عدم تقدير الموظف وآثاره وكيفة التعامل مع عدم التقدير في العمل

عدم تقدير الموظف يؤثر سلبًا على الأداء والروح المعنوية، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة معدل الدوران الوظيفي، ويشمل ذلك تجاهل الجهود وعدم الاعتراف بالإنجازات، مما قد يدفع الموظفين للبحث عن بيئة أكثر دعمًا، ولتجنب هذه المشكلة، يمكن للمؤسسات تعزيز ثقافة التقدير عبر المكافآت، والتغذية الراجعة الإيجابية، وفرص التطوير المهني، مما ينعكس إيجابًا على رضا الموظفين واستقرار المؤسسة.

عدم تقدير الموظف وتجاهل الاعتراف بجهوده في العمل من أهم العوامل التي تؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية، وتراجع الإنتاجية، مما يدفع الموظف للتفكير جديًا في تقديم استقالته والبحث عن مكان آخر يقدر جهوده بالشكل المطلوب، فضلًا عن الآثار السلبية الناتجة عن ذلك بالنسبة للمؤسسات، الأمر الذي يجعل من تقدير الموظفين ضرورة لا غنى عنها في سبيل تعزيز الاستقرار داخل المؤسسات، وفي هذا المقال نوضح ما هو التقدير في العمل، ومعنى عدم تقدير الموظف وآثاره، وكيف يتعامل معه الموظف وصاحب العمل.

ما هو التقدير في العمل؟

يشير التقدير في العمل إلى اعتراف المؤسسة بالجهود والمساهمات التي يقدمها الموظفون داخل بيئة العمل، التي تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تحقيق أهداف المؤسسة، ومن خلال هذا التقدير تظهر المؤسسة لموظفيها أن جهودهم ملحوظة وأنها محل امتنان من قِبل الإدارة، مما يشعرهم بقيمتهم وأهميتهم.

ويمكن للمؤسسات تقدير موظفيها بأكثر من طريقة، سواء عن طريق منح مكافآت مالية، أو الشكر العلني، أو الترقيات، أو فرص التطوير المهني، أو الامتيازات الخاصة مثل ساعات العمل المرنة، الإجازات المدفوعة، أو توفير بيئة عمل مريحة.

ويُعد التقدير في العمل إجراءً بالغ الأهمية، نظرًا لدوره في زيادة الدافع لدى الموظفين وتحسين الأداء وتعزيز الإنتاجية، وتعظيم الشعور بالرضا الوظيفي، مما يؤدي في النهاية إلى خلق بيئة عمل إيجابية قائمة على الدعم، وتعزيز استقرار المؤسسة.

عدم تقدير الموظف:

عدم تقدير الموظف يعني تجاهل جهوده وعدم الاعتراف بمساهمته في بيئة العمل، إذ يشعر الموظف أن جهوده قد مرت دون أن يلاحظها أحد من المديرين أو المشرفين، وكذلك إدارة المؤسسة، فلا يسمع كلمة ثناء أو تعليقًا على إنجازًا حققه أو هدفًا ساهم في بلوغه.

كما يشمل عدم تقدير الموظف عدم حصوله على فرص للتطوير المهني امتنانًا لجهوده، وكذلك عدم حصوله على التقدير المُستحق الذي تقر من خلاله المؤسسة بجهوده، مما يؤدي إلى انخفاض روحه المعنوية، وتثبيط حماسه في العمل، وتراجع مستويات إنتاجيته، فضلًا عن الشعور بالإحباط الذي يدفعه للتفكير للبحث عن وظيفة في مكان آخر يجد فيه التقدير الذي يبحث عنه.

آثار عدم تقدير الموظف:

ينتج عن عدم تقدير جهود الموظف العديد من الآثار السلبية التي تعود عليه وعلى فريق العمل والمؤسسة بالكامل، تشمل ما يلي:

1- انخفاض الروح المعنوية

من أبرز الآثار السلبية الناجمة عن عدم تقدير جهود الموظف، انخفاض روحه المعنوية نتيجة عدم تلقيه التقدير اللازم لجهوده، مما يؤثر سلبًا على مزاجه وأدائه اليومي، ويفقده الدافع لتقديم أفضل ما لديه.

2- تراجع الأداء والإنتاجية

الموظف الذي لا يشعر بالتقدير اللازم في العمل يتراجع أداءه ومستويات إنتاجيته، لأنه لم يعد يمتلك الحافز لتقديم أفضل أداء، ولا يرى جدوى من بذل مجهود إضافي، مما يؤدي إلى تراجع جودة الأداء.

3- انخفاض الرضا الوظيفي

يؤدي تجاهل المؤسسة جهود ومساهمات الموظف إلى شعوره بعدم الرضا الوظيفي، لأنه يرى أن جهوده مُهمشة وغير مُقدرة، وهو ما يؤثر على معنوياته بشكل عام ويساهم في خلق بيئة عمل سلبية.

4- تراجع مستوى التعاون

الموظف الذي لا تُحظى جهوده بالثناء والتقدير اللازمين هو الأقل رغبة في التعاون مع زملائه في الفريق، وإذا ساد هذا الشعور داخل أكثر من موظف، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف العمل الجماعي وانخفاض مستوى الابتكار.

5- مشكلات الصحة النفسية

يؤدي انخفاض معنويات الموظف الذي لا تُقدر جهوده إلى زيادة مستويات التوتر والقلق والإرهاق الوظيفي، ويمكن أن يشعر الموظف بالعزلة وغياب الدعم، وهو ما يؤثر على صحته النفسية بالسلب.

6- زيادة معدل الدوران الوظيفي

من أبرز تداعيات عدم تقدير جهود الموظف إصابته بالإحباط الذي يدفعه للبحث عن فرصة عمل في مكان آخر يجد فيه التقدير المطلوب، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع معدل الدوران الوظيفي داخل المؤسسة، مما يكبدها خسائر تشمل تعطل سير العمل، وفقدان الكفاءات، فضلًا عن تكاليف توظيف وتدريب موظفين جدد.

7- توتر بيئة العمل

نظرًا لأهمية تقدير عمل الموظفين في تعزيز الشعور بالسعادة والرضا في بيئة العمل وجعلها بيئة إيجابية ومشجعة على الإنتاج، مما يساعد الموظفين على بناء علاقات جيدة مع مديريهم وزملائهم وتحسين التعاون داخل الفريق، فإن غياب هذا التقدير يؤدي إلى انتشار الإحباط بين الموظفين، مما يؤثر على التعاون والعلاقات بينهم ويزيد من التوتر في بيئة العمل.

8- ضعف الولاء للمؤسسة

عندما لا يجد الموظف التقدير الذي يستحقه من المؤسسة مهما بذل من جهود وقدم من إسهامات، فإن ولائه لتلك المؤسسة يقل بمرور الوقت، مما يجعله أقل التزامًا بأهدافها ورؤيتها، وأقل رغبة في المساهمة في نجاحاتها.

9- تراجع الابتكار والإبداع

يترتب على عدم تقدير جهود الموظف وشعوره بالإحباط في مكان العمل، التوقف عن التفكير الإبداعي، والاكتفاء بالحد الأدنى من العمل، إذ لا يجد الموظف الاعتراف اللازم بأفكاره المبتكرة ومبادراته في العمل.

10- اكتساب سمعة سلبية للمؤسسة

عندما تتجاهل المؤسسة جهود موظفيها ولا تُقدر إنجازاتهم، فإن ذلك يترك آثارًا سلبية تمتد إلى سمعتها، إذ تصبح بيئة طاردة للعمل وغير جاذبة لأفضل المواهب، سواء كان ذلك نتيجة مغادرة موظفيها باستمرار بسبب قلة التقدير ومن ثم تصنيفها كمكان غير مستقر للعمل، أو تعبير هؤلاء الموظفين عن استيائهم من خلال تقييمات سلبية على مواقع التقييم الوظيفي أو وسائل التواصل الاجتماعي.

كيف تتعامل مع عدم التقدير في العمل؟

إذا كنت موظفًا وتعاني من تجاهل مساهماتك وإنجازاتك في العمل، إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للتعامل مع هذا الوضع وتحسين تجربتك المهنية:

1- قيم وضعك من منظور محايد

حتى تعالج نقص التقدير في مكان العمل، فإن أول ما يتعين عليك فعله هو تقييم وضعك بموضوعية، من خلال تدوين المجالات التي تشعر فيها بعدم التقدير، وكذلك المجالات التي تحظى بتقدير من قِبل زملائك، إذ يساعدك ذلك على الحصول على رؤية أكثر حيادية لموقفك، وتقييم مقدار التقدير المتوقع.

2- قم ببناء علاقات مع الإدارة

عندما تشعر بعدم التقدير في العمل، يمكنك بناء علاقات مهنية مع الإدارة، حتى يكون لديها فهمًا حول قدراتك وما يمكن أن تقدمه، مما يجعل جهودك وإسهاماتك ملحوظة، كما أن تلك العلاقات مفيدة عندما تقرر طرح المشكلة للنقاش، إذ تساعد في خلق بيئة أكثر إيجابية.

3- اتخذ خطوات لزيادة ظهورك في مكان العمل

حتى تصبح إنجازاتك ومساهماتك بارزة للآخرين في مكان العمل، إليك بعض الطرق التي يمكنك اتباعها لتحقيق ذلك وهي:

• ابحث عن فرص للتطوير المهني من أجل اكتساب خبرات ومهارات جديدة وتطوير مهاراتك الحالية، لأن ذلك سوف ينعكس على أدائك وإنتاجيتك بالإيجاب.
• إذا لاحظت مشكلة أو تحديًا في مكان العمل، لا تتردد في محاولة تحديدها واقتراح حلول مناسبة لها، إذ أن استباقيتك في حل المشكلات تعزز من علاقتك بقائد الفريق وتظهر التزامك بنجاح الفريق ككل.
• من الوسائل الفعالة لزيادة ظهور مجهودك في العمل، أخذ زمام المبادرة وعرض تنفيذ مهام إضافية إذا كان وقتك وطاقتك يسمحان لك بذلك.
• يمكنك تعزيز ظهورك وزيادة تأثيرك في بيئة العمل من خلال مشاركة أفكارك وإبداء وجهة نظرك في اجتماعات الفريق، وكذلك مشاركتك في جلسات العصف الذهني وتقديم الاقتراحات.

4- تواصل مع قائد فريقك

من المهم أن تربطك بقائد فريقك علاقة مهنية إيجابية حتى في ظل غياب التقدير من الإدارة، إذ تشجعك تلك العلاقة على مناقشة الوضع معه والتحدث معه بصراحة حول مستوى التقدير الذي تتلقاه والمستوى الذي ترجوه، واشرح له كيف يساعد التقدير المناسب على تحسين الحافز والأداء والإنتاجية لك وللفريق بالكامل.

5- ابحث عن عمل آخر

إن لم تجد أيًا من الطرق السابقة نفعًا، واستمر تأثير عدم التقدير على صحتك النفسية ورضاك الوظيفي، ففي هذه الحالة يكون من المفيد البحث عن وظيفة أخرى أو مؤسسة جديدة أكثر دعمًا وتقديرًا للمجهودات، حتى تعمل في بيئة تشعرك بالتمكين والثقة.

كيف تتعامل مع الموظف الذي تعرض لعدم تقدير:

إذا كنت قائدًا لفريق أو مديرًا في مؤسسة ما، وتلقيت شكوى من أحد الموظفين بعدم تلقيه التقدير المُستحق، إليك الطرق التالية حتى تتعامل مع الموقف بوعي واحترافية:

1- استمع لمشاعر الموظف وتعاطف معه

أول ما يتعين عليك فعله عندما يشكو إليك أحد الموظفين من غياب التقدير، هو الاستماع لشكواه جيدًا، ومعرفة سبب شعوره بعدم التقدير، واظهر تعاطفك معه حتى يشعر باهتمامك بشكواه.

2- قم بإنشاء برنامج رسمي لتقدير الموظفين

حتى يصبح التقدير ثقافة عامة داخل المؤسسة، يجب أن تعمل على إنشاء برنامج رسمي لتقدير الموظفين، يتم تطبيقه بعدالة عبر جميع الأقسام، يتضمن مكافأة الموظفين على جهودهم ومساهماتهم، مع توجيه كلمات الشكر لهم سواء كان ذلك بشكل علني في الاجتماعات، أو بشكل شخصي عبر البريد الإلكتروني، أو في جلسات فردية.

3- قدم المكافآت والترقيات للموظفين

حتى يكون تقدير الموظفين ملموسًا في المؤسسة، من المهم الاعتراف بإنجازات الموظفين من خلال الترقيات، وزيادة الرواتب، والمكافآت عندما يكون ذلك مناسبًا، لأن ذلك يبرهن لهم استثمار المؤسسة في نجاحهم المستمر وسعادتهم في العمل.

4- شجع التغذية الراجعة الإيجابية

من وسائل التقدير الفعالة التي تساهم في خلق بيئة عمل صحية، التقدير غير الرسمي الذي ينطوي على تقديم ملاحظات إيجابية مستمرة للموظفين، مع تعزيز التقدير المتبادل بين الزملاء، إذ تكون لتعبيرات الامتنان والإشادات بين الزملاء تأثير إيجابي على معنويات الموظف.

5- قدم فرص للتطور والنمو

بصفتك قائدًا في الفريق أو مديرًا في المؤسسة، يمكنك إثبات مدى اهتمام إدارة المؤسسة بالاستثمار في نجاح الموظفين من خلال تقديم فرص للتعلم والتطور المهني، مثل الدورات التدريبية أو الترقيات أو تولي مشاريع جديدة تتطلب مهام أكبر، حتى تظهر للموظف أنك تثق في مهاراته وقدرته على تنفيذ مهام أكثر تعقيدًا.

6- قدم تعويضات تنافسية

عندما يشكو إليك موظف ما من عدم حصوله على التقدير اللازم، يمكنك النظر في حزم التعويضات التي تُصرف للموظفين لمعرفة ما إذا كانت تناسب مجهوداتهم والإنجازات التي يقدمونها للمؤسسة، وتأكد من أنها تتوافق مع التعويضات المتعارف عليها في الصناعة، وإن لم تكن كذلك؛ اقترح على إدارة المؤسسة إعادة النظر فيها لضمان حصول كل موظف على ما يناسب خبرته ومهاراته وجهوده.

7- نظم فعاليات لتقدير الموظفين

حتى يشعر الموظف بأنه ذو قيمة بالنسبة للمؤسسة، من المهم أن تعمل على تنظيم فعاليات سواء على مستوى المؤسسة بأكملها أو على نطاق أصغر داخل الفرق أو الأقسام، مثل اجتماعات سنوية أو ربع سنوية، يتم فيها تكريم إنجازات الأفراد والفرق، يمكنك في هذه الفعاليات تقديم جوائز مثل موظف الشهر، وجائزة للابتكار أو القيادة، للتعبير عن تقدير المؤسسة للموظفين، إذ يساعد ذلك أيضًا على تعزيز العلاقات بين الموظفين والمديرين، مما يخلق ثقافة عمل قوية.

8- قل شكرًا في الوقت المناسب

عندما يحقق الموظف إنجاز ما، فهو يحتاج إلى سماع كلمة إشادة بجهوده، لذلك كُن حريصًا على قول كلمة "شكرًا" في الوقت المناسب، مثل بعد إنجاز مشروع أو عندما يُبدي الموظف مبادرة، أو يتجاوز مسؤولياته، أو يحل مشكلات معقدة، أو عندما يقدم الموظف مساهمة تساعد في تحسين بيئة العمل أو عند مساعدة أحد الزملاء، حتى تظهر للموظفين أنك تقدر عملهم باستمرار، وليس فقط في المناسبات الخاصة.

استفد من خدمات التوظيف الفعالة مع صبّار

تعلم صبّار أن تنمية عملك تبدأ ببناء فريق العمل المثالي القادر على إحداث الفارق، لذلك عملت على تقديم أفضل خدمات التوظيف التي توفر لك أفضل الحلول وتساعدك على اختيار الموظفين الأكفاء لشركتك، مما يضمن لك فريقًا محترفًا يدفع عملك إلى الأمام.

تحتوي صبّار على قاعدة بيانات ضخمة تضم نخبة من الكفاءات في مختلف المجالات، المؤهلين للعمل بنظام دوام كلي أو جزئي، من المقر أو عن بُعد، وتختار لك منها ما يناسب متطلباتك بالاعتماد على أحدث تقنيات الفرز والتقييم لضمان اختيار المرشحين الأفضل، وتتيح لك التواصل مع المرشح لاتخاذ قرارًا بشأن توظيفه.

الخاتمة:

يعد التقدير في العمل عنصرًا أساسيًا في خلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة، حيث يعكس اعتراف المؤسسة بجهود موظفيها ومساهماتهم في تحقيق الأهداف العامة. يمكن أن يتم التقدير بعدة طرق، منها الشكر العلني، المكافآت المالية، الترقيات، وتوفير فرص التطوير المهني. هذا الاهتمام يعزز من رضا الموظفين، يزيد من ولائهم، ويحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم، مما ينعكس إيجابيًا على إنتاجية المؤسسة واستقرارها.

على النقيض، فإن تجاهل جهود الموظفين وعدم الاعتراف بإنجازاتهم يؤدي إلى الإحباط وانخفاض الحافز الوظيفي، مما قد ينعكس على الأداء والإنتاجية. عدم التقدير لا يؤثر فقط على الموظف نفسه، بل قد يؤدي إلى خلق بيئة عمل سلبية، وارتفاع معدل دوران الموظفين، وحتى التأثير على سمعة المؤسسة في السوق. لذا، يجب على الشركات تبني ثقافة تقدير مستدامة تضمن شعور الموظفين بالقيمة والتقدير المستحق.

وختامًا، فإن عدم تجاهل شكوى الموظفين من شعورهم بعدم التقدير، هو أولى خطوات التصحيح التي يتعين على المؤسسات الراغبة في الحفاظ على أصولها من القوى العاملة اتخاذها، لضمان استمرارية نجاحها.