مهارات الكتابة - دليل شامل

مهارات الكتابة باتت من أهم المهارات الشخصية في بيئة العمل حاليًا، لأنها تتيح التواصل بوضوح مع الآخرين والتعبير عن الأفكار ونقل المعلومات بأسلوب منظم ومقنع، ولا تقتصر الكتابة على صياغة الكلمات فحسب، بل تشمل القدرة على ترتيب الأفكار، واختيار المفردات المناسبة، وتكييف الأسلوب مع طبيعة الجمهور المستهدف، وعلى الرغم من أن الكثير من الوظائف لا تتضمن الكتابة، إلا أنه لا بد من امتلاك هذه المهارات للتواصل الفعال عبر البريد الإلكتروني أو التقارير أو حتى الملاحظات السريعة، وفي هذا المقال نوضح تعريف مهارات الكتابة وأنواعها وفوائدها وكيفية تطويرها.

مهارات الكتابة:

مهارات الكتابة هي القدرة على التعبير عن الأفكار والآراء من خلال الكلمات المكتوبة، إذ يتم توصيل المعلومات للآخرين كتابة بشكل موجز وفعال، يسهل على متلقي الرسالة المكتوبة فهمها ومعرفة المغزى منها، دون استخدام الكثير من الحشو والكلمات غير المهمة.

ولا تقتصر مهارات الكتابة الفعل الفعلي للكتابة فحسب، بل تتضمن الإلمام بقواعد الكتابة، والبحث، والتخطيط ووضع الخطوط العريضة، والتحرير والإملاء والمراجعة، فضلًا عن معرفة المواقف التي تتطلب أساليب كتابة مختلفة والقدرة على تحديد نبرة مناسبة في النص.

وتُعد مهارات الكتابة من المهارات التي تُحظى باهتمام أصحاب العمل في أي صناعة، إذ يسعون لتوظيف أشخاص يتقنون تلك المهارات لأهميتها في صياغة المنشورات ورسائل البريد الإلكتروني والمستندات والتقارير بشكل جيد يقنع المستثمرين بالاستثمار في المؤسسة، أو يقنع العملاء بشراء المنتج أو الخدمة، فضلًا عن استخدامها في إنشاء محتوى لموقع إلكتروني، وتقديم ملاحظات على أعمال الآخرين، وكتابة المحتوى، والكتابة الإعلانية، وتدوين ملاحظات في أثناء الاجتماعات أو المواعيد أو التدريبات أو أي فعاليات مباشرة، وصياغة الوصف الوظيفي، وإعداد العروض التقديمية، وتحرير النصوص المكتوبة للآخرين.

وفيما يلي أبرز مهارات الكتابة بالتفصيل:

1- مهارة البحث

تُعد القدرة على إجراء البحث قبل الشروع في الكتابة من مهارات الكتابة بالغة الأهمية، فمن خلال البحث يمكن العثور على المعلومات الدقيقة المتعلقة بالموضوع المُراد الكتابة عنه، ويساعد هذا الإجراء في تحديد المحتوى الذي يجب تضمينه.

ويسعى الكاتب عند إجراء البحث للعثور على مصادر موثوقة وعالية الجودة، حتى يتمكن من تقديم معلومات دقيقة وصحيحة ومحدثة، ويستفيد خلال هذه العملية من الإحصاءات والأرقام التي تُظهر دقة البحث، والمراجع الخاصة بمواد البحث التي تضفي مصداقية على المحتوى.

2- مهارة التخطيط

تشير مهارة التخطيط إلى القدرة على تنظيم الجمل والفقرات بطريقة مقنعة تسهل على متلقي الرسالة فهمها ومعرفة المقصد من محتواها، وهو ما يتطلب رسم مخطط للأفكار المقرر تناولها وتحديد كيفية تنظيمها، مما يوفر للكاتب خارطة طريق لتتبعها في أثناء الكتابة، ويضمن دمج جميع المعلومات المهمة بالترتيب الصحيح، دون تكرار أو الانحراف كثيرًا عن النقطة الأساسية، بما يمنح النص المكتوب هيكلًا واضحًا.

وهناك بعض الكُتاب يعمدون إلى إنشاء المخطط التفصيلي قبل البدء في الكتابة خاصة إذا كانوا يواجهون صعوبة في التنظيم، والبعض الآخر يفضلون استخدامه خلال مرحلة التحرير.

تعرف على: مهارات الموظف الناجح - أهم 30 مهارة مهمة للموظف

3- مهارة التحرير

جميع النصوص المكتوبة تمر بمرحلة التحرير، وهي عملية تصحيح وتعديل النص للتأكد من صحته ودقة المعلومات الواردة فيه، وخلوه من أي خطأ نحوي أو إملائي أو مطبعي، وقد ينتج عن هذه العملية إجراء تغييرات كبيرة على الهيكل أو التنظيم أو المحتوى، أو تعديل الجمل أو الفقرات أو حذف البعض منها إن كانت غير ذات صلة لتحسين انسيابها أو لضبط النبرة المطلوبة.

وتفيد مهارة التحرير في العديد من المواقف المهنية، منها مراجعة التقارير والعروض التقديمية ورسائل البريد الإلكتروني قبل إرسالها.

توفر لك صبّار أفضل المرشحين في جميع التخصصات بسرعة ودقة، لتضمن انضمام الكفاءات المناسبة إلى فريقك وتحقيق أهداف شركتك بأعلى كفاءة.

4- مهارة القواعد النحوية والإملاء 

من مهارات الكتابة التي تصنع الفارق في النص المكتوب، القواعد النحوية التي تنظم استخدام اللغة وتساعد الجميع على التواصل بطريقة متشابهة، وبالتالي فهم بعضهم البعض بشكل أفضل، والعديد من أصحاب العمل يرفضون السير الذاتية مباشرة إذا احتوت على الكثير من الأخطاء الإملائية أو النحوية، لأن تلك الأخطاء دليلًا على عدم اهتمام صاحبها بالتفاصيل، فضلًا عن رفض بعض العملاء التعامل مع مؤسسات تحتوي اتصالاتها على أخطاء كتابية أو نحوية.

5- مهارة الإيجاز

تعني مهارة الإيجاز القدرة على التعبير المباشر والوصول إلى الفكرة بسرعة، إذ يفضل القراء قراءة النص الموجز الذي يخلو من أي حشو لا داعي له، ولكن من الضروري الأخذ في الاعتبار عدم الاختصار المفرط الذي يجعل الكاتب يبدو مقتضبًا وقد لا يساعد على توصيل المغزى من النص بشكل صحيح، لذا يجب إيجاد التوازن بين الإطالة المبالغ فيها والاختصار الشديد.

6- مهارة اختيار الكلمات

تتوقف جودة النص المكتوب على مدى ملاءمة كلماته المعنى المُراد توصيله، إذ أن اختيار الكلمات يعكس نبرة مختلفة ويغيّر المعنى، حتى لو كانت الكلمات مترادفات، فلا بد من مراعاة الكلمات والألفاظ المكتوبة حتى تتوافق والهدف من النص.

7- مهارة مواءمة الكتابة مع الجمهور

عند كتابة أي نص، من الضروري وضع الجمهور المتلقي في الاعتبار، وهي مهارة أساسية من مهارات الكتابة التي تساعد على وضوح الرسالة، وتجعل المتلقي يشعر بأن الكاتب يفهمه ويدرك احتياجاته.

وممارسة هذه المهارة تتطلب اختيار النبرة الصحيحة، فعند الكتابة للمستهلكين، يُفضل استخدام أسلوب محادثي يشعرهم وكأنهم يتحدثون لشخص حقيقي، أما عند الكتابة لعملاء من قطاع الأعمال أو إعداد مقترحات مشاريع، فيجب اعتماد أسلوب أكثر احترافية.

كما تتضمن هذه المهارة التأكد من أن جميع القراء قادرين على فهم المصطلحات الواردة في النص، مما يتطلب تحديد الجمهور المتلقي أولًا ثم اختيار المصطلحات التي تناسبه.

8- مهارة التنظيم والبنية

تُعد مهارة تنظيم النص من أهم مهارات الكتابة التي قد تجعل القارئ ينتبه للمحتوى بالكامل أو يفوت معلومات مهمة فيه، وتتضمن هذه المهارة وضع المعلومات المهمة في المقدمة، والفصل بين الأفكار المختلفة لزيادة الوضوح وجعل النص أسهل قراءة، وكذلك مراجعة النص بعد كتابته لتحديد أماكن بداية ونهاية كل فكرة، ثم فصلها بأسطر فارغة.

هل تواجه صعوبة في العثور على الموظفين المناسبين؟ نحن في صبّار نتولى المهمة عنك، من خلال شبكة واسعة من المرشحين المتميزين في جميع المجالات، نساعدك على سد الشواغر بأفضل الكفاءات وفي وقت قياسي.

أهمية مهارات الكتابة:

يحتاج المحترفون في أي مجال إلى امتلاك مهارات كتابة قوية، لأن جميع الوظائف تتطلب استخدام الكلمة المكتوبة بطريقة أو بأخرى، وفي هذه الحالة تتجلى أهمية مهارات الكتابة من خلال ما يلي:

1- تحسين التواصل

تُعد الكتابة إحدى وسائل التواصل وضمن مهارات الاتصال الشخصية، ومن خلال امتلاك مهارات الكتابة يمكن تحسين عملية التواصل مع الزملاء والعملاء وحتى الأصدقاء عبر رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وصقل تلك المهارات يجعل صاحبها يبدو أكثر كفاءة واحترافية.

2- تعزيز القدرة على مشاركة الأفكار

عند امتلاك مهارات كتابة قوية، يمكن مشاركة الأفكار والمعلومات ونقل المعارف والتعبير عن الآراء بطريقة يمكن للآخرين فهمها بسهولة، مع تضمن تلك المهارات وضوح النص المكتوب لتجنب سوء الفهم، سواء كان ذلك عبر بريد إلكتروني أو تدوينة أو كتاب.

3- تحسين التفكير النقدي

تساعد مهارات الكتابة على تحسين مهارة التفكير النقدي، فعند الكتابة باستخدام تلك المهارات يتم تنظيم الأفكار بشكل منطقي، وتقييم الحجج، وتقديم المعلومات بشكل مترابط، فضلًا عن أهميتها في تعزيز القدرة على اتخاذ القرارات في مختلف مناحي الحياة.

4- زيادة الإنتاجية

تلعب مهارات الكتابة دورًا بارزًا في زيادة الإنتاجية في العمل، لأنها تساعد على صياغة رسائل البريد الإلكتروني والتقارير والعروض التقديمية والمستندات بشكل أسرع، مما يقلل الحاجة إلى المراجعات والتعديلات، فيصبح هناك المزيد من الوقت الذي يمكن الاستفادة منه في تنفيذ مهام أكثر أهمية.

5- التقدم الوظيفي

تساعد مهارات الكتابة القوية على تحقيق التقدم الوظيفي، لأن تلك المهارات مطلوبة وذات قيمة في سوق العمل. العديد من المهن تتطلب تواصلًا كتابيًا ممتازًا، وبالتالي فإن امتلاكها يفتح الفرص أمام صناع القرار لمنح صاحبها الترقية المُستحقة.

6- النمو الشخصي

تفيد مهارات الكتابة في تعزيز النمو الشخصي، إذ تتطلب الكتابة الممارسة والجهد لتطويرها، ومن خلال تحسينها يمكن اكتساب عادات مفيدة مثل التفكير النقدي والتنظيم والإبداع، فضلًا عن اكتساب المعرفة من خلال البحث في الموضوعات التي يُكتب عنها، وهي الممارسة المنتظمة التي تحسن من النمو الشخصي على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا: مهارات الموظف المثالي - أهم 15 مهارة

كيفية تطوير مهارات الكتابة:

هناك مجموعة من الإرشادات التي يمكن تطبيقها من أجل تطوير مهارات الكتابة وتقديم النصوص بطريقة سهلة الفهم وموجزة، تشمل تلك الإرشادات ما يلي:

1- مراجعة أساسيات القواعد النحوية

من الاستراتيجيات الفعالة في تطوير مهارات الكتابة، مراجعة أساسيات القواعد النحوية التي تساعد على معرفة كيفية كتابة جمل كاملة وانتقاء الكلمات الصحيحة، وذلك عن طريق إجراء اختبارات القواعد عبر الإنترنت، والتدريب عليها بشكل منتظم، وبمجرد تحسن مستوى الكتابة، يمكن الانتقال إلى مستوى أعلى وتجربة اختبارات القواعد المتقدمة.

2- فهم الجمهور المُستهدف

من خلال التعرف على الجمهور متلقي الرسالة، يمكن اختيار الأسلوب المناسب، والنبرة الصحيحة، والكلمات الملاءمة، لذا قبل البدء في الكتابة من الضروري تحديد ما إذا كان النص موجه للعملاء، أو المستثمرين، أو المديرين،، حتى يتسنى صياغة الجمل التي تجذبهم.

3- قراءة المكتوب بصوت عالٍ

ثمة استراتيجية مهمة تنمي مهارات الكتابة، وهي قراءة النص المكتوب بعد الانتهاء من كتابته، إذ تساعد على اكتشاف الأخطاء الإملائية والنحوية، وملاحظة مشكلات النبرة والأسلوب وتراكيب الجمل، مما يتيح الفرصة لتصحيحها وإخراج محتوى خالٍ من العيوب.

4- القراءة كثيرًا

لن تتطور مهارات الكتابة ما لم يكن صاحبها قارئًا نهمًا، فعند الاستقرار على كتابة موضوع ما، من المهم قراءة محتوى مشابه له، مع استكشاف أساليب كتابة متنوعة لتوسيع الإبداع، مما يلهم لكتابة محتوى غني بالمعلومات وإتقان كل من السلاسة والنبرة، ومعرفة كيف يمكن دمج عناصر الكتابة المختلفة معًا بفعالية، فضلًا عن تطبيق ما تم تعلمه من القراءة على الكتابة.

5- ممارسة الكتابة يوميًا

من أفضل الطرق لتحسين مهارات الكتابة، ممارسة الكتابة بشكل يومي حتى في حال عدم الحاجة إلى ذلك، من خلال اختيار موضوعات أو أفكار للكتابة وتجربة مهارات مختلفة، إذ يفيد ذلك في معرفة أنواع الكتابة التي تحتاج إلى أكبر قدر من التحسين.

يمكنك الاعتماد على صبّار كشريك لك في البحث عن مستقبل أفضل، إذ نوفر لك مجموعة واسعة من الفرص الوظيفية في جميع التخصصات المُقدمة من كبرى الشركات بالمملكة.

استفد من خدمات التوظيف الاحترافية من صبّار

أكثر من 600 شركة كبيرة وصغيرة على المستوى المملكة تثق في صبّار لتزويدهم بأفضل المرشحين في جميع التخصصات، إذ نعتمد على منهجية دقيقة لاختيار الموظفين، ما يضمن لك فرق عمل قوية تقلل معدل دوران الموظفين وتزيد من إنتاجية شركتك.

تحتوي صبّار على قاعدة بيانات ضخمة لأكثر من 400 ألف باحث عن عمل، من السعوديين والأجانب، بخبرة أو من دون، المتاحين للعمل بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو عن بُعد، لنضمن لك تلبية جميع احتياجاتك الوظيفية في وقت قياسي.

الخاتمة:

مهارات الكتابة هي القدرة على التعبير عن الأفكار والمعلومات بوضوح وفعالية من خلال النصوص المكتوبة، مع مراعاة القواعد اللغوية، والتخطيط، والتنظيم، والتحرير، والإيجاز، واختيار الكلمات المناسبة وفقًا للجمهور المستهدف. هذه المهارات لا تقتصر على الكتابة نفسها، بل تشمل أيضًا البحث عن المعلومات الموثوقة، تحديد النبرة المناسبة، وضبط هيكل النص بحيث يكون سهل الفهم ويصل إلى الهدف المرجو. امتلاك هذه المهارات ضروري في بيئة العمل، حيث تسهم في إعداد التقارير، وصياغة الرسائل، وإنشاء المحتوى، وإقناع العملاء أو المستثمرين، إلى جانب استخدامها في العروض التقديمية والمستندات الرسمية.

تكمن أهمية مهارات الكتابة في تحسين التواصل، ومشاركة الأفكار بوضوح، وتعزيز التفكير النقدي، وزيادة الإنتاجية، والمساعدة في التقدم الوظيفي والنمو الشخصي. ويمكن تطويرها عبر مراجعة قواعد اللغة، وفهم الجمهور المستهدف، وقراءة النصوص بصوت عالٍ لاكتشاف الأخطاء، والإكثار من القراءة لتوسيع أساليب التعبير، إضافة إلى ممارسة الكتابة بانتظام لصقل الأسلوب وتنمية القدرة على الصياغة الاحترافية. هذه الممارسات تضمن إنتاج محتوى متقن يعكس الاحترافية ويحقق الأهداف المرجوة.