المقابلة الشخصية تمثّل رعبًا للأفراد المتقدمين للوظيفة، إذ يتملّكهم القلق والتوتر، لأنهم يدركون أهمية هذه المقابلة للحصول على الوظيفة المعلن عنها، فقد يكون بعض المتقدمين متساوين في المؤهلات والخبرة، لذا ستكون المقابلة الشخصية هي العامل الحاسم في اختيار الأنسب بينهم.
وتمثّل المقابلة الشخصية أهمية للأفراد ليس فقط في الحصول على الوظيفة وإنما تمتد لتشمل اكتساب الخبرة وفهم اتجاهات سوق العمل وتكوين علاقات جديدة وغيرها.
أهمية المقابلة الشخصية للأفراد
تعد المقابلة الشخصية نقطة تحول رئيسية في حياة الأفراد الباحثين عن عمل، حيث توفر فرصة لتقديم الذات، إبراز المهارات، وفهم احتياجات السوق الوظيفي. من خلالها، يكتسب المتقدمون خبرة تعزز من ثقتهم بأنفسهم، ويكتشفون نقاط قوتهم وضعفهم، مما يمكنهم من تحسين سيرهم الذاتية واستراتيجياتهم في المستقبل.
كما أن المقابلة تساعد على معرفة تفاصيل الوظيفة والشركة، وفتح أبواب للتواصل مع المهنيين وتوسيع الشبكات. في النهاية، تشكل المقابلة خطوة أساسية نحو التميز في سوق العمل، سواء بالقبول في الوظيفة أو من خلال التعلم والتحسين المستمر.
عمل المقابلة الشخصية له أثر كبير على الشخص المتقدم للوظيفة، وإن لم يحصل عليها، لأن كل مقابلة يُجريها تُكسبه المزيد من الخبرة سواء نجح أو فشل.
وتكمن أهمية المقابلة الشخصية للأفراد في:
1. الحصول على الوظيفة المناسبة:
تكمن أهمية المقابلة الشخصية في الحصول على الوظيفة المناسبة، إذ أن الشخص المتقدم للوظيفة إذا كان يمتلك المؤهلات المطلوبة فسيحصل عليها من خلال المقابلة الشخصية.
وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص لديهم خبرة ومؤهلات أكثر من الشخص المتقدم للوظيفة، إلا أن المقابلة الشخصية يمكن أن تكون الفيصل في اختيار هذا الشخص من عدمه.
2. اكتساب الخبرة:
في المقابلات الأولى، يشعر الشخص المتقدم للوظيفة بالقلق والتوتر، وقد لا يتمكن من اجتياز المقابلة، بسبب التوتر الزائد والشعور بالتلعثم وعدم القدرة على التعبير عن النفس، أما مع الاستمرار في عمل المقابلات الشخصية، والتعرف على كيفية الرد على الأسئلة، ونوعية الأسئلة التي تهم أصحاب العمل، يصبح لديه خبرة كبيرة، ليس في عمل المقابلات الشخصية فقط، بل في إدارة الحوار والتعرف أكثر على احتياجات سوق العمل وكيفية التعبير عن النفس، وتقديم الخبرات والمهارات التي يمتلكها بشكل أفضل.
اقرأ أيضًا المقابلة الشخصية وأنواع لقاءات التوظيف وعوامل نجاحها وأهدافها
3. التعرف على احتياجات الوظيفة:
المقابلة الشخصية والأسئلة المطروحة، تفيد في تعريف المتقدم للعمل باحتياجات الوظيفة، وما هي الخبرات اللازمة التي تهم أصحاب الشركات، حتى وإن لم يُقبل في الوظيفة فسيكون لديه فكرة عن نقاط ضعفه، حتى يستطيع العمل عليها من خلال الدورات التدريبية والدراسة الجيدة، فأحيانًا يرغب الطلاب أو الخريجين الجدد في العمل، ولا يكون لديهم أي فكرة على كيفية وطبيعة العمل، أو كيفية التطبيق العملي لما درسوه من تعليم أكاديمي، فالتقدم للوظائف والمقابلات الشخصية هي السبيل الأول لوضع المتقدمين للوظائف على الطريق السليم.
أما إن قُبل الشخص في الوظيفة، فيكون لديه أيضًا فكرة عامة عن طبيعة العمل، وما عليه تقديمه، وما يهم الشركة، وبعد ذلك يمكنه العمل على إتقان مهاراته، والتميز فيها.
4. التعرف على اتجاهات سوق العمل:
في حالة عدم حصولك على الوظيفة، فإن كثرة المقابلات الشخصية تساعدك على تكوين فكرة شاملة عن الاتجاهات العامة والحديثة في سوق العمل، وما هي أهم الخبرات والكفاءات المطلوبة من قبل أصحاب المؤسسات، ما يساعدك على تقييم كفاءتها وتحديد نقاط ضعفها وقوتها، حتى تستعد جيدًا للمقابلة التالية من خلال سد الثغرات التي كانت سببًا في عدم حصولك على الوظيفة السابقة، عن طريق أخذ الدورات التدريبية ومتابعة الدروس والبرامج التعليمية.
والمقابلات الشخصية هي الخطوة الأولى لتعريف الخريجين الجدد بالتطبيق العملي لما درسوه أكاديميًا، وطبيعة سوق العمل واتجاهات العمل في الشركات والمؤسسات.
5. المقابلة الشخصية فرصة لتقديم نفسك:
تساعد المقابلة الشخصية الشخص على تقديم نفسه، وإبراز مهاراته، والتحدث عن إنجازاته، وهي نقطة البداية لتوضيح شكل التعامل وحجم قدرات المتقدم للوظيفة، كما أنها تفيد أيضًا في فهم طبيعة العمل في المؤسسة أو الشركة المتقدم لها، في حين أن أول مقابلة هي التي تحدد الانطباع الأول، وتسمح للمتقدم للوظيفة بالتميز وإبهار صاحب العمل.
اقرأ أيضًا أسئلة المقابلة الشخصية مع الإجابات بالإنجليزي والعربي - أهم 20 سؤال
6. طرح الخطط والمشروعات:
يمكن للمتقدم للوظيفة، إذا كان لديه خطط للعمل أو أفكار للتطوير أن يُدلي بها في المقابلة الشخصية، ما يفتح الأفاق لأصحاب المنشأت، ومن ثم تقدير الكوادر الشابة أو المتقدمين للوظيفة، كونهم أصحاب فكر خاص، فدومًا يبحث أصحاب العمل ورائدي الأعمال ممن يرغبون في تطوير عملهم عن الكوادر المؤهلة لتطوير الشركة أو المؤسسة، لذا تعتبر المقابلة الشخصية بمثابة عرض وفرصة جيدة، لمن يستطيع استغلالها الاستغلال الأمثل.
7. المقابلة الشخصية تدعم ثقتك بنفسك:
إن التقدم للوظيفة قد يبدو أمرًا مخيفًا ومثيرًا للقلق، ولكن في الواقع عند التقدم لأكثر من وظيفة والتحدث إلى العديد من أصحاب الشركات، والتعرف على المهارات اللازمة والقدرة على إدارة الحوار، من شأنهم أن يجعلوا الشخص واثقًا في نفسه، قادرًا على الإجابة دون قلق، كما أن التعرف على الأجواء الخاصة بالمقابلات الشخصية أمر مهم للغاية، إذ يدعم ثقة الشخص بنفسه ويؤهله للمزيد من المقابلات.
8. التعرف على نقاط الضعف:
عند رفض المتقدم من الوظيفة المتقدم إليها، فإنه يدرك حينها نقاط ضعفه، كما يمكنه سؤال الطرف الأخر الذي يُجري معه المقابلة الشخصية عما جعله غير مناسب للوظيفة، ومن ثم العمل على دعم وتحسين نقاط الضعف وتطوير الذات، ففي كل الأحوال المقابلة الشخصية خبرة وداعم كبير للذات.
اقرأ أيضًا أهم علامات القبول بعد المقابلة الشخصية (الانترفيو) وأهم الأسباب
9. التعرف على أشخاص جدد وتكوين علاقات جديدة:
الذهاب إلى مكان عمل، ومقابلة موظفين الشركة أو أصحاب المنشأة أو القائمين بالمقابلة تمكّنك من تكوين علاقات جديدة بهؤلاء، وإن عملت في المؤسسة فيما بعد يكون لديك زملاء عمل جيدين وصداقات بسيطة، في حين إن لم يتم قبولك في الوظيفة فسيكون لديك معارف جيدة وتستطيع التقدم للوظيفة مرة أخرى فيما بعد وأنت على علم بقواعد وأساسيات وشخصيات المؤسسة.
10. توضيح أساسيات وقوانين العمل:
إذا تم قبول المتقدم للوظيفة وتعيينه في المؤسسة، يمكنه في المقابلة الشخصية معرفة الراتب الذي سيحصل عليه، ومواعيد العمل ودوره ومهمته التي يجب عليه القيام بها، وبنود وقوانين المؤسسة، كما يتعرف على أهداف المكان الذي يعمل فيه، لكي يسعى لتحقيق هذه الأهداف.
كما أنه يتعرف على صلاحياته وامتيازاته التي يمكن أن يتصرف في حدودها، ويعرف مديرينه ومن ينوب عنه وكيفية التواصل مع الزملاء سواء بالإيميل أو التواصل المباشر أو من خلال الهواتف.
11. التعرف على إمكانيات المؤسسة ومدى رضا الموظفين:
لايمكنك إدراك كل الأمور من خلال الحديث فقط، فأحيانًا يجب على المرء أن يكون لديه فطنه وذكاء للتعرف على مجريات الأمور من حوله، فيجب على المتقدم لوظيفة ما في أي شركة أن يكون فطن، ويدرس المكان الذي سيعمل به، بمعنى أنه ينظر للموظفين لكي يتعرف على مدى سعادتهم من سخطهم بشأن الوظيفة، فالموظف دومًا هو عنوان شركته، وابتسامته دليل على أنه يحصل على قدر كبير من الاحترام والامتيازات التي تجعله مرتاحًا في عمله.
12. التعرف على مدى فاعلية السيرة الذاتية للفرد:
لا تقل أهمية السيرة الذاتية لصاحب العمل عن خبرة ومهارة المتقدم للوظيفة، ويرجع ذلك لأنه ينظر لهذه الورقة قبل التعرف على الشخصية، فمن خلال انطباع الطرف الأخر وهو صاحب الشركة، يعرف المتقدم للوظيفة عن مدى كفاءة السيرة الذاتية الخاصة به، وإلى أي حد بها معلومات كافية ومرضية لأصحاب العمل.
اقرأ أيضًا مراحل وخطوات عملية التوظيف والمعايير المعتمدة فيه وعوامل نجاحهم
اختر وظيفتك مع صبّار
إذا كنت تبحث عن فرصة عمل فإن موقع صبّار هو وجهتك الأمثل، إذ يقدّم لك عدة وظائف في مختلف المجالات والتخصصات، مثل: المبيعات، والتسويق، والمحاسبة والمالية، والإدارة والسكرتارية، والموارد البشرية، وخدمة العملاء، والمطاعم والمقاهي، والسياحة والترفيه، والبيع بالتجزئة والخدمات.
وتمكّن موقع صبّار من توفير وظائف لأكثر من 400 ألف باحث عن عمل سواء كان سعوديًا أو غير سعودي في مختلف المجالات والخبرات.
خاتمة
في الختام، لا يجب عليك الشعور بالحزن عند رفضك في أي مقابلة شخصية وعدم توظيفك، لأن أهميتها لا تكمن فقط في الحصول على الوظيفة وإنما تساعدك في اكتساب الخبرات وتعدّك لأي مقابلة شخصية يمكن أن تجريها مستقبلًا.