تتعدد العوامل المؤثرة في أداء الموظفين ومستويات إنتاجيتهم وأبرزها بيئة العمل، إذ يتعين على كل صاحب عمل تهيئة البيئة المناسبة والإيجابية التي تنعكس إيجابيًا على معنويات الموظفين العاملين لديهم وتجعلهم مقبلين على العمل وتمكنهم من القيام بمهامهم الوظيفية على النحو الأمثل وبالتالي تزيد من إنتاجيتهم إلى أقصى حد، لذلك يُعد هذا الأمر من أهم الأمور التي يجب على الإدارة العليا في المؤسسات وضعها في الاعتبار لتحقيق أفضل نتائج الأعمال، وفي هذا المقال نوضح ما هي بيئة العمل وعناصرها لزيادة الإنتاجية وآثارها الإيجابية والسلبية وكيفية تحسينها للموظفين.
تعريف بيئة العمل:
تُعرف بيئة العمل بأنها الظروف المادية والنفسية والاجتماعية التي تشكل الإطار الذي يعمل به الموظفون، إذ تتضمن جميع العناصر التي تؤثر على شعور الموظف بالرفاهية ومن ثم تزيد من الإنتاجية اليومية ومستوى الأداء العام، الأمر الذي يجعل الموظفون يبحثون عن فرص العمل التي يجدون بها بيئة مريحة تتوافق وقيمهم الأساسية وتتعزز من نجاحهم وتحقيق أهدافهم المهنية.
وسواء كان نظام العمل بدوام كامل أو جزئي؛ فإن ظروف العمل وبيئة المكتب تؤثر بشكل كبير على أداء الموظفين، لأنهم مطالبين بالتكيف مع تلك الظروف وأداء واجباتهم الوظيفية داخل بيئة العمل التي وضعوا داخلها.
وكلما كانت بيئة العمل إيجابية وصحية وقائمة على التواصل الفعال وتوفر الموارد وإتاحة فرص التطور الوظيفي؛ ازدادت معدلات الرضا الوظيفي وانخفضت معدلات الدوران الوظيفي، وهو ما يؤثر بالإيجاب على المسار المهني للموظفين وعلى سمعة المؤسسة.
عناصر بيئة العمل لزيادة الإنتاجية:
هناك العديد من عناصر بيئة العمل الإيجابية التي تساعد على زيادة الإنتاجية، وتشمل ما يلي:
1- البيئة المادية
تلعب البيئة المادية دورًا بارزًا في تحسين أداء الموظفين وزيادة إنتاجيتهم، إذ يتعين على صاحب العمل تهيئة هذه البيئة لمساعدة الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم، من حيث توفير مساحات مكتبية واسعة تستوعب جميع المكاتب مزودة بتهوية وإضاءة جيدين، مع توفير الأثاث المناسب من كراسي وطاولات مريحة وأثاثًا مناسبًا لأوقات الاستراحة ومعدات المكاتب المطلوبة، والحفاظ على نظافة المكتب دائمًا.
2- ثقافة المؤسسة
من أهم العوامل التي تساعد على تعزيز إنتاجية الموظفين، ثقافة المؤسسة وقيمها المؤثرة على سياستها وبروتوكولاتها والتي توجه كل مهمة تقوم بها وكل هدف تحدده، ويجب أن تتوافق هذه الثقافة وثقافة الموظفين لضمان توافق الأهداف المهنية لكل موظف مع أهداف العمل.
ويجب أن تكون ثقافة المؤسسة قائمة على التشجيع على الإبداع والابتكار والتعاون والعمل الجماعي وتقديم التعليقات الإيجابية والاحترام واستيعاب التنوع والاحتفال بالموظفين الناجحين، فضلًا عن تقديم أصحاب العمل تعليقات بناءة لتحفيز الموظفين على تحسين أدائهم.
3- السلامة في مكان العمل
يشعر الموظفون بالمزيد من الأمان عندما يتبع أصحاب الأعمال لوائح الأمان المعمول بها في مختلف المؤسسات، ومن ثم يتخذون الإجراءات اللازمة لحماية الموظفين من أية مخاطر قد تواجههم في بيئة العمل، كما يعرضون اللوائح التي توضح كيفية استخدام الموظفون المعدات والآلات بشكل آمن، وكيفية الوصول إلى المخارج ومعدات الطوارئ والإسعافات الأولية.
4- التوازن بين الحياة والعمل
وهي من ظروف العمل التي تنعكس بالإيجاب على أداء الموظفين ومستوى إنتاجيتهم، وذلك إذا كانت المؤسسة تمنح موظفيها ساعات عمل مرنة وإجازات مدفوعة الأجر وخيارات للعمل عن بُعد، مع عدم تكليف أي موظف بمهام بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية، إذ تساهم جميع تلك العوامل في حصول الموظفين على الراحة الجسدية والعقلية الكافية من أجل شحن طاقاتهم لمواصلة العمل من جديد.
5- التقدير والمكافآت
من العوامل المعززة لإنتاجية الموظفين، حصولهم على التقدير الكافي من قِبل إدارة المؤسسة، إذ تعترف بجهودهم ومدى مساهماتهم في تحقيق أهدافها، وبالتالي تمنحهم المكافآت المادية والمعنوية التي تزيد من مشاركتهم وتحفزهم وتساعد على تحسين أدائهم.
6- فرص التدريب والتطوير
يولي جميع الموظفون اهتمامًا بتطوير مسارهم المهني، لذلك يُعد توفير المؤسسة برامج التدريب والتطوير والتوجيه دليلًا على حرصها على الاستثمار في أصولها وتطوير الموظفين ومساعدتهم على تقدمهم في الحياة المهنية، وكلما أتاحت المؤسسة هذه الفرصة لموظفيها؛ ازدادت إنتاجيتهم وازداد معدل رضاهم الوظيفي، فلا يضطرون للبحث عن فرص عمل في أماكن أخرى.
الآثار الإيجابية لبيئة العمل:
بات خلق بيئة عمل إيجابية أولوية لدى المؤسسات نظرًا للفوائد المتعددة التي تجلبها والتي يمكن إبرازها من خلال الآتي:
1- زيادة مشاركة الموظفين
تساهم بيئة العمل الإيجابية القائمة على الاحترام والدعم في تحسين معنويات الموظفين، لأنهم يشعرون بأنهم موضع تقدير من قِبل قيادة المؤسسة، وهو ما يزيد من حماسهم عند تأدية مهام وظائفهم وبالتالي تزداد مشاركتهم وإنتاجيتهم يتبعها زيادة في أرباح المؤسسة.
2- تحسين الاحتفاظ بالموظفين
تتمثل أهمية بيئة العمل الإيجابية في دورها في تمكين المؤسسات من الاحتفاظ بموظفيها، فعندما يعمل الموظفون في بيئة يسودها التقدير والدعم وتوفر لهم المؤسسة فرصًا للتطوير المهني؛ يختارون البقاء بها وعدم مغادرتها، وبالتالي يقل معدل الدوران الوظيفي وتقل فرص فقدان الإنتاجية، كما توفر المؤسسات التكاليف التي تتكبدها في توظيف وتدريب موظفين جدد.
3- تعزيز الابتكار والإبداع
تُعد بيئة العمل الإيجابية عاملًا أساسيًا في تعزيز الابتكار والإبداع لدى الموظفين، إذ أن العمل في بيئة هادئة خالية من النزاعات تسودها العلاقات الإيجابية يشجع الموظفين على التفكير خارج الصندوق والتعاون عبر مختلف الأقسام، ومن ثم يقدمون حلولًا مبتكرة للمشكلات وأفكارًا جديدة للمنتجات والخدمات تساعد على دفع نمو الأعمال.
تستطيع صبّار دعمك بالموظفين الأكفاء الذين يمتلكون مهارات الإبداع والابتكار التي تفيد عملياتك التجارية وتساعدك على بلوغ أهداف عملك.
4- زيادة إنتاجية الموظفين
يؤدي العمل في بيئة إيجابية إلى تحسين معنويات الموظفين، وبالتالي يصبحون أقل عرضة للإجهاد والإرهاق ومشاكل الصحة العقلية، وهو ما يساعد على انخفاض معدلات التغيب لأن الموظفون يشعرون بالدافع للذهاب إلى العمل، وبالتالي تزداد إنتاجية كل موظف بطريقة تساهم في تعظيم الإنتاجية الإجمالية للمؤسسة.
5- تحسين سمعة المؤسسة
تمتاز المؤسسة التي تحرص على خلق بيئة عمل إيجابية لموظفيها بسمعة طيبة بين الموظفين والعملاء والمستثمرين، تجعلها المكان المُفضل لأفضل المواهب، كما تمكنها هذه السمعة من الحصول على أفضل فرص الاستثمار والفوز بعملاء جدد.
6- ارتفاع رضا العملاء
كلما نجحت المؤسسة في تهيئة بيئة عمل إيجابية لموظفيها؛ ازداد رضا العملاء عن مستوى الخدمات المُقدمة، إذ أن شعور الموظفون بالراحة خلال العمل ينعكس على تفاعلاتهم مع العملاء، فيحرصون على حل مشكلاتهم وتقديم أفضل الخدمات لهم، وهو ما يعزز من رضاهم في النهاية ويجعلهم يوصون غيرهم بالتعامل مع المؤسسة.
7- تعزيز مرونة المؤسسات
من خلال بيئة العمل الإيجابية، تتمكن المؤسسات من تجاوز فترات التغيير بشكل أفضل، لأن الموظفون الذين يعملون في بيئة داعمة قادرون على التكيف والانفتاح على الأفكار الجديدة في أصعب الأوقات ولديهم رغبة مستمرة في إنجاح المؤسسة، وهو ما يعزز من مرونة المؤسسات المهمة في نمو الأعمال التجارية على المدى الطويل.
8- زيادة أرباح المؤسسة
من أبرز فوائد العمل في بيئة إيجابية، زيادة الأرباح الإجمالية للمؤسسات، وهو ما يتحقق نتيجة ارتفاع معنويات الموظفين والذي ينعكس على تحسين جودة المنتجات أو الخدمات المُقدمة للعملاء وجذب المزيد منهم، فضلًا عن جذب المستثمرين بسبب الصورة الجيدة للعلامة التجارية للمؤسسة.
الآثار السلبية لبيئة العمل:
على عكس العمل في بيئة إيجابية، فإن بيئة العمل السامة تضر بالموظفين والمؤسسات ككل، إذ تتمثل آثارها السلبية فيما يلي:
1- انخفاض الرضا الوظيفي
تؤدي بيئة العمل السلبية إلى شعور الموظفين بالإحباط يصحبه شعورًا بانخفاض الرضا الوظيفي، وذلك نتيجة عدم تقدير الإدارة جهودهم كما ينبغي وعملهم في بيئة غير صحية تجعلهم يشعرون بعدم جدوى ما يعملون.
2- ارتفاع معدل دوران الموظفين
يضطر الموظفون الذين يعملون في بيئة عمل سلبية إلى مغادرة المؤسسة التي لم توفر لهم سُبل الراحة اللازمة أو فرص التطوير أو ذات القيادة الضعيفة أو غير ذلك من العوامل، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع معدل دوران الموظفين وفقدان المؤسسة أفضل كوادرها، وبالتالي تصبح مكانًا طاردًا لأفضل الكفاءات وتتأثر سمعتها بالسلب.
3- انخفاض إنتاجية الموظفين
تنخفض معنويات الموظفين إذا كانوا يعملون في بيئة سيئة، إذ يشعرون بالإحباط الذي يثبط من حماسهم ويقتل داخلهم الدافع لتقديم أفضل أداء، وهو ما ينعكس مباشرة على إنتاجيتهم التي تنخفض بنسبة كبيرة.
4- ضعف العلاقات بين الموظفين
تتسبب بيئة العمل السيئة التي يسودها التحيز وتفتقر إلى التعاون في زيادة فرص نشوب النزاعات بين الموظفين نظرًا لعدم وجود أية فرصة للتعاون والتواصل بين بعضهم البعض، وهو ما يؤدي إلى إصابة الموظفين بالاكتئاب والقلق والإرهاق.
5- الخوف من المحاولة والفشل
دومًا ما يشعر الموظفون الذين يعملون في بيئة غير صحية بالخوف بشكل عام، سواء الخوف من ارتكاب الأخطاء والمخاطرة في العمل والفشل، أو الخوف من مشاركة الأفكار والتعبير عن الآراء والمخاوف لتجنب توقيع عقوبات، وهو ما يؤثر سلبًا على السلامة النفسية للموظفين.
6- الافتقار إلى الإبداع والابتكار
من آثار العمل في بيئة غير صحية الحد من قدرة الموظفين على التفكير خارج الصندوق وتقديم الحلول والأفكار الإبداعية والمبتكرة التي تفيد المؤسسة، وهو ما يؤثر بالسلب في تطوير مسارهم المهني.
كيفية تحسين بيئة العمل للموظفين:
للاستفادة من مميزات بيئة العمل الإيجابية، يتعين على أرباب الأعمال تحسين هذه البيئة للموظفين من خلال تنفيذ ما يلي:
1- توفير مكان عمل مريح
عند اختيار مكان العمل، يجب توفير جميع وسائل الراحة والرفاهية للموظفين، إذ توضع مكاتب الموظفين في مساحات واسعة مع وجود فواصل مناسبة بينها والحفاظ عليها خالية من الفوضى، إضافة إلى تنظيف مكان العمل يوميًا ومراعاة تزويده بإضاءة جيدة وتهوية جيدة.
2- ترسيخ ثقافة المنظمة وقيمها
يتعين على أرباب الأعمال تعريف الموظفين بالقيم الأساسية للمؤسسة، حتى يكونوا على دراية بها وينفذون مهامهم الوظيفية على أساسها، وبالتالي يتمكنون من تحليل وتقييم وتغيير مواقف عملهم، على أساس القيم الأساسية المحددة.
3- القيادة الفعالة
تُعد القيادة الفعالة جزءًا أساسيًا من بيئة العمل الإيجابية، لذلك يجب أن تعمل إدارة المؤسسة على تعزيز التواصل المفتوح مع الموظفين وتشجيع الاحترام بينهم ومنحهم تعليقات بناءة، مع إتاحة الفرصة للموظفين للمشاركة في المناقشات التي تخص المؤسسة وتشجيعهم على تقديم تعليقات واقتراحات للتحسين والتعبير عن آرائهم ومخاوفهم بحرية دون الخوف من أية عقوبات.
4- تعزيز التنوع والشمول
حتى يشعر الموظفون بأنهم يعملون في بيئة إيجابية وآمنة؛ يجب على القادة تعزيز ثقافة التنوع والشمول، من خلال الترحيب بتعيين موظفين مختلفين من حيث الدين والثقافة والعرق ومنحهم فرصًا واستحقاقات متساوية وتشجيعهم على المشاركة النشطة في عمليات المؤسسة.
5- وضع سياسات عمل مرنة
يتعين على أرباب الأعمال دعم الموظفين في الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية، من خلال منحهم خيارات عمل مرنة وخيار العمل عن بُعد وفترات راحة خلال يوم العمل وإجازات مدفوعة الأجر، وتقليل العمل الإضافي قدر الإمكان.
6- تعزيز الاعتراف بالموظفين والمكافآت
من الاستراتيجيات التي تزيد من شعور الموظفين بالانتماء إلى المؤسسة، الاعتراف بجهودهم وإنجازاتهم وتقديرها، من خلال تكريمهم أو منحهم المكافآت والحوافز والترقيات.
7- تشجيع التعاون والعمل الجماعي
من العوامل التي ترفع من معنويات الموظفين وتشعرهم بالعمل في بيئة إيجابية، قيام المؤسسة بتعزيز العمل الجماعي والتعاون بين مختلف الإدارات، وتشجيعهم على تبادل المعلومات ومساعدة بعضهم البعض والعمل معًا في المشاريع، مع تنفيذ الأنشطة والمناسبات الاجتماعية التي تزيد من تقاربهم وتمكنهم من بناء علاقات قوية داخل وخارج العمل.
8- توفير فرص التطوير المهني
يُعد الاستثمار في الموظفين من أهم العوامل المؤدية إلى خلق بيئة عمل إيجابية وجاذبة، لذلك يجب أن تساعد المؤسسات موظفيها على تحقيق التقدم في مسارهم المهني، من خلال إلحاقهم ببرامج تدريبية وورش عمل تساهم في تطوير مهاراتهم وتنمية معارفهم بمجال عملهم.
9- معالجة النزاعات بشكل فوري
عندما تحرص المؤسسة على معالجة النزاعات التي تنشأ بين الموظفين بشكل فوري ودون تحيز، فهي بذلك تخلق بيئة عمل قائمة على الإنصاف والنزاهة تجعل الموظفون يشعرون بأمان في العمل.
10- تشجيع المبادرات الصحية
حتى تظهر المؤسسة مدى اهتمامها بصحة موظفيها وحرصها على إعطاء الأولوية لرفاهيتهم؛ يتعين عليها تقديم برامج التأمين الصحي ودعم عضويات صالات الألعاب الرياضية ودعم الصحة العقلية.
تعاون مع صبّار للاستفادة من أفضل خدمات التوظيف
يمكنك الاستفادة من خدمات التوظيف المميزة التي تقدمها منصة صبّار وجعلتها في صدارة منصات التوظيف داخل المملكة العربية السعودية وتنال ثقة الكثير من المؤسسات في مختلف المجالات.
ستجد على صبّار عدد لا حصر له من السير الذاتية للمرشحين الأفضل داخل المملكة، من السعوديين وغير السعوديين القادرين على العمل بدوام كامل أو جزئي في قطاعات السياحة والترفيه والمطاعم والمقاهي والبيع بالتجزئة والخدمات، من ذوي المهارات والكفاءات المطلوبة.
تعمل صبّار بالذكاء الاصطناعي الذي يقوم بتصفية السير الذاتية للمرشحين حتى يختار لك الأنسب حسب معايير العمل التي تضعها، كما تتيح لك المنصة إجراء مقابلات فيديو مُسجلة مع كل مرشح تختاره حتى يتسنى لك اتخاذ قرار التعيين سريعًا.
وختامًا، فإن توفير بيئة عمل مريحة وإيجابية للموظفين بات ضرورة لا غنى عنها في سبيل استمرار أعمال المؤسسات وبقائها في مكانة مميزة في ركب المنافسة.