أنواع التخطيط متنوعة وتعكس هذه العملية التي تُعد الأساس الذي يقوم عليه كل عمل إداري، إذ تعتبر المؤسسات الناجحة أن التخطيط الفعال هو جوهر الإدارة الناجحة، فمن خلاله يمكن وضع مسار واضح لبلوغ الأهداف، وتوزيع الموارد بكفاءة والتكيف مع التغيرات، مع الحفاظ على وضوح الأهداف، ودون التخطيط يمكن أن تتعثر أكثر الفرق كفاءة، الأمر الذي يجعل فهم وتنفيذ أنواع التخطيط المختلفة أمرًا بالغ الأهمية للمديرين الراغبين في تحقيق أهداف قصيرة وطويلة المدى، لذلك نشرح في هذا المقال أنواع التخطيط بالتفصيل.
أنواع التخطيط
تشير أنواع التخطيط إلى الأساليب والاستراتيجيات المختلفة التي تستخدمها المؤسسات وكذلك الأفراد لبلوغ الأهداف المحددة، وتتعدد أنواع التخطيط المُستخدمة بناءً على مشاريع كل مؤسسة وأهدافها وثقافتها المؤسسية، إذ يؤدي كل نوع دورًا محددًا يساعد المؤسسات على مواجهة تعقيدات بيئة الأعمال الحديثة، ومن خلال تجربة أنواع مختلفة من التخطيط يمكن للمؤسسة الاستقرار على النهج الأنسب لاحتياجاتها، ويمكن للمديرين إعداد خططهم الخاصة والنجاح في أدوارهم الإدارية، وفيما يلي أكثر أنواع التخطيط شيوعًا:
1- التخطيط الاستراتيجي
تعمد المؤسسات إلى التخطيط الاستراتيجي عندما يتعلق الأمر بتحقيق أهدافها طويلة المدى التي تمتد من 3 إلى 5 سنوات، إذ يتضمن هذا النوع من التخطيط وضع الأهداف والسياسات والاستراتيجيات اللازمة لتحقيقها، ومن خلال التخطيط الاستراتيجي يصبح لدى المؤسسة اتجاهًا واضحًا نحو المستقبل.
وفي التخطيط الاستراتيجي، عندما يتم تحديد الأهداف التي تسعى المؤسسة لتحقيقها، يمكن تحديد أولويات المشاريع بناءً على مدى مساهمتها في تحقيق تلك الأهداف، وهي الأهداف التي يمكن أن تكون ملموسة مثل زيادة عدد العملاء، أو غير ملموسة مثل تحسين رضا العملاء.
وتُعد الإدارة التنفيذية بالمؤسسة هي المسؤولة عن عملية التخطيط الاستراتيجي، إذ تدرس قدرة المؤسسة وموقعها داخل السوق، وفي حال العثور على نقاط ضعف أو مشكلات قد تعيق تحقيق الأهداف، تضع الإدارة الاستراتيجيات اللازمة لمعالجتها.
ويؤثر التخطيط الاستراتيجي على مختلف جوانب العمل داخل المؤسسة، لأن قراراته طويلة الأثر ويصعب التراجع عنها، والهدف منه هو تزويد المؤسسة بالقدرات اللازمة التي تمكنها من مواجهة التحديات في المستقبل.
خطوات التخطيط الاستراتيجي
مما سبق، يتضح أن خطوات التخطيط الاستراتيجي تشمل ما يلي:
- تحديد الرؤية والرسالة: وهي غاية المؤسسة وطموحاتها طويلة المدى.
- تحليل SWOT: يشمل تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات.
- تحديد الأهداف: أي وضع أهداف قابلة للقياس تتماشى مع الرؤية.
- صياغة الاستراتيجية: وهي تطوير خطط عملية لتحقيق الأهداف المحددة.
فوائد التخطيط الاستراتيجي
- يوفر للمؤسسة توجيهًا واضحًا على المدى الطويل.
- يلعب دورًا في مواءمة الموارد والجهود مع الأهداف طويلة المدى.
- من خلاله يمكن اتخاذ قرارات استباقية والاستعداد للمستقبل.
- يساعد على التنبؤ باتجاهات السوق والتكيف مع التغييرات في بيئة الأعمال.
اقرأ أيضًا: الوصف الوظيفي لمدير التخطيط الاستراتيجي Strategic Planning Manager
توفر لك صبّار للتوظيف نخبة من الكفاءات المتخصصة في التخطيط الاستراتيجي القادرة على تحليل واقع منشأتك، وصياغة استراتيجيات نمو فعّالة تضمن لك التميز في بيئة الأعمال التنافسية.

2- التخطيط التكتيكي
بينما يركز التخطيط الاستراتيجي على الصورة الكاملة طويلة المدى، يهدف التخطيط التكتيكي إلى تحويل الرؤية الاستراتيجية إلى خطة عمل قابلة للتنفيذ، وبالتالي يُستخدم هذا النوع من التخطيط عندما تسعى المؤسسة لتحقيق أهدافًا على مدى أقصر يمتد من سنة إلى 3 سنوات، وبالتالي فهو يغطي الخطط متوسطة المدى، ويتضمن أهداف مختلف الإدارات، ويحدد الطرق والإجراءات اللازمة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.
يركز التخطيط التكتيكي على التفاصيل بصورة أكبر مقارنةً بالتخطيط الاستراتيجي، إذ يحدد من سوف يتولى تنفيذ المهام، وكيفية تنفيذها، ومتى يتم تنفيذها، وبالتالي فهو يضمن تنسيق أنشطة مختلف أقسام المؤسسة حتى تساهم بالكامل في تحقيق الأهداف العامة للمؤسسة.
تُعد الإدارة المتوسطة مثل المدراء المتوسطون والمشرفون هم المسؤولون عن تنفيذ التخطيط التكتيكي، إذ يعملون على تعزيز التنسيق بين الفرق والأقسام، واستخدام الموارد بشكل فعال، ودراسة العقبات، ومراجعة البدائل.
خطوات التخطيط التكتيكي
تتم عملية التخطيط التكتيكي عبر الخطوات التالية:
- تقسيم الأهداف الاستراتيجية إلى أهداف أصغر قابلة للتنفيذ.
- تحديد الخطوات التفصيلية لتنفيذ الخطط.
- توزيع الموارد المادية والبشرية بشكل فعال لضمان تحقيق الأهداف.
- تحديد نتائج قابلة للقياس لمتابعة التقدم المُحرز.
فوائد التخطيط التكتيكي
- يساعد على تقسيم الأهداف الكبرى إلى مهام يمكن إدارتها بسهولة.
- يعزز التنسيق بين مختلف أقسام المؤسسة.
- يضمن استخدام الموارد على النحو الأمثل.
- يعزز المسؤولية والمساءلة داخل الفرق والأقسام.
3- التخطيط التشغيلي
يركز التخطيط التشغيلي على العمليات والأنشطة اليومية التي تضمن سير العمل داخل المؤسسة بكفاءة، وأن جميع العمليات الروتينية التي تتم تشارك في تحقيق الأهداف العامة للمؤسسة، وبالتالي يعمل هذا النوع من التخطيط على ترجمة الرؤية الاستراتيجية إلى مهام قابلة للتنفيذ، إذ يحدد الأنشطة قصيرة المدى المطلوب تنفيذها لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.
يهتم التخطيط التشغيلي بأهداف المستقبل القريب المُراد تحقيقها على المدى القصير لفترة تمتد إلى 12 شهرًا، ويتولى تنفيذه المدراء الأدنى ورؤساء الأقسام الذين يقومون بتقسيم الأهداف إلى مهام محددة، وتحديد المسؤوليات، وتوزيع الموارد، ووضع الجداول الزمنية، مع وضع أنظمة تهدف إلى تحسين كفاءة سير العمل.
أنواع التخطيط التشغيلي
ينقسم التخطيط التشغيلي إلى نوعين هما:
- الخطط ذات الاستخدام الواحد: هي الخطط التي توضع لمشروعات أو أنشطة تُنفذ لمرة واحدة، مثل إطلاق منتج جديد.
- الخطط المستمرة: هي السياسات والإجراءات والقواعد التي توجه الأنشطة المتكررة، مثل عمليات التوظيف.
فوائد التخطيط التشغيلي
- يوضح المسؤوليات لكل موظف وكيفية تنفيذها.
- يضمن سير العمل اليومي بسلاسة.
- يساعد على الاستخدام الأمثل للموارد، والالتزام بالمواعيد النهائية.
- يوفر إطارًا لمتابعة العمليات والسيطرة عليها.
4- التخطيط للطوارئ
تلجأ المؤسسات إلى التخطيط للطوارئ كوسيلة تساعدها على مواجهة العقبات والاضطرابات غير المتوقعة، إذ يعتمد نجاح المؤسسات على مدى استعدادها للمخاطر أو الأزمات المحتملة وقدرتها على تقليل تداعياتها، وبالتالي يتضمن التخطيط للطوارئ تحديد المخاطر المُحتملة، وتقييم عواقب كل خطر، ووضع استراتيجيات للاستجابة له، ويتولى تنفيذه فرق إدارة المخاطر وخبراء الأزمات والإدارة العليا.
تشمل عملية التخطيط للطوارئ تحليل نقاط الضعف، وتطوير أطر للاستجابة، وتخصيص الموارد لتقليل أي انقطاع أو تعطل، ومن خلال استعداد المؤسسة للاحتمالات غير المتوقعة، فهي تضمن الحفاظ على سير العمليات والتعافي سريعًا من أي موقف سلبي.
خطوات التخطيط للطوارئ
تتمثل خطوات تنفيذ عملية التخطيط للطوارئ فيما يلي:
- تحديد المخاطر المحتملة وفقًا لنشاط المؤسسة.
- تقييم العواقب المحتملة لكل خطر.
- تحديد الإجراءات اللازمة للتعامل مع المخاطر والتخفيف من آثارها السلبية.
- مراجعة وتحديث الخطة بانتظام لضمان فعاليتها.
فوائد التخطيط للطوارئ
- يعزز من قدرة المؤسسات على الاستعداد لمواجهة مختلف الأزمات.
- يقلل من فترات التوقف في أثناء الأزمات.
- يساعد على الحد من الأضرار التشغيلية والمالية والسمعية.
- يحمي أصول المؤسسة وسمعتها أمام أصحاب المصلحة.
5- التخطيط المالي
التخطيط المالي هو نوع التخطيط الذي تستخدمه المؤسسة عندما ترغب في إدارة مواردها المالية وتحقيق أهدافها قصيرة وطويلة المدى، إذ يتضمن التنبؤ بمستقبلها المالي وتحديد كيفية تخصيص الموارد بفعالية لتحقيق الأهداف.
يشمل التخطيط المالي إعداد الميزانيات، والتنبؤ المالي، وإدارة التدفقات النقدية، وتحليل الاستثمارات، وإدارة المخاطر، ويدعم هذا التخطيط جميع الأقسام من خلال ضمان توفير التمويل الكافي.
فوائد التخطيط المالي
- يساعد على تعزيز الاستقرار والاستدامة المالية للمؤسسات.
- يضمن توافق إنفاق الأموال مع أولويات المؤسسة.
- يلعب دورًا بارزًا في إدارة المخاطر المالية والاستعداد للركود الاقتصادي أو تقلبات أسعار الصرف أو تقلبات السوق.
- يدعم عملية اتخاذ القرار بشأن الاستثمارات والنفقات.
إذا كنت تسعى لتحقيق توازن مالي واستدامة نمو شركتك، تعاون مع صبّار التي تمدك بأفضل الكفاءات المتخصصة في التخطيط المالي، التي تمتلك الخبرة في تحليل البيانات المالية، ووضع الخطط المستقبلية، وإدارة الميزانيات بذكاء.

6- تخطيط النمو
يُعد تخطيط النمو أحد أنواع التخطيط الاستراتيجي، وهو يناسب المؤسسات التي تسعى لتوسيع نطاق أعمالها وتعزيز نموها سواء عن طريق زيادة قاعدة عملائها أو دخول أسواق جديدة أو تطوير منتجاتها أو تنمية إيراداتها أو بناء شراكات وتحالفات، فمن خلال تخطيط النمو تعمل على تحديد الفرص ووضع استراتيجيات لتحقيق التنمية المستدامة.
فوائد تخطيط النمو
- يعزز من قدرة المؤسسات على البقاء في مكانة تنافسية.
- يشجع على الابتكار وفتح فرص للتوسع.
- يساعد على تحديد أهداف قابلة للتحقيق تحفز الموظفين.
- يسلط الضوء على المخاطر المرتبطة بالنمو ويحدد كيفية إدارتها.
- وسيلة فعالة لجذب المستثمرين والشركاء الاستراتيجيين.
7- تخطيط التعاقب الوظيفي
تنفذ المؤسسة عملية تخطيط التعاقب الوظيفي عندما ترغب في إعداد القادة المستقبليين وتأهيلهم للمناصب الإدارية والقيادية، إذ يضمن هذا النوع من التخطيط امتلاك المؤسسة كوادر قيادية مؤهلة جاهزة لتولي المناصب الرئيسية عند الحاجة، مما يساهم في الحفاظ على استمرارية العمل وتجنب الاضطرابات خلال فترات انتقال القيادة نتيجة استقالة القادة أو بلوغهم سن المعاش أو مرضهم أو وفاتهم.
ينطوي تخطيط التعاقب الوظيفي على تحديد المناصب الحيوية والقادة المُحتملين، ثم توفير فرص التدريب والتطوير لهم، يعقبه تقييم خطة التعاقب بانتظام وإجراء التحديثات اللازمة عليها.
فوائد تخطيط التعاقب الوظيفي
- يلعب دورًا بارزًا في تعزيز استقرار المؤسسة خلال تغييرات القيادة.
- يحدد مسارات التطوير الوظيفي وبالتالي تحتفظ المؤسسة بأفضل الكفاءات.
- يضمن عدم فقدان المعرفة التنظيمية المتراكمة.
- يساعد على رفع معنويات الموظفين لأنه يظهر التزام الإدارة بالنمو والتطور الداخلي.
اعرف المزيد عن: تخطيط التعاقب الوظيفي: دليل شامل لكيفية عمله
تعاون مع صبّار لدفع عملك نحو النجاح
هل تبحث عن موظفين أكفاء يدفعون شركتك نحو النجاح؟ نحن في صبّار للتوظيف نساعدك في الوصول إلى أفضل الكفاءات والمواهب في جميع التخصصات، إذ نعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي في الاختيار والتقييم لضمان تطابق المرشحين مع احتياجات شركتك وثقافتها.
سواء كنت بحاجة إلى موظفين للعمل بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو عن بُعد، تلبي صبّار جميع احتياجاتك، وتضمن لك إتمام عملية التوظيف في وقت قياسي، لتجنب تعطل أعمالك بسبب الشواغر الوظيفية.

الخاتمة:
تتنوع أنواع التخطيط التي تعتمدها المؤسسات بحسب طبيعة أعمالها وأهدافها واستراتيجياتها، إذ يهدف كل نوع إلى تحقيق غرض محدد يسهم في تعزيز الأداء وضمان استدامة النجاح. فالتخطيط الاستراتيجي يحدد الرؤية والأهداف طويلة المدى، ويُعد بمثابة البوصلة التي توجه المؤسسة نحو مستقبلها، بينما يعمل التخطيط التكتيكي على تحويل تلك الرؤية إلى خطط تنفيذية متوسطة المدى ضمن إدارات محددة.
أما التخطيط التشغيلي فيركز على الأنشطة اليومية قصيرة المدى لضمان سير العمل بكفاءة، في حين يُعنى التخطيط للطوارئ بوضع خطط بديلة لمواجهة الأزمات غير المتوقعة وتقليل آثارها. كما يُسهم التخطيط المالي في إدارة الموارد المالية بفعالية وتحقيق التوازن والاستقرار الاقتصادي داخل المؤسسة.
أما تخطيط النمو فيُعد وسيلة استراتيجية لدعم التوسع والتطور المستمر من خلال تحديد الفرص واستغلالها بما يعزز القدرة التنافسية ويجذب المستثمرين. بينما يُركز تخطيط التعاقب الوظيفي على إعداد القيادات المستقبلية وتأهيلها لتولي المناصب الحساسة، بما يضمن استمرارية الأداء المؤسسي واستقرار الهيكل الإداري.
ومن خلال الدمج بين هذه الأنواع المختلفة من التخطيط، تستطيع المؤسسات تحقيق التكامل بين الرؤية بعيدة المدى والعمليات اليومية، ومواجهة التحديات بكفاءة، وبناء بيئة عمل مرنة قادرة على التكيف مع التغيرات وتحقيق النمو المستدام.








