استراتيجية التوطين في السعودية تُعد من الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة 2030، إذ تهدف إلى تعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل ورفع نسب توظيف السعوديين في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتأتي هذه الاستراتيجية استجابة للتحديات المتمثلة في خفض معدلات البطالة بين الشباب السعودي، وتوطين الوظائف الحيوية، وبناء اقتصاد قائم على الكفاءات البشرية الوطنية، وفي هذا المقال نوضح ما هي استراتيجية التوطين السعودية وآلية تنفيذها.
استراتيجية التوطين
استراتيجية التوطين هي مجموعة من السياسات والإجراءات التي تنفذها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ضمن الخطة الشاملة التي أطلقتها في إطار العمل على تعزيز مشاركة السعوديين في مختلف الوظائف بجميع مجالات القطاع الخاص، وتقليل الاعتماد على العمالة الوافدة، وبالتالي يتم قصر مجموعة من الوظائف التي تحددها الوزارة على السعوديين فقط، لزيادة مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل السعودي.
وتركز وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من خلال برنامج التوطين على استهداف المهن النوعية، والأنشطة التي لا تحتاج إلى تخصصات أو شهادات عالية، وكذلك الوظائف التي تبدأ رواتبها من 5 آلاف ريال والوظائف ذات النمو المستمر وذات معدلات التوطين المنخفضة، وذلك في القطاع الصحي، العقار والمقاولات، القطاع السياحي، القطاع الصناعي، القطاع التجاري، قطاع النقل والخدمات اللوجستية، لزيادة فرص دخول السعوديين سوق العمل، وذلك بالتنسيق مع مختلف الوزارات والهيئات ومنشآت القطاع الخاص، إذ يتم تحديد نسب الوظائف المطلوب شغلها من قِبل السعوديين ممن تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 60 سنة.
ويتم تنفيذ استراتيجية التوطين دعمًا لرؤية المملكة 2030 من خلال ما يلي:
1- إصدار القرارات الوزارية للتوطين
تصدر وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتنسيق مع الوزارات والجهات الأخرى قرارات وزارية خاصة ببرنامج التوطين، مثل إلزام منشآت القطاع الخاص بتخصيص نسب معينة من الوظائف ليقتصر التوظيف بها على السعوديين فقط، وهو ما قد تم بالفعل في قطاعات مثل المطاعم، المقاهي، المولات، المهن الطبية، المهن التعليمية وغيرها.
اقرأ أيضًا: طريقة رفع نسبة التوطين - أهم 7 طرق
2- تقديم الحوافز والدعم
تقدم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من خلال صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) دعمًا ماديًا وتسهيلات للمنشآت الملتزمة بالتوطين، مثل حافز دعم الأجور، حافز الاستدامة، حافز الانتقال، حافز رعاية الأطفال، حافز العمل عن بُعد.
ولا يقتصر تقديم الحوافز والدعم المادي على المنشآت فحسب، بل يشمل أيضًا الأفراد من السعوديين المستفيدين من برنامج التوطين، إذ يقدم لهم البرنامج عدة أشكال من الدعم مثل حافز الاستدامة، حافز المواصلات، حافز رعاية الأطفال.
اطلع على: كيف أحصل على دعم توطين؟ التسجيل وشروطه والحوافر والمكافآت
3- تقديم برامج تدريبية وتأهيلية
يقدم صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) للأفراد حافز دعم التدريب، الذي يهدف إلى تطوير مهارات الموظفين السعوديين وإمدادهم بالمؤهلات اللازمة التي تساعدهم على أداء مهام وظائفهم بكفاءة، وذلك من خلال عدة أنواع من التدريب تشمل ما يلي:
- التدريب على رأس العمل: فيه يتم تدريب الموظفين على كيفية تنفيذ المهام الوظيفية، وتعريفهم بالمعلومات الخاصة بالمنشأة وبيئة العمل.
- التدريب الأساسي: في هذا البرنامج يتم إكساب الموظفين المهارات المهنية الأساسية التي تمكنهم من أداء مهام وظائفهم.
- تدريب رفع المهارات: يهدف هذا البرنامج إلى تدريب الموظفين على المهارات الفنية والتقنية والمهنية التي تساعد على تطوير أدائهم الوظيفي، وتمكنهم من الارتقاء مهنيًا ووظيفيًا.
- تدريب تطوير المهارات والمعارف المهنية: يتدرب الموظفين في هذا البرنامج على اكتساب أحدث المهارات والمعارف المهنية والفنية التي تساعدهم على تحقيق التميز في الأداء الوظيفي.
4- الرقابة على المنشآت
تعمل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على متابعة التزام المنشآت بنسب التوطين المُقررة، هذه الرقابة تتم عبر عدة آليات مترابطة، من أبرزها:
- تعتمد الوزارة على منصة قوى والربط مع التأمينات الاجتماعية لمطابقة بيانات العاملين الفعليين في المنشأة والتأكد من صحة تسجيلهم كنسب توطين، مع متابعة تحديثات بيانات الموظفين السعوديين وغير السعوديين بشكل دوري للتأكد من دقة المعلومات.
- إلزام المنشآت بإصدار تقارير دورية عن نسب التوطين بها، مع مقارنتها بالحدود المطلوبة حسب حجم النشاط والقطاع، وإذا تأخرت المنشأة عن رفع نسب التوطين أو أظهرت بياناتها غير متطابقة يتم إدراجها تحت المراقبة.
- تكلف الوزارة فرقها الميدانية بإجراء جولات تفتيشية على المنشآت من أجل التدقيق في عقود العمل وسجلات الحضور للتأكد من مباشرة الموظفين السعوديين أعمالهم.
5- فرض العقوبات على المنشآت
في حال تحقق وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من عدم التزام أي منشأة بنسب التوطين المقررة، تفرض عليها العقوبات التالية:
- فئة ج وهي 20 عامل فأقل: فرض غرامة مالية قدرها 2000 ريال تتعدد بتعدد الموظفين غير السعوديين المتجاوزين النسبة المقررة.
- فئة ب وهي من 21 إلى 49 عامل: فرض غرامة مالية قدرها 4000 ريال تتعدد بتعدد الموظفين غير السعوديين المتجاوزين النسبة المقررة.
- فئة ج وهي 50 عامل فأعلى: فرض غرامة مالية قدرها 6000 ريال تتعدد بتعدد الموظفين غير السعوديين المتجاوزين النسبة المقررة.
تعاون مع صبّار واستفد من خدمات التوظيف الاحترافية التي تساعدك على رفع نسب التوطين بمنشأتك، إذ نوفر لك قاعدة واسعة من المواهب الوطنية المؤهلة لتوظيفها في جميع التخصصات.

أهداف استراتيجية التوطين
تسعى الحكومة السعودية ممثلة في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتطبيق برنامج التوطين من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف الداعمة لرؤية المملكة 2030، تشمل تلك الأهداف ما يلي:
1- خفض معدلات البطالة
تهدف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من خلال برنامج توطين إلى تقليل معدلات البطالة بين الشباب السعودي، وتوفير المزيد من الوظائف لهم، وذلك عبر فرض نسب توظيف وطنية أو حصص قطاعية، وتشجيع المنشآت على توظيف سعوديين بدلاً من العمالة الأجنبية في وظائف معينة.
2- رفع كفاءة رأس المال البشري
لا يقتصر التوطين على توظيف الشباب السعودي في وظائف متنوعة بمجموعة من القطاعات، بل يشمل أيضًا إعدادهم وتطوير مهاراتهم، حتى تتوافق مؤهلاتهم مع احتياجات القطاع الخاص وتمنحهم مسارات مهنية حقيقية، مما يؤدي إلى إعداد كوادر وطنية قادرة على أداء المهام الوظيفية بكفاءة وتحسين كفاءة العمل.
3- تعزيز مساهمة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية
من الأهداف التي تسعى الوزارة لتحقيقها من خلال برنامج التوطين، زيادة مشاركة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية، وذلك عبر تحويل توظيف المواطنين من الوظائف الحكومية إلى وظائف ذات قيمة، وبالتالي يلعب الدور الخاص دورًا أكبر في التوظيف والاقتصاد الوطني.
4- تقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية
خلال العقود الماضية، ازداد اعتماد منشآت القطاع الخاص على العمالة الأجنبية في تقلد مختلف الوظائف بالعديد من القطاعات، وجاء برنامج التوطين ليكون أحد أهدافه الحد من الاعتماد المفرط على تلك العمالة واستبدالها بالكوادر الوطنية المؤهلة، مما يساهم في استقرار سوق العمل ويقلل من مخاطر تفاوت الأجور.
هل ترغب في رفع نسب التوطين وتجنب العقوبات؟ تساعدك صبّار للتوظيف على سد احتياجاتك الوظيفية من خلال توظيف الموارد البشرية السعودية في مختلف المجالات.

5- بناء قيادات وطنية في المهن الاستراتيجية
تهدف الحكومة السعودية من تنفيذ برنامج التوطين إلى تأهيل الموظف السعودي لتقلد المناصب الفنية والإدارية والعليا ولا يقتصر دوره على الأعمال البسيطة والوظائف التقليدية، وهو ما يتم من خلال برامج نقل المعرفة، البعثات التدريبية، وسياسات الكادر الوظيفي، ومن ثم رفع نسب التوطين في الوظائف المتقدمة.
6- زيادة تمكين المرأة السعودية
من ضمن أهداف تطبيق برنامج التوطين، رفع مشاركة المرأة في سوق العمل وفتح مجالات مهنية ملائمة، ما يسهم في الاستقلال الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة والاستقرار الأسري، وهو من أهم الأهداف التي نصت عليها رؤية المملكة 2030.
اكتشف المزيد حول: التوطين الموازي: الشرح والفوائد والحاسبة والقطاعات المستهدفة
تعاون مع صبّار لرفع نسب التوطين بمنشأتك
هل تبحث عن رفع نسبة التوطين في منشأتك بسهولة وفعالية؟ نحن في صبّار للتوظيف نساعدك على توظيف الكفاءات السعودية في مختلف التخصصات بما يضمن تحقيق متطلبات وزارة الموارد البشرية والالتزام بنظام العمل.
على منصة صبّار تجد مجموعة من السير الذاتية لأفضل المواهب في سوق العمل السعودي، المؤهلين للعمل بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو عن بُعد، كل ما عليك هو إخبارنا بالمرشحين المناسبين حسب احتياجاتك، وستصل إليك قائمة بأسماء المتقدمين مُنتقاة بواسطة الذكاء الاصطناعي، لضمان توافق مؤهلاتهم مع متطلبات عملك، وحتى تنفذ عملية التوظيف في وقت قياسي.

الخاتمة:
استراتيجية التوطين في السعودية هي منظومة من الإجراءات والسياسات التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لدعم رؤية المملكة 2030، وتهدف إلى تعزيز مشاركة الكفاءات الوطنية في سوق العمل والحد من الاعتماد على العمالة الوافدة. تقوم هذه الإستراتيجية على تخصيص وظائف ومهن محددة للسعوديين فقط، مع التركيز على القطاعات الحيوية كالقطاع الصحي، السياحي، الصناعي، والنقل، إضافة إلى الأنشطة التي تتميز بنمو مستمر أو انخفاض نسب التوطين فيها.
وتدعم الوزارة هذا التوجه من خلال إصدار قرارات وزارية ملزمة، وتقديم حوافز مالية للمنشآت والأفراد، فضلًا عن توفير برامج تدريب وتأهيل متنوعة تضمن رفع مهارات الموظفين الوطنيين وتطوير قدراتهم المهنية.
كما تشمل الاستراتيجية آليات رقابية صارمة للتأكد من التزام المنشآت، وذلك عبر المنصات الإلكترونية مثل "قوى" والربط مع التأمينات الاجتماعية، إضافة إلى الجولات الميدانية. وفي حال عدم الالتزام، تُفرض عقوبات مالية متفاوتة بحسب حجم المنشأة وعدد المخالفات، إلى جانب حرمانها من بعض خدمات الوزارة.
وتهدف الإستراتيجية في مجملها إلى تحقيق مجموعة من الغايات الوطنية، أبرزها خفض معدلات البطالة، رفع كفاءة رأس المال البشري، زيادة دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية، تقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية، بناء قيادات وطنية في المهن الاستراتيجية، وتمكين المرأة السعودية لزيادة مساهمتها في الاقتصاد الوطني.








