تحرص السعودية على تنظيم الإجازات المرضية لضمان حق الموظف في التعافي دون التأثير على سير العمل. ومع ذلك، تظهر تحديات مع تزوير الإجازات أو كثرتها بشكل يؤثر سلبًا على الإنتاجية والمؤسسات. لذا وُضعت لوائح صارمة لتنظيم الإجازات وضمان صحتها، مع فرض عقوبات على التزوير لحماية بيئة العمل ورفع كفاءة الأداء المؤسسي.
أكدت السعودية على حق العاملين في الحصول على الإجازات المرضية وكفلته لهم بالقانون، لكن المشكلة تظهر في كثرة الإجازات المرضية للموظف، إذ يمكن اتخاذها عذرًا للتهرب من مسؤولياته تجاه الشركة. كما أن الغياب المرضي المتكرر وكثرة الإجازات المرضية تؤدي إلى حدوث تأثيرات سلبية عديدة، من أهمها: نقص القوى العاملة، وضعف الإنتاجية، والتأثير النفسي السلبي على العاملين، ما ينعكس سلبًا على الأداء العام للمؤسسات التي تعاني من هذه الظاهرة.
كثرة الإجازات المرضية للموظف
حرص المنظم القانوني السعودي على منح العامل الحق في الحصول على إجازة مرضية، ولكن وضع المنظم القانوني لذلك عددًا من الضوابط القانونية؛ لتنظيم هذه المسألة.
إذ أن أن هناك بعض الموظفين يتلاعبون في مسألة الإجازة المرضية، فكان ولابد من وضع حدود قانونية تسمح بالإجازة المرضية لمستحقيها فقط.
فقد وضع المنظم القانوني مدة محددة للإجازات المرضية في العام الواحد، إذ يتم احتساب عام من تاريخ طلب الإجازة المرضية الأولى.
ويحق للموظف الحصول على إجازة مرضية لمدة 30 يومًا، يأخذ عليها أجره، وفي الستين يوم التالية، يصبح من حقه تحصيل ثلاثة أرباع قيمة أجرته.
وفي الثلاثين يومًا التالية لتلك المدد السابقة، هنا يصبح من حق الموظف الحصول على إجازة مرضية بدون أجر، وفي حالات العجز الكلي، يتم إنهاء العقد، وتعويض العامل.
ويمكن للعامل تمديد الإجازة المرضية في حالة استمرار المرض لفترة طويلة، فقد يُطلب منه إجراء فحوصات طبية متواصلة لتحديث حالته الصحية وضمان استمرارية الإجازة المرضية.
اقرأ أيضًا الإجازة السنوية للموظف وشروطها وكيفية حسابها ومتى يستحقها
الحد الأقصى للإجازة المرضية
تصل الإجازة المرضية في السعودية إلى 120 يومًا كحد أقصى خلال السنة، تُقسم إلى فترات: أول 30 يومًا بأجر كامل، ثم 60 يومًا بنصف الأجر، وأخيرًا 30 يومًا دون أجر. خلال هذه الفترة، يجب على الموظف تقديم تقارير طبية معتمدة لإثبات حالته الصحية.
بعد انتهاء الـ 120 يومًا، إذا لم يتمكن الموظف من العودة للعمل، يتم إنهاء خدمته وفقًا لنظام العمل، مع احتفاظه بحقوقه المستحقة مثل مكافأة نهاية الخدمة. ومع ذلك، يمكن للطرفين الاتفاق على حلول أخرى، مثل إعادة تقييم الوضع الصحي أو إنهاء العقد بالتراضي.
العودة إلى العمل بعد انتهاء الإجازة المرضية
عند انتهاء الإجازة المرضية، يتوجب على العامل تقديم تقرير طبي رسمي يثبت تعافيه وقدرته على استئناف مهام عمله. يُعد هذا التقرير ضمانًا لصاحب العمل للتأكد من جاهزية الموظف وعدم وجود مخاطر صحية تؤثر على أدائه الوظيفي. كما يُساهم في حماية حقوق العامل وضمان استمراره في بيئة عمل تتوافق مع حالته الصحية.
من جهة أخرى، يُنصح الموظفون بالاستفادة من فترة العودة التدريجية إذا كانت طبيعة العمل تسمح بذلك، حيث يتيح هذا النهج التأقلم مع ضغط العمل بعد فترة الغياب. كما يُفضل تنسيق اجتماع مع المدير المباشر لمناقشة أي تغييرات محتملة في المسؤوليات أو المهام بناءً على الحالة الصحية الجديدة للعامل.
هل تؤثر الإجازات المرضية على الموظف؟
الإجازات المرضية وغيرها من الإجازات النظامية لا تؤثر سلبيًا على تقييم الأداء الوظيفي باعتبارها إجازات رسمية وفق ضوابطها النظامية، لكن للإجابة على هذا السؤال هناك شقين، كالتالي:
أولًا الشق النظامي:
إذا حصل الموظف على إجازة مرضية بشكل نظامي فهي لا تؤثر لأنها حق أصيل له ولايمكن اتخاذ أي اجراء بشكل مباشر ضد الموظف.
فالإجازات المرضية للموظف لا تتجاوز 24 شهرًا، خلال مدة أربع سنوات خدمة تحتسب من أول إجازة مرضية.
ثانيًا الشق المهني أو العملي:
كثرة الإجازات المرضية للموظف قد تكون سبب بقرار غير مباشر في:
- إنهاء عقدك خلال فترة التجربة أو تمديد فترة التجربة.
- عدم رغبة صاحب العمل بتجديد عقدك.
- التأثير على التقييم السنوي ( بحسب سياسة التقييم السنوي لشركتك).
هل كثرة الإجازات المرضية تؤثر على الأداء الوظيفي؟
لا، فالإجازات المرضية لا تؤثر على الأداء الوظيفي للعامل، بحسب ما نصت عليه الخدمة المدنية في اللائحة التنظيمية.
كثرة الإجازات المرضية قد تؤثر على استمرارية العمل وأداء الفريق، لكنها لا تؤثر على تقييم الأداء الوظيفي للعامل بشكل رسمي، وذلك وفقًا لما نصت عليه اللوائح التنظيمية في الخدمة المدنية. تُمنح الإجازات المرضية لضمان تعافي الموظف وعودته للعمل بكامل طاقته دون التأثير على حقوقه أو مستقبله المهني.
مع ذلك، يُفضل أن يسعى الموظف للتواصل مع جهة العمل لضمان استمرارية إنجاز المهام وتفادي تراكمها، خاصةً إذا كانت طبيعة العمل تتطلب تعاونًا مباشرًا مع الفريق أو الالتزام بمواعيد محددة.
تعاون مع صبّار واحصل على أفضل خدمات التوظيف
إذا كنت تعاني نقصًا في القوى العاملة الماهرة التي تمتلك الكفاءة المطلوبة لنجاح عملك؛ يمكنك الاعتماد على منصة صبّار الرائدة في مجال التوظيف في المملكة العربية السعودية والمعتمدة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، من أجل تلبية احتياجاتك من الموظفين.
وتحتوي صبّار على قائمة بأفضل المرشحين من الجنسين ذوي مستويات الخبرات المختلفة والمهارات والكفاءات المطلوبة في جميع المجالات، وتقوم المنصة بترشيح أفضلهم وأكثرهم مطابقة لمعايير العمل لديك.
ما يميز مرشحي صبّار أنهم مؤهلين للعمل فورًا وفقًا لظروف عملك سواء بدوام كامل أو جزئي، من مقر العمل أو عن بُعد، أي أن المنصة قادرة على تلبية مختلف احتياجاتك الوظيفية مهما كانت، وتمكنك من إجراء مقابلات فيديو مع المرشحين لاختيار الأنسب منهم بسهولة.
خاتمة
تُعد الإجازات المرضية الوهمية من الظواهر الخطيرة التي تؤثر سلبًا على أداء المؤسسات وتعطيل مصالح الأفراد. لهذا السبب تعتبر المملكة العربية السعودية تزوير الإجازات المرضية جريمة يعاقب عليها القانون، إذ تشمل العقوبات السجن لمدة تصل إلى عام وغرامة مالية تصل إلى 100 ألف ريال، وقد يُعاقب الموظف والطبيب المتواطئ معًا، مع احتمال فرض عقوبات إضافية مثل الحرمان من العلاوة أو الترقية الوظيفية.
للتصدي لهذه الظاهرة، يحق للموظف الذي يتعرض للاتهام زورًا بالطعن في التقرير الطبي المزور وفق الإجراءات القضائية. كما وضعت السلطات السعودية لوائح تنظيمية للإجازات المرضية تحدد مدتها وأجر الموظف خلالها، لضمان حق العامل في التعافي دون الإضرار بمصالح جهة العمل، مما يُسهم في تحقيق التوازن بين حقوق الموظفين واستمرارية الإنتاج.
في الختام، فإن الإجازة المرضية هي حق أساسي لكل عامل لكن كثرة الإجازات المرضية أو الإجازة المرضية الوهمية قد تؤثر في النهاية على سير العمل داخل المؤسسة وضعف الإنتاجية، وبالتالي الفشل في تحقيق أهداف الشركة.