المقابلة الشخصية هي أداة حاسمة للمنشآت لاختيار المرشحين الأنسب، حيث توفر فرصة تقييم مهارات المتقدمين وتحديد مدى توافقهم مع ثقافة الشركة. من خلال التواصل المباشر، يمكن للمقابلة أن تكشف معلومات إضافية حول الخبرات والقدرات التي لا تظهر في السيرة الذاتية، مما يعزز اتخاذ قرارات التوظيف الدقيقة. كما تسهم في تقديم صورة واضحة للمرشحين حول بيئة العمل، مما يساهم في ضمان التوظيف المثالي.
المقابلات الشخصية مفيدة للمنشأة وأصحاب العمل، نظرًا لأنها تمنحهم وسيلة لمقابلة ومقارنة المتقدمين للوظيفة واختيار الأنسب بينهم، إذ أنه يمكن من خلال السيرة الذاتية وخطاب التقديم منحهم لمحة عن المتقدم للوظيفة، بينما مقابلة المرشحين شخصيًا يمكن أن يمنحهم المزيد من المعلومات حول سلوكهم وشخصيتهم وكيفية تقديم أنفسهم، ما يجعلها الفيصل في الحكم على المرشحين ومن سيتم توظيفه والحصول على خدماته.
كما أن طرح الأسئلة القياسية في مقابلات العمل يمنح أصحاب العمل طريقة مباشرة لمقارنة المرشحين وتحديد الشخص الأكثر ملاءمة للوظيفة.
أهمية المقابلة الشخصية للمنشأة:
المقابلات الشخصية تُعد وسيلة فعّالة لتقييم المتقدمين للوظائف ومن الكفؤ ومن ليس كذلك، كما يمكن استخدامها أيضًا لفهم خلفية المرشح ومهاراته وقدراته وإمكاناته ومواهبه بشكل أفضل، ما يساعد في الحكم على من سيكون الأفضل والأنسب للوظيفة.
وتكمن أهمية المقابلة الشخصية للمنشأة في:
1. تقديم المعلومات تُحسّن عملية اتخاذ القرار:
تسمح المقابلات الشخصية للمنشأة وأصحاب العمل بتقديم المزيد من المعلومات حول الوظيفة للمرشحين، إذ يتضمن التفاصيل التي قد يفضّلون عدم الإعلان عنها علنًا في وصف الوظيفة، فعادةً ما تكون إعلانات الوظائف موجزة إلى حد ما، للاحتفاظ باهتمام المرشحين، لذا فإن مقابلة العمل تعتبر فرصة لتقديم معلومات إضافية قد تؤثر على قرار الموظف المحتمل.
كما تعتبر المقابلات مصدرًا أساسيًا للحصول على معلومات، لأنها توفّر بيانات قيّمة تُحسّن عملية اتخاذ القرار.
2. تمنح الوضوح المتناسب مع أهداف المؤسسة:
تمنح المقابلة الشخصية الوضوح لكل من صاحب المنشأة والمتقدم للوظيفة، على سبيل المثال: يمكن للمتقدمين طرح أسئلة حول العمل في الوظيفة وتأكيد تفاصيل معينة، كما يمكنهم تقديم معلومات إضافية عن أنفسهم ذات صلة بصاحب العمل، أما بالنسبة للمرشحين الذين لديهم بالفعل أهداف وظيفية واضحة، فهذه فرصة لمناقشة أهدافهم وتحديد ما إذا كانت المؤسسة التي توظفهم والوظيفة تتوافق مع هذه الأهداف أم لا، وبالتالي يساعد الوضوح كل من مدير التوظيف ومقدم الطلب على اتخاذ القرارات المناسبة.
3. تقييم الموظفين:
من خلال المقابلة الشخصية، يمكن تقييم الموظفين، إذ يعتبر أحد أفضل الطرق لمعرفة إمكانات الفرد ومهاراته وقدراته.
كما أن المقابلات الشخصية من أفضل الوسائل لتحديد مدى معرفة المتقدمين بالصناعة، فهي مفيدة للطرفين؛ المرشح وصاحب العمل، إذ تساعد صاحب العمل في تقييم مهارات ومعرفة كل متقدم لتحديد مدى ملاءمته للشركة.
وتوفّر المقابلات الشخصية فرصة للمحاور أو صاحب العمل والمرشح لتصور كيفية تحقيق أهدافهما المهنية معًا، فمن خلال طرح الأسئلة الصحيحة، يمكن للمقابلة أن تُبرز مدى معرفة المرشح بالصناعة، وبالمثل، يمكن للمرشح تحديد ما إذا كانت الوظيفة تناسبه بناءً على وصف المسؤوليات الثقافية وطبيعة العمل.
وخلال المقابلة، يمكن للصاحب المنشأة استكشاف الخلفية التعليمية للمرشحين، بما في ذلك الدرجات العلمية والشهادات التي حصلوا عليها، بجانب مهاراتهم التقنية والشخصية.
وعلى سبيل المثال، إذا كان المرشح يغيّر مساره المهني، يمكن التركيز على مهاراته الشخصية مثل: التواصل والعمل الجماعي التي يمكن تطبيقها في أدوار وصناعات متعددة.
4. تحديد أفضل المرشحين للوظيفة:
من أهم مزايا المقابلات الشخصية أنها تزيد من فرصة اختيار المرشح المناسب للوظيفة، فعلى الرغم من أن السيرة الذاتية وخطاب التغطية يقدمان تفاصيل أساسية عن المتقدم، إلا أن المقابلة تتيح فرصة للتعمق أكثر في مؤهلاته وشخصيته وقدراته.
وخلال المقابلة، يمكن للمرشح تقديم أمثلة وقصص تشرح المعلومات الواردة في سيرته الذاتية، ما يساهم في تقييم مهاراته بشكل أدق من الاعتماد على السيرة الذاتية فقط.
كما تتيح المقابلة فرصة لتقييم كيفية تعامل المرشح مع المواقف الصعبة، مثل: مقابلات العمل نفسها، ما يساعد في تقدير أدائه المستقبلي في العمل، فضلًا عن أنها يمكن أن تساعد الاجتماعات في تحديد مستوى التدريب الذي قد يحتاجه المرشح.
5. لا يوجد إجراء بديل:
لا يوجد إجراء انتقائي أفضل من المقابلات الشخصية لاختيار المرشح الأنسب للوظيفة المعلن عنها، لذا تشكّل المقابلات الشخصية جزءًا حيويًا في عملية الاختيار، إذ أنها تساعد في ربط المتقدم للوظيفة بالشخص الذي يُجري معه المقابلة.
اقرأ أيضًا أسئلة المقابلة الشخصية مع الإجابات بالإنجليزي والعربي - أهم 20 سؤال
6. المقابلة الشخصية تشكل جسرًا بين المرسل والمتلقي:
تشكّل المقابلة الشخصية جسرًا، لأنها تنقل ما يجب على المرسل توصيله بينما يتعرف المتلقي على المرسل، لذا فهي تسد كل أنواع الفجوات بين المتقدم للوظيفة والمحاور.
حيث تعتبر المقابلة الشخصية تعتبر وسيلة فعالة للتواصل بين المتقدم للوظيفة وصاحب العمل، حيث يتاح للطرفين التعرف على بعضهما بشكل مباشر. من خلال الأسئلة والأجوبة، يمكن للمتقدم أن يعرض مؤهلاته وخبراته، بينما يكتشف المحاور قدراته وتوجهاته. بذلك، تتحقق الفائدة للطرفين في نقل المعلومات وتوضيح الصورة المتكاملة عن الشخص المتقدم.
من جهة أخرى، تتيح المقابلة الشخصية للمحاور التحقق من مدى توافق المتقدم مع ثقافة الشركة ومتطلباتها. كما تتيح له تقييم الشخص من خلال تصرفاته وردود أفعاله، مما يعزز فهمه للمرشح ويحدد مدى ملاءمته للوظيفة. بالمقابل، يمكن للمتقدم فهم المزيد عن بيئة العمل وما يطلبه صاحب العمل، مما يسهم في تحسين قرارات التوظيف من الجانبين.
7. زيادة المعرفة:
المقابلات الشخصية تُعد طريقة ممتازة للتعرف على شخص ما، كما يمكن للمقابل اكتشاف المزيد عن نفسه أيضًا.
المقابلات الشخصية تعد فرصة رائعة للطرفين لزيادة معرفتهما، حيث يتعرف المتقدم على متطلبات الوظيفة وبيئة العمل بشكل أفضل. في نفس الوقت، يكتشف الشخص المتقدم جوانب جديدة في شخصيته، مثل قدرته على التعامل مع الضغوط والتواصل المباشر. هذه التجربة تساعد في تعزيز الفهم المتبادل وتحقيق فرصة للنمو الشخصي والمهني.
8. تقييم مهارات التحدث:
يمكن تقييم الشخص بشكل جيد من خلال الطريقة التي يتواصل بها، إذ أن مهارات التحدث الجيدة لا يمكن معرفتها من خلال الكتابة، وإنما من خلال الكلام والتلفظ بها.
تعتبر المقابلة الشخصية الطريقة المثلى لتقييم مهارات التحدث، حيث تظهر قدرة الشخص على التعبير عن أفكاره بشكل واضح ومرن. فالتواصل الشفوي يوفر فهمًا أعمق لشخصيته وطريقة تعامله مع المواقف المختلفة، وهو ما لا يمكن اكتشافه من خلال الكتابة فقط. التحدث بثقة وإتقان يعكس مهارات اجتماعية قوية واحترافية في التعامل مع الآخرين.
9. التحقق من مستوى الثقة:
المقابلة الشخصية تكشف عن مستوى ثقة الشخص بنفسه، فقد يضطر الفرد إلى الحضور أمام أشخاص آخرين في المكتب، وإذا ظهر أنه خجول ولا يمتلك الثقة بنفسه، سيضر ذلك بالشركة وصاحب العمل، إذ أن الشركات تتطلب أشخاصًا أكفاء لمصلحتهم الخاصة ، لذا فعلى المرشحين المتقدمين للوظيفة بذل قصارى جهدهم خلال المقابلة الشخصية لتوظيفهم.
10. تحليل السلوك الاجتماعي:
فائدة أخرى لإجراء المقابلات الشخصية هو تحليل السلوك الاجتماعي للفرد، فعندما يتحدث الشخص، يتم تقييم لغة جسده والكلمات التي يستخدمها ويتم حساب الآداب الأساسية، ما يجعل صاحب العمل قادرًا على اتخاذ القرار المناسب بشأن توظيفه من عدمه.
11. لغة الجسد وذكاء الفرد:
من خلال المقابلة الشخصية يتم التعرف على مدى ذكاء الشخص وكيف يقدم نفسه أمام الآخرين، أي يتم مشاهدة لغة جسد الشخص من خلال عملية المقابلة الشخصية.
12. استخراج معلومات إضافية:
خلال المقابلة الشخصية، يمكن للمقابِل البحث عن معلومات تساعد في تصفية المتقدمين، وهو أمر مهم خاصة عندما يكون هناك عدد كبير من المتقدمين بنفس المؤهلات، بالإضافة إلى ذلك، تُتيح المقابلات للمرشح فرصة للتعرف على الشركة بشكل أكبر واتخاذ قرار إذا كان يرغب في العمل فيها أم لا.
اقرأ أيضًا أهم علامات القبول بعد المقابلة الشخصية (الانترفيو) وأهم الأسباب
13. التعرف على المرشح وعلى نفسك بطريقة أفضل:
تعد معرفة المرشح جيدًا أحد الأهداف الرئيسية للمقابلة، حيث يمكن اكتشاف نقاط القوة والضعف لديه، إذ يساعد هذا الفهم في تقدير كيفية استغلال قدراته لصالح الشركة، كما قد يناقش المرشح الجوانب التي يعمل على تحسينها.
ومن جهة أخرى، يمكن للمقابِل أن يتعرف على نفسه بشكل أفضل، بما في ذلك أسلوب قيادته وإدارته، إذ يساعد هذا الفهم في تطوير مهاراته المهنية وتحسين قدراته في إجراء المقابلات، ما يؤدي إلى اجتماعات أكثر نجاحًا.
14. تعزيز الروابط مع العملاء:
التحدث مع المرشحين قد يتيح لك تحسين الروابط مع العملاء، لأن المرشح قد يكون مستهلكًا أيضًا.
وتوفر المقابلات رؤى حول احتياجات ورغبات وتوجهات العملاء تجاه الشركة، ما يمكن استخدامه للتواصل مع أصحاب المصلحة وغيرهم من القادة التنفيذيين.
وعندما تتنافس الشركات مع منافسين آخرين، يصبح جمع معلومات مثل توقعات الرواتب وبيانات الاحتفاظ بالموظفين أمرًا قيمًا، لذا يمكن أن تسأل المرشحين عن توقعاتهم بشأن الراتب وأسباب مغادرتهم للشركة السابقة.
إضافةً إلى ذلك، قد يكون من المفيد معرفة ما قامت به الشركة السابقة لضمان بقائهم، لتتمكن من تقديم هذه المزايا في الشركة التي تعمل بها، وعلى سبيل المثال، إذا عبّر المرشح عن رغبته في ترقية معقولة للراتب، يمكنك العمل مع الشركة لتحقيق ذلك، لضمان الاحتفاظ بمواهبه.
15. التمييز بين المرشحين المتشابهين:
تتيح المقابلة فرصة للتمييز بين المرشحين الذين يمتلكون سيرًا ذاتية وخطابات تغطية متشابهة.
ويمكنك جدولة مقابلات مع كل مرشح متشابه للتعرف عليهم عن قرب وتقييم كيف ستتوافق شخصياتهم مع فريق العمل في الشركة، كما يمكن أن تساعدك المقابلات على اكتشاف مهارات أو مواهب فريدة لم يذكرها المرشح في مستنداته المقدمة.
تعاون مع صبّار لجذب أفضل المرشحين
إذا كنت صاحب منشأة تبحث عن أفضل المرشحين للعمل في مؤسستك عليك التعاون مع موقع صبّار، أكبر موقع للتوظيف في المملكة العربية السعودية.
وتستطيع الاستفادة من خدمات التوظيف التي يقدمها موقع صبّار، من خلال تعيين الموظفين ذوي الكفاءات، من أجل بناء قوى عاملة مميزة تساعدك على زيادة إنتاجيتك.
ومن خلال صبّار ستجد أفضل المرشحين من الجنسين في جميع التخصصات، أصحاب المهارات والكفاءات المطلوبة، متاحين للعمل الفوري سواء عن بُعد أو من الموقع.
وتساعدك منصة صبّار في اختيار المرشح المناسب؛ من خلال التوصية بأفضل المرشحين المتوافقين مع احتياجاتك الوظيفية، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التي توصلك بالمتقدمين المناسبين بعد تصفيتهم وفرزهم.
ويمكنك الاستفادة من ميزة مقابلات الفيديو المُسجلة التي تقدمها منصة صبّار لإجراء مقابلات مع المرشحين واختيار الأنسب منهم، حتى تتخذ قرار التوظيف سريعًا.
خاتمة
المقابلات الشخصية تعتبر أداة أساسية في عملية اختيار الموظفين، حيث تتيح للمؤسسة تقييم المرشحين بشكل مباشر ومعرفة مهاراتهم، قدراتهم، وأهدافهم المهنية. من خلال المقابلة، يمكن لأصحاب العمل تقديم معلومات إضافية عن الوظيفة تتجاوز ما ذكر في الإعلان، مما يتيح للمرشح فرصة لتحديد مدى توافقه مع المتطلبات. كذلك، تتيح المقابلة فحص مهارات التواصل، الثقة بالنفس، والقدرة على التفاعل مع بيئة العمل، مما يعزز من دقة اتخاذ القرار بشأن التوظيف.
من جهة أخرى، تعزز المقابلات الشخصية فرص المؤسسات في التمييز بين المتقدمين وتحديد الأنسب منهم بناءً على مؤهلاتهم وشخصياتهم. من خلال هذه المقابلات، يمكن تقييم كيف يتعامل المرشح مع المواقف الحياتية والعملية، ومعرفة ما إذا كان سيتناسب مع ثقافة الشركة. كما توفر المقابلة فرصة لاكتشاف مهارات غير مذكورة في السيرة الذاتية، ما يساعد في تحديد أفضل الخيارات لاحتياجات المؤسسة وتحقيق أهدافها المهنية.
في الختام، تمثّل عملية المقابلة الشخصية جوهر عملية انتقاء المرشحين المثاليين للوظيفة، وتساعد المنشأة وأصحاب المؤسسات في اتخاذ قرارات مستنيرة وفعّالة بعد تقييم المتقدمين للوظيفة، دون الاعتماد على السيرة الذاتية وخطاب الترشيح فقط.