أنواع التخطيط الاستراتيجي وفهمها ومعرفة الفرق بينها من أهم الأمور التي ينبغي على القائمون بهذه العملية الإلمام بها، إذ تتنوع تلك الأنواع بحسب طبيعة المؤسسة، ومستوى الإدارة، والمدة الزمنية المستهدفة، وبالتالي فإن معرفتها جيدًا تمكّن القادة من اختيار النموذج الأنسب لاحتياجات مؤسساتهم، بما يضمن تحقيق الرؤية المستقبلية وتحويل الأهداف إلى واقع ملموس، وفي هذا المقال نوضح بالتفصيل ما هي أنواع التخطيط الاستراتيجي.
أنواع التخطيط الاستراتيجي:
عندما تعتزم المؤسسات على تنفيذ التخطيط الاستراتيجي، تعمل على اختيار نوع التخطيط الاستراتيجي المناسب وفقًا لأهدافها وظروفها ووضعها الحالي، إذ يتميز كل نوع بخصائص وفوائد وحدود مختلفة وقدرات متباينة ويتحمل مستويات متفاوتة من المخاطر.
هناك عدة أنواع للتخطيط الاستراتيجي لكل منها تركيزه والجدول الزمني الخاص به، وذلك على النحو التالي:
1- التخطيط الاستراتيجي على مستوى المؤسسة
يركز هذا النوع من التخطيط الاستراتيجي على الاتجاه العام للمؤسسة، والأهداف طويلة المدى التي تسعى لتحقيقها، ويتضمن رؤيتها ورسالتها، وتخصيص الموارد، واستراتيجيات التنويع، ولذلك يتولى أعداد تلك الخطط الاستراتيجية القيادة العليا بالمؤسسة مثل الرئيس التنفيذي والإدارة التنفيذية، نظرًا لامتلاكهم فهمًا عميقًا لأعمالها.
عندما يتم تنفيذ التخطيط الاستراتيجي على مستوى المؤسسة، تُتخذ مجموعة من القرارات التي تهدف إلى تعزيز قدرة المؤسسة على المنافسة وزيادة مرونتها مع تغير اتجاهات الصناعة، فقد تشمل تلك القرارات دخول أسواق جديدة، أو تنويع الأنشطة التجارية، أو عمليات الدمج أو الاستحواذ.
يوجه التخطيط الاستراتيجي على مستوى المؤسسة الإجراءات التي يتخذها الموظفون يوميًا على كافة المستويات، بحيث تسهم كل منها بشكل مباشر أو غير مباشر في تحقيق الأهداف المؤسسية العامة.
ما يميز هذا النوع من التخطيط الاستراتيجي، أنه يضمن توجيه جميع وحدات العمل نحو هدف مشترك، ويشجع على مشاركة الموارد بين الإدارات والأقسام، ويجعل التوسع في الأسواق المُربحة أكثر سهولة، لكنه يتطلب بحثًا مكثفًا وموارد كبيرة.
اقرأ أيضًا: التخطيط الاستراتيجي - دليل شامل
2- التخطيط الاستراتيجي على مستوى الأعمال
تستخدم المؤسسات التخطيط الاستراتيجي على مستوى الأعمال عندما تسعى لتحقيق أهداف وحدات الأعمال أو الأقسام المحددة داخلها، إذ يركز كل قسم على تحقيق ميزة تنافسية في السوق الذي يعمل فيه، وبالتالي يركز هذا النوع من التخطيط على وضع أفضل الاستراتيجيات للتنافس في الأسواق المُستهدفة، والعمل على تلبية احتياجات العملاء، ومساعدة الأقسام على الانسجام مع الأهداف العامة للمؤسسة وتحقيق أفضل أداء وربحية.
يتولى تنفيذ التخطيط الاستراتيجي على مستوى الأعمال نواب الرؤساء ومديري وحدات الأعمال أو الأقسام، إذ يعملون على تطوير الخطة الاستراتيجية الخاصة بكل قسم لجذب العملاء والتفوق على المنافسين، مع تضمينها بعناصر أساسية تشمل: الوضع التنافسي، تقسيم السوق، تمييز المنتجات، عرض القيمة.
ما يميز التخطيط الاستراتيجي على مستوى الأعمال، أنه يساعد على تطوير استراتيجيات مخصصة للأسواق المحددة، ويشجع على الابتكار للتفوق على المنافسين، على الرغم من أنه يحتاج إلى بحثًا واسعًا في السوق وقدرة عالية على التكيف.
3- التخطيط الاستراتيجي على المستوى الوظيفي
يركز التخطيط الاستراتيجي على المستوى الوظيفي على وظائف محددة داخل المؤسسة، مثل التسويق، والتمويل، والعمليات، والموارد البشرية، إذ يهدف إلى مواءمة أنشطة هذه الأقسام الفردية مع الأهداف الاستراتيجية الأكبر الموضوعة في المستويات الأعلى، وكذلك سير العمليات اليومية بها بسلاسة، وتحسين كفاءة الأداء داخلها.
ينطوي هذا النوع من التخطيط على تطوير استراتيجيات وظيفية منفصلة خاصة بكل قسم، حتى تعمل معًا لتحقيق الأهداف الشاملة للمؤسسة وتزويدها بميزة تنافسية، فقد تكون تلك الاستراتيجيات تخصيص الموارد، وتحديد الأهداف القابلة للقياس، والتركيز على التحسين المستمر ضمن نطاق كل قسم.
من مميزات التخطيط الاستراتيجي على المستوى الوظيفي، أنه يساهم مباشرة في تحقيق أهداف مستوى الأعمال، ويعزز من كفاءة الأقسام، ويشجع على التعاون بين الفرق، ولكنه قد يؤدي إلى عزلة بين الإدارات تقلل من فعاليته.
اعرف أكثر عن: الوصف الوظيفي لمدير التخطيط الاستراتيجي Strategic Planning Manager
4- التخطيط الاستراتيجي على المستوى التشغيلي
الهدف من تنفيذ التخطيط الاستراتيجي على المستوى التشغيلي، هو تحويل الخطط إلى عمل يومي فعلي، وبالتالي فهو يركز على الإجراءات والتكتيكات اليومية اللازمة لتسيير الأعمال، وإدارة العمليات، وتنفيذ التغييرات بفعالية، حتى تصبح الخطط أفعال ونتائج ملموسة.
يستهدف التخطيط الاستراتيجي على المستوى التشغيلي الأهداف قصيرة المدى، ويعمل على تفصيل الإجراءات والعمليات والأنشطة التي يجب تنفيذها لتحقيق الأهداف التنظيمية، ويتولى تنفيذه قادة الفرق، الأفراد المنفذين، وأعضاء الفرق، لأن جميعهم يلعبون دورًا حيويًا في تنفيذ الاستراتيجيات العليا بنجاح.
عادة ما يتضمن هذا النوع من التخطيط إدارة المشاريع لتنسيق الفرق وضمان الالتزام بالجداول الزمنية والميزانيات المحددة، فضلًا عن آليات التغذية الراجعة التي تسمح بإجراء التعديلات المستمرة على العمليات اليومية استجابة للظروف المتغيرة.
أنواع التخطيط الاستراتيجي حسب أهداف المؤسسة:
يمكن للمؤسسات اتباع اتجاهات استراتيجية مختلفة وفقًا لظروفها وأهدافها، إذ تختار التخطيط الاستراتيجي المناسب لها من بين الأنواع التالية:
1- التخطيط الاستراتيجي للنمو
ينطوي التخطيط الاستراتيجي للنمو على وضع مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعد على تعزيز إيرادات المؤسسة، أو زيادة حصتها في السوق، أو توسيع نطاق عملياتها، وذلك من خلال تحديد الفرص الجديدة وتوسيع نطاق الأعمال، وبالتالي تشمل عناصره الأساسية: اختراق السوق، تطوير السوق، تطوير المنتجات، التنويع.
تلجأ المؤسسات إلى هذا النوع من التخطيط عندما تسعى للتوسع وتبوأ مكانة متميزة في السوق التنافسي، إذ يمكنها من تحديد أهداف واضحة، وتطوير خطوات عملية لتحقيق النمو المستدام.
ما يميز التخطيط الاستراتيجي للنمو أنه يعزز الابتكار ويفتح المجال أمام فرص جديدة، ويقوي من الموقع التنافسي للمؤسسة في السوق، ويلعب دورًا في زيادة العائد على الاستثمار، على الرغم من أنه يتطلب موارد كبيرة قد تؤثر على الميزانية.
اطلع على: أنواع التخطيط - 7 أنواع - دليل شامل
2- التخطيط الاستراتيجي للطوارئ
تنفذ المؤسسات التخطيط الاستراتيجي للطوارئ عندما تسعى للاستعداد للأحداث غير المتوقعة أو الاضطرابات بهدف تقليل المخاطر وضمان الاستقرار، لأن هذا التخطيط يفيد في استمرار العمليات التشغيلية وتقليل تأثير الأزمات والمواقف الطارئة على الأداء العام للمؤسسة.
من خلال تنفيذ التخطيط الاستراتيجي للطوارئ، تتمكن المؤسسة من الاستجابة سريعًا للتحديات التي تشهدها بيئة العمل، مثل التغير في تفضيلات العملاء، أو الركود الاقتصادي أو الكوارث الطبيعية أو التغيرات المفاجئة في السوق.
ما يميز هذا النوع من التخطيط الاستراتيجي، أنه يعزز من قدرة المؤسسة على الصمود خلال الأزمات، ويقلل من فترات التعطل عن العمل، على الرغم من أنه يحتاج إلى استثمارات كبيرة ويتطلب وقتًا طويلًا لإعداد سيناريوهات متعددة.
3- التخطيط الاستراتيجي للاستقرار
يركز التخطيط الاستراتيجي للاستقرار على الحفاظ على الوضع الحالي للمؤسسة ومستويات أدائها، دون الإغفال عن تحسين استراتيجياتها التشغيلية، إذ تنفذه المؤسسة عندما لا يكون هدفها هو التوسع في النمو، بل تنفيذ ما تقوم به بالفعل بشكل أفضل.
يتضمن التخطيط الاستراتيجي للاستقرار عناصر أساسية تشمل: الاستمرارية في العمليات، التحكم في التكاليف، الحفاظ على المكانة السوقية، وبالتالي فهو يناسب الأسواق الناشئة، أو يكن تنفيذه بعد فترات من التوسع.
اكتشف المزيد حول: عناصر التخطيط - دليل شامل
4- التخطيط الاستراتيجي للانكماش
يكمن الهدف من تنفيذ التخطيط الاستراتيجي للانكماش في تركيز حجم أو نطاق المؤسسة من أجل تحسين موقفها المالي، وبالتالي يتم من خلاله تطوير استراتيجيات للخروج من الأسواق غير المربحة، أو بيع الأصول غير الأساسية، أو إعادة هيكلة العمليات، أو تقليص حجم القوى العاملة.
لا يُعد التخطيط الاستراتيجي للانكماش فشلًا، بل وسيلة تلجأ إليها المؤسسة لتوجيه مواردها نحو المجالات التي تساعدها على التفوق.
5- التخطيط الاستراتيجي للابتكار
يركز التخطيط الاستراتيجي للابتكار على تطوير منتجات أو خدمات أو عمليات جديدة لدفع الميزة التنافسية للمؤسسة، إذ يتم إجراء البحث والتطوير، وتبني التقنيات الجديدة، والعمل على حل المشكلات بطريقة إبداعية، وهو ما يساعد المؤسسة على زيادة مبيعاتها وتنمية أرباحها، وتعزيز رضا عملائها.
6- التخطيط الاستراتيجي للتحول الرقمي
في ظل الظهور المستمر للتقنيات الرقمية التي تساعد على تطور الأعمال، تنفذ المؤسسات التخطيط الاستراتيجي للتحول الرقمي بهدف الاستفادة من تلك التقنيات وتحويل العمليات والنماذج التجارية، وبالتالي يشمل هذا النوع من التخطيط الاستراتيجي عناصر أساسية وهي: التحول الرقمي، والحضور عبر الإنترنت، والتجارة الإلكترونية، وتحليل البيانات.
7- التخطيط الاستراتيجي للدمج
تستخدم المؤسسات الكبرى التخطيط الاستراتيجي للدمج عندما تسعى للنمو في الأسواق الناشئة بينما تنكمش في الأسواق المتراجعة، من خلال تطبيق أساليب مختلفة على أجزاء مختلفة من أعمالها، مما يساعدها على تحقيق التوازن بين مختلف الأساليب في خطة واحدة.
كوّن فريق العمل الذي يصنع الفارق مع صبّار
هل تبحث عن موظفين يصنعون الفارق؟ نحن في صبّار نساعدك على الوصول إلى العقول المبدعة، والمهارات النادرة، والمواهب التي تواكب طموحك، باعتمادنا على نظام دقيق لاختيار الأنسب من حيث المهارة، والخبرة، والانسجام مع ثقافة شركتك.
يمكنك اعتبار صبّار شريكك في تكوين فريق العمل المثالي، إذ تلبي جميع متطلباتك من المرشحين السعوديين أو الأجانب، المؤهلين للعمل الفوري بدوام كامل أو جزئي، حضوريًا أو أون لاين، يمكنك الاطلاع على السيرة الذاتية لكل مرشح والتواصل معه قبل توظيفه.

الخاتمة:
تتنوع أنواع التخطيط الاستراتيجي تبعًا لأهداف المؤسسة ومستواها الإداري، إذ يختص كل نوع بمجال محدد من العمل. فالتخطيط على مستوى المؤسسة يركز على رسم الاتجاه العام وتحديد الأهداف طويلة المدى، بينما يهتم التخطيط على مستوى الأعمال بتطوير استراتيجيات تنافسية تحقق ميزة في الأسواق المستهدفة.
أما التخطيط على المستوى الوظيفي فيركز على مواءمة أنشطة الإدارات المختلفة مع الأهداف العامة للمؤسسة، في حين يهدف التخطيط التشغيلي إلى تحويل الخطط إلى إجراءات عملية يومية تسهم في تحقيق النتائج المرجوة.
أما من حيث الأهداف، فهناك عدة أنواع من التخطيط الاستراتيجي تتناسب مع ظروف المؤسسة المختلفة، مثل تخطيط النمو الذي يسعى إلى التوسع وزيادة الإيرادات، وتخطيط الطوارئ الذي يهدف إلى مواجهة الأزمات، وتخطيط الاستقرار الذي يركز على الحفاظ على الأداء الحالي، وتخطيط الانكماش الذي يعيد توجيه الموارد نحو المجالات الأكثر ربحية.
كما يشمل التخطيط الاستراتيجي أيضًا تخطيط الابتكار لتطوير منتجات وخدمات جديدة، وتخطيط التحول الرقمي للاستفادة من التقنيات الحديثة، وأخيرًا تخطيط الدمج الذي يجمع بين أكثر من أسلوب لتحقيق التوازن بين التوسع والانكماش في آن واحد.








