لو سألناك الآن: لماذا تعمل؟ ماهي دوافعك للعمل كل يوم؟ ماهي دوافعك للعمل الإضافي؟
هل هو المال؟ المنصب؟ الشغف؟ بناء العلاقات؟ التعلم والمعرفة؟
كيف ترتّب كل واحدة من في قائمة أولوياتك المهنية؟ كيف حدّدتها واخترتها؟
فصّلنا في الموضوع من جانبنا، ومن جانب علم النفس والاجتماع، والجزء الأهم: من جانب الباحثين عن عمل في منصة صبّار وإجاباتهم على هذه الأسئلة! 🔥
في دراسة عن أهمية العمل لحياة الإنسان وتطوره، استعرض الباحث “قورني” أن العمل عامل مهم في تحفيز الناس لتطوير أنفسهم، ويقدم لهم أمور ماديّة وعاطفية للعيش.
بنمسك الموضوع جزء جزء 🚀
أولًا، ايش هو مفهوم “العمل”؟
لو بحثنا عن شرح شامل من الجانب الاجتماعي والاقتصادي، الباحث هاير ك. يقول: “العمل هو أي نشاط منظّم يؤدي إلى صنع منتجات أو تقديم خدمات يحتاجها المجتمع، أو تحصيل موارد مالية مطلوبة لتطوير وتحسين مستوى المعيشة”.
ايش يعني لك العمل؟ ليش تعمل؟
مايختلف اثنين إن واحد من أهم دوافع العمل حول العالم هو المال والرزق، لكن لو فكّرنا بالأبعاد الأخرى، ايش تجني من العمل غير المال؟
الواقع إن العمل يعطيك فرصة تكوّن علاقات اجتماعية، وتساعد فئات مختلفة، وتستقل ماديًا، وتنشغل ذهنيًا. إضافةً إلى ذلك، يعطيك العمل فرصة توسّع دائرة انتباهك وتركيزك، وتنشغل في أمور أوسع وأكبر من محيطك الذاتي، وهذا الشيء يساعدك تعزز صورة ذاتك وترفع ثقتك بنفسك.
ليش مهم تحدد أهدافك من العمل؟
تحديد الهدف يعني تحديد الدافع، وتحديد الدافع يساعدك مستقبلًا إذا واجهتك مشاكل أو ضغوطات، تستخدم دافعك كمحفّز للاستمرارية، والتطور، وحتى النمو 💪🏻
.
سمعت عن هرم ماسلو؟ أبراهام ماسلو (أخصائي نفسي)، رتّب دوافع الإنسان اللي تحفّزه في الحياة، القوى اللي تحرّكنا عشان نسعى ونبحث و”نعمل” بشكل أو بآخر.
لو أخذنا العمل من هرم ماسلو، نجد أن العمل يساعدنا نحقق الاحتياجات الأساسية (الاحتياجات الجسدية، والأمان، والعلاقات) من خلال توفير العمل للمقابل المادي اللي يتيح لك فرصة الحصول على متطلباتك من غذاء، ومسكن، ودواء، ورعاية طبيّة عند الحاجة، ومن خلال توفير بيئة اجتماعية تساعدك تحقق احتياجاتك النفسية والعاطفية.
وإذا انتقلنا لأعلى الهرم، نجد احتياجنا للتقدير وتحقيق الذات اللي يدعمه العمل من خلال التحديات، والمهام، والتجارب المختلفة اللي يقدمها لنا العمل.
التعريف الأهم هنا هو تعريفك أنت للعمل، وتعريفك للعمل مرتبط بشكل مباشر بدوافعك خلف العمل!
يقول ديفيد أولريخ (كاتب، وبروفيسور في الأعمال، ومدرب إداري): “عندما نسأل الناس كيف يشعرون تجاه عملهم، نأخذ فكرة عن كيف يساعدهم العمل على تحقيق الأمور المهمة لهم في حياتهم”.
ولأن مافيه مصدر أفضل من المجرّب، تواصلنا مع عدد من شيوخ صبّار اللي عبّروا لنا عن أثر العمل المرن على جوانب مختلفة من حياتهم، حتى نسمع منهم عن علاقتهم بالعمل، ودوافعهم خلفه، وكيف تحديدًا استفادوا منه؟ 😌
ليش تعمل عمل جزئي مع ارتباطك بأشغال أخرى (دراسة/عمل آخر…)؟
وايش أضاف لك؟
ابتهال قطب | طالبة جامعة | 220 ساعة عمل
في الغالب الإجابة الوحيدة لهذا السؤال ممكن تكون عشان المكافأة المالية، وطبعا ما انكر هذا الشيء أكيد المكافأة هي سبب أساسي ولكن ليس الرئيسي.
كطالبة في بداية مشواري المهني، سبب من أسباب عملي كان لاكتساب المهارات والخبرات المهنية اللي ما أقدر اكتسبها من أي دراسة أو كتاب. مهارات زي التعامل مع الزبائن، التصرف الصحيح وقت المشاكل، وغيرها كثير بحسب طبيعة الشغل.
سبب آخر من الأسباب هو إني آخذ بريك من الدراسة و أقابل ناس جديدة واتعرف عليهم. سواءً كانوا العاملين في المكان، أو الزبائن. قصص وخبرات جديدة في كل مرة أداوم في مكان جديد!
عملي من خلال صبار من أمتع الأشياء اللي بدأتها خلال السنتين الماضية. في كل مرة اقدم في مكان جديد أعرف إني راح أستفيد شيء جديد.
من أهم الأشياء اللي استفدتها هو إني صرت أعرف أتعامل من مختلف الزبائن، بمختلف المتطلبات.
أيضًا صرت اجتماعية ما أخاف إني أتكلم أو ابدأ محادثة مع أحد.
فواز الرويلي | تخصص هندسة ميكانيكية | 5 ساعات عمل
للأمانة أعمل لأني ماحب الفراغ، واستفيد الخبرة لنفسي للمستقبل.
علي المدخلي | تخصص كيمياء حيوية | 149 ساعة عمل
أعمل عشان اكتسب خبره وفعلاً راح تكتشف اشياء كنت غافل عنها، أعمل عشان أجرب نفسي تحت الضغط جامعة والوظيفة وأيضًا أقسّم وقتي، بكذا كسبت وتعلمت إدارة الوقت بدون دورات. أعمل عشان يجيني دخل صح لكن والله إني تعرفت على ناس كأنهم اخوان، فتكوين العلاقات جدًا مهم.
نواف علي | تخصص هندسة نووية | 150 ساعة عمل
يهمني الحصول تجربة جديدة ومختلفة وأيضًا الاستفادة منها بشكل كامل.
استفدت من العمل الجزئي بتطوير وصقل بعض المهارات التي احتاجها في العمل، وأيضًا تعرفت على بعض الشخصيات التي فادتني كثيرًا في مجال العمل.
مثنى الغبين | تخصص طب أسنان | 502 ساعة عمل
صراحة محفزي الأساسي بالعمل الجزئي هو استغلال الوقت، لأني بالعادة إذا ماكنت أشتغل بكون أضيّع وقتي بشيء غير مفيد، وثاني محفز واللي يعتبر مهم جدًا بعد هو المال 💵 ، مين يقدر يرفض مصدر دخل إضافي؟
العمل الجزئي فادني بتخصصي وعملي الأساسي، العلاقات اللي كونتها استفدت منها كثير، خصوصًا إذا كنت صبور وخلوق معهم راح تكتشف انهم هم بنفسهم بيحاولون يقدمون لك كل شي يقدرون عليه عشان يساعدونك بعملك الأساسي اللي ممكن مايكون له أي علاقة بشغلك معهم وأحيانًا حتى بدون ماتطلب، يكفي انك ماتقصر معهم بشي وصدقني ماراح يقصرون معك.
وطبعا بما إن كل بيئة عمل تختلف عن الثانية، فهذي ميزة ماتلقاها الا بالعمل المؤقت لأنك تقدر تشتغل بأكثر من مكان، راح تفيدك كثير بالمهارات الاجتماعية واكتساب خبرات متنوعة جدًا.
ايش أهم أولوياتك المهنيّة؟
ابتهال قطب:
أهم أولوياتي هو إني أكتسب خبرات جديدة وعملية في كل مرة أجرب فيها عمل جديد. لكل عمل مهارات مخصصة، فأحاول بقدر ما أمكن إني أتعلم دائمًا.
فواز الرويلي:
إني أترك بصمة لنفسي مميزة.
علي المدخلي:
أول شي أعمل قائمة، مهي في ورقة لا في عقلي بناءً على أهميتها وأبدأ في التنفيذ والحمد لله حققت نجاحات كبيرة، لكن شي مره مهم لازم تكون مرن وتتقبل التغيير، وعاد نحنا الصبّاريين ماعلينا 😂
نواف علي:
إنجاز العمل على أكمل وجه.
مثنى الغبين:
في أول أيامي في أي مجال عمل جديد الأولوية بالنسبة لي هو إني أتقن الشغل عشان أقدر أنجزه بكفاءة عالية، وأستغل حماس البدايات الجديدة إني أتعلم بسرعة بدون ما أتنازل عن الجودة.
وبعد الاستقرار، ابدأ ابحث عن نقاط ضعف ومشاكل المكان اللي اشتغل فيه وأحاول أطورها أو ألقى لها حلول، لو شيد بسيط جدًا مثل إنك تحل مشكلة الصوت المزعج اللي يطلعه الباب كل ما انفتح. مافي مكان خالي من المشاكل والعيوب.. أهم شي تحط لك بصمة حتى لو ما لقيت اللي يقدّر الشغل الإضافي اللي تسويه وهو مو مطلوب منك.
يقول رالف والدو إمرسون: “السعادة ليست الهدف من الحياة، الهدف أن تكون نافعًا، شريفًا، رحيمًا، وأن تصنع حياتك فرقًا.” 🙏🏻
الآن دورك تسأل نفسك: لماذا أعمل، مالذي أريده بالضبط من عملي؟ ماهي أولوياتي المهنية؟
وسواءً وجدت إجابة أم لا، ترا باب صبّار مفتوح لك تعمل بمرونة وتتعرف على نفسك و دوافعك وأهدافك المهنيّة أكثر! 🌵🧡