التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية

تتعرَّض إدارات الموارد البشرية في مختلف القطاعات لمجموعة كبيرة من التحديات نتيجة لما يطرأ على سوق العمل من مستجدات. فمع ظهور جائحة كورونا وما تبعها من هزة اقتصادية عنيفة فضلاً عن الاكتساح الجامح للتكنولوجيا، يقع على عاتق إدارة الموارد البشرية التعامل وفق تلك المستجدات لحظة بلحظة، مما قد يتطلب تغييرات جذرية في كيفية الإدارة. أما عن التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية بالتفصيل، فهذا ما سنتحدث عنه في الأسطر القليلة القادمة.

1. البحث عن أصحاب الكفاءات وتوظيفهم

في ظل الشكاوى المتزايدة من البطالة وقلة فرص العمل، تؤكد البيانات والأرقام على وجود العديد من الوظائف الشاغرة التي لا تجد من يشغلها، وفي ذلك دلالة واضحة على عدم تكافؤ مهارات معظم الباحثين عن عمل مع متطلبات الوظائف المطروحة. وهو ما يُصعِّب مهمة التوظيف على إدارة الموارد البشرية، ويجعل مهمة البحث شاقة وطويلة الأمد.

ولمواجهة أول تحدٍّ من تحديات الموارد البشرية يستعين مسؤولو التوظيف بأحدث الأساليب مثل منصات التوظيف التي تُعد منصة صبار بالمملكة العربية السعودية نموذجًا رائدًا لها؛ إذ تتيح منصات التوظيف اطلاع إدارة الموارد البشرية على السيرة الذاتية للكثير من الباحثين عن عمل، ليس من محيط مقر العمل فحسب، وإنما من أماكن مختلفة داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.

وهنا تظهر حاجة المؤسسات إلى اعتماد العمل عن بُعد ضمن سياسات التوظيف لديها، لما يُتيحه من وصول فعال إلى أصحاب الكفاءات دون التقيد بأماكن إقامتهم.

سواء كنت تدير شركة ناشئة أو مؤسسة كبرى، يمكنك الاعتماد على منصة صبّار لتكون شريكك في اختيار أفضل الكفاءات والمواهب النادرة في سوق العمل السعودي، التي تستطيع صناعة الفارق في عملك ودفع نموه.

2. ارتفاع معدل دوران الموظفين

لعل ارتفاع دوران الموظفين هو أحد أبرز التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية، إذ قد يؤدي تخلي عدد كبير من الموظفين عن وظائفهم بعد فترة قصيرة من بدء العمل إلى حدوث اضطراب في سير العمل مما يؤثر بدوره سلبًا على الإنتاجية. وهو ما يحدث عادةً نتيجة عدم قدرة المؤسسة على توفير بيئة عمل مريحة تدعم الموظف وتراعي احتياجاته وتطلعاته.

لذا يجب على إدارة الموارد البشرية أن تولي بيئة العمل اهتمامًا خاصًّا، وتحرص على توضيح أسس التعامل بين الموظفين. كما يجب مراعاة تحقيق التوازن في حياة الموظف ودعمه معنويًّا وماديًّا. بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالتطور الوظيفي له. (اقرأ: الدوران الوظيفي وأسبابه وكيفية حساب المعدل وأثره)

3. تدريب الموظفين وتطوير مهاراتهم

تعتبر بعض الشركات مسألة توفير دورات تدريبية للموظفين من ضمن تحديات الموارد البشرية نظرًا لما تتحمله تلك الشركات من تكاليف إضافية مقابل البرامج التدريبية. وهو ما يضع إدارة الموارد البشرية في حيرة بين أهمية تلك التدريبات من ناحية ومراعاة ميزانية الشركة من ناحية أخرى.

وهنا يجب على الشركات إدراك أهمية الاستثمار في تدريب الموظفين وتطوير مهاراتهم؛ نظرًا لأنه ينعكس بشكل مباشر على تطور الشركة وقدرتها على خوض غمار المنافسة الشرسة المحتدمة حاليًا في كافة القطاعات.

4. خطة التخطيط للتعاقب الوظيفي

تعني خطة الخلافة أو التخطيط للتعاقب أن تضع الشركة خطة استراتيجية تهدف إلى تحديد الموظفين الملائمين لتولي مناصب قيادية في الشركة مستقبلاً، والبدء في تأهيلهم وتطوير مهاراتهم ليكونوا على أتم الاستعداد في حالة حدوث أي ظرف مُفاجئ تخلو فيه تلك المناصب القيادية من أصحابها. ويحدث هذا التمرير لضمان سير العمل داخل المؤسسة بسلاسة دون أن يؤثر مغادرة أحد القادة الحاليين سلبًا على العملية الإنتاجية.

وهنا يقع على عاتق إدارة الموارد البشرية مسؤولية تحري الشفافية المُطلقة أثناء اختيار الخلفاء المحتملين، وتدريبهم على القيادة من خلال استراتيجية مدروسة وملائمة تمامًا لطبيعة الدور الحالي والمستقبلي للموظف. (اقرأ: تخطيط التعاقب الوظيفي: دليل شامل لكيفية عمله)

5. إدارة التنوع في القوى العاملة داخل المؤسسة

في الوقت الذي يُعد فيه التنوع الشديد في القوى العاملة داخل المؤسسة الواحدة أمرًا إيجابيًّا، فإنه يُشكل على الجانب الآخر تحديًا كبيرًا أمام إدارة الموارد البشرية. فقد تزدهر المؤسسات من خلال دمج قوى عاملة بأعمار متفاوتة وثقافات مختلفة وديانات متنوعة ضمن فريق عمل واحد، وهو ما قد يحدث بشكل تلقائي عند البحث عن الكفاءات المُطلقة دون النظر إلى أي معايير أخرى أثناء عملية التوظيف.

قد يُحدث ذلك التنوع أزمة في التعاون والتعامل داخل المؤسسة، ما لم تضع المؤسسة مدونة سلوك واضحة، وتفرض القوانين والسياسات التي توضح ما ينبغي لكل موظف مراعاته أثناء العمل، لضمان الحفاظ على بيئة عمل مريحة ومحفزة.

6. إدارة العمل عن بُعد

مع ظهور جائحة كورونا، توجهت الشركات في كل أنحاء العالم إلى تطبيق نظام العمل عن بُعد من أجل الحفاظ على سير العمل دون الإضرار بالموظفين. وقد لاقت الفكرة ارتياحًا شديدًا ونجاحًا كبيرًا لدى الكثيرين. إلا أنه مع مرور الوقت بدأت تًعد إدارة العمل عن بُعد واحدة من أهم تحديات الموارد البشرية، وذلك بسبب ضعف الترابط المجتمعي بين موظفي المؤسسة مما أثر سلبًا على روح الفريق.

ومن ثمَّ بدأت إدارات الموارد البشرية في مختلف المؤسسات في العمل على استعادة ذلك الترابط من خلال عقد اجتماعات دورية على أرض الواقع، ودفع الموظفين إلى المشاركة في بعض الأنشطة الترفيهية إلى جانب مهام العمل.

7. تقدم أعمار الموظفين

كلما تقدم الموظف في العمر، زادت خبرته وكفاءته وارتباطه بمكان عمله بلا شك. إلا أن قدرة الموظفين القدامى على استقبال مستجدات السوق وتعلم التقنيات الحديثة يُشكل تحديًا كبيرًا. فضلاً عن مدى تقبلهم لتولي الشباب بعض المناصب القيادية في العمل. وهنا تقع على عاتق الموارد البشرية مسؤولية إدارة الموقف بحكمة بالغة. 

وقد يكون ترقية كبار الموظفين في مناصب تتيح لهم نقل خبراتهم في سوق العمل إلى من يصغرونهم سنًّا حلاً جيدًا، مع نشر ثقافة العمل الجماعي والتأكيد على أهمية تقبل الآخر بغض النظر عن عمره أو سنوات خبرته.

8. الامتثال لقوانين العمل ولوائحه

تشهد قوانين العمل في المملكة العربية السعودية تحديثات مستمرة في مختلف القطاعات وتشمل الكثير من التفاصيل والتعقيدات، مما يجعل الامتثال لها من ضمن تحديات إدارة الموارد البشرية. فعدم الامتثال لقوانين العمل يعرِّض المؤسسة للمساءلة القانونية ويوقع عليها غرامات وعقوبات قد تصل إلى غلق تلك المؤسسة بالكامل. 

لذا، تحرص المؤسسات على تحقيق أعلى امتثال ممكن لقوانين العمل من خلال استخدام أنظمة وبرامج قوية لحفظ البيانات وتصنيفها ومعالجتها ومتابعة سير العمل وغيرها من مهام إدارة الموارد البشرية. (اقرأ: أهم مواد نظام العمل السعودي)

9. إدخال التكنولوجيا الحديثة والتدريب عليها

لم يعُد استخدام التكنولوجيا في العمل درب من دروب الرفاهية، فهي تُساعد بشكل واضح على إنجاز الكثير من المهام بسرعة كبيرة ودقة متناهية مقارنةً بإنجازها يدويًّا. ولا شكَّ أن استيعاب الموظفين لتلك الوسائل التكنولوجية الحديثة يختلف من موظف لآخر. وهنا تقع على عاتق إدارة الموارد البشرية مسؤولية تهيئة الموظفين للتعامل مع التكنولوجيا بكفاءة من خلال عقد تدريبات بصفة دورية منتظمة.

10. توفير التعويضات المالية للموظفين

لعل من أهم ما يساعد الشركات على الاحتفاظ بموظفيهم أن يشعر الموظف بالتقدير والحصول على كافة مستحقاته من تعويضات مالية وخلافه. ولأن الغالبية العظمى من الشركات يمر بفترات من الركود بين الحين والآخر، فإنها تجد صعوبة في الوفاء بتلك المستحقات، مما يضع عبء كبير ومسؤولية ضخمة على عاتق إدارة الموارد البشرية. 

ويكون الحل الأمثل هنا هو اعتبار تلك التعويضات استثمارًا في الموظف الكفء الذي يستحق الاحتفاظ به، إلى جانب ضرورة الاهتمام بالتعويضات المعنوية التي تزيد أيضًا من ولاء الموظف وتُشعره بالتقدير. (اقرأ: تقدير الموظف وكيفية تقدير الموظفين وأعمالهم)

صبار الذراع الأيمن لإدارة الموارد البشرية

لعل أهم ما يقع على عاتق إدارة الموارد البشرية هي عملية التوظيف التي تتطلب الكثير من الوقت والجهد، والتي يؤثر نجاحها من عدمه بشكل مباشر على سير العملية الإنتاجية داخل أي مؤسسة. 

وهنا يتجلى دور منصة صبار: المنصة الرائدة في عالم التوظيف في المملكة العربية السعودية، إذ تضمن لمسؤول التوظيف البحث عن الموظف الأنسب بين عدد كبير من المتقدمين، ثم عقد مقابلة شخصية معه، ومن ثمَّ تعيينه في وظيفته خلال وقت قياسي وبسهولة تامة وكذلك بأقل التكاليف. فما عليك سوى التسجيل في منصة صبار لتوفر الوقت والجهد والمال.

الخاتمة

تتعرض إدارة الموارد البشرية لتحديات كثيرة تحتاج منها إلى البحث الدائم عن حلول لمواجهة تلك التحديات دون دون أن يتأثر العمل داخل الشركة أو المؤسسة بشكل سلبي. 

ولعل من أهم تلك التحديات تعيين موظفين أكفاء والاحتفاظ بهم لأطول فترة ممكنة، وتدريب الموظفين باستمرار وتحسين مهاراتهم، وإدارة التنوع الوظيفي داخل المؤسسة، وإدارة العمل عن بُعد بصفته أحد أبرز أنماط العمل حاليًا، فضلاً عن أهمية إدخال التكنولوجيا والتدريب عليها، بالإضافة إلى ضرورة توفير التعويضات المالية التي من المفترض أن يحصل عليها كل موظف، مما يزيد من ولاء الموظف لشركته وحرصه على تقدمها.