معايير التوظيف هي أداة أساسية تضمن للشركات اختيار المرشحين الأنسب عبر تقييم مؤهلاتهم، مهاراتهم وخبراتهم. تعتمد الشركات على هذه المعايير لضمان توافق المرشح مع متطلبات الوظيفة وثقافة الشركة، مما يزيد من الإنتاجية ويحقق الرضا الوظيفي. باستخدامها، تعزز الشركات الشفافية والدقة في التوظيف، مما يساعدها على بناء فرق قوية تدفعها نحو تحقيق أهدافها بفعالية وكفاءة.
عندما تقرر الشركات تعيين موظفين جدد، فهي تسعى لاختيار أفضل الموظفين القادرين على تأدية المهام بكفاءة والمساهمة في تحقيق الأهداف التنظيمية العامة، وحتى تتأكد الشركات من مدى أهلية كل مرشح وامتلاكه المهارات والخبرات المطلوبة، يتم استخدام مجموعة من المعايير التي تحدد كفاءة وملاءمة المرشحين للأدوار الوظيفية المتاحة قبل اتخاذ قرار التوظيف، وهو ما يعزز من فرص اختيار المرشحين المناسبين للوظائف المناسبة، لذلك نوضح في سطور هذا المقال ما هي معايير التوظيف وأنواعها وأهميتها وأهدافها وأمثلة عليها.
مفهوم معايير التوظيف:
معايير التوظيف هي العوامل التي تستعين بها الشركات عند البحث عن موظفين جدد واتخاذ قرار تعيينهم، إذ تتصل تلك المعايير بمؤهلات كل مرشح والخبرات العملية والمهارات الأساسية ومدى المعرفة بالصناعة التي يمتلكها، ومن خلالها يتم تقييم كل مرشح والتعرف على مدى ملاءمته للدور الوظيفي المتقدم إليه.
وعندما تعلن الشركات عن توفر وظائف شاغرة، تضع تلك المعايير ضمن شروط التوظيف، وبالتالي تمكن الباحثون عن عمل من معرفة ما إذا كانت تلك الوظائف مناسبة لهم ولقدراتهم ومهاراتهم أم لا، ومن ثم يتخذون قرار التقدم إليها أو صرف النظر عنها.
وتختلف معايير التوظيف من شركة لأخرى ومن وظيفة لأخرى، إذ تركز بعض الوظائف على المعايير التقنية، بينما بعضها الآخر يهتم بالمعايير الشخصية، وهناك الشركات التي تهتم بجميع أنواع المعايير.
أنواع معايير التوظيف:
تنقسم معايير التوظيف إلى مجموعة من الأنواع التي توضع في الاعتبار عند تعيين الموظفين الجدد، وتشمل ما يلي:
1- المعايير الفنية
تقرر الشركات اختيار الموظف الجديد بناءً على المعايير الفنية التي يمتلكها وتشمل ما يلي:
المؤهلات التعليمية
وهي الشهادات التعليمية والدرجات الأكاديمية التي حصل عليها الموظف مثل شهادات الليسانس والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه، والغالبية العظمى من الشركات تشترط امتلاك تلك الشهادات التي يجب أن تتوافق والوظيفة المُعلن عنها.
المهارات التقنية
تُعد المهارات التقنية من أبرز معايير اختيار الموظف الجديد، وهي تشير إلى قدرته على استخدام مجموعة من البرامج والأدوات والتقنيات التي تمكنه من تنفيذ المهام بكفاءة وفعالية، وفي الغالب يكتسب المرشح تلك المهارات من خلال التعليم أو التدريب أو الخبرة العملية السابقة، ويجب أن ترتبط بمهام الوظيفة بشكل مباشر.
2- المعايير المهنية
ترتبط المعايير المهنية بخبرات الموظف في مجال الوظيفة المُعلن عنها، وتشمل أنواعها ما يلي:
الخبرة العملية
تشير الخبرة العملية إلى الوظائف السابقة للمرشح وعدد سنوات الخبرة في العمل بمجال الوظيفة المُعلن عنها، ولا يقتصر اكتساب المرشح هذه الخبرة من وظائف سابقة فقط؛ بل يمكن اكتسابها من خلال التدريب العملي الذي التحق به سابقًا أو تجاربه في العمل التطوعي التي عززت من معارفه في مجال معين.
وتُعد الخبرة العملية شرطًا للقبول في العديد من الوظائف، إذ تحدد بعض الشركات عدد سنوات خبرة يجب أن يمتلكها المرشح لتعزيز فرص قبوله.
الإنجازات المهنية
من أهم المعايير التي تضعها الشركات في الاعتبار عن اختيار الموظف الجديد، الإنجازات التي نجح في تحقيقها من خلال تجارب عمل سابقة، سواء كانت مشاريع شارك في إنجازها أو جوائز وتكريمات حصل عليها.
3- المعايير الشخصية
تولي الشركات اهتمامًا كبيرًا بالصفات التي يمتلكها المرشحين والتي تلعب دورًا أساسيًا في قبولهم أو رفضهم في الوظائف المتاحة، وتشمل تلك المعايير ما يلي:
المهارات الشخصية
تشير المهارات الشخصية إلى المهارات اللينة المتوفرة في المرشح والتي تحدد قدرته على العمل والتفاعل مع الآخرين، وبالتالي تساعد على نجاحه في القيام بدوره الوظيفي، وتشمل تلك المهارات: الاتصال، القيادة، إدارة الوقت، الذكاء العاطفي، العمل الجماعي والتعاون، المساءلة.
السمات الشخصية
وهي الصفات التي يمتلكها المرشح والتي تتطلب الالتزام بمجموعة من قيم مكان العمل أو مدونة السلوك أو المدونة الأخلاقية وتشمل: المبادرة، القدرة على حل المشكلات، القدرة على التكيف، الإبداع، الالتزام، الرغبة في التعلم المستمر.
4- المعايير الثقافية
لا يقتصر اختيار الموظفين بناءً على المعايير المهنية والفنية والشخصية فقط؛ بل تلعب المعايير الثقافية دورًا بارزًا في هذه العملية، إذ تشمل تلك المعايير ما يلي:
الملاءمة الثقافية
الملاءمة الثقافية هي توافق القيم والمبادئ الشخصية للمرشح مع ثقافة الشركة والقيم التي تسير عليها، وهو أمرًا مهمًا يضمن عمل الموظف على تحقيق الأهداف العامة للشركة.
الأخلاقيات والالتزام
عند تقييم المرشح للوظيفة، تركز الشركات على مدى التزامه بالسياسات الأخلاقية والقوانين وكيفية تعامله مع الآخرين بصدق ونزاهة.
تضمن لك صبّار ترشيح المتقدمين الذين يمتلكون المهارات الناعمة والصعبة التي تبحث عنها، من أصحاب الخبرات الوظيفية المطلوبة لتأدية الدور الوظيفي المتاح على أكمل وجه.
أهمية وضع معايير للتوظيف:
تُعد عملية وضع معايير التوظيف من العمليات الأساسية التي لا غنى عنها في كل شركة تسعى لاختيار أفضل الموظفين وتحقيق أهدافها، إذ تحقق هذه العملية مجموعة من الفوائد تشمل ما يلي:
1- ضمان اختيار الموظفين المناسبين
من خلال استخدام معايير التوظيف في تقييم الموظفين، تضمن الشركات اختيار المرشحين المناسبين للوظائف المناسبة، إذ تتأكد عن طريق تلك المعايير من امتلاك كل مرشح المهارات والمؤهلات والخبرات التي تتطلبها كل وظيفة، وهو ما يعزز من فعالية عملية التوظيف ويقلل من الأخطاء المُرتكبة فيها.
2- تحسين الإنتاجية
تساهم معايير اختيار الموظفين في زيادة الإنتاجية بصورة مباشرة، لأنها تضمن اختيار كل موظف وفقًا لمهاراته وخبراته المناسبة للوظيفة، وهو ما يحسن من أداء الموظفين وبالتالي تزداد إنتاجيتهم والإنتاجية الإجمالية للشركة.
3- تحقيق الرضا الوظيفي
يشعر الموظفون بالرضا الوظيفي عندما يُكلفون بمهام وظيفية تتوافق وقدراتهم ومستويات خبراتهم، وهو ما يخلق داخلهم شعورًا بالرضا عن عملهم، يتبعه شعورًا بالراحة داخل الشركة وعدم الرغبة في تركها، فتزداد قدرة الشركة على الاحتفاظ بموظفيها.
4- تعزيز الشفافية في اختيار الموظفين
تُعد معايير اختيار الموظفين الجدد وسيلة فعالة لتعزيز الشفافية في عملية التوظيف، لأن تلك المعايير موضوعية وتمتاز بالثبات، وهو ما يضمن تنفيذ التوظيف بشفافية دون التأثر بأي تحيز شخصي، لأن تقييم المرشحين يتم وفقًا لما يمتلكونه من مهارات وخبرات وليس بناءً على انطباعات شخصية.
5- تحقيق الأهداف التنظيمية
عندما تختار الشركات موظفيها بناءً على مدى توافق أهدافهم مع أهدافها وقيمها؛ فهي تتمكن من بلوغ أهدافها لأنها تضمن عمل جميع الموظفين على تحقيق تلك الأهداف، وهو ما يزيد من التماسك داخل الفريق.
أهداف وضع معايير للتوظيف:
تتعدد الأهداف التي تسعى الشركات لتحقيقها من خلال وضع معايير التوظيف واستخدامها في تقييم المرشحين، وتشمل تلك الأهداف ما يلي:
- توفير الأساس الذي تعتمد عليه الشركات عند تقييم جميع المرشحين بنزاهة وشفافية.
- تحديد متطلبات كل وظيفة بوضوح عند الإعلان عنها من أجل تعزيز دقة عملية التوظيف.
- تقليل الوقت والتكاليف المهدرين نتيجة اختيار موظفين غير مناسبين للأدوار الوظيفية المتاحة.
- سهولة فرز المتقدمين من خلال تحديد متطلبات محددة واختيار المرشحين المناسبين وفقًا لها.
- اختيار الموظفين الذين يمتلكون المهارات الداعمة لرؤية وقيم الشركة، مما يسهل تحقيق أهدافها.
أمثلة على معايير التوظيف:
إليكم فيما يلي بعض الأمثلة على معايير التوظيف التي تعتمد عليها الشركات في تقييم المرشحين وتوظيفهم:
مثال 1
يمتلك مرشح ما مهارات اتصال لفظية ومكتوبة استخدمها في وظيفته السابقة في استعراض تحديثات المشاريع وتناول أسئلة أصحاب المصلحة وعقد اجتماعات أسبوعية مع أعضاء فريقه.
مثال 2
يمتاز مرشح ما بمهاراته التحليلية القوية التي تمكنه من تحليل المواقف والوصول إلى أفضل حلول للمشكلات التي تظهر خلال العمل، بما يساعد في تحسين الكفاءة والإنتاجية.
مثال 3
من خلال مهارات القيادة التي يمتلكها مرشح ما، تمكن خلال وظيفتين سابقتين من قيادة الفرق وتفويض المهام والإشراف على العمل من أجل تجاوز مؤشرات الأداء الرئيسية للموظفين، وهو ما أدى إلى تحقيق أقل معدل دوران وظيفي مقارنة بالفرق الأخرى.
مثال 4
نجح أحد المرشحين في دوره الوظيفي السابق بفضل مهارة الانتباه إلى التفاصيل التي يمتلكها وساعدته على التقاط الأخطاء الصغيرة التي يغفلها الآخرون وتتسبب في تكبد الشركات خسائر فادحة.
تعاون مع صبّار واستفد من أفضل خدمات التوظيف
حصلت منصة صبّار على اعتمادًا من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بفضل تميزها في تقديم أفضل خدمات التوظيف لأصحاب الأعمال، والتي مكنتها من كسب ثقة عدد هائل من الشركات داخل المملكة العربية السعودية.
من خلال صبّار، يمكن لكل صاحب عمل العثور على الموظفين الذين يطمح في تعيينهم من أجل تكوين فريقًا قادرًا على تقديم أفضل أداء يساهم في تحقيق الأهداف العامة للشركة، إذ تحتوي المنصة على عدد كبير من السير الذاتية للمرشحين والمرشحات الأفضل على مستوى المملكة من أصحاب المهارات والكفاءات المطلوبة في مختلف المجالات.
وتفيد صبّار أرباب الأعمال في ترشيح المتقدمين المطابقين لمتطلبات كل وظيفة، المتاحين للعمل الفوري بدوام كامل أو جزئي، من مقر العمل أو عن بُعد، فضلًا عن تقديم خدمة إجراء مقابلات الفيديو التي تساعد على تحديد المرشح الأنسب واتخاذ قرار تعيينه.
الخاتمة:
معايير التوظيف هي الأدوات التي تستخدمها الشركات لتقييم المرشحين واختيار الأنسب منهم لشغل الوظائف المتاحة. تعتمد هذه المعايير على مؤهلات المرشح، مثل الشهادات الأكاديمية، المهارات التقنية، والخبرات المهنية. كما تهتم الشركات بقدرات المرشحين الشخصية مثل القيادة، العمل الجماعي، والقدرة على التكيف. تختلف هذه المعايير من شركة لأخرى، فبعضها يركز على المهارات الفنية، بينما البعض الآخر يعطي أهمية للمعايير الشخصية أو الثقافية.
فوائد استخدام معايير التوظيف تشمل ضمان اختيار الموظفين المناسبين، تحسين الإنتاجية، وتحقيق الرضا الوظيفي. هذه المعايير تساعد أيضًا في تعزيز الشفافية خلال عملية التوظيف، مما يقلل من التحيز ويزيد من دقة اختيار الموظفين. في النهاية، استخدام هذه المعايير يساعد الشركات على تحقيق أهدافها التنظيمية بكفاءة أعلى.
وفي الختام، فإن الاعتماد على معايير التوظيف عند تقييم المتقدمين للوظائف الشاغرة، يضمن للشركات اختيار الأفضل منهم والأكثر تطابقًا لمتطلبات وشروط الوظائف، وهو ما يجعل عملية التوظيف تُنفذ بأقصى قدر من الكفاءة والفعالية.