مهارات التفكير

مهارات التفكير باتت من أهم القدرات التي يحتاجها الإنسان للنجاح في حياته الشخصية والمهنية، في ظل التحديات المستمرة التي تشهدها بيئات العمل، فمن خلال تلك المهارات يمكن تحليل المعلومات، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات السليمة، ويستعين بها الفرد في رؤية الأمور من زوايا مختلفة وفهم أعمق للواقع من حوله والتعامل بذكاء مع المواقف المعقدة، وصياغة حلول مبتكرة، وفي هذا المقال نوضح ما هي مهارات التفكير وأنواعها وأهميتها وكيفية تطويرها.

مهارات التفكير هي القدرات المعرفية التي تمكّن الأفراد من معالجة المعلومات من خلال تحليلها وتقييمها بفعالية من أجل فهم موضوع أو مشكلة أو موقف بشكل شامل، وبالتالي تُعد من العناصر الأساسية للتعامل مع التحديات اليومية واتخاذ القرارات المدروسة وتوليد أفكار جديدة.

وفي بيئة العمل، غالبًا ما يتطلب استخدام هذه المهارات تنظيم البيانات والمعلومات ومعالجتها لفهم المشكلة وصياغة حلول فعالة لها، مما يساعد على التعامل مع المواقف غير المؤكدة بثقة.

ويحرص الكثير على تطوير مهاراته في التفكير، نظرًا لدورها في تعزيز الإنتاجية، والتشجيع على الابتكار واتخاذ قرارات أفضل، وبالتالي يحصل صاحبها على قيمة كبيرة لدى أصحاب العمل.

وتتعدد أنواع مهارات التفكير حسب الأساليب المعرفية المتنوعة التي المُستخدمة في معالجة المشكلات واتخاذ القرارات لتشمل ما يلي:

1- التفكير الإبداعي

تشير مهارة التفكير الإبداعي إلى القدرة على توليد أفكار جديدة وغير تقليدية وحلول مبتكرة، إذ أن المبدع هو من يفكر خارج الصندوق ويتجاوز الحدود التقليدية ويستكشف أساليب جديدة لمعالجة المشكلات.

ومن أبرز سمات التفكير الإبداعي المرونة، من خلال القدرة على التكيف وتغيير وجهات النظر لاستكشاف خيارات متعددة، والتفرد عن طريق إنتاج أفكار فريدة وغير مألوفة، واستخدام الخيال من خلال توظيف التصور الإبداعي لتصور حلول جديدة، فضلًا عن الفضول الذي يتملك الشخص المبدع ورغبته القوية في الاستكشاف والتجربة.

ويُعد التفكير الإبداعي من المهارات القيمة التي يبحث عنها أصحاب العمل، إذ يحتاجون إلى توظيف أشخاص مبدعين نظرًا لتأثيرهم في تطوير حلول مبتكرة، وتعزز القدرة على حل المشكلات من خلال تشجيع الأساليب غير التقليدية ودعم الابتكار.

2- التفكير التحليلي

المقصود بالتفكير التحليلي تفكيك مشكلة إلى عناصرها وفهم العلاقات بينها، فعندما يتم تحديد المشكلة يتم تحليلها وتقييمها بفعالية من خلال معرفة المعلومات أو البيانات أو الحقائق المهمة المتعلقة بها، وهو ما يتطلب إجراء بحث موضوعي خالٍ من التحيز، وطرح أسئلة مناسبة حول المعلومات للتأكد من دقتها، وتقييم النتائج بشكل موضوعي.

وتساعد مهارة التفكير التحليلي على التفكير بطريقة مبتكرة والنظر في أفكار جديدة، وهو ما يمكّن من تفسير المعلومات وفهمها، وإجراء تحليل سليم لها تُتخذ على أساسه أفضل القرارات.

توفر لك صبّار للتوظيف شبكة واسعة من المرشحين المؤهلين في جميع المجالات، مع ضمان توافق تام مع معاييرك وثقافة عملك.

3- التفكير النقدي

يُعد التفكير النقدي من أبرز مهارات التفكير وأكثرها أهمية، والمقصود بهذه المهارة القدرة على تحليل المعلومات وتقييمها بموضوعية من أجل إصدار أحكام منطقية، وبالتالي فهي من العناصر الأساسية في حل المشكلات بكفاءة، واتخاذ قرارات مستنيرة.

وتنطوي مهارة التفكير النقدي على تقسيم المعلومات إلى أجزاء أصغر لفهمها بشكل أفضل، ثم التحقق من مصداقيتها وأهميتها ومدى ارتباطها بالموضوع والحجج المطروحة، ثم استخلاص النتائج واتخاذ القرارات باستخدام المنطق والأدلة، وفي حال ظهور أدلة جديدة، يمكن تعديل الآراء والقرارات.

4- التفكير المنطقي والاستدلالي

تعني مهارة التفكير المنطقي والاستدلالي القدرة على استخدام البيانات التي تم جمعها والاستفادة منها في استخلاص النتائج، إذ تعتمد النتائج التي تم التوصل إليها على معلومات محدودة، وهي مهارة تتطلب من صاحبها امتلاك خبرة أو معرفة متخصصة في مجال معين أو معرفة تقنية.

وتشمل هذه المهارة عدم التسرع في إصدار أحكام ولكن يتم وضع افتراضات مدروسة، والبحث عن عدة دلائل مثل التقارير والبيانات والصور التي يمكن أن تساعد على تقييم الموقف، والنظر في جميع جوانب المعلومات المتوفرة قبل اتخاذ أي قرار.

5- حل المشكلات

يُقصد بمهارة حل المشكلات القدرة على تحديد المشكلات أو العقبات وتحليلها وإيجاد حلول فعالة لها، وبالتالي فهي تنطوي على تقسيم المشكلات المعقدة إلى أجزاء يمكن التعامل معها، وتقييم كل جانب من جوانب المشكلة للوصول إلى أفضل حل لها، وتوظيف الموارد المتاحة والاستراتيجيات بطريقة إبداعية، مع تقييم الحلول قبل تحديد الأفضل منها.

وتعتمد مهارة حل المشكلات في المقام الأول على استخدام أساليب منهجية ومنطقية لمعالجة القضايا، وبالتالي فهي تفيد في التعامل مع المواقف المعقدة وتحقيق الأهداف بكفاءة.

يمكنك الاطلاع على: المهارات التقنية في السيرة الذاتية

6- اتخاذ القرار

تُعد مهارة اتخاذ القرار جزءً لا يتجزأ من عملية التفكير، وهي تعني القدرة على اختيار أفضل قرار من بين الخيارات المتاحة، وهي مهارة لا غنى عنها في بيئة العمل اليوم نظرًا لدورها في اتخاذ قرارات مستنيرة تؤثر على النتائج ونجاح الأعمال على المدى القصير والطويل.

وتتم عملية اتخاذ القرار من خلال تقييم جودة وتأثيرات الخيارات المختلفة، وتقييم المخاطر من خلال تحليل المخاطر والفوائد المحتملة المرتبطة بكل خيار، واتخاذ قرارات سريعة وواثقة بناءً على المعلومات المتاحة، حتى تصبح القرارات المُتخذة مبنية على الحقائق والأدلة وليس العواطف.

نساعدك في صبّار على شَغل الشواغر بسرعة، وبأفضل الكفاءات المؤهلة، دون المساس بالجودة، إذ تضم قاعدة بياناتنا آلاف المرشحين المؤهلين في مختلف التخصصات، ما يعني أن اختيارك سيكون دقيقًا وسريعًا.

7- الميتامعرفية

الميتامعرفية أو ما وراء المعرفة هي مهارة خاصة من مهارات التفكير، وتعني قدرة الفرد على إدراك وضبط عمليات التفكير الخاصة به، إذ يتأمل في طريقة تفكيره وتعلمه ونقاط قوته وضعفه، ومن ثم تعديل استراتيجيات تفكيره لتحسين التعلم وحل المشكلات، مما يساعد على بناء الوعي الذاتي بكفاءة.

وتُحظى مهارة الميتامعرفية بتقدير كبير من قِبل أصحاب العمل، لأنها تتضمن المراقبة النشطة وإدارة العمليات المعرفية الخاصة بالموظف، ومن خلال زيادة الوعي بكيفية تعلمه وإجراء التعديلات على استراتيجياته، يمكنه تعزيز قدراته على حل المشكلات وتحسين أدائه العقلي بشكل عام.

اكتشف المزيد حول: المهارات الشخصية في السيرة الذاتية

أهمية مهارات التفكير:

تُعد مهارات التفكير من العناصر بالغة الأهمية في التعامل مع التحديات والمواقف الصعبة في مختلف بيئات العمل، إذ تحقق العديد من الفوائد تشمل ما يلي:

1- تعزيز القدرة على حل المشكلات

تساعد مهارات التفكير في تحسين قدرة الموظفين على حل المشكلات في مكان العمل، فمن خلالها يمكن تعلم كيفية تفكيك القضايا الصعبة إلى مكونات أصغر وأكثر وضوحًا، مما يمكّن من التعامل مع التحديات بطريقة منهجية تساهم في حل المشكلات بكفاءة أكبر، وبالتالي تُصبح القرارات المُتخذة أفضل.

2- تحسين جودة القرارات

من خلال امتلاك مهارات تفكير قوية، يمكن تحليل المعلومات بشكل نقدي، مع مراعاة العوامل المختلفة قبل التوصل إلى استنتاج، ثم اتخاذ قرارات مدروسة وفي الوقت المناسب، وبالتالي يفيد هذا النهج في تجنب اتخاذ قرارات متسرعة تكبد الكثير من الخسائر، مما يؤدي إلى نتائج أفضل سواء على مستوى العمل داخل المؤسسة أو في الحياة المهنية للموظف.

3- تعزيز الإبداع

تلعب مهارات التفكير دورًا بالغ الأهمية في تعزيز الإبداع والابتكار في مكان العمل، إذ تشجع هذه المهارات الأفراد على النظر إلى ما وراء الحلول التقليدية، وبالتالي يتمكنون من استكشاف أفكار ومناهج جديدة خاصة في المواقف المعقدة، مما يعزز من بقاء المؤسسة في الصدارة.

4- زيادة القدرة على التعلم والتكيف

من خلال مهارات التفكير مثل الميتامعرفية، تزداد قدرة الفرد على التعلم بشكل أسرع، والتأقلم مع التغيرات بكفاءة، إذ يصبح مؤهلًا لإتقان أدوات جديدة بسرعة بعد فهم آلياتها بدل حفظ خطوات فقط، مما يعزز من قيمته لدى أصحاب العمل.

5- تطوير القيادة في مكان العمل

تتيح مهارات التفكير تطوير القيادة في مكان العمل، لأن القادة الذين يفكرون بوضوح ينقلون رؤية واضحة، ويحللون مواقف الفريق، ويتخذون قرارات مدروسة، فضلًا عن أهمية هذه المهارات في تفسير مواقف الآخرين وبناء حوار فعال، مما يعزز من التعاون في مكان العمل، ويزيد من رضا الموظفين، وبالتالي تتحسن الإنتاجية الإجمالية بالمؤسسة.

جرب خدمات التوظيف لدينا في صبّار لتضمن الحصول على أفضل المواهب، دون عناء البحث الطويل أو فرز السير الذاتية.

كيفية تطوير مهارات التفكير:

هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن تطبيقها من أجل تطوير مهارات التفكير وتحقيق أقصى استفادة منها على المستوى المهني والشخصي، تشمل تلك الخطوات ما يلي:

1- بناء قاعدة معرفية واسعة

يمكن بناء قاعدة معرفية واسعة من خلال المداومة على قراءة الكتب والتقارير والمقالات، مع استخدام أسلوب القراءة النشطة وهو تلخيص كل فقرة في جملة.

2- ممارسة الاستماع النشط والملاحظة

من الاستراتيجيات التي تساعد على تطوير مهارات التفكير، التدريب على الاستماع النشط من خلال الانتباه جيدًا للمحادثات وجميع التفاصيل، من أجل فهم مختلف وجهات النظر وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات، مع إعادة صياغة الحديث للتأكد من فهمه بشكل صحيح.

3- تطوير مهارات التفكير النقدي

يتوقف جزء كبير من عملية تطوير مهارات التفكير على تنمية مهارات التفكير النقدي، وهو ما يتطلب قيام الفرد بالتشكيك في معتقداته وعدم قبول الأشياء كما هي، والتفكير في وجهات نظر بديلة، فضلًا عن التدريب على تحليل المشكلات من خلال تقسيمها إلى أجزاء أصغر وربط الأفكار وتحليل المواقف واستخلاص الاستنتاجات باستخدام المنطق.

4- تعزيز قدرات حل المشكلات

من أجل تنمية مهارة حل المشكلات كواحدة من مهارات التفكير، يجب التدريب على معالجة المشكلات بكفاءة، من خلال تحديدها بوضوح وجمع المعلومات حولها، والنظر في مختلف الحلول وتقييم نتائج كل حل، وعند تنفيذ الحل لا بد من تقييمه لمعرفة مدى نجاحه أو فشله.

5- الانخراط في التعلم المستمر

يمكن توسيع مهارات التفكير من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية الإلكترونية أو الحضورية التي تركز على تطوير هذه المهارات، مع طلب تنفيذ أي مهمة في العمل تحتاج إلى توظيف مهارات التحليل التفكيري والنقدي.

تعرف على: مهارات الموظف الناجح - أهم 30 مهارة مهمة للموظف

وظف بكفاءة واحترافية مع صبّار

ندرك في صبّار أن كل وظيفة تحتاج إلى شخص مميز، وأن العثور عليه قد يستغرق وقتًا طويلاً ويكلف الكثير من الموارد، لذلك، نقدم لك حلاً شاملاً للتوظيف يغطي جميع التخصصات والقطاعات.

مع صبّار يمكنك العثور على أفضل الكفاءات والمواهب في سوق العمل السعودي، من السعوديين والأجانب، للعمل بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو أون لاين، وتقدم لك المنصة خدمات احترافية من خلال انتقاء أسماء المرشحين بواسطة الذكاء الاصطناعي، لضمان توافق مؤهلات المتقدمين من متطلبات الشواغر الوظيفية، بادر بالاتصال للاستفادة من أفضل خدمات التوظيف.

الخاتمة:

مهارات التفكير هي مجموعة من القدرات الذهنية التي تساعد الأفراد على معالجة المعلومات وتحليلها وتقييمها للوصول إلى فهم أعمق للمشكلات واتخاذ قرارات مدروسة. وتشمل هذه المهارات أنماطًا متعددة مثل التفكير الإبداعي الذي يولد أفكارًا وحلولًا مبتكرة، والتفكير التحليلي الذي يركز على تفكيك المشكلات إلى عناصرها وفهم العلاقات بينها، والتفكير النقدي الذي يقوم على تقييم المعلومات بموضوعية قبل إصدار الأحكام، بالإضافة إلى التفكير المنطقي والاستدلالي الذي يعتمد على الأدلة لاستخلاص النتائج، وحل المشكلات الذي يسعى لإيجاد حلول عملية، واتخاذ القرار الذي يتطلب المفاضلة بين الخيارات المتاحة، وأخيرًا الميتامعرفية التي تمكّن الفرد من مراقبة طريقة تفكيره وتحسينها باستمرار.

تكمن أهمية هذه المهارات في قدرتها على تعزيز الإبداع، وتحسين جودة القرارات، وزيادة القدرة على التعلم والتكيف، ودعم القيادة الفعالة داخل بيئات العمل. ولتطويرها، يمكن للفرد توسيع معارفه عبر القراءة المستمرة، وممارسة الاستماع النشط والملاحظة الدقيقة، وتنمية التفكير النقدي من خلال طرح الأسئلة والبحث عن وجهات نظر بديلة، وتحسين مهارة حل المشكلات باتباع خطوات منهجية، إضافة إلى الاستثمار في التعلم المستمر عبر الدورات التدريبية والتجارب العملية، مما يرفع من قيمته المهنية ويجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات.

مهارات التفكير - دليل شامل