الفرق وأعباء عمل الأعضاء، وهو ما يضمن وضع توقعات واقعية.
3- تخصيص الموارد
ثالث خطوات تنفيذ التخطيط التكتيكي هي تخصيص الموارد اللازمة لإنجاز المهام والإجراءات ضمن الخطة المحددة، وهي الموارد التي تشمل الميزانية، والأفراد، والتكنولوجيا، والمعدات، والمواد الخام، وغالبًا ما يتطلب كل جزء من الخطة مزيجًا من تلك الموارد.
عند تنفيذ هذه الخطوة، يجب أولًا النظر إلى الموارد والإمكانيات المتاحة أولًا، وإذ لم يكن هناك ما يكفي منها فلا بد من التفكير في كيفية تعزيز هذه الموارد والقدرات للمضي قدمًا نحو الهدف.
4- إنشاء خطة عمل
بعد تخصيص الموارد، تأتي خطوة إنشاء خطة العمل التفصيلية التي توضح المهام والمسؤوليات التي يتعين على أعضاء الفرق تنفيذها لتحقيق كل هدف من خلال تفويض المهام للأشخاص الأكثر تأهيلًا لأدائها، كما توضح هذه الخطة الجداول الزمنية والمعالم للخطة التكتيكية بالكامل، فعندما يعرف كل فرد في الفريق دوره في تحقيق الهدف المحدد ومتى يتعين عليه إنجازه، تزداد فرص استغلال الموارد على النحو الأمثل وتقل فرص حدوث ارتباكات واضطرابات وتشتيت.
5- تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs)
في هذه الخطوة، لا بد من مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) التي تعمل كأدوات توجه الفريق نحو بلوغ الهدف المنشود، وتعتمد عليها المؤسسة في تقييم التقدم وتحديد المسار الصحيح، وتمكّن الموظفين من اتخاذ الإجراءات المناسبة.
يمكن للمؤسسة قياس مدى نجاح جهود فرقها من خلال تقييم مؤشرات الأداء الرئيسية بشكل دوري منتظم أسبوعي أو شهري أو ربع سنوي، وتختلف تلك المؤشرات حسب طبيعة الصناعة، وفي كل الأحوال يجب أن تقتصر فقط على تلك التي تدعم أهداف المؤسسة.
من الأمثلة على مؤشرات الأداء الرئيسية: أرقام المبيعات، درجة رضا العملاء، التقييمات الإيجابية من العملاء، الأرباح الفصلية أو السنوية مقارنة بالتقارير السابقة.
6- وضع خطة بديلة
قد تتأثر الخطة التكتيكية بالعديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تعيق الخطة عن السير كما خُطط لها، مثل وجود عجز مفاجئ في أحد الموارد أو تغير تفضيلات المستهلكين، مما يجعل الخطة تنطوي على درجة من عدم اليقين، الأمر الذي يتطلب وضع خطة بديلة تعزز من قدرة المؤسسة على مواجهة مختلف التحديات وتجنب المخاطر والارتباك، كما أن وجود خطة بديلة يحافظ على سير المؤسسة في الاتجاه الصحيح ويقلل من العواقب المحتملة، لتكون بمثابة وسيلة لتخفيف الخسائر والتقليل من أثرها.
7- مراقبة وقياس التقدم
بعد التأكد من أن جميع أصحاب المصلحة داخل المنظمة على دراية بالخطط التكتيكية وكيفية مساهمتها في تحقيق الأهداف الاستراتيجية العامة، ثم تنفيذ الخطة التكتيكية، لا بد من مراقبة وقياس تقدمها بصورة مستمرة وتكييفها مع تطور بيئة الأعمال أو عند توفر معلومات جديدة، وهو ما يتطلب إجراء مراجعات منتظمة مع أعضاء الفريق واستخدام مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) لتتبع مستوى النجاح وإجراء التعديلات اللازمة عند الحاجة.
من خلال مراقبة وقياس تقدم الخطة التكتيكية، تضمن المؤسسة بقاء كل شيء على المسار الصحيح، وعدم تعرض أحد للإرهاق أو الضياع نتيجة نقص التوجيه أو الإرشاد من جانب الإدارة.
اقرأ أيضًا: الوصف الوظيفي لمدير التخطيط الاستراتيجي Strategic Planning Manager
صبّار هي شريكك الاستراتيجي في التوظيف الصحيح
تدرك صبّار للتوظيف التحديات التي تواجهها الشركات عند البحث عن الكفاءات المناسبة، لذلك، نوفر خدمات توظيف احترافية تغطي جميع التخصصات والقطاعات، لنضمن لك بناء فريق قوي قادر على تحقيق أهدافك.
تُعد صبّار هي أفضل مقدم لخدمات التوظيف على مستوى المملكة، إذ نالت ثقة أكثر من 600 شركة في مختلف الصناعات، بفضل قدرتها على توفير أصحاب المواهب والكفاءات في وقت قياسي، من خلال امتلاكها قاعدة بيانات ضخمة لآلاف المتقدمين السعوديين وغير السعوديين المؤهلين للعمل الفوري بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو عن بُعد، مع تمكين أصحاب العمل من إجراء مقابلات سريعة مع المرشحين للتأكد من تنفيذ عملية التوظيف بشكل صحيح.

الخاتمة:
التخطيط التكتيكي هو الأداة التي تستخدمها المؤسسات لتحويل خططها الاستراتيجية الكبرى إلى إجراءات عملية قصيرة ومتوسطة المدى، بحيث تحدد الأهداف بوضوح وتضع الخطوات المطلوبة والموارد اللازمة والجداول الزمنية المناسبة لتحقيقها.
يمتاز هذا النوع من التخطيط بمرونته مقارنةً بالتخطيط الاستراتيجي، إذ يمكن تعديله وفق المستجدات دون أن يشكل خطرًا كبيرًا على المؤسسة، مما يجعله مناسبًا لمواجهة المشكلات العاجلة أو اتخاذ قرارات فورية أو تقسيم الأهداف طويلة المدى إلى مهام قابلة للتنفيذ. عادةً ما تتولى الإدارات الوسطى هذه المهمة عبر توزيع الأدوار، تحديد الأولويات، وضمان تنسيق الجهود بين الفرق المختلفة بما يحقق الكفاءة والفاعلية.
تقوم الخطط التكتيكية على عناصر أساسية مثل وضع أهداف محددة قصيرة المدى وقابلة للقياس، صياغة التكتيكات المناسبة، تحديد الإجراءات اليومية، توفير الموارد الضرورية، وجدولة المهام ضمن إطار زمني واضح.
كما تشمل العملية خطوات عملية مثل تحديد رؤية المؤسسة، إنشاء أهداف واقعية، تخصيص الموارد، وضع خطة عمل، تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية لمتابعة التقدم، بالإضافة إلى إعداد خطط بديلة لمواجهة المخاطر أو التحديات غير المتوقعة. ومن خلال المتابعة المستمرة والتقييم الدوري، تضمن المؤسسة بقاء خطتها على المسار الصحيح، وزيادة فرص نجاحها في تحقيق النتائج المرجوة بكفاءة.








