يمثل الاحتراق الوظيفي مشكلة خطيرة تؤثر على الموظفين، حيث يتعرضون للإرهاق الجسدي والنفسي نتيجة الضغوط المتزايدة، مما ينعكس سلبًا على صحتهم وإنتاجيتهم. وتؤدي هذه الحالة إلى انخفاض الأداء وزيادة معدل الدوران الوظيفي، مما يضر بالشركة وسمعتها.
يُعد الحفاظ على الصحة العقلية والنفسية للموظفين في مكان العمل من أهم العوامل التي يجب أن توضع في الاعتبار بالنسبة للموظف والمنظمات، إذ أن تعرض الموظف للإرهاق الجسدي والنفسي وما يصاحبه من توتر متزايد يؤثر على صحته العقلية والجسدية وعلى أدائه في العمل وبالتبعية إنتاجيته، لذلك بات منع الإرهاق وإدارته بشكل فعال هو السبيل الأمثل للحد من أي ضغوط في العمل، وفي هذا المقال نوضح ما هو الاحتراق الوظيفي ومراحله وأسبابه وأعراضه وآثاره على الموظف والشركة وطرق علاجه، وما هو الفرق بين الاحتراق الوظيفي والاحتراق النفسي.
ما هو الاحتراق الوظيفي:
يشير مصطلح الاحتراق الوظيفي أو الإنهاك الوظيفي إلى شعور الموظف باستمرار بعدم الرضا والضغط المتزايد والإحباط في عمله وتعرضه للإرهاق العقلي والجسدي، الذي يفقده الرغبة والقدرة في القيام بالعمل.
ويؤدي الإنهاك الوظيفي إلى شعور صاحبه أنه يفتقر إلى الطاقة والدافع والحماس في أداء مهامه، أو أنه لا يستطيع التحكم في أعباء العمل، أو أن العمل الذي يقوم به ممل ولا فائدة منه، وبالتالي يُحجم عن العمل وينخفض أدائه وإنتاجيته.
وتتعدد العوامل التي تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي، منها العوامل المتعلقة بالوظيفة، وأخرى خاصة بالسمات الشخصية للموظف، وعوامل مرتبطة بنمط الحياة، وهناك بعض الشركات التي ترتفع فيها معدلات الاحتراق الوظيفي أكثر من غيرها نظرًا لاجتماع نسبة كبيرة من تلك العوامل.
مراحل الاحتراق الوظيفي:
لا يُصاب الموظف بالاحتراق الوظيفي بشكل مباغت، بل يمر بعدة مراحل حتى يُصنف بأنه يعاني من الاحتراق في العمل، وتشمل تلك المراحل ما يلي:
1- مرحلة الإثارة الأولية
تُسمى هذه المرحلة أيضًا باسم مرحلة شهر العسل، وهي تحدث في أولى أسابيع الانضمام للعمل عندما يكون الموظف مفعمًا بالحماس الذي يدفعه إلى بذل المزيد من الجهد وتحمل المزيد من المسؤوليات في سبيل إثبات ذاته، حتى يصل أدائه عند مستوى معين.
وفي هذه المرحلة، قد لا يشعر الموظف بالإرهاق، لأن شعوره بالإيجابية تجاه وظيفته يطغى على أي شعور داخلي آخر.
2- مرحلة بدايات التوتر
في هذه المرحلة، تبدأ طاقة الموظف في التضاؤل، وينتابه شعورًا بأنه يتحمل أعباء زائدة في العمل على حساب ذاته وراحته، وهو ما يفقده القدرة على التركيز في العمل، كما يشعر بسوء أدائه في العمل والتعب العقلي والجسدي.
وعلى الرغم من مشاعر القلق التي تنتاب الموظف في هذه المرحلة؛ إلا أنه يحاول تجاهلها باعتبارها شيئًا طبيعيًا في العمل.
3- مرحلة الإجهاد المزمن
وهي تشبه المرحلة السابقة ولكن أعراضها أكثر حدة، إذ يشعر الموظف بالضغط الثابت أو المتكرر، فيفقد طاقته وحماسه في العمل، ويستمر أدائه في الانخفاض، وتظهر عليه أعراض أخرى مثل الاكتئاب والتوتر والأمراض الجسدية.
وتبدأ مرحلة الإجهاد المزمن عندما يدرك الموظف عجزه عن مكافحة ضغوط العمل أو القيام بالالتزامات الأخرى، وبالتالي تنتابه نوبات الغضب والسلوك العدواني.
4- مرحلة الإرهاق
يشعر الموظف في هذه المرحلة بفقدان الحماس في العمل، وعدم رغبته في تلبية احتياجاته الشخصية، مما يخلق داخله شعورًا بالرغبة في الانعزال عن الآخرين، فضلًا عن الأعراض الأخرى مثل تفاقم الصداع والآلام الجسدية.
وفي مرحلة الإرهاق، ينتاب الموظف شعورًا دائمًا بالفشل وعدم الكفاءة، وبالعجز عن الانتهاء من المسؤوليات المُلقاة على عاتقه.
5- مرحلة الإرهاق المعتاد
ينتاب الموظف في هذه المرحلة شعورًا مستمرًا بالإرهاق والذي يصبح جزءً لا يتجزأ من حياته، وبأنه قد بات محاصرًا في وظيفته ولا يستطيع الخروج من هذا الحصار.
وفي مرحلة الإرهاق المعتاد، يستمر الإرهاق العقلي والجسدي، فضلًا عن المعاناة من الحزن والاكتئاب المزمن، الأمر الذي يستدعى طلب المساعدة للتخفيف من حدة تلك الأعراض.
أسباب الاحتراق الوظيفي:
تتعدد أسباب الاحتراق الوظيفي، منها زيادة أعباء العمل، ونقص الدعم الكافي، وسوء العلاقات مع الزملاء والمديرين. كما تشمل عدم توافق القيم بين الموظف والشركة، وسوء التواصل داخل الفريق، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق وفقدان الحافز.
وتفصيل ذلك كما يلي:
1- زيادة أعباء العمل
يُصاب الموظف بالاحتراق الوظيفي عندما تزداد عليه أعباء العمل فلا يجد الوقت الكافي للقيام بجميع المهام، وعندما يعمل عدد ساعات أكثر من اللازم، أو عندما يتم تكليفه بمهام بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية، وهو ما يفقده القدرة على تحقيق التوازن الصحي بين الحياة والعمل.
2- عدم وجود الدعم الكافي
يتمثل نقص الدعم في العمل في عدم قدرة الموظف على الوصول إلى الموارد التي يحتاجها للقيام بالمهام المطلوبة، وكذلك عدم الحصول على الدعم النفسي اللازم لإتمام المهام وهو ما يتجلى في عدم الاعتراف بجهود الموظف أو شعوره بأن المدير لا يثق في قدراته.
3- التعرض لمعاملة غير عادلة
من العوامل المؤدية للإصابة بالإنهاك الوظيفي، تعرض الموظف لمعاملة غير عادلة من خلال تفضيل أحد الزملاء في الترقية على الرغم من أهلية الموظف واستحقاقه، أو عن طريق إنساب الفضل لأحد الزملاء في جهود الفريق بالكامل، وهو ما يؤدي إلى فقدان الحافز، وينعكس ذلك سلبًا على الأداء الوظيفي.
4- سوء العلاقات في العمل
إذا كانت العلاقات بين الموظف والزملاء في العمل سيئة أو ليست كما توقع الموظف، فقد يفقد الموظف الرغبة في الذهاب إلى الشركة وممارسة مهام عمله، وبالتالي يُصاب بالاحتراق الوظيفي لأنه لا يجد ما يدعم أهدافه المهنية.
5- نقص المكافآت
يُعد نقص المكافآت المادية والمعنوية إحدى صور عدم تقدير الموظف، فعندما لا يحصل الموظف على مكافآت تناسب جهوده وما يقدمه؛ يشعر بالإحباط الذي يؤدي بدوره إلى شعوره بنقص الحافز ومن ثم الإنهاك الوظيفي.
6- بيئة العمل السامة
يُصاب الموظف بالاحتراق الوظيفي إذا كان يعمل في بيئة سامة تستنفد حماسه وتفقده الرغبة في العمل، وتصيبه بالتوتر، ومن صور بيئة العمل السامة: التعرض للسخرية والتنمر والانتقاد المستمر وعدم التوجيه.
7- عدم توافق القيم
في حال عدم توافق قيم الشركة مع قيم الموظف؛ حتمًا يُصاب الأخير بالإرهاق في العمل، خاصة إذا كانت الشركة لا تقدر شيئًا يقدره بشدة، وهو ما يؤدي إلى نقص الدافع للمساهمة في تحقيق أهداف الشركة.
8- عدم وضوح التوقعات
إذا كان الموظف لا يعرف بالتحديد ماذا يتوقع مديره منه؛ فسوف يشعر بالإرهاق الناتج عن محاولاته المتكررة والمستمرة لإثبات ذاته وتجاوز التوقعات غير الواضحة.
يمكنك توظيف أفضل المرشحين من خلال منصة صبّار والتي تتيح لك الإطلاع على السير الذاتية للمرشحين المؤهلين للعمل وفقًا للمعايير المحددة والتوقعات والأهداف الواضحة.
9- سوء العلاقات مع المديرين
من أبرز أسباب الاحتراق الوظيفي سوء العلاقة بين الموظف والمدير، والتي ينتج عنها عدم حصول الموظف على الدعم اللازم، وعدم قدرته على التعبير عن مخاوفه وأفكاره.
10- عدم التواصل مع الفريق
هناك الكثير من الأشخاص ذوي الشخصيات الاجتماعية يصابون بالتوتر والاكتئاب نتيجة انقطاع التواصل مع أعضاء الفريق خاصة بعد الاعتماد على نمط العمل عن بُعد خلال السنوات الأخيرة، إذ يُصاب هؤلاء الأشخاص بالعزلة التي تجعلهم يشعرون بالإرهاق الوظيفي.
11- الخوف من ارتكاب الأخطاء
على الرغم من أن الخطأ طبيعة بشرية ووسيلة مهمة للتعلم والنمو؛ إلا أن هناك الكثير من الشركات لا تتسامح مع ارتكاب الأخطاء وتقابله برد فعل عنيف، الأمر الذي يولد داخل الموظف شعورًا بالخوف المستمر من ارتكاب أي خطأ، وبالتالي يشعر بالضغط والإرهاق في العمل.
أعراض الاحتراق الوظيفي وكيف تعرف المصابين بالاحتراق الوظيفي؟
تتضمن أعراض الاحتراق الوظيفي الشعور المستمر بالإرهاق، ومشكلات النوم، وفقدان الشهية، بالإضافة إلى الآلام الجسدية، وعدم التركيز، وفقدان الشغف. كما يعاني الموظف من ردود فعل مبالغ فيها، والحزن والاكتئاب، مما يؤثر سلبًا على إنتاجيته وصحته النفسية.
1- الشعور بالإرهاق
يُعد الشعور المستمر بالإرهاق من أبرز علامات الإنهاك الوظيفي، إذ يشعر الموظف بإرهاق جسدي وعاطفي يسلب ما بداخله من طاقة ويُفقده الرغبة في العودة إلى العمل.
2- الإصابة بالأرق
يُعد وجود مشكلات في النوم علامة بارزة على الإصابة بالاحتراق الوظيفي، وهي مشكلة مرتبطة بمشكلة الإرهاق بشكل مباشر، إذ لا يستطيع الشخص النوم ليلًا نتيجة شعوره بالتوتر والقلق تجاه عمله، فينام بصعوبة أو يستيقظ عدة مرات خلال الليل.
3- فقدان الشهية
عندما يزداد ضغط العمل على الموظف، يضطر إلى تجاوز بعض الوجبات حتى يتمكن من إنجاز مهامه، وبالتدريج يمكن أن يُهمل تناول الطعام بصورة كاملة حتى يُصاب بفقدان الشهية الذي يؤدي بدوره إلى خسارة في الوزن.
4- الآلام الجسدية
وهي الآلام الناتجة عن الأرق نتيجة عدم حصول الجسم على الراحة اللازمة، والناتجة عن الإجهاد العقلي، فيشعر الشخص بآلام الصدر والصداع وتوتر العضلات.
5- عدم التركيز
يفقد الموظف قدرته على التركيز في عمله نتيجة زيادة أعباء العمل عليه وشعوره بالضغط المتزايد، وهو ما يؤدي إلى ارتكاب أخطاء والتأثير بالسلب على الإنتاجية.
6- فقدان الشغف
من علامات الإنهاك الوظيفي فقدان الشغف نحو العمل، إذ يشعر الموظف بالانفصال عن عمله وزملائه ومهام عمله، كما يشعر بعدم الفخر تجاه العمل الذي يقوم به وعدم الرغبة في بذل أي مجهود إضافي.
7- المبالغة في رد الفعل
كلما شعر الشخص بعدم قدرته على القيام بعمله؛ زاد داخله الشعور بالتوتر والذي يتجلى في ردود أفعاله المبالغ فيها على أبسط المواقف، وهو ما يؤثر بالسلب على علاقات الموظف بزملائه وحتى عائلته وأصدقاءه.
8- الحزن والاكتئاب
يشعر الموظف باكتئاب شديد عندما يُصاب بالإنهاك الوظيفي، وهو الاكتئاب الناجم عن شعوره المستمر بالتوتر، وعن ضغط العمل الذي لا يتوقف، وبالتالي يرى كل شيء بمنظور حزين، يجعله يفقد أي دافع للقيام بأي مهمة.
الآثار المحتملة للاحتراق الوظيفي على الشركة:
تشمل الآثار المحتملة الناجمة عن الاحتراق الوظيفي على الشركة ما يلي:
انخفاض الإنتاجية
تتأثر إنتاجية الشركات بصورة مباشرة بالصحة النفسية والعقلية لموظفيها، وبالتالي فإن معاناة موظفي الشركة من الاحتراق الوظيفي يؤدي إلى انخفاض الأداء ومن ثم انخفاض إنتاجية الشركة.
ارتفاع معدل الدوران الوظيفي
ترتفع معدلات الدوران الوظيفي لدى الشركات التي يميل مديروها إلى إرهاق أفضل الموظفين دون التفكير في سلامتهم، وهو ما يؤدي إلى التقصير في أداء المهام وعدم تحقيق التوقعات، ومن ثم الاستقالة بحثًا عن مكان آخر لا يضع مثل تلك الضغوط.
وكلما ارتفع معدل الدوران الوظيفي في الشركات نتيجة إصابة الموظفين بالإنهاك الوظيفي؛ زادت الخسائر المالية للشركات نتيجة تعطل سير العمل، فضلًا عن تكبد تكاليف توظيف وتدريب موظفين جدد، إلى جانب خسائرها المتمثلة في فقدان أفضل المواهب وأصحاب الكفاءات.
انخفاض مشاركة الموظفين
يشير مصطلح مشاركة الموظفين إلى التزامهم بثقافة الشركة والمساهمة في تحقيق أهدافها، وهي المشاركة التي تتأثر بالسلب نتيجة إرهاق الموظفين والذي يؤدي إلى انخفاض دوافع الموظفين وإنتاجيتهم وبالتالي انخفاض مشاركتهم، ومن ثم تكبد الشركات الكثير من الخسائر المادية.
زيادة التغيب
من أبرز آثار الإنهاك الوظيفي، زيادة معدلات التغيب نتيجة عدم رغبة الموظفين الذين يعانون من الإرهاق في الذهاب إلى العمل، وهو ما يؤدي إلى زيادة أعباء العمل على الموظفين الآخرين، ومن ثم تفويت المواعيد النهائية والتأخير في تسليم المشاريع.
خلق بيئة عمل سلبية
من العوامل التي تؤدي إلى خلق بيئة عمل سلبية في الشركات، إصابة بعض الموظفين بالاحتراق الوظيفي وما يخلفه من انخفاض الروح المعنوية في مكان العمل والشعور بالانفصال عن الزملاء والعمل ذاته.
والعمل في بيئة سلبية يؤثر بالسلب على ديناميكيات الفريق والتواصل بين الأعضاء، ويمتد هذا التأثير إلى الإنتاجية النهائية.
تضرر سمعة الشركة
تتأثر سمعة الشركة التي يعاني موظفوها من الاحتراق الوظيفي بالسلب، إذ يعتبرها ذوي المواهب أنها ليست المكان الأفضل للتطوير المهني، وهو ما يؤدي إلى فقدان الكثير من الكفاءات.
الآثار المحتملة للاحتراق الوظيفي على الموظف:
تتجلى آثار إصابة الموظف بالاحتراق الوظيفي فيما يلي:
الآثار الصحية
يمكن أن يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى الإصابة بأمراض خطيرة ومزمنة ومنها:
- أمراض القلب.
- مرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض الجهاز التنفسي.
الآثار النفسية
تشمل الآثار النفسية الناتجة عن الإصابة بالاحتراق الوظيفي ما يلي:
- فقدان الدافع للعمل.
- الشعور بالغضب المستمر، وهو ما يظهر في مختلف الأفعال.
- الإصابة بالاكتئاب والأرق والقلق.
الآثار على المستوى الوظيفي
يتأثر الأداء الوظيفي للموظف المصاب بالاحتراق الوظيفي، ويتجلى هذا التأثير فيما يلي:
- الشعور بعدم الرضا الوظيفي.
- انخفاض الأداء في العمل ومن ثم انخفاض الإنتاجية.
- ارتفاع معدل التغيب على العمل.
- الانعزال عن زملاء العمل.
- الافتقار إلى الإبداع.
طرق علاج الموظفين الذي يعانون من الاحتراق الوظيفي:
إذا لاحظ صاحب العمل أن بعض موظفيه يعانون من الإنهاك الوظيفي؛ ففي هذه الحالة يتعين عليه اتباع الاستراتيجيات التي تساعد على علاج تلك الحالات، وتشمل ما يلي:
تعزيز التوازن بين الحياة والعمل
من أجل علاج الإنهاك الوظيفي، يتعين على أصحاب الأعمال تشجيع التوازن الصحي بين العمل والحياة، من خلال إتاحة ساعات عمل مرنة، والسماح بالعمل من المنزل بعض أيام الأسبوع، فضلًا عن عدم زيادة ساعات العمل، وعدم تكليف الموظفين بمهام بعد نهاية يوم العمل، وذلك حتى يتمكن كل موظف من إدارة عمله وحياته الشخصية بشكل فعال وناجح.
توفير بيئة عمل إيجابية
من العوامل المساعدة على علاج الاحتراق الوظيفي، توفير بيئة عمل إيجابية قائمة على الدعم والتواصل المفتوح، والتي تلعب دورًا بارزًا في تقليل مستويات التوتر وعلاج الاكتئاب، وبالتالي زيادة الرضا الوظيفي وتقليل معدل دوران الموظفين.
تشجيع التطوير المهني
يساعد التطوير المهني على علاج الاحتراق الوظيفي في الكثير من الحالات، وهو ما يفرض على أصحاب الأعمال ضرورة الاستثمار في الموظفين والحرص على تطويرهم مهنيًا من خلال إلحاقهم بالدورات التدريبية التي تساعد على تحسين مهاراتهم وتقدمهم وظيفيًا.
تقليل أعباء العمل
إذا كانت مهام العمل أكثر من عدد الموظفين المتاحين في الشركة وتسبب لهم أعباءً كثيرة؛ يمكن تقليل تلك الأعباء من خلال زيادة عدد الموظفين وتوزيع مهام العمل عليهم بشكل عادل.
وتوفر لك منصة صبّار أفضل الموظفين السعوديين من الجنسين من ذوي المهارات والكفاءات المطلوبة، والمتاحين للعمل الفوري في مختلف المجالات، يمكنك اختيار الأنسب منهم وتعيينه سريعًا وبسهولة.
تبسيط عمليات العمل
للتقليل من الإجهاد المرتبط بالعمل؛ ينبغي تبسيط أساليب العمل وتوفير الموارد المطلوبة لإنجاز المهام، مع إلغاء المهام غير الضرورية وتحديد أهداف واضحة.
تقدير الإنجازات
يقل الاحتراق الوظيفي بنسبة كبيرة عندما يجد الموظف صاحب الإنجازات تقديرًا لمساهماته، لذلك يجب أن تضع الشركة برامج التقدير والحوافز لذوي الإنجازات والأداء المتميز من أجل الاعتراف بجهودهم، وهو ما يساعد على زيادة الدافع وارتفاع الروح المعنوية في الفريق.
منح الموظفين الراحة اللازمة
عندما تزداد أعباء العمل، يتعين على أصحاب الأعمال منح الموظفين الإجازات التي تمكنهم من شحن طاقاتهم والحصول على الراحة قدر الإمكان، حتى يعودوا أكثر انتعاشًا وإنتاجية.
الفرق بين الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي:
يتمثل الفرق بين الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي فيما يلي:
- الاحتراق النفسي: هو الشعور بالتوتر نتيجة استجابة العقل والجسم للمواقف والأحداث التي يمر بها الإنسان والضغوط التي يتعرض لها في الحياة اليومية، وتتأثر الصحة النفسية والعقلية بالسلب إذا كان الاحتراق النفسي متعدد المصادر أو استمر لفترة.
- الاحتراق الوظيفي: هو شعور الموظف بالإجهاد المستمر في مكان العمل يتحول إلى إجهاد مزمن في حال عدم إدارته بنجاح، ينتج عنه الشعور باستنفاد الطاقة أو السلبية السخرة تجاه الوظيفة، وبالتالي فهو ظاهرة مهنية وليس حالة طبية.
عناصر استبيان عن الاحتراق الوظيفي:
من الاستراتيجيات المُتبعة في الكثير من الشركات التي تبحث مشكلة الاحتراق الوظيفي، إجراء استطلاع أو استبيان حول هذه المشكلة من أجل اتخاذ الإجراءات التي تساعد على تقليل الإرهاق والضغط المرتبطين بالعمل، ويتضمن الاستبيان مجموعة من العناصر الأساسية وهي:
- بيانات الموظفين: وهي بيانات الموظفين الذين يجاوبون على الاستبيان وتشمل الاسم والوظيفة.
- إرشادات الإجابة: وهي تعليمات توضح كيف يجيب الموظفين على أسئلة الاستبيان.
- أسئلة الاستبيان: وهي الأسئلة التي تدور حول الإرهاق في العمل ومدى شعور الموظفين به، وتقيم شعور الموظفين تجاه وظائفهم وأماكن عملهم.
وإليكم فيما يلي نموذج لاستبيان عن الاحتراق الوظيفي بصيغة pdf.
الاحتراق الوظيفي في المملكة العربية السعودية:
تُعد ظاهرة الاحتراق الوظيفي من الظواهر التي انتشرت بشدة داخل مختلف القطاعات بالمملكة العربية السعودية، فقد كشفت إحدى الدراسات التي أُجريت على العاملين في القطاع الصحي بالعاصمة الرياض، أن 80% من الأطباء والصيادلة والممرضين والأخصائيين يعانون من الاحتراق الوظيفي، وكانت النسبة الأكبر من نصيب الإناث، كما أشارت الدراسة إلى عدد المشاركين بلغ 1174 فرد، بلغت نسبة الراغبين منهم في مغادرة العمل حوالي 33%.
وفي دراسة أخرى عن مدى معاناة موظفي البنك الأهلي بالعاصمة الرياض من الاحتراق الوظيفي، تبين أن 33% من المشاركين ليسوا راضين عن وضعهم الوظيفي، وأن 70% من موظفي التحصيل الذين يتواصلون مباشرة مع العملاء يعانون من الاحتراق الوظيفي.
كل ذلك دفع مجلس الصحة لدول التعاون الخليجي لإطلاق حملة "حط خط بينك وبين الاحتراق الوظيفي"، من أجل زيادة الوعي بهذه الظاهرة والعمل على علاجها، إذ استعرضت الحملة أعراض الاحتراق الوظيفي، وأوضحت كيفية التعامل معه، كما تضمنت دليلًا يرشد الموظفين حول مدى معاناتهم من الاحتراق الوظيفي، والأدوات التي تمكنهم من التكيف مع ضغوط العمل بصورة فعالة.
احصل على أفضل خدمات التوظيف مع صبّار
إذا كنت من أصحاب الشركات وتبحث عن موظفين يمتلكون مستويات معينة من المهارات والخبرات بما يساعدك على تطوير أعمالك؛ ندعوك للتواصل مع منصة صبّار والاستفادة من خدمات التوظيف الفعالة المُقدمة من خلالها.
تمتلك صبّار قاعدة بيانات لعدد هائل من المرشحين والمرشحات من جميع مدن المملكة العربية السعودية من ذوي المؤهلات التعليمية والخبرات المختلفة، والذين يمكنهم العمل فورًا بعد إجراء المقابلة الشخصية.
لدى صبّار مرشحين متاحين للعمل وفقًا للمعايير التي تحددها، بنظام الدوام الكامل أو الجزئي، من المقر أو عن بُعد، بداية من الطلبة وحملة الثانوية وحتى أصحاب أعلى الشهادات، بما يلبي جميع احتياجاتك الوظيفية.
وفي الختام، فإن الاحتراق الوظيفي من أهم مسببات فقدان الشركات لأهم موظفيها وتكبدها خسائر فادحة، وهو ما يفرض على أصحاب الأعمال معالجة هذه المشكلة بصورة عاجلة وفعالة.
الخاتمة:
يمثل الاحتراق الوظيفي يمثل مشكلة كبيرة تواجه العديد من الموظفين في بيئة العمل، حيث يتعرض الموظفون للإرهاق الجسدي والنفسي والضغوط المتزايدة، مما يؤثر على صحتهم العقلية والجسدية وإنتاجيتهم. يمر الموظف بعدة مراحل قبل أن يصل إلى مرحلة الإحباط والإرهاق الشديد، مما يؤدي إلى انخفاض أدائه وإنتاجيته.
تتأثر أسباب الاحتراق الوظيفي بالعوامل المتعلقة بالوظيفة نفسها، وبالسمات الشخصية للموظف، وبعوامل الحياة الشخصية. وتظهر علامات الإصابة بالاحتراق الوظيفي في الإرهاق المستمر والأرق وفقدان الشهية والآلام الجسدية وعدم القدرة على التركيز، مما يؤثر بشكل سلبي على الأداء والإنتاجية والصحة العامة. وتتأثر الشركات أيضًا بالاحتراق الوظيفي للموظفين، حيث يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وارتفاع معدل الدوران الوظيفي وتدهور البيئة العملية وتضرر سمعة الشركة.