الموظف الخبيث هو شخص يتلاعب بالآخرين لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب الفريق والمصلحة العامة. يمتاز بالقدرة على نشر الشائعات وإضعاف الثقة بين الزملاء، كما يسعى لتقوية علاقاته مع الإدارة لتحقيق مكاسب غير مهنية. تصرفاته تشمل التلاعب العاطفي، البراءة الكاذبة، والأنانية المفرطة، مما يخلق بيئة عمل سامة. لتعامل مع هذه الشخصية، يجب تعزيز الشفافية، توثيق السلوكيات السلبية، ورسم حدود واضحة للقضاء على تأثيره السلبي.
التنوع داخل المؤسسات أصبح من الأمور الأساسية التي تقود الشركات إلى تحقيق أهدافها، ولكن بعض الموظفين قد يكونوا سببًا لعرقلة النجاح بشكل واضح بسبب تأثيراتهم السلبية سواء كان على الفريق أو على المشروع الذي يتم إنجازه، هل يكون الموظف الخبيث من أصحاب التأثيرات الإيجابية أو السلبية في مكان العمل؟ سنوضح من خلال المقال أشهر صفات الموظف الخبيث وتأثيراته بشكل كامل على العمل؛ لتحصل على الإجابة المثالية.
من هو الموظف الخبيث؟
الموظف الخبيث هو شخص غير جدير بالثقة، فهو فرد يتلاعب بالموظفين والمُدراء من أجل الوصول إلى أهداف شخصية دون أدنى اهتمام بمصالحة الفريق أو العمل، بل قد يقوم بنشر الإشاعات غير الصحيحة والمُضللة إذا تطلب الأمر ذلك.
يعتمد الموظف الخبيث الإضرار بزملائه في العمل، ويقوم بالعمل بشكلٍ خفي، ويحصل على معلومات بأساليب غير نزيه مُطلقًا، حيث إنه يعتمد على الخداع والحيل، لذا؛ فإن التواجد بالقرب من هذا الشخص يعد أمرًا مُضرًا بالنسبة للأفراد، وسلبي على المؤسسة.
مواصفات الموظف الخبيث
إذا كُنت من أصحاب المؤسسات الصُغرى أو الكُبرى فأنت بحاجة إلى الإلمام بكافة أنواع الموظفين في مكان العمل، والطريقة المُثلى للتعامل مع موظف على حده من أجل أن تتمكن من قيادة الفريق بإحكام، والتعرف على مهاراتهم لتُحقق الهدف الأساسي لمُؤسستك، ومن بين الموظفين الذين قد تُصادفهم داخل مقر العمل، وقد تفشل في التعرف عليهم سريعًا الموظف الخبيث، بفضل قدرته الكبيرة على التلاعب بالأشخاص، لذا سنقدم من خلال منصة صبّار على أشهر صفات الموظف الخبيث عبر التالي:
1 – التلاعب بالآخرين للمكسب الشخصي
يمتلك الموظف الخبيث قُدرة بالغة على التلاعب بفريق العمل من أجل تحقيق مكاسب شخصية، حيث أن أولى الخطوات التي يتخذها عند التعيين في المؤسسة دراسة سلوكيات الأفراد وتحديد نقاط الضعف من أجل استغلالهم لصالحه.
يقوم أيضًا باستخدام أساليب خفية لجعل باق الفريق يُنفذ رغباته دون الشعور بأنه يتم استغلاله، من المُمكن أن يتعامل بأساليب الود والإطراء عند التعامل مع موظف، بينما يُغير طريقته تمامًا إلى الترهيب عند التعامل مع آخر، وقد يتعمد في بعض الحالات استخدام انتقادات لاذعة بصورة خفية لإضعاف ثقة الموظفين في أنفسهم من أجل تقويض جهودهم أمام الإدارة.
ومن أبرز أساليب التلاعب التي يتقنها الموظف الخبيث، إضعاف الثقة بين الفريق، وزرع الفتنة بدلًا منا، وذلك عن طريق نشر معلومات كاذبة، ونقل الأحاديث بشكلٍ غير صحيح يبرز من الشكوك بين زملاء العمل.
قد يستغل الموظف الخبيث الاجتماعات من أجل أن يُظهر مُعتقداته وأفكاره الخاصة حتى لو تم الأمر على حساب الفريق، بل أحيانًا يُهمل تمامًا وجود دعم أو مُساهمات من زملائه بالعمل، وأكثر ما يجعله صادقًا في نظر البعض قدرته على تحديد الوقت المثالي من أجل التدخل في الحوار وإبراز إمكانياته دون أن يُثيرالشكوك حول أهدافه أو نيته الحقيقة.
2- النشر الدائم للمعلومات غير الصحيحة
يتفنن الموظف الخبيث في نشر معلومات غير صحيحة بين الموظفين من أجل أن تسود الفتنة بين لفريق، ولا يمكن استبعاد أن يقوم ذلك الموظف بنقل معلومات المُدراء بطريقة غير صحيحة من أجل أن يُثير الخوف في روح الموظفين، كما تُساعده تلك النقطة في إنشاء حاجز نفسي بين الفريق وبين قيادتهم.
هذا السلوك ليس مُجرد أمرًا عشوائيًا، بل يقوم بذلك بشكلٍ مخطط ودقيق ليتمكن من إحداث الفوضى التي يرغب بها، وليُحقق المكاسب الشخصية، ومن بين الجمل التي غالبًا ما يستخدمها أن أن هُناك شخصًا بينهم يحاول أن يتودد للإدارة من أجل الحصول على ترقية، أو أن إدارة الشركة تُعيد هيكلة الموظفين للاستغناء عن الأقل كفاءة، والأعلى في الراتب.
الشائعات التي يُحاول الموظف الخبيث الترويج لها دومًا ما تكون حساسة تؤدي إلى انقسامات داخل الفريق، حيث إن هدفها الأساسي تشمل ضعف الروح المعنوية بين الموظفين والتشكيك في بعضهم البعض، وزيادة التوتر، وتراجع الإنتاجية.
3- التقرب من الإدارة وأصحاب النفوذ
الموظف الخبيث يعمل جاهدًا لبناء علاقات جيدة وطويلة الأمد مع المُدراء أو أصحاب السُلطات العُليا في المؤسسة، وذلك ليس من أجل غرض نبيل، بل لأنه يطمح أن يحمي نفسه من عواقب أفعاله، وتحقيق مكاسب شخصية على حساب زملائه بالعمل.
يقوم الخبيث في بداية تعيينه بترك انطباع قوي لدى المُدراء بأنه شخصًا يوحي بالمسؤولية، وقادر على دعم المؤسسة بكافة السُبل المتوفرة، ويمكنه تقديم العديد من الخدمات البسيطة التي تُعزز من صورته، وتُساعده هذه العلاقة تدريجيًا على التمتع بمساحة أكبر للتصرف وإيذاء الغير، واتخاذ قرارات لغرض شخصي دون القلق من المُحاسبة.
وحتى يصل الموظف إلى غايته، يقوم بتزويد المديرين بالمعلومات الخاطئة أو الغير دقيقة عن أداء الفريق، ويتعمد التركيز على السلبيات أو الأخطاء الصغيرة التي يقع فيها الآخرون، ويُضخمها حتى يُظهر كشخص واعي للعمل، ومُحافظ على مصلحة المؤسسة، يؤذي هذا التصرف الموظفين والإدارة، حيث يتسبب في زعزعة الثقة بينها.
يستغل ذلك الموظف أيضًا سُلطته للحصول على مزايا خاصة مثل الترقيات في غير مواعيدها أو المكافآت أو تكليف بالمشروعات المهمة التي تعزز من قيمته ومكانته في العمل على حق أصحاب الكفاءات الأخرى.
تكمن المُشكلة الحقيقة في استغلال الموظف الخبيث علاقاته بأصحاب النفوذ أو الإدارة في خلق بيئة عمل سامة وغير عادلة، تجعل الموظفين يشكون في مصداقية الشركة، وأن مجهوداتهم الفعلية تُهمل بسبب المصالح الشخصية، وتدريجيًا تزداد الصراعات بين الفريق، مما يترتب عليه ضعف الإنتاجية، ويعود على المؤسسة بالسلب تحديدًا إذا لم يتم التعامل مع الموظف بالشكل السليم.
4- البراءة الخداعة
يمتلك الموظف الخبيث قدرة فائقة على التظاهر ببراءة أمام الإدارة وفريق العمل عند حدوث المشكلات، ليبدو بسبب ذلك أنه خارج دائرة الاتهام تماما، على الرغم من أنه في الغالب القوة الديناميكية للمشكلة.
ليتمكن من إبراز براءته أمام الجميع، يقوم بإلقاء اللوم على أداء الموظفين الآخرين، وإظهار تقصيراتهم أمام المدراء باستخدام كلمات مدروسة بعناية شديدة لتبعده تماما على الموقف، وفي بعض الأحيان قد يقف في صف المظلومين أو الأطراف الأكثر تضررًا من أجل أن يبدوا وكأنه الدائم الأول لزملائه في العمل.
5- الأنانية المفرطة
المصلحة الشخصية للموظف الخبيث لها الأولوية المُطلقة، لذا؛ يتصرف بشكل أناني في بيئة العمل دون أدنى اهتمام بالتأثيرات التي ستعود على الفريق أو التي قد تُلحق أضرار على الشركة، ويعد من أشهر تصرفاته الرفض الدائم للعمل الجماعي، حيث يُفضل استغلال موارده وطاقته من أجل القيام بأعمال بشكل فردي لتحقيق نجاحات فردية.
في حالة فرض التعاون عليه يمتنع تمامًا على مشاركة معرفته أو موارده مع الآخرين، وفي بعض الأوقات يتعمد تأخير المعلومات أو تقديم الدعم المطلوب حتى يضع زملائه في مواقف صعبة تؤثر على أدائهم.
أحيانًا يقوم برفض كافة الأفكار التي تدعم مصالح المؤسسة أو تُساهم في تحسين أداء الفريق خوفًا من تقليص مهامه أو إظهار نقاط ضعفه، فالبيئة السامة أو الغير صالحة هي ما تُساعده على النجاح في وجهة نظره.
ما هي سلبيات الموظف الخبيث في بيئة العمل؟
أن تعتقد أن تأثير الموظف الخبيث أمرًا بسيطًا، فأنت بحاجة إلى مُراجعة قراراتك، حيث أن سُلوكيات ذلك الفرد قد تتسبب في ضعف الإنتاجية، وجعل بيئة العمل سامة، وتدمير العلاقة بين فريق العمل وبين الإدارة، سنُسلط الضوء على الأضرار عبر الفقرات القادمة:
1 – إنخفاض كفاءة الفريق
دائمًا ما يسعى الموظف الخبيث من أجل جعل بيئة العمل غير مريحة، مما يجعل الموظفين الآخرين غير قادرين على مواصلة أعمالهم، بل يجعلهم يركزون أما بالنسبة للإشاعات التي يقوم بنشرها أو كيفية التعامل مع المشكلات.
يتأكد أيضًا الخبيث من استخدام مُصطلحات دقيقة، وعبارات خاطئة لإثارة الشكوك بين الزملاء، وإضعاف الثقة فيما بينهم، ليركز كل فرد على كيفية النجاة بشكل فردي بدلًا من مصلحة العمل.
2- التراجع المُستمر للإنتاجية
بيئة العمل غير الصحية تستهلك جهود الموظفين في أعمال لا جدوى لها، بدلًا من التركيز على إتمام المشروعات بالشكل المناسب، أو تحقيق أهداف الشركة؛ حيث يصبح التركيز على كيفية حل المُشكلات التي يقوم الخبيث افتعلها، مما يؤدي إلى تعطيل الإنتاجية، والفشل في تسليم مشاريع العملاء في المواعيد المُحددة، أو تسليمه بجودة أقل من المعتاد بالتالي تتأثر سمعة المؤسسة.
3- القرارات الإدارية غير المنصفة
يتقرب الموظف الخبيث من الإدارة من أجل كسب ثقتهم بكافة الحيل المُمكنة، مما يؤثر في بعض الأحيان على قراراتهم حول أحقية الموظفين بالترقية، بل أحيانًا عندما يُحاول أحد المُدراء التخلص من الموظف الخبيث، يُسارع من أجل كسب أفراد أخرى في صالحه أو التملق للمُدير.
تُساهم تلك الخطوات في جعل الإدارة تتخذ قرارات غير صائبة تؤثر على أداء المؤسسة وتوجهاتها المُستقبلية، والأهم أنها قد تجعلها تفقد الكفاءات، وأصحاب المواهب الحقيقية.
كيفية إدارة الموظف الخبيث
نُعلم أنك تسعى إلى النهوض بمؤسستك، وأنك تسعى أن توفير بيئة عمل صحية وحيوية تُعزز من الإنتاجية، وتُحسن من مهارات الموظفين، وتزيد من ثقتهم في أنفسهم، ولكن تواجد بعض الموظفين السلبيين أو الخبثاء في طريقك قد يُعرقلك أحيانًا في تحقيق ما تسعى إليه.
لذا؛ بعد أن قُمنا بتسليط الضوء على أشهر صفات الموظف الخبيث حتى تتمكن من تمييزه بين الفريق، سنُساعدك ببعض المهارات التي تجعلك قادر على إدارته، ومُحاولة تقويم سلوكه ليُصبح فردًا مُنتجًا بين الفريق بدلًا من التفريق بينهم، ومن أهم هذه المهارات:
1 – تعديل السلوكيات عبر تقديم مُلاحظات مُباشرة
عليك أولًا الحديث عن الموظف الخبيث وتقديم الدعم المُناسب له؛ وذلك عن طريق تقديم مُلاحظات مباشرة على تصرفاته؛ فأحيانًا يقوم الموظف الخبيث بتلك الأعمال دون أن يُدرك مدى التأثير السلبي الذي تُعاني منه بيئة العمل.
لذا؛ يجب إخباره أنه أمامه مُهلة من أجل التغيير وتقويم سلوكه، بجانب تقديم خطة عمل تتضمن الأهداف التي عليه القيام بها من أجل أن يُصبح فردًا إيجابيًا في بيئة العمل، والحد من سلوكياته، مع التركيز على اختيار أهداف قابلة للقياس.
2- توثيق السلبيات بشكل مُحكم
تأكد من جمع كافة الأدلة، وتسجيل الأحداث التي تظهر فيها سلوكيات ذلك الموظف والتي من بينها التواريخ، الأطراف المعنية، وطبيعة السلوك؛ حيث تُساعد تلك الأدلة القوية على دعم أي إجراءات مُستقبلية سوف تقوم باتخاذها تجاه هذا الموظف.
يُساهم ذلك أيضًا في اتخاذ إجراءات وقرارات إدارية صحيحة مبنية على حقائق موجودة، وتعمل تلك الخطوة على تعزيز الثقة بين الموظفين وبين الإدارة.
3- رسم حدود واضحة
وضع قوانين واضحة تُحدد قواعد السلوكيات المقبولة، وغير المقبولة في العمل من شأنها أن تحد من تصرفات الموظفين الخبثاء، خاصةً إذا كان الموظف يرفض تلك القوانين.
فرسم الحدود يقلل من مساحة المناورة لدى الموظف الخبيث؛ مما يجعله غير قادرًا على الاستمرار في سلوكياته السلبية.
4- الشفافية بين الفريق وبين المُدراء
قيام بيئة العمل على الشفافية والمُشاركة المفتوحة تخفض من فرص الموظف الخبيث في استغلال المواقف لصالحه، وتعتبر واحدة من أفضل الحيل لمواجهة السلوكيات الخبيثة.
يُمكن القيام بذلك عن طريق إقامة اجتماعات دورية تسمح للموظفين مُشاركة أفكارهم، ومخاوفهم بشكل مباشر، فمكان العمل الذي يُقدر الشفافية يجعل من الصعب على الموظف الخبيث نشر الإشاعات أو التلاعب بالمعلومات.
منصة صّبار آمالك الحقيقة للعثور على موظفين كفء
إذا كُنت تُحاول العثور على موظفين مُحترفين قادرين على الإضافة إلى مؤسستك، ومساعدتك من أجل الوصول إلى أهدافك، فتواصل مع منصة صبّار؛ فهى الخيار الأكثر موثوقية، حيث إننا نُقدم لك العديد من أصحاب الكفاءات والمهارات حتى تتمكن من اختيار الموظف الكفء لك.
الخاتمة:
في الختام، وبعد التعرف على أشهر صفات الموظف الخبيث، نود أن نؤكد عليك أن سلبيات الموظف الخبيث تصل إلى سمعة الشركة تحديدًا إذا لم يتم التعامل مع ذلك الشخص بشكل حازم وصحيح.
وعلى الرغم من أنه تحديًا كبيرًا، ولكنه ليس أمرًا مُستحيلًا؛ حيث يُمكن علاجه عن طريق الفهم العميق لمواصفاته، وكيفية استغلالها لتُعود على المؤسسة بالنفع، فالمؤسسات الناجحة وحدها من تستطيع التعرف والتعامل مع تلك الشخصيات بالشكل الصحيح الذي يُحافظ على بيئة العمل صحية ومُنتجة، ولنقصر عليك المسار، احرص على اختيار الموظفين من خلال صّبار.