تخطيط الموارد البشرية وخطواته وأهدافه مع نماذج للتحميل

تخطيط الموارد البشرية هو حجر الأساس لضمان استمرارية المؤسسات ونجاحها، حيث يهدف إلى التنبؤ باحتياجات القوى العاملة المستقبلية وتحليل الفجوات المهارية، مما يمكن المؤسسات من تطوير استراتيجيات فعالة للتوظيف والتدريب وإدارة المواهب. من خلال هذه العملية، يتم تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والموارد المتاحة، مما يعزز الإنتاجية، يقلل التكاليف، ويدعم استدامة المؤسسة في بيئة عمل متغيرة.

تخطيط الموارد البشرية من أهم العناصر التي تساهم في نجاح المؤسسات، لأن استدامة الأعمال يحتاج إلى التخطيط للمستقبل والتنبؤ بالتغيرات في الموارد البشرية، وهنا يأتي دور تلك العملية التي تساعد على تحديد المواهب الحالية والمواهب التي قد تحتاجها المؤسسة مستقبلاً، ومن ثم تطوير استراتيجيات فعالة للتوظيف والتدريب والتطوير، وهو ما يضمن امتلاك المؤسسة المواهب المناسبة التي تلبي احتياجاتها الحالية والمستقبلية، لذلك نوضح في هذا المقال تعريف تخطيط الموارد البشرية ومراحلها وأهميتها وأهدافها والعوامل المؤثرة فيها، والفرق بين تخطيط القوى العاملة وتخطيط الموارد البشرية.

تعريف تخطيط الموارد البشرية:

يُعرف تخطيط الموارد البشرية بأنه العملية الاستراتيجية المنهجية تنطوي على التنبؤ باحتياجات المؤسسة من القوى العاملة مستقبلًا بما يتماشى مع أولوياتها الاستراتيجية العامة، ومن ثم التخطيط لتلبية تلك الاحتياجات لضمان تزويد المؤسسة بالموظفين ذوي المهارات المناسبة، في الوقت المناسب، وبالقدرة الكافية، في جميع الأقسام.

وتُعد تخطيط الموارد البشرية عملية مستمرة تهدف إلى تحسين رأس المال البشري الذي يُعتبر من أهم أصول المؤسسات، من خلال تجنب العجز أو الفائض في القوى العاملة، لذلك فهي لا تقتصر على تحديد احتياجات التوظيف فقط؛ بل تشمل أيضًا وضع احتياجات التدريب والتطوير الحالية والمستقبلية، ومعالجة الفجوات في مهارات الموظفين، وتنفيذ استراتيجيات اكتساب المواهب، وهو ما يمكن المؤسسات من تحقيق أهدافها الاستراتيجية والحفاظ على ميزتها التنافسية.

ويعتمد نجاح عملية تخطيط الموارد البشرية على مواءمة استراتيجيات الموارد البشرية مع الأهداف العامة للمؤسسة وتوقع اتجاهات القوى العاملة المستقبلية، مما يساعد في بناء فريق عمل قادرًا على الابتكار، يعزز من قدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها الاستراتيجية على المدى القصير، وضمان استمراريتها على المدى الطويل.

خطوات تخطيط الموارد البشرية:

يتولى قسم الموارد البشرية بالمؤسسة مهمة تنفيذ تخطيط وتطوير الموارد البشرية، واتباع مجموعة من الخطوات التي تضمن تنفيذها بكفاءة وفعالية، تشمل تلك الخطوات ما يلي:

1- تقييم الوضع الحالي للقوى العاملة بالمؤسسة

أولى مراحل تخطيط الموارد البشرية هو تقييم القوى العاملة الحالية بالمؤسسة من حيث نقاط قوتها وضعفها والفجوات المُحتملة بها، وهو ما يتطلب تحليل عدد الموظفين وأدوارهم وعمر كل موظف والتوقعات المتعلقة بالتقاعد، مع تقييم مهارات الموظفين وكفاءاتهم ومؤهلاتهم لفهم أي فجوات مهارية واحتياجات مستقبلية، إضافة إلى التعرف على مدى اندماج الموظفين ورضاهم الوظيفي باستخدام الاستطلاعات والتغذية الراجعة.

2- تحديد أهداف المؤسسة

في هذه المرحلة، يقوم قسم الموارد البشرية بتحديد الأهداف طويلة الأجل للمؤسسة، من خلال تحليل الخطة الاستراتيجية وتحديد الموارد البشرية التي تساعد على تحقيق تلك الأهداف، مما يساعد في تحديد نوع وكمية القوى العاملة المطلوبة.

3- التنبؤ باحتياجات القوى العاملة مستقبلًا

تُعد تلك المرحلة من أهم مراحل تخطيط الموارد البشرية، ففيها يتم التنبؤ بالاحتياجات المستقبلية من الموارد البشرية، يتضمن ذلك تنفيذ خطوتين وهما:

• التنبؤ بالعرض: ينطوي التنبؤ بالعرض على تحديد الثغرات المحتملة في الموارد البشرية، والتخطيط وفقًا لذلك، ويشمل ذلك تقييم الموظفين الحاليين لتحديد مدى تلبيتهم لمتطلبات العمل وأهداف المؤسسة، فضلًا عن التنبؤ بحالات التقاعد المتوقعة، والترقيات، واستقالات الموظفين أو حالات التسريح، التي تؤدي إلى وجود وظائف شاغرة.
• التنبؤ بالطلب: في التنبؤ بالطلب يتم التركيز على عدد الموظفين المطلوبين والمهارات التي يمتلكونها من أجل تحقيق أهداف المؤسسة مستقبلًا، أو لتلبية احتياجات السوق.

4- تحديد الفجوات في الموارد البشرية

رابع مراحل تخطيط القوى العاملة في الموارد البشرية هي إجراء تحليل الفجوات من أجل تحديد الفجوات بين الموارد البشرية الحالية ومقارنتها بالتوقعات المستقبلية لاحتياجات المؤسسة، وهو ما يساعد على التعرف على أي اختلال بين عرض المواهب والطلب عليها.

وفي هذه المرحلة، يتم تحليل ملف القوى العاملة الحالي من حيث المهارات والكفاءات والمؤهلات ومستويات الأداء ومؤشرات المشاركة والرضا، ثم تحديد احتياجات التوظيف المستقبلية استنادًا إلى تنبؤات العرض والطلب، ثم المقارنة بين النتيجتين، وبناءً على تلك المقارنة يمكن تحديد الفجوات في عدد الموظفين الإضافيين المطلوبين لأدوار معينة والمهارات المفقودة وتحديد فجوات الإحلال الوظيفي أو القادة المستقبليين المحتملين.

5- تطوير خطة الموارد البشرية

بعد تحديد الفجوات في الموارد البشرية، تأتي خطوة تطوير الخطة التي تساعد على سد ومعالجة تلك الفجوات، وهي الخطة التي يجب أن تتماشى مع الأهداف الرئيسية للمؤسسة، إذ تنطوي على استخدام برنامج توظيف قوي لاستقطاب موظفين بمهارات متخصصة، أو تطوير وتدريب الموظفين الحاليين، أو التخطيط للإحلال الوظيفي، أو خطط تقليص أو إعادة توزيع القوى العاملة، ومن خلال تنفيذ أيًا من تلك الاستراتيجيات تضمن المؤسسة توفر الأشخاص المناسبين بالمهارات المناسبة في الوقت المناسب.

‍

تساعدك صبّار على تنفيذ تخطيط الموارد البشرية بكفاءة من خلال إمدادك بأفضل الكفاءات وأصحاب المواهب في جميع التخصصات.

6- تنفيذ خطط الموارد البشرية

بعد تطوير الخطة اللازمة لمعالجة الفجوات في القوى العاملة والمهارات المطلوبة، يتم تنفيذ تلك الاستراتيجيات من خلال وضعها موضع التنفيذ، وإدارة التغييرات اللازمة لتحقيق التكوين المثالي للقوى العاملة، وذلك عن طريق التواصل الفعال بين مختلف الأقسام، وإبلاغ أصحاب المصلحة بتلك الخطة لإشراكهم في عملية التخطيط، وتقديم التدريب والدعم للمديرين والقادة التنفيذيين لضمان فهمهم الكامل للخطة، إضافة إلى تطوير عمليات سير العمل لدعم المبادرات الخاصة بالموارد البشرية.

7- المتابعة والتقييم

آخر مراحل تخطيط الموارد البشرية، هي متابعة وتقييم فعالية الخطة التي جرى تنفيذها، يتضمن ذلك تتبع تقدم الاستراتيجيات، وتقييم تأثيرها على أداء الموظفين والمؤسسة، والتدخل واتخاذ إجراءات تصحيحية عند الحاجة، وهو ما يتطلب الانتظام في تحليل بيانات القوى العاملة لقياس مؤشرات رئيسية مثل معدلات التوظيف، معدل دوران الموظفين، وتحسينات الأداء، مع إجراء مراجعات رسمية ربع سنوية أو سنوية لتقييم تأثير الخطة على أهداف العمل مثل الرضا الوظيفي العام والاحتفاظ بالموظفين والإنتاجية، بما يضمن في النهاية بلوغ النتائج المرجوة وبقاء خطط الموارد البشرية متماشية مع أهداف المؤسسة.

أهداف تخطيط الموارد البشرية:

هناك العديد من الأهداف التي تسعى المؤسسات لتحقيقها من خلال تنفيذ عملية تخطيط الموارد البشرية، تشمل تلك الأهداف ما يلي:

• توقع التغييرات في تطورات الأعمال والاحتياجات المستقبلية للموظفين، والاستعداد لها جيدًا.
• تحديد المتطلبات الوظيفية والمهارات المتغيرة، لضمان استجابة المؤسسات لأي تغيير.
• ضمان التوظيف السريع استجابة للتغيرات التنظيمية وتغيرات السوق، وتطورات التكنولوجيا، وتفضيلات العملاء.
• تحسين استراتيجيات التوظيف لضمان تعيين الموظفين المناسبين في المناصب المناسبة.
• تطوير مهارات القوى العاملة لتمكينها من تقديم أفضل أداء وتحسين إنتاجيتها، وتحقيق التقدم الوظيفي المنشود، ومن ثم زيادة الرضا الوظيفي.
• تحسين ميزانية الموارد البشرية وتخصيص الموارد بكفاءة لدعم تخطيط القوى العاملة بطريقة فعالة من حيث التكلفة وتعظيم العائد على رأس المال البشري.

الفرق بين تخطيط القوى العاملة وتخطيط الموارد البشرية:

على الرغم من ارتباط مصطلحي تخطيط القوى العاملة وتخطيط الموارد البشرية بإدارة الأفراد في المؤسسات، إلا أن هناك عدة اختلافات بينهما تشمل ما يلي:

التعريف

• تخطيط القوى العاملة: هو عملية مستمرة ومنهجية تتضمن تحديد عدد الموظفين التي تحتاج إليهم المؤسسة لضمان استمرارية أعمالهم وتحقيق أهدافها التشغيلية.
• تخطيط الموارد البشرية: هو عملية استراتيجية أعم وأشمل تهدف إلى تحقيق الأهداف طويلة المدى للمؤسسة من خلال إمدادها بالكفاءات والمهارات المطلوبة حاليًا ومستقبلًا.

التركيز

• تخطيط القوى العاملة: يركز على عدد الموظفين الذي تحتاج إليه مختلف الأقسام من أجل شغل وظائف محددة، كما يركز على كيفية إدارة المهارات في المستقبل، مع الأخذ في الاعتبار التطورات التكنولوجية والتغيرات في سوق العمل.
• تخطيط الموارد البشرية: تركز تلك العملية على تطوير مهارات وكفاءات الموظفين الحاليين وتحقيق التوافق بين احتياجات المؤسسة وإمكانات العاملين، واستقطاب المواهب لتلبية الاحتياجات الوظيفية للمؤسسة مستقبلًا.

النطاق

• تخطيط القوى العاملة: يتعامل مع الاحتياجات الحالية للمؤسسة، وبالتالي نطاق تلك العملية قصير المدى.
• تخطيط الموارد البشرية: يتعامل مع الاحتياجات المستقبلية للمؤسسة، وبالتالي نطاق تلك العملية طويل المدى.

الأهداف

• تخطيط القوى العاملة: يهدف إلى التأكد من وجود العدد المناسب من الموظفين، وعدم وجود نقص أو فائض فيه.
• تخطيط الموارد البشرية: يهدف إلى تحسين عملية التوظيف، وضمان توفر المهارات المناسبة لتحقيق أهداف المؤسسة، وتعزيز التطوير الوظيفي للموظفين، وتحسين بيئة العمل، وتقليل معدل الدوران الوظيفي.

كتب تخطيط وتوظيف الموارد البشرية:

هناك العديد من الكتب المتخصصة في تخطيط وتوظيف الموارد البشرية، يمكن الحصول منها على معلومات خاصة بتلك العملية، من أبرزها ما يلي:

1- كتاب التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية

قام بتأليف كتاب التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية كلًا من مونيكا بيلكورت وكينيث جيمس ماكبي، إذ تناولا خلاله كيفية مواءمة استراتيجيات الموارد البشرية مع الاستراتيجيات العامة للمؤسسة، وأهمية تخطيط وتنفيذ السياسات والممارسات التي تلبي احتياجات كل مؤسسة، مع التركيز على موضوعات مثل صياغة وتنفيذ الاستراتيجيات، تخصيص الموارد، الإدارة الفعالة لضمان نجاح الاستراتيجية المختارة داخل المؤسسة.

2- كتاب تخطيط الموارد البشرية

يتناول كتاب تخطيط الموارد البشرية لمؤلفه دي كيه باتاشاريا جميع جوانب تلك العملية، إذ يركز على السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالموارد البشرية، وكيفية التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية، وما هي العلاقة بين تخطيط الموارد البشرية والتوظيف والاختيار والتوجيه، وكيفية تخطيط وتطوير المسار الوظيفي والتخطيط للتعاقب الوظيفي، وأحدث الاتجاهات في تخطيط الموارد البشرية.

3- كتاب إدارة الموارد البشرية: تحقيق ميزة تنافسية

يركز كتاب إدارة الموارد البشرية: تحقيق ميزة تنافسية للمؤلف ريموند نوي على موضوعات مهمة، مثل كيف تستخدم المؤسسات الموارد البشرية كأداة لتحقيق ميزة تنافسية مستدامة، وكيفية تحليل وتوصيف الوظائف لضمان اختيار الأشخاص المناسبين، والاستراتيجيات التي يمكن استخدامها في تخطيط الموارد البشرية من أجل تلبية الاحتياجات المستقبلية للمؤسسة، وأفضل استراتيجيات وممارسات التوظيف وجذب المواهب.

4- كتاب التنبؤ بالموارد البشرية والاستراتيجية

كتاب التنبؤ بالموارد البشرية والاستراتيجية من تأليف جاك جي فيليبس وباتريشيا بوليام فيليبس، اللذان تناولا على أهمية التنبؤ بالموارد البشرية، وكيفية وضع استراتيجيات تساعد على إدارتها بفعالية، وكيفية التعامل مع الفجوات بين العرض والطلب على المهارات، وكيف تتمكن المؤسسات من التكيف مع التغيرات المستمرة في بيئة العمل.

نموذج تخطيط الموارد البشرية:

يمكنك تحميل نموذج تخطيط الموارد البشرية بصيغة excel التالي واستخدامه في تسجيل نتائج تنفيذ استراتيجيات تخطيط الموارد البشرية.

وظف فريق العمل المثالي مع صبّار

سواء كنت بحاجة إلى موظفين للعمل بدوام كامل أو جزئي، من مقر العمل أو عن بُعد في أي تخصص، يمكنك الاعتماد على منصة صبّار للتوظيف التي توفر لك أفضل الكفاءات والمواهب في سوق العمل.

بدلاً من قضاء ساعات طويلة في تصفح السير الذاتية وإجراء المقابلات، تتولى صبّار تلك المهمة، فقط قم بتوضيح متطلباتك من الموظفين، وسوف تجد أمامك قائمة بالمرشحين المتوافقين مع احتياجاتك، بما يلائم حجم وطبيعة شركتك، لضمان تعيين أفضل الكفاءات بأقل التكاليف الممكنة وأسرع وقت.

الخاتمة:

تخطيط الموارد البشرية هو عملية استراتيجية تهدف إلى ضمان التوافق بين احتياجات المؤسسة المستقبلية من القوى العاملة وأهدافها العامة. يتضمن ذلك تقييم الوضع الحالي للموظفين من حيث العدد والمهارات، والتنبؤ بالطلب المستقبلي على العمالة، وتحليل الفجوات بين الموارد البشرية الحالية والمطلوبة، ثم وضع استراتيجيات لسد هذه الفجوات، سواء من خلال التوظيف، أو التدريب، أو إعادة توزيع الموظفين. هذه العملية المستمرة تساعد المؤسسات على تحقيق أهدافها بكفاءة، وتقليل التكاليف، وتحسين استغلال الموارد البشرية المتاحة.

تأثر تخطيط الموارد البشرية بعدة عوامل داخلية وخارجية، مثل احتياجات التوظيف، الميزانية، بيئة العمل، وسياسات المؤسسة، إلى جانب عوامل خارجية كالتشريعات الحكومية، التغيرات التكنولوجية، والظروف الاقتصادية. تكمن أهمية التخطيط في تحسين جودة التوظيف، زيادة الإنتاجية، معالجة فجوات المهارات، وتعزيز ميزة المؤسسة التنافسية. كما يدعم التخطيط الناجح استدامة المؤسسة من خلال إدارة المخاطر، وضمان الامتثال القانوني، وتعزيز مرونتها في مواجهة التغيرات السوقية والتنظيمية.