الأداء الوظيفي وأنواعه ومعوقاته وطرق تقييم الأداء الوظيفي
July 23, 2024
الانضباط الوظيفي أحد عوامل النجاح المهمة للشركات وتحقيق أهدافها على المدى البعيد، حيث يضمن اتباع الموظفين للسياسات والقواعد والقوانين في مكان العمل تحقيق الأهداف المشتركة. يتضمن الانضباط إنشاء استراتيجيات فعالة للحفاظ على النظام والاحترام داخل بيئة العمل، وتعزيز الإنتاجية والحفاظ على المساواة والعدالة. يعتبر نظام الانضباط الوظيفي في المملكة العربية السعودية ولائحته الانفرادية أساسيين لتحقيق هذه الأهداف وضمان السير السليم للعمل داخل المؤسسات.
تتعدد العوامل المساهمة في بلوغ الشركات أهدافها وتحقيق النجاح على المدى البعيد، ويُعد الانضباط الوظيفي من أهم تلك العوامل، فكلما كانت الشركة تعتمد على موظفين يتمتعون بالانضباط؛ زادت إنتاجيتها وزادت فرص اكتسابها ميزة تنافسية، الأمر الذي يتطلب وضع استراتيجية فعالة من أجل الحفاظ على النظام والاحترام في مكان العمل وخلق بيئة عمل آمنة وممتعة في نفس الوقت، دون أن يكون الأمر يبدو وكأنه تأديبيًا صارمًا للموظفين.
وفي سطور هذا المقال نوضح تعريف الانضباط الوظيفي وأنواعه وأهميته وأهدافه والعوامل المؤثرة عليه ونتائجه وكيفية تحقيقه، كما نستعرض نظام الانضباط الوظيفي ولائحة الانضباط الوظيفي في المملكة العربية السعودية.
الانضباط الوظيفي هو سلوكيات الموظفين التي تتوافق مع النظام المطلوب في المؤسسة، إذ تنطوي على الالتزام بالسياسات والقواعد والقوانين والمبادئ في مكان العمل، وتعديل الأنشطة البشرية وفقًا لها، من أجل تحقيق الأهداف النهائية المشتركة.
ويلجأ أصحاب الأعمال إلى اتباع استراتيجية الانضباط الوظيفي من أجل إدارة سلوكيات الموظفين وأدائهم في مكان العمل، إذ تركز هذه الاستراتيجية على وضع التدابير التي تعالج السلوكيات السيئة أو مشكلات الأداء، بهدف الحفاظ على النظام داخل المؤسسة.
ويُعد فرض الانضباط الوظيفي في مكان العمل ضرورة لا غنى عنها لأنه يضمن وضع قواعد وأخلاقيات واحدة يتبعها جميع الموظفين، وهو ما يتجلى في تحملهم المسؤولية وإنجاز مهامهم بصورة منتظمة، وبالتالي تصبح بيئة العمل إيجابية وعادلة تسري قوانينها على الجميع.
من خلال منصة صبّار يمكن تعيين أفضل المرشحين من السعوديين والسعوديات ذوي الكفاءات والخبرات المطلوبة، وذلك بعد إتمام المقابلات معهم بسهولة.
نظام الانضباط الوظيفي في المملكة العربية السعودية هو المرسوم الملكي رقم (م/18) الصادر بتاريخ 1443/8/2هـ والذي يتكون من 25 مادة توضح ضوابط العمل التي تساعد على حماية الوظيفة العامة وتحسين أداء الموظف وضمان سير العمل بصورة منتظمة، وقد جاءت أبرز مواد النظام على النحو التالي:
يُعد ارتكاب الموظف أي مخالفة مالية أو سلوكية أو إدارية هو إخلالًا بواجبات وظيفته، وبالتالي توقع عليه العقوبة التي نص عليها النظام.
يجوز توقيع أيًا من الجزاءات التالية على الموظف المخالف:
إذا كانت المخالفة التي ارتكبها الموظف تنفيذًا لأمر من مديره على الرغم من تنبيه الموظف لهذه المخالفة؛ يُعفى من الجزاء.
تُتخذ الإجراءات المنصوص عليها في النظام حتى في حال انتهاء خدمة الموظف فيما عدا حالتي الوفاة والعجز الصحي الكلي، باستثناء ذلك يُعاقب الموظف بغرامة لا تزيد عن إجمالي ثلاثة أمثال آخر راتب شهري.
اللائحة التنفيذية لنظام الانضباط الوظيفي هي النظام الذي يشرح ضوابط التحقيق في المخالفات الوظيفية لتكون امتدادًا للمرسوم الملكي الخاص بنظام الانضباط الوظيفي، وتتكون اللائحة من 21 مادة، جاء أبرزها على النحو التالي:
تحرص جميع المؤسسات باختلاف أحجامها وصناعاتها على فرض الانضباط الوظيفي نظرًا لأهميته فيما يلي:
يُعد الانضباط الوظيفي وسيلة لحماية المؤسسات من الموظفين الذين قد يحاربونها نتيجة اتخاذ الإجراءات التأديبية حيالهم أو اتخاذ قرار إنهاء الخدمة، إذ تستعين المؤسسات بالوثائق التي تتضمن سياسة الانضباط والتي يقر الموظفون بالموافقة عليها، وبالتالي فهي تفسر القرارات المُتخذة حيال المخالفين.
يؤدي الانضباط الوظيفي إلى خلق بيئة عمل تتسم بالعدل والإنصاف، نظرًا لاتباع الجميع نفس القواعد والقوانين وتطبيقها على قدم المساواة، وهو ما يقضي على أي فرصة للتمييز أو التحيز.
تمتاز المؤسسات التي تفرض نظامًا على موظفيها بقلة وقوع المشكلات، إذ ينطوي الانضباط الوظيفي على امتثال جميع الموظفين للقواعد والمبادئ المعروفة والتحكم في سلوكيات الموظفين مثيري المشكلات، وهو ما يساعد في النهاية على تحقيق النظام والهدوء داخل بيئة العمل.
من خلال فرض الانضباط الوظيفي، تضمن المؤسسات زيادة إنتاجيتها، لأن سياسة الانضباط تساعد الموظفين على النمو وتحسين أدائهم ومعالجة أخطائهم، وبالتالي تزداد مساهماتهم في العمل.
عندما تخلق المؤسسة بيئة عمل منضبطة يلتزم الجميع بقوانينها، فهي تكتسب سُمعة طيبة في مجالها، وهو ما يجذب إليها الكثير من العملاء الذين يثقون بها وبنظامها، وبالتالي يزداد نجاح المؤسسة على المدى الطويل ويكسبها ميزة تنافسية.
تسعى المؤسسات من خلال فرض الانضباط الوظيفي لتحقيق عدة أهداف وهي:
ينقسم الانضباط الوظيفي إلى نوعين رئيسيين وهما كما يلي:
يُطلق على الانضباط الوظيفي الإيجابي أيضًا اسم الانضباط البنّاء أو الانضباط الذاتي، وهو يشير إلى امتثال جميع الموظفين في المؤسسة إلى للوائح والقواعد الموضوعة من قِبل الإدارة، دون الخوف من فرض أي عقوبة، إذ ينبع هذا الانضباط من داخل الموظفين بشكل ذاتي.
وعندما يلتزم الموظف بالانضباط الذاتي؛ يقوم بتحديد أهدافه ويسعى لتحقيقها من خلال ممارسة ضبط النفس ودون الخروج عن أي قواعد.
يُطلق على الانضباط الوظيفي السلبي اسم الانضباط العقابي أو التصحيحي، لأنه ناتج عن الخوف من العقوبات المُحددة والتي توقع على الموظفين في حال عدم التزامهم بالقواعد والإجراءات واللوائح التي حددتها المؤسسة، وبالتالي فإن هذا الخوف هو الذي يجعلهم يمتثلون للقوانين.
ويضمن الانضباط السلبي التزام جميع الموظفين بتحقيق الانضباط في العمل دون الخروج عن المسار الصحيح، وهو ما يسلبهم حرية تحقيق أهدافهم الخاصة، وبالتالي يشعرون بالإحباط.
تتمثل العوامل المؤثرة على الانضباط الوظيفي فيما يلي:
تلعب القيادة دورًا بارزًا في تحقيق الانضباط الوظيفي داخل المؤسسة، إذ يتعين عليها توضيح سياسات ومعايير العمل لجميع الموظفين، إضافة إلى التعامل بشكل احترافي وليس صارم عند توجيه الموظفين وفرض العقوبات التأديبية عليهم، مع التزام المديرين بتلك المعايير ليكونوا قدوة لكافة الموظفين.
يُعد الإشراف غير الدقيق من العوامل التي تساعد على تحقيق الانضباط الوظيفي الإيجابي أو الذاتي، إذ يصبح كل موظف مسؤولًا عن سلوكياته في العمل عندما يصبح هو رقيب ذاته.
يمتثل الموظفين في المؤسسة للمعايير والسياسات واللوائح الموضوعة عندما يُعامل الجميع على قدم المساواة، فلا يتم تمييز أحد عن آخر.
كلما كانت بيئة العمل إيجابية وشاملة وداعمة وقائمة على الاعتراف بالمساهمات والإنجازات، ساهم ذلك في امتثال الموظفين لجميع سياسات العمل دون ضجر.
يساهم التواصل الفعال بين الموظفين والإدارة في امتثال جميع الموظفين بالسياسات الموضوعة، إذ تصبح لغة الحوار واضحة وهادئة، وهو ما يعزز من استيعاب الموظفين للوائح العمل والعمل على تنفيذها.
هناك عدة نتائج إيجابية وسلبية مترتبة على تطبيق الانضباط الوظيفي، وهي تشمل ما يلي:
من أبرز إيجابيات الانضباط الوظيفي ما يلي:
ينطوي فرض الانضباط الوظيفي على وضع المعايير والسياسات المطلوب الامتثال لها، وهو ما يساعد على تحديد توقعات واضحة لسلوك الموظف وأدائه.
تمتاز المؤسسة التي يُطبق فيها الانضباط الوظيفي بأنها أكثر تنظيمًا وهدوءًا، وبالتالي تُعد بيئة مناسبة للعمل والتطوير المهني.
يساهم الانضباط الوظيفي بصورة مباشرة في حل النزاعات التي تنشأ في مكان العمل، عن طريق اتخاذ إجراءات انضباطية ذات هيكل محدد، وهو ما يقلل من المشاحنات في بيئة العمل.
يعزز الانضباط الوظيفي من السلوكيات الإيجابية للموظفين في مكان العمل، خاصة إذا كان هذا الانضباط ذاتيًا والذي ينطوي على اتباع المعايير الأخلاقية التي تساعد على خلق بيئة صحية.
يُعد الانضباط الوظيفي من أهم العوامل التي تساعد على تحسين أداء الموظفين، لأنه يضمن عملهم في بيئة صحية خالية من عوامل التشتت، وبالتالي يمكن لكل موظف تقديم أفضل ما لديه.
على الرغم من الفوائد المتعددة للانضباط الوظيفي؛ إلا أن هناك سلبيات تنشأ عن تطبيقه، وهي كما يلي:
في بعض الأحيان، قد يؤدي فرض عقوبات انضباطية وفقًا لما نصت عليه لوائح المؤسسة إلى خلق شعورًا بالغضب داخل الموظف المخالف تجاه مديره أو مشرفه، هذا الشعور الذي قد يتحول بالتدريج إلى عداء غير مبرر.
إذا كانت المؤسسة تتبع الشدة في فرض الانضباط الوظيفي، فقد يؤدي ذلك إلى تثبيط شعور الموظفين بالاستقلالية ورغبتهم في الإبداع، إذ لا يحرصون سوى على الالتزام الصارم باللوائح والقوانين المُتعارف عليها.
يؤدي الإفراط في فرض الانضباط الوظيفي إلى عدم تمكين الموظفين في العمل، وهو ما ينتج عنه انخفاض الدافع وبالتبعية الشعور بعدم الرضا الوظيفي.
في حال توقيع عقوبات صارمة على موظف نتيجة ارتكاب خطأ ما؛ فقد يولد ذلك داخله الشعور بالخوف من المزيد من العقوبات، وهو ما يدفعه إلى ارتكاب أخطاء أخرى دون قصد.
هناك عدة استراتيجيات يساعد تنفيذها على تحقيق الانضباط الوظيفي داخل المؤسسة، وهي كما يلي:
قبل إلحاق أي موظف جديد بالعمل، يجب إعلامه بسياسات وتوقعات المؤسسة حتى تكون واضحة ومفهومة للجميع، كما ينبغي توضيح معايير السلوك المقبولة وغير المقبولة، وتوقعات الأداء وعواقب انتهاك القواعد، من خلال مختلف وسائل التواصل مثل التدريب وكتيبات الموظفين وغير ذلك.
وفي حال إجراء أي تحديث على تلك السياسات؛ لا بد من الإبلاغ عنه فورًا من أجل الحفاظ على الشفافية داخل المؤسسة.
بعد وضع السياسات والمعايير الخاصة بالمؤسسة، لا بد من تطبيقها بشكل موحد في جميع الأقسام والإدارات دون تمييز، من أجل تحقيق الاتساق في عملية التطبيق، ومن ثم خلق بيئة عمل عادلة تعزز من الثقة بين الموظفين وبعضهم البعض وبينهم وبين الإدارة.
وفي حال انتهاك تلك السياسات؛ لا بد من توقيع العقوبات الخاصة بكل مخالفة، من أجل تعزيز أهمية الالتزام بالمبادئ التوجيهية التي أقرتها المؤسسة.
عند اتخاذ أي إجراء تأديبي تجاه أي موظف؛ يجب تسجيل هذا الإجراء وما يصاحبه من متابعة بصورة فورية في سجلات منفصلة وحفظها في مكان آمن لحماية سريتها، إذ يمكن لأصحاب الأعمال الاستعانة بتلك السجلات في حال وقوع أي نزاع قانوني مع الموظفين لإثبات اتخاذهم الإجراءات القانونية لمعالجة السلوكيات السيئة للموظفين.
في حال وقوع أي حادث أو سلوك سيئ داخل المؤسسة؛ ينبغي في البداية إجراء تحقيقًا موسعًا حوله قبل اتخاذ أي إجراء، وذلك من خلال إجراء مقابلات مع الشهود والاستعانة بالوثائق ذات الصلة، مع توثيق جميع تلك الإجراءات حتى تحمي المؤسسة نفسها من أي مسؤولية قانونية.
يتعين على إدارة المؤسسة فرض الانضباط بطريقة احترافية يسودها الاحترام، فلا يتم التعامل بصورة مهينة مع مرتكبي المخالفات، بل يجب التزام الهدوء عند توصيل الضوابط المطلوب الامتثال لها، إضافة إلى الحفاظ على خصوصية الموظف الذي اتُخذ بحقه الإجراءات التأديبية وعدم مناقشتها مع موظفين آخرين.
حتى يؤتي الانضباط الوظيفي بثماره؛ يجب ألا يكون عقابيًا فقط، بل ينبغي على أصحاب الأعمال منح مرتكبي الأخطاء المهنية أو السلوكية فرصًا أخرى من أجل تحسين أدائهم، من خلال تقديم الدعم المتمثل في المشورة أو التدريبات الإضافية، إذ يساهم ذلك في خلق بيئة عمل إيجابية تشجع الموظفين على التحسين المستمر.
ينطوي نهج الانضباط التقدمي أو التدريجي على تدريج العقوبات الموقعة على الموظفين في حال انتهاكهم لسياسات العمل بصورة متكررة، فعند ارتكاب المخالفة للمرة الأولى يتم توجيه إنذار شفهي للمخالف، وفي حال تكرارها يتحول الإنذار إلى كتابي، وفي حال تكرارها مرة ثالثة تصبح العقوبة هي إنهاء الخدمة.
ويفيد هذا النهج في إتاحة الفرصة للموظفين لفهم عواقب أخطائهم ومن ثم تحسين سلوكياتهم قبل أن تتضاعف تلك العقوبات بشكل لا يمكن توقعه.
على مدار خمس سنوات، نجحت منصة صبّار في تبوأ مكانة مميزة في مجال التوظيف بالمملكة العربية السعودية، إذ نالت ثقة أكثر من 400 منشأة بفضل تميزها في تقديم خدمات التوظيف.
تلبي صبّار جميع الاحتياجات الوظيفية للشركات على اختلاف أحجامها وصناعتها، إذ توفر مرشحين من الجنسين على مستوى عالِ من الجودة والكفاءة في كافة المجالات، ممن يمكنهم العمل فورًا بنظام الدوام المتاح سواء كامل أو جزئي، سواء عن بُعد أو من المقر.
بالتعاون مع صبّار يمكن اتخاذ قرار التوظيف سريعًا، إذ تتيح إجراء مقابلات فيديو مُسجلة مع المرشحين الذين توصي بأفضلهم باستخدام الذكاء الاصطناعي، حتى يكون قرار التعيين صائبًا.
وفي الختام، فإن خلق بيئة عمل إيجابية ومنتجة يتوقف على احترافية الإدارة في إرساء سياسات واضحة والتعامل بذكاء مع الأخطاء المهنية والسلوكية، وهو ما يعزز في النهاية من انضباط الموظفين ويجعله ذاتيًا.