الفرق بين التوطين والسعودة

الفرق بين التوطين والسعودة يجب على كل صاحب عمل بالمملكة فهمه لتجنب العقوبات التي قد تُفرض على المنشأة في حال عدم الالتزام بالقرارات الوزارية الصادرة في هذين الأمرين، إذ يُعد كل من التوطين والسعودة من المفاهيم المهمة في سوق العمل السعودي، حيث يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بسياسات وزارة الموارد البشرية الهادفة إلى تعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في مختلف القطاعات. وعلى الرغم من أن المصطلحين يُستخدمان أحيانًا بشكل متقارب، إلا أن بينهما فروقًا دقيقة تعكس نطاق التطبيق وأهداف كل منهما، لذلك نوضح في هذا المقال أوجه الاختلاف بين التوطين والسعودة.

الفرق بين التوطين والسعودة

يجدر التنويه أولًا إلى وجود تشابه بين التوطين والسعودة من حيث الهدف العام وهو زيادة مشاركة المواطنين السعوديين في سوق العمل، لكن هناك فروقات بين المصطلحين، تتمثل فيما يلي:

تعريف التوطين

التوطين هو عبارة عن السياسات والإجراءات التي تهدف إلى زيادة مشاركة الموظفين السعوديين في القطاعات المختلفة بسوق العمل، إذ يتم تأهيل الكوادر الوطنية السعودية عبر تدريبهم، وتطوير مهاراتهم، حتى يصبحوا جاهزين للحصول على الفرص الوظيفية في القطاعات المُستهدفة.

ويتضمن التوطين تكليف الكفاءات السعودية بالقيام بالمهام الوظيفية المُسندة إلى الأجانب، حتى يصبح الموظف السعودي مسلحًا بالمهارات الوظيفية اللازمة، مما يساهم في تعزيز العمالة الوطنية في القطاعات التي حددتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومن ثم تقليل البطالة بين الشباب السعودي.

اقرأ أيضًا: توطين المهن والوظائف في السعودية وأهم المهن التي تم توطينها

تعريف السعودة

يشير مصطلح السعودة إلى إحلال الموظفين السعوديين محل الموظفين الأجانب في العديد من الوظائف والقطاعات، إذ تلزم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المؤسسات بتنفيذ المؤسسة من خلال تعيين أكبر عدد ممكن من الموظفين السعوديين دون النظر إلى مؤهلاتهم ورواتبهم ومسمياتهم الوظيفية.

ويتم تنفيذ عملية السعودة من خلال قوائم وظائف أو حصص توظيف يتم تخصيصها للموظفين السعوديين ومتطلبات امتثال للشركات، وبالتالي فهي إجراء سريع المفعول وليس طويل الأمد مثل التوطين.

الفرق بين التوطين والسعودة من حيث التركيز

يتمثل الفرق بين التوطين والسعودة من حيث التركيز فيما يلي:

التوطين

يركز التوطين على الجودة والنوعية، إذ يهدف إلى تأهيل الموظف السعودي وتسليحه بالمهارات اللازمة التي تساعده على أداء المهام الوظيفية بكفاءة، ومن ثم تحسين كفاءة سوق العمل السعودي بشكل عام، مع مراعاة راتب الموظف ومسماه الوظيفي.

السعودة

تركز السعودة على زيادة عدد الموظفين السعوديين في سوق العمل، دون النظر إلى مؤهلاتهم أو مستويات الوظائف التي يشغلونها، إذ يكمن الهدف في تعزيز مشاركة المواطن السعودي في جميع القطاعات حتى وإن لم يكن مؤهلًا لوظيفته أو يمتلك المهارات اللازمة لأداء مسؤولياتها بكفاءة.

الفرق بين التوطين والسعودة من حيث النطاق

هناك فرقًا بارزًا بين التوطين والسعودة من حيث النطاق، وهو كما يلي:

التوطين

عملية التوطين شاملة وواسعة النطاق، لأنها تركز على توفير برامج التدريب التي تعزز من مهارات وخبرات الموظفين السعوديين ليكونوا مؤهلين لشغل مختلف الوظائف بكفاءة، كما تركز على ضرورة امتلاك هؤلاء الموظفين الشهادات المطلوبة للحصول على تلك الوظائف.

اعرف المزيد عن: كيف أحصل على دعم توطين؟ التسجيل وشروطه والحوافر والمكافآت

السعودة

عملية السعودة ذات نطاق محدود، لأنها تهدف إلى تعيين سعوديين في وظائف محددة أو الامتثال لنسب معينة، فلا تهتم بما إذا كانوا مؤهلين لتلك الوظائف أم لا.

الفرق بين التوطين والسعودة من حيث الهدف الزمني

من خلال الفرق بين تعريف التوطين والسعودة يتضح الفرق بينهما من حيث الهدف الزمني، وهو على النحو التالي:

التوطين

عملية التوطين طويلة المدى، لأن الهدف منها هو بناء قدرات وطنية مستدامة، وتحسين كفاءة الكوادر السعودية في سوق العمل، ومساعدتهم على التميز في وظائفهم.

‍

السعودة

يتراوح الهدف الزمني في عملية السعودة من قصير إلى متوسط المدى، لأن الهدف منها هو تحقيق نسب التوظيف التي تقرها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وضمان الامتثال السريع.

الفرق بين التوطين والسعودة من حيث آلية التنفيذ

يكمن الفرق بين التوطين والسعودة من حيث طريقة التنفيذ فيما يلي:

التوطين

يتم تنفيذ عملية التوطين من خلال إصدار وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية قائمة توضح المهن أو الأنشطة التي يجب أن يقتصر العمل بها على السعوديين فقط، ويتم تحديد نسبة معينة من السعوديين الواجب توظيفهم في هذه المهن داخل الشركات والمنشآت.

وتقوم الوزارة عبر صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) بتقديم برامج التدريب والدورات المهنية والدعم المالي لمساعدة أصحاب الشركات على تدريب وتوظيف السعوديين، ومن ثم تراقب مدى التزام الشركات بقرارات التوطين عبر أنظمة الوزارة الإلكترونية.

السعودة

يتم تنفيذ عملية السعودة من خلال تحديد وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهن التي يمنع شغلها من غير السعوديين، مع دعم الباحثين عن عمل بالتدريب والتأهيل عبر برامج صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) لتجهيزهم لشغل الوظائف المُحددة.

وتقوم الوزارة عبر برنامج (نطاقات) بمراقبة نسب السعودة داخل المنشآت، وكلما ارتفعت نسبة السعوديين العاملين في الشركة، ارتفع تقييمها في نطاقات وحصلت على مزايا أكبر.

الفرق بين التوطين والسعودة من حيث الفوائد

فيما يلي أبرز الاختلافات بين فوائد كل من التوطين والسعودة:

التوطين

• تساعد عملية التوطين على خفض معدلات البطالة بين الشباب السعودي، لأنها تضمن توفير فرص عمل نوعية للمواطنين السعوديين.
• توفر عملية التوطين برامج تدريب وتأهيل متخصصة لتطوير مهارات الكوادر الوطنية، وبالتالي فهي تقدم لسوق العمل قوة عاملة مؤهلة لمواكبة أحدث التطورات.
• يساعد التوطين الشركات على التدرج في رفع نسب السعوديين دون إيقاف نشاطها فجأة.
• جذب المزيد من المستثمرين نتيجة وجود الكوادر الوطنية المؤهلة. 

السعودة

• للأسف تعرض نفسك لمخافات وغرامات ولا يوجد فوائد لها.

الفرق بين التوطين والسعودة من حيث المخالفات والعقوبات

حددت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مخالفات وعقوبات كل من التوطين والسعودة، وجاء الفرق بينهم على النحو التالي:

التوطين

مخالفة التوطين هي عدم التزام المنشآت بنسب التوطين التي أقرتها الوزارة، وفي هذه الحالة يُفرض على أصحاب العمل غرامة مالية تبلغ 2000 ريال في فئة ج وهي 20 عامل فأقل، و 4000 ريال في فئة ب وهي من 21 إلى 49 عامل، و 8000 ريال في فئة أ وهي 50 عامل فأعلى.

السعودة

يُطلق على مخالفة السعودة اسم السعودة الوهمية، وهي تشير إلى قيام المنشأة بتسجيل مواطن سعودي أو أكثر كعامل لديها على الرغم من عدم وجود علاقة عمل فعلية بينهما ومن ثم صرف راتب رمزي له، وذلك بهدف الوصول إلى النسب المطلوبة في الوظائف المسعودة بها، أو الحصول على تصنيف متقدم في برنامج نطاقات، وفي هذه الحالة تُفرض غرامة مالية 10 آلاف ريال على الموظف، فضلًا عن إيقاف المنشأة وإيقاف خدمات صاحبها، وقد تصل العقوبة إلى السجن في حال تكرار المخالفة.

تعرف على: عقوبة السعودة الوهمية على الموظف والشركة

تجنب عقوبات مخالفة التوطين والسعودة وتعاون مع صبّار التي تساعدك على استقطاب أفضل الكوادر السعودية، مع التركيز على الجودة، الاستمرارية، والملاءمة لثقافة عملك.

كيف تساعدك صبّار على الالتزام بالتوطين؟

مع صبّار للتوظيف لم يعد تحقيق نسب التوطين تحديًا، نحن نوفر لك كوادر سعودية مؤهلة في جميع التخصصات، حتى تضمن الامتثال الكامل للوائح وزارة الموارد البشرية وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 بسهولة وسرعة.

سواء كنت بحاجة إلى موظفين مبتدئين أو خبراء في تخصصات دقيقة، للعمل بدوام كامل أو جزئي، حضوريًا أو عن بُعد، نوفر لك مرشحين سعوديين جاهزين للانضمام فورًا، ونساعدك على تنفيذ عملية التوظيف سريعًا بكفاءة حتى لا تستنزف وقتك وجهدك.

الخاتمة:

رغم أن التوطين و السعودة يشتركان في الهدف الرئيسي وهو تعزيز مشاركة السعوديين في سوق العمل، إلا أن هناك فروقات جوهرية بينهما. فالتوطين يُركز على تمكين الكفاءات الوطنية من خلال التدريب والتأهيل وإعدادهم لشغل الوظائف بكفاءة عالية، مما يجعله عملية طويلة المدى تستهدف تحسين جودة القوى العاملة السعودية وبناء قاعدة بشرية مستدامة. 

أما السعودة فهي ترتكز على إحلال المواطنين محل العمالة الوافدة بشكل مباشر، بهدف رفع نسب التوظيف بسرعة، بغض النظر عن المؤهلات أو مستوى المهارات، وهو ما يجعلها قصيرة أو متوسطة الأجل وتُطبق عبر حصص أو نسب محددة تفرضها وزارة الموارد البشرية.

كما يختلف المفهومان في طريقة التنفيذ والفوائد والمخالفات؛ فالتوطين يُنفذ من خلال برامج تدريبية ودعم مالي ورقابة إلكترونية، ويسهم في خفض البطالة واستقطاب الاستثمارات بفضل وجود كوادر وطنية مؤهلة، بينما تُطبق السعودة عبر قوائم وظائف محصورة على السعوديين ومراقبة نسب التوظيف عبر برنامج نطاقات، ما يحقق نتائج سريعة وامتثال تنظيمي للشركات.

أما العقوبات، فتتدرج مخالفات التوطين بغرامات مالية مرتبطة بعدد العاملين، في حين تُعد مخالفة السعودة الوهمية أخطر، إذ قد تصل عقوباتها إلى غرامات كبيرة، إيقاف خدمات المنشأة، بل وحتى السجن عند التكرار.