الموظف السلبي يُضعف بيئة العمل بتشاؤمه، قلة تحفيزه، وعزلته، مما يؤثر على الإنتاجية ويزيد التوتر بين الزملاء. لمواجهته، يجب التحدث معه بوضوح حول تأثير سلوكه، مع توفير الدعم أو اتخاذ قرارات حاسمة عند الضرورة، لضمان بيئة عمل إيجابية ومنتجة.
تنوع شخصيات الموظفين في بيئة العمل أمرًا مطلوبًا من أجل دعم الإنتاجية والوصول إلى الأهداف المحددة من قِبل المؤسسة، ولكن وجود موظف سلبي قد يعكس النتائج تمامًا، بل يجعل المقربين فريقًا فاشلًا بدلًا من موظفين ناجحين.
الموظف السلبي هو شخص يتسم بالتشاؤم واللامبالاة تجاه العمل، والمهام التي يُكلف بها، بل ويقوم بانتقاد كل جزء في العمل بدايةً من الموظفين، ووصولًا إلى لوم الإدارة على إلقاء العمل على عاتقه، ويعتقد ألا أحد يعمل بجد أو يهتم بمسار العمل كما يفعل هو، بالتأكيد ستصادف شخصًا سلبيًا في مكان العمل، لذا؛ سنأخذك في جولة سريعة في مقالنا اليوم حول مواصفات ذلك الموظف.
ما هي صفات الموظف السلبي؟
دومًا ما يجد الموظف السلبي عيوبًا في أفضل المواقف، بل من المُمكن أن يُسلط الضوء على إحدى المُشكلات البسيطة من أجل أن يُعكر صفو الموقف، ويقلب الساحة إلى مكان التشاؤم والحزن، وأهم ما يُثير اهتماماته فترات الاستراحة بمكان العمل من أجل أن يُقدم أطروحاته حول الظُلم والعبء الذي يتحمله بشكلٍ فردي في مكان العمل، وسُنركز أكثر على صفاته حتى يُمكن تمييزه بشكلٍ سهل إذا تم مُصادفته، وتتمثل في التالي:
1– التشاؤم الدائم
يرفض الموظف السلبي النظر إلى الإيجابيات، بل كل ما يُركز عليه هو السلبيات فقط، ودائمًا ما يعتقد أن الأمور ستُدار بطريقة غير صحيحة، وأن النتائج القادمة بالتأكيد دون المستوى، وذلك قبل البدء في المُهمة من الأساس.
يُعارض السلبي كافة التغيرات التي يُمكن أن تطرًا على العمل، ويُفضل العمل في بيئة تقليدية تمامًل خوفًا من التغير، وأكثر ما يُثير خوفه هو الابتكارات أو مُحاولة تجربة أسلوب جيد.
2- قلة التحفيز
لا تنتهي تأثيرات الموظف السلبي على أنه لا يظهر الحماس أمام الأفكار الخلابة، أو النتائج الجيدة، أو تحقيق الهدف الأساسي للفريق، بل يُقوم باختيار ردود لاذعة تُقلل من حماس الفريق، ويعمل جاهدًا ليُقلل من حماسه، وإشعارهم أنه ليس هُناك سبب لتلك الحماسة.
3- الابتعاد عن الفريق
في الغالب لا يُحبذ السلبي التواجد رفقة تجمعات، فهو لا يُشارك في الأنشطة الجماعية أو المُناقشات أو الفعاليات الكُبرى، و يتجنب التواصل الفعال مع الزملاء والمُدراء خوف من أن يُنتقد أو يفشل في أداء العمل كما يُخيل له أو كما ينتظره الفريق.
4- الانتقاد اللاذع
نحن نُعلم أن السلبي يركز على العمل غير المُكتمل أو النتائج القليلة التي لا تفقي بالتوقعات، ولكنه لا يتوقف عن هذا الحد، حيث دومًا ما ينتقد زملاء في العمل بشكلٍ مُفرط حول أفكارهم أو مُحاولتها البسيطة أو الكبير للنجاح.
بل يقصد في بعض الأوقات تقليل مجهوداته ليظل يشعر بأنه الأفضل، وأنه هو الشخص الذي يؤتمن على العمل ويُحافظ على موارد المؤسسة وسُمعتها، وينهي الحوار دون أن يقدم لهم أي نوع من العون من أجل التعلم من أخطائهم.
5 التسويف وتأخير المهام
التأجيل المُستمر للمهام وعدم الالتزام بالمواعيد المُحددة دون عذر قوي أو واضح تعد واحدة من الصفات الشائعة للموظف السلبي، ودومًا ما يضع المهام على قوائم الانتظار ومن المُمكن أن يُكلف بها شخصًا آخر في النهاية، فهو لا يتقن المسؤوليات والواجبات كما يُخيل له.
تأثيرات الموظف السلبي على مسار العمل
تكمن مُشكلة الموظف السلبي في قُدرته الجبارة على تحطيم الروح المعنوية للفريق، والتركيز على الأخطاء والمُشكلات فقط دون مُحاولة حلها، ليُصبح تدريجيًا منبوذًا من قِبل باقي أفراد العمل، ويُمكن لذلك أن يؤثر على الإنتاجية في الكثير من الأحيان، بالإضافة إلى أنه في بعض الأحيان يشعر الموظفون بأنهم يعملون في بيئة عمل سامة غير صالحة، وأن المُدير لا يستطيع أن يُدير موظفي سلبي.
ليس دومًا يُمكن أن تنحصر سلبية الموظف على أداء الفريق، بل قد تتصاعد وتصل إلى التأثير على سمعة الشركة، فالموظف السلبي إذا تصادف وتعامل مع أحد العملاء لا يُقدم الخدمة بالجودة التي يتوقعها العميل، ومن الممكن أن يؤخر تسليم العمل، أخطائه دائمًا ما تكون كبيرة.
كيفية التعامل مع الموظف السلبي؟
مُحاولة التغاضي عن الموظف السلبي أو الانتظار إلى أن يُصلح من نفسه تعد أمرًا فاشلًا، التأخير عن اتخاذ الخطوات الصحيحة في تلك المرحلة قد يُكبد الفريق والإدارة العديد من الخسائر، لذا سنعرض الطرق الأساسية للتعامل في تلك المواقف
1 - الحديث مع الموظف
يجب التحدث مع الموظف السلبي والتأكيد على أن سُلوكياته تُؤثر على أداء العمل، وتؤثر على الفريق، وأن انتقاداته الزائدة دون حل لا تقدم مساهمة فعالة في العمل على النقيض تمامًا، فهي تدمر الإنتاجية.
يُفضل أيضًا أن يتم مُناقشة تأثيراته في الفترات السابقة على الأداء، مع التوضيح بشكل كامل ما هو المتوقع منه في الفترات القادمة، وما سيُعاني منه إذا استمر الوضع على نفس السلوكيات السابقة.
يُمكن التأكيد على أن سياسات المؤسسة تنهى تمامًا عن انتهاك حقوق أعضاء الفريق بكافة السُبل سواء عن طريق اختيار عبارات في غير محلها أو استخدام مُفردات لاذعة عند انتقاد مُشكلة في الأداء.
تأكد من اختتام الحديث بتقديم مجموعة من المُلاحظات التي تُرشده إلى المسار الذي تُريد منه أن يسلكه.
2- كُن سببًا للتغيير ولا تُصبح جزءًا من المشكلة
بصفتك مسؤولًا عن فريق العمل بما في ذلك المُوظف السلبي تأكد من عدم إضافة المزيد من الشحنات بالأجواء السلبية بل احتفظ بالمُناقشات التي حدثت بينك وبين الموظف عن زُملاء العمل الآخرين، وتجنب استخدام عبارات أو كلام مسيء عن الشخص السلبي، فأنت تسعى إلى حل مُشكلة تواجهك وليس إلى خلق فوضى جديدة.
3- تعرف على حقيقته
نحن نعلم أن إزالة الموظف السلبي من بيئة العمل يعد الخيار الأكثر موثوقية في العديد من الأوقات، ولكن من المُمكن أن يتم تقييم سلوك ذلك الموظف لُيصبح شخصًا آخر مُنتجًا بالمؤسسة وكل ما تحتاجه حتى تصل إلى ذلك هو إجراء مُحادثة.
عليك التفكير كقائد متى تظهر سلبية الموظف، وفي أي سياق تميل سلوكياتهم نحو الشذوذ، هل تظهر أمامك بشكل مُباشر؟ أم سمعتها عن طريق الآخرين أم هل عرضوها عليك قادة الفريق؟
بعد العثور على الإجابة التي تريدها عليك سحب هؤلاء الأشخاص للتعرف على وجهة نظرهم حول سلبية زميلهم في العمل إذا كانت مبنية على أساس عملي أم هناك مشكلة شخصية تجمعهم وتُأكد من استخدام عبارات صحيحة أثناء الحديث معهم حول أنك فقط تحاول أن توفر بيئة عمل جيدة من أجل تعزيز مهارة الجميع وزيادة إنتاجية العمل
إذا كنت أنت من اكتشف مشكلة الموظف السلبي في بيئة العمل عليك البدء في تدوين الملاحظات سريعًا حول متى وأين ظهر هذا السلوك السلبي ومع من، قد تقود تلك الأسئلة والبحوث إلى نتيجة مرضية تُساعدك على حل مشكلة ذلك الموظف.
4- تجنب جعل تحديات الموظف السلبي أمرًا شخصيًا
تأكد من التعامل مع مشكلة الموظف السلبي بشكل حيادي تمامًا، وابتعد عن جعل تحديات العمل أمرًا شخصيًا، ففي الغالب لا تلك التأثيرات أو الانتقاد تكون غير موجهة إليك.
رغم أن على الموظف الفصل تماما حياته الشخصية على حياته العملية إلا أنه في بعض الأحيان قد يتطلب منك كقائد السؤال عن مشاكل الموظف خارج العمل، حيث من الممكن أن يمر بإحدى الظروف الطارئة في تلك الفترة من حياته قد أثارت استياءه، وأثرت على أدائه في العمل.
وظّف الآن مع صبار موظف متُمكن وموهوب
إذا كنت تبحث في تلك الفترة عن موظفين متمكنين وذوي خبرة من أجل ضمهم إلى الفريق يساعدوك على النهوض مؤسستك، منصة صبار هي المكان المثالي لتوظيف أفضل الكفاءات فنحن نقدم لك مجموعة كبيرة من المرشحين الموهوبين الذين يتمتعون بموثوقية وكفاءه عاليه إليك حتى تتمكن من اختيار الموظف المثالي.
الخاتمة:
الموظف السلبي يُعكر بيئة العمل بتشاؤمه المستمر، قلة تحفيزه، وعزلته عن الفريق، مما يؤثر على الإنتاجية ويضعف الروح الجماعية. يركز على النقد اللاذع بدلًا من الحلول، ويتجنب المسؤوليات بالتسويف وتأخير المهام، مما يجعله عبئًا على زملائه. هذه الصفات لا تؤثر فقط على الأداء الداخلي بل قد تمتد لتضر بسمعة الشركة عند التعامل مع العملاء، حيث يفتقر إلى الالتزام والجودة المطلوبة في تنفيذ المهام.
للتعامل معه، يجب مواجهته بحوار مباشر يوضح تأثير سلوكه على العمل، مع وضع توقعات واضحة لتحسين أدائه. تجنب جعله محورًا للحديث السلبي بين الفريق، وبدلًا من ذلك، حاول فهم أسبابه الحقيقية—سواء كانت متعلقة بالعمل أو ظروف شخصية. في بعض الحالات، قد يكون التوجيه والتدريب كافيًا لتحويله إلى موظف منتج، لكن إن استمر في التأثير السلبي، فقد يكون من الأفضل استبعاده لضمان بيئة عمل صحية.
في الختام، نؤكد أن الموظف السلبي شخصًا قد يضعف من كفاءة الفريق وأداء الشركة بشكل عام، لذا؛ يجب عليك التصرف معه بشكل صحيح واتخاذ إجراءات صارمة من أجل تفادي تأثيراته، وتحسين بيئة العمل بالنسبة إلى الموظفين الآخرين.