تعتبر بيئة العمل من العوامل الأساسية التي تؤثر على أداء الموظف وإنتاجيته، وتشمل المكونات المادية مثل الأثاث والإضاءة، والثقافة التنظيمية التي تحدد سلوك الموظفين وتفاعلهم، وظروف العمل من حيث ساعات العمل والمرونة. تسعى الشركات إلى توفير بيئة عمل إيجابية تشجع على التواصل الفعّال، الابتكار، والعمل الجماعي، ما يسهم في جذب الكفاءات والحفاظ على الموظفين.
في المقابل، تؤثر بيئات العمل السامة على الصحة النفسية والبدنية للموظف وتزيد من التوتر والإرهاق. لذا، تعتبر تحسين بيئة العمل وتوفير الأمان والسلامة في مختلف المجالات من أهم استراتيجيات تعزيز الإنتاجية وتحقيق الأهداف المؤسسية.
تسعى أي شركة لتصميم بيئة عمل إيجابية تمنحها ميزة تنافسية بين المؤسسات التي تبحث عن مرشحين مثاليين وأكفاء لديهم الخبرة والمهارات اللازمة للحصول على خدماتهم وتوظيفهم.
وعند تصميم بيئة عمل إيجابية يجب أن تتمحور حول احتياجات الموظفين والاستثمار في تلبيتها لمنحهم الشعور بالراحة فيتحسن عملهم، ما يضمن تحقيق أهداف الشركة وزيادة الإنتاجية.
ما هي بيئة العمل؟
بيئة العمل هي المكان الذي يستخدمه الأفراد للعمل، وتشمل المكان الجغرافي والعوامل الاجتماعية والظروف المادية التي يؤدي فيها الموظف عمله، وتؤثر بشكل كبير في أدائه الوظيفي وإنتاجيته في العمل، مثل: موقع المكاتب والإضاءة والأجهزة والأثاث، فضلًا عن الثقافة التنظيمية ، وأسلوب التواصل، والعلاقات بين الزملاء، ومستوى الدعم والتقدير للموظفين.
ولا تقتصر بيئة العمل على نوعٍ واحد من الوظائف، بل تشمل جميع أشكال العمل سواء كان بدوام كامل أو جزئي، أو من المكتب أو عن بعد، لذا فإنّ كل نوع من الوظائف يأتي مع بيئة عمل محددة تؤثر على الفرد وطريقة أدائه لعمله ومدى رضاه الوظيفي.
بيئة العمل: ما هي ، أنواع وعناصر إنشائها
أهمية بيئة العمل
تعد بيئة العمل أحد أهم العناصر خلال مهمة البحث عن الوظيفة، لأن الموظف يقضي ثلث يومه في العمل، لذا تبذل معظم الشركات قصارى جهدها لتوفير بيئة عمل مناسبة ومريحة للأفراد من شأنها مساعدتهم على القيام بوظائفهم على أفضل وجه والالتزام بعملهم والحفاظ عليهم.
وتتمثل أهمية بيئة العمل في:
- جذب أفضل الكفاءات من أصحاب المواهب والابتكارات، فأصحاب هذه الإمكانات يتطلعون للعمل في شركة أو مؤسسة ذات بيئة عمل إيجابية ومريحة لأفرادها وتشجع على التطوير الشخصي والمهني، وتقديم فرص للنمو والتقدم والترقي الوظيفي.
- كلما شعر الموظف بالراحة والدعم في مكان عمله كلما أدى وظيفته بشكل أفضل وعزّز ذلك من إبداعه وإنتاجيته، فالموظفون الذين يعملون في بيئة عمل إيجابية يظهرون مستويات أعلى من الإلتزام والإنتاجية، بجانب تعزيز فعالية الفريق والحد من التأخير في إنجاز مهامهم.
- تساعد بيئة العمل على تشكيل الثقافة التنظيمية للمؤسسة، والتأثير على قيم الموظفين ومواقفهم وسلوكياتهم، وخلق ثقافة الاحترام والتعاون والثقة.
- تحقيق رضا الموظف والحد من التوتر والصحة العقلية لأفراد المؤسسة، من خلال تقديم الدعم النفسي والتحفيز الإيجابي، فتتحسن الصحة العامة، ما ينعكس بدوره على انخفاض معدل مغادرة الشركة.
- تعزيز قدرة الموظفين على التواصل فيما بينهم لتحقيق مصلحة الشركة ومنظومة العمل بشكل عام.
أنواع بيئة العمل
تلعب بيئة العمل دورًا في التأثير على أداء الموظفين ومدى رضاهم الوظيفي وقدرتهم على تحقيق أهداف المؤسسة، وتختلف أنواع بيئة العمل من شركة لأخرى، إليك أبرز 10 أنواع:
أولًا بيئة العمل السامة:
تتضمن بيئة العمل السامة سوء التعامل وغياب الاحترام والتقدير والدعم والضغط على الموظفين وانعدام الشفافية وضعف التواصل والمجموعات الإقصائية والإدارة السيئة وانعدام فرص النمو الوظيفي وأداء العمل في غير الأوقات الرسمية، والشعور بالإرهاق والخوف من ارتكاب أي خطأ، ما يسبب الإجهاد والانهيار النفسي لأفرادها، فتزداد فرص مغادرة الشركة.
ثانيًا بيئة العمل الإيجابية:
تساعد بيئة العمل الإيجابية على تعزيز الأداء والإبداع وتحسين الحالة المزاجية للأفراد وزيادة قدرتهم على التركيز وتحقيق الرضا الوظيفي ومنح الفرص للموظفين، فهي تتيح لهم معرفة نقاط ضعفهم وتطورها.
وتتميز بيئة العمل الإيجابية بالتواصل الفعّال بين أفراد الفريق، وتشجيع العمل الجماعي والتنوّع، واحترام الاختلافات، كما أنّها تُولي الموظف الاهتمام اللازم، ما يساهم في تحقيق الأهداف المشتركة، وتعزيز الشعور بالانتماء.
ثالثًا بيئة العمل الاستقصائية:
تشمل بيئة العمل الاستقصائية بعض الوظائف مثل: محققي الشرطة، والصحافيين الاستقصائيين، فهي تعتبر الباحث أو المحقق الأنسب لهذا النوع لامتلاكه المهارات اللازمة لبحث وجمع وتحليل وتدقيق المعلومات، بهدف الحصول على معلومات موثوقة ومفيدة.
رابعًا بيئة العمل المثالية:
تخلق بيئة العمل المثالية ثقافة تشجّع على التواصل الصادق الذي يعزز الثقة والشفافية بين الأفراد وتقدّر التنوع والشمول، ما يضمن معاملة محترمة للجميع، كما تمنح الأولوية لرفاهية الموظفين الجسدية والعقلية وتشجعهم على اكتساب مهارات جديدة من خلال توفير دورات تدريبية، فضلًا عن المرونة مثل: خيارات العمل عن بعد.
خامسًا بيئة العمل التقليدية:
بيئة العمل التقليدية هي بيئة منظمة تعتمد على الروتين والاستقرار والتقاليد والقواعد والإجراءات المحددة، وتستلزم العمل المكتبي وعدد ساعات منتظمة، ويمتاز الأفراد الذين ينجذبون لهذا النوع بأنهم منظمين للغاية ويفضلون اتباع التوجيهات، مثل موظفين الاستقبال.
سادسًا بيئة العمل المغامرة:
تسعى بيئة العمل المغامرة لتحقيق الأهداف التنظيمية والمالية، وتندرج الشركات العاملة في البيع بالتجزئة وكل ما يخص تحقيق التارجت أو المستهدف تحت هذا النوع، وتمتاز هذه البيئة بالمنافسة والسلطة والمال، وينجذب إلى هذه البيئة أفرادًا منفتحين ومدفوعين وواثقين، وتتضمن مهامًا مثل: المبيعات.
سابعًا بيئة العمل الاجتماعي:
تدور بيئة العمل الاجتماعي حول الأشخاص، وتتضمن أنشطة التدريس والتوجيه والكوتشينج coaching، وتجذب هذه البيئة الأفراد الذين يستمتعون بالتفاعل والتواصل الاجتماعي ويرغبون في تقديم المساعدة للآخرين ويمتلكون مهارات لفظية وشخصية ممتازة.
وقد تتضمن العمل داخل مكتب أو عمل ميداني، مثل: التدريس أو مهنة الإخصائي الاجتماعي.
ثامنًا بيئة العمل الفني:
تمتاز بيئة العمل الفني بحرية التعبير والإبداع وتفتقر إلى وجود القواعد، وتجذب الأفراد ذوي الروح الحرة والمستقلة، وتشمل مجال الموسيقى والتمثيل والكتابة والإبداع الفني وتصميم الأزياء والفن التشكيلي.
تاسعًا بيئة العمل الواقعية:
تركز البيئة الواقعية على العمل اليدوي، مثل: الوظائف الميكانيكية والهندسية والفنية التي قد تتطلب عملًا في موقع أو ورشة عمل، وينجذب إلى هذا التوع الأشخاص الذين يستمتعون بالعمل بأيديهم.
عاشرًا بيئة التحقيق:
تشجع بيئة التحقيق على الإبداع والاستقلال، ويعتمد هذا النوع على حل المشاكل والتفكير الخيالي والمجرد، مثل مجالات الرياضة والعلوم، ويمتاز الأشخاص في هذه البيئة بالتفكير الإبداعي والخلاق والاعتماد على العقل في أي مهمة تُوكّل إليهم.
طرق تحفيز الموظفين وأهم الحوافز والمزايا المالية
أنواع المشكلات في بيئة العمل
تؤثر المشكلات في بيئة العمل على الإنتاج ومدى تماسك أفراد فريق العمل في الشركة، وتنقسم إلى:
- الشعور بالملل وافتقاد الموظفين للدافع أو الحماس الذي يحركهم للقيام بمهامهم الوظيفية.
- الفشل في تحقيق التوازن بين العمل والحياة، ما يعزّز شعور الإجهاد والإرهاق واللامبالاة لدى الموظفين.
- جداول غير مرنة لا تسمح للموظف بالحصول على إجازة عند الضرورة، أو تعديل جداولهم وفق احتياجاتهم الشخصية.
- تدني الرواتب الذي يؤثر بدوره على انخفاض الحافز لدى الموظف ويضطره لمغادرة الشركة والبحث عن وظيفة أخرى.
- الخلافات الشخصية بين الموظفين تؤثّر على روح الفريق، فتتأثر إنتاجية الشركة حال عدم معالجة هذه المشكلة فورًا.
- نقص فرص النمو الوظيفي، ما يضطر الموظفين لترك العمل والبحث عن آخر، فتخسر الشركة موظفين أكفاء، وبالتالي تقل قدرتها على المنافسة.
- عدم التقدير لمجهود الموظفين الشاق يفقدهم الحافز لبذل أقصى مجهود لديهم.
اقرأ أيضًا: الإجازة السنوية للموظف وشروطها وكيفية حسابها ومتى يستحقها
طرق تحسين بيئة العمل
تحسين بيئة العمل يعني إجراء عدة تغييرات تهدف إلى توفير مناخ إيجابي للموظفين يشجعهم على تحسين إنتاجيتهم وتطوير أدائهم، بجانب تعزيز الشعور بالرضا الوظيفي، فضلًا عن تقوية التواصل بين أفراد فريق العمل.
ويشمل تحسين بيئة العمل:
1. الصحة النفسية في بيئة العمل:
من خلال توفير أنشطة ترفيهية للموظفين، مثل: أماكن لأخذ قيلولة والأكل ولعب البلياردو والبولينج وغيرها، وتوفير مساحة عمل خضراء تعزز شعور الراحة والهدوء، ما يحسّن نفسيتهم وينعكس بدوره على أدائهم، وتوفير أفضل إضاءة خاصة ضوء الشمس الذي يساعد الموظفين على التركيز وبذل أقصى جهد لديهم، وبالتالي يعزز إنتاجيتهم، والاهتمام بنظافة مكان العمل سواء الأرضيات أو المكاتب، بجانب التهوية الجيدة للمكان حتى يتمكن الموظف من إنجاز عمله، والاهتمام بصحة الموظفين النفسية والعقلية، التي قد تؤثر على أداء عملهم وإنجاز مهامهم.
2. الاتصال الفعّال في بيئة العمل:
كلما كان التواصل فعّالًا بين الموظفين وبعضهم من جهة وبينهم وبين القادة من جهة أخرى كلما توطدت العلاقات بينهم، ويمكن تحسين العلاقات وتعزيز التواصل بين الموظفين من خلال المشاركة في الأنشطة الترفيهية معًا، وكذلك عقد الاجتماعات والمناقشات لطلب رأي الموظفين بشأن أمور العمل، بجانب طلب نصائح حول أنسب القرارات بشأن الخدمات التي تقدمها الشركة.
3. تطوير الموظفين في بيئة العمل:
من خلال تقديم البرامج التدريبية التي تساعدهم على رفع كفاءتهم في العمل، وتحفيزهم وتشجيعهم وتعزيز ثقتهم بأنفسم لإنجاز أعمالهم وأدائها على أكمل وجه، وكذلك الدعم من خلال توجيه كلمات الشكر والثناء على عملهم، ما يحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم.
وإذا كنت ترغب في بناء فريق عمل قوي وناجح يساعدك على تحقيق أهداف شركتك عليك التعاون مع موقع صبّار، الذي يساعدك في تلبية احتياجاتك الوظيفية.
ويربطك الموقع بأكثر من 100 مرشح ومرشحة في مختلف التخصصات من ذوي الخبرة والكفاءة والمهارات المطلوبة، مؤهلين للعمل الفوري سواء بدوام كامل أو عن بعد.
وعندما تختار المرشحين المحتملين، ستساعدك المنصة على إجراء مقابلات فيديو مُسجلة، حتى يتسنى لك اتخاذ قرار التعيين.
5 إستراتيجيات فعّالة لتحسين بيئة العمل في 2024
طرق تطوير بيئة العمل
تسعى الشركات لتطوير بيئة العمل لديها من خلال تدشين مجموعة برامج ومبادرات وخدمات تهدف لتحسين الصحة النفسية والجسدية للموظفين، نظرًا لأهميتها في تطوير أدائهم الوظيفي وزيادة الإنتاجية، ما ينعكس إيجابًا على تحقيق راحتهم وشعورهم بالولاء تجاه المؤسسة.
إليك 5 أفكار لتطوير بيئة العمل:
1- توفير بيئة عمل مريحة:
تمنح الموظفين القدرة على التركيز على مهامهم بشكل أفضل وأداءها بكفاءة، لذا يجب عند تصميم المكان مراعاة توفير مساحات خضراء، التي تساعد الموظفين على الاسترخاء وصفاء الذهن، وكذلك توفير منطقة هادئة للعمل بعيدًا عن الضوضاء مثل: بناء غرف عازلة للصوت.
2- الحرص على رضا الموظفين:
عندما يشعر الموظف بأن جهوده مقدرة تزداد إنتاجيته، لذا يجب تحفيز الموظفين من خلال الترقيات والمكافآت وزيادة رواتبهم.
3- توفير طرق التواصل الفعّال:
يساعد التواصل الفعّال في بيئة العمل على تجنب المشاكل وسوء الفهم بين أفراد العمل، بل ويشجّع تبادل الأفكار والتعرف على أي مشكلة وحلها بسرعة.
4- الاستثمار في الموظفين:
من خلال توفير دورات تدريبية من شأنها تحسين المهارات الشخصية، مثل: مهارات العمل الجماعي وإدارة الوقت، فضلًا عن مهارات التخصص مثل: التسويق.
5- تحقيق التنوع في مكان العمل:
كلما زاد التنوع بين أفراد فريق العمل زادت القدرة على حل المشاكل وإنتاج أفكارًا جديدة تساهم في زيادة الإنتاج وتحقيق الأرباح.
6- المرونة في العمل:
يمكن للمرونة في العمل أن تقيس رفاهية الموظفين بما تتيحه لهم الشركة من مزايا وخدمات، حيث تدفعهم لتحقيق التوازن بين العمل والحياة، وكذلك توفير ساعات عمل مرنة أو العمل عن بعد وغيرها.
اقرأ أيضًا: كافة حقوق الموظف في السعودية
تقييم بيئة العمل
تسعى الشركات لتوفير بيئة عمل جيدة لموظفيها، عن طريق تقييم هذه البيئة لمعرفة مدى فاعليتها وجودتها للموظفين وقدرتها على تجنب مخاطر بيئة العمل والوقوف على جوانب التقصير التي تتطلب التطوير، والتي من شأنها أن تحقّق الراحة والرضا الوظيفي وتحفز الأفراد على أداء عملهم.
وتعتمد المؤسسات على عدة وسائل عند تقييم بيئة العمل، مثل: التحليل الإحصائي للبيانات المُجمعة الخاصة ببيئة العمل، أو طرق أخرى مثل: المقابلات واستطلاع أراء الموظفين حول مدى جودة بيئة العمل.
تحليل بيئة العمل
يهدف تحليل بيئة العمل العثور على جميع العناصر التي تؤثر على أداء الموظفين وبالتبعية على أداء الشركة، ويستخدم فيها استطلاعات الرأي بهدف معرفة احتياجات أفراد العمل وتوفيرها لهم من أجل منحهم الشعور بالراحة، وبالتالي قدرتهم على القيام بعملهم بشكل أفضل وتحسين أدائهم وتعزيز إنتاجيتهم.
وتتمثل هذه العناصر في تصميم مكان العمل وقدرته على توفير الهدوء والراحة النفسية للموظفين، مثل: المساحات الخضراء والإضاءة والكراسي المريحة وغيرها.
ووجدت دراسة إندونيسية تم نشرها في صحيفة " assyfa"، أن بيئة العمل النظيفة والمشرقة والهادئة، بالإضافة إلى مرافق المكتب مثل: تكييف الهواء وخدمة الواي فاي وغيرها، تلعب دورًا مهمًا في زيادة تحفيز الموظفين وتحسين أدائهم.
مكونات بيئة العمل
تتكون بيئة العمل من 3 عناصر تؤثر على كيفية سير العمل وأداء الموظفين، كالتالي:
1.البيئة المادية:
تشمل العوامل التي ترتبط بمكان العمل، مثل: المساحة والمعدات وألوان الجدران والأثاث والإضاءة والنظافة ونظام التهوية، فضلًا عن موقع العمل سواء كان داخل المبنى أو في الهواء الطلق.
2.ثقافة مكان العمل:
تمثل ثقافة مكان العمل مجموعة من القيم والمبادئ والسلوكيات التي توجه المؤسسة، من أجل توفير بيئة عمل مناسبة وإيجابية للأفراد، حيث تحدد كيفية تصرف الموظفين والتعامل مع بعضهم خلال أداء عملهم اليومي والتوقعات والأمور المهمة، التي تساهم في تحقيق أهداف الشركة العامة.
لذا تعد ثقافة مكان العمل إحدى المزايا التي يبحث عنها المرشحون للانضمام إلى أي مؤسسة وأكبر سبب في اختيار الموظفين للبقاء أو مغادرة الشركة.
3.ظروف العمل:
تتضمن العوامل التي توضح كيفية سير الحياة اليومية في العمل، وتأثير العمل في حياة الفرد الشخصية، مثل: عدد ساعات العمل خلال الأسبوع، والإجازات مدفوعة الأجر، ومرونة مواعيد العمل، وكذلك تدابير السلامة العامة في الشركة، مثل: مخارج الطوارئ، والإسعافات الأولية، فضلًا عن الإجراءات التي يتخذها صاحب العمل لتعزيز السلامة النفسية للموظفين، مثل: أماكن ممارسة الرياضة والنوم وغيرها.
أنواع المخاطر في بيئة العمل
تعتبر السلامة من العوامل المهمة في إنشاء بيئة عمل إيجابية وصحية تساعد الموظفين على الإحساس بالراحة والبعد عن التوتر، فيتحسن أدائهم وتزداد إنتاجيتهم.
وتستطيع الشركات تحسين السلامة في مكان العمل من خلال معرفة المخاطر المحتملة التي قد تواجه الموظف، فتضع خطة للسلامة ومنع وقوع الحوادث في مكان العمل، وتشمل المخاطر:
1. مخاطر سلامة العمل:
وهي المخاطر الأكثر انتشارًا في بيئة العمل وتتضمن التعامل مع الآلات مثل: المعدات الزراعية أو الحفارات أو المناشير أو المعدات الكهربائية، فضلًا عن تآكل الأسلاك الكهربائية أو ملامستها لأسطح غير عازلة، ويمكن للشركات توفير التدريب ومعايير السلامة والتوعية بتدابيرها لتقليل المخاطر.
2. المخاطر البيئية:
يمكن للمخاطر البيئية أن تلحق الضرر بجسم الإنسان والتأثير على أداء عمله، مثل: الضوضاء خاصة في مواقع البناء التي يستخدم فيها العمال آلات مرتفعة الصوت ويمكن توفير الحماية من خلال سدادات الأذن، وكذلك درجات الحرارة في أماكن العمل المفتوحة مثل: سائقي التوصيل في حالة الحر الشديد خوفًا من التعرض لضربة شمس أو البرودة والأمطار والإصابة بنزلات البرد.
3. المخاطر الجسدية:
تحدث هذه المخاطر بسبب الحركات التي تضغط على الجسم، مثل الجلوس لفترة طويلة أمام شاشة الكمبيوتر ما يؤثر على العين، وكذلك وضعية الإنحناء التي تؤثر على الظهر والفقرات.
4. المخاطر البيولوجية:
ترتبط هذه المخاطر بالعمل مع الحيوانات أو الأشخاص أو النباتات السامة، مثل ما يحدث مع علماء الأحياء عند تعرضهم للدغ الحشرات أو من خلال الدم والأمراض المعدية بالنسبة للعاملين في المجال الطبي.
5. مخاطر العمل:
يشمل هذا النوع ضغوطات عبء العمل، والتمييز، والتحرش، وعدم الاحترام والعنف في مكان العمل، فهي كل ما يؤثر على الموظف ويسبب له التوتر على المدى القصير والإجهاد على المدى البعيد، ما يسبب مغادرته للعمل والبحث عن وظيفة أخرى.
العوامل التي تجعل بيئة العمل المناسبة
تعد بيئة العمل المناسبة أهم ما يبحث عنه الموظف، فتساعده على الشعور بالراحة والتحفيز والتقدير والسعادة، ما ينعكس على قدرته على أداء وظيفته وتحسين إنتاجية، فتزداد قدرة الشركة على الاحتفاظ به وتقليل الدوران الوظيفي ورغبته في مغادرة الشركة.
إليك 6 عوامل أساسية تجعل بيئة العمل مناسبة:
1.خلق بيئة عمل إيجابية:
من خلال وضع هدف موحد للموظفين للسير عليه وتحفيز القادة لموظفيهم والتواصل الفعّال داخل المؤسسة وتقدير الموظف ومنحه الاستقلالية وقدرته على المشاركة وإبداء رأيه.
2.العلاقات الشخصية:
قيمة أي شركة في موظفيها، لذا على أي مؤسسة الاهتمام بأفرادها والتعرف على كل أعضاء الفريق ومعرفة هواياتهم ومشاركتهم في الأنشطة الترفيهية واكتساب صداقتهم، ما يجعلهم يستمتعون بالعمل ويشعرون بالولاء تجاه المؤسسة.
3.تقدير الموظفين:
تسعى أي شركة لتحقيق مشاريعها وهدفها بنجاح، من خلال التعاون بين جميع أفرادها والتركيز على نقاط القوة لدى كل موظف ومنحه الفرصة للتعبير عن أفكاره وتجنب إلقاء الأوامر وتنفيذها فقط دون إشاركهم في العملية، وبذلك تحفز الموظفين وتعزّز لديهم الشعور بالتقدير.
4.قيم الشركة:
لا يجب أن تكون قيم الشركة مجرد كلمات يتم ترديدها وإنما يجب العمل بها وأن تكون واضحة للجميع، وأهم هذه القيم ما يجلبه الأفراد إلى الحياة من خلال وظائفهم، ويجعلهم يتصرفون كعائلة، ويتحملون مسؤولياتهم، ويقدمون أفضل ما لديهم للفريق، وعندما يثق الموظفون ببعضهم البعض، يتم إنشاء علامة تجارية جديرة بالثقة.
5. المرونة:
يجب على الشركات التعامل مع موظفيها على أنهم بشر لديهم حياة شخصية بعيدًا عن العمل، وقد يمرون بظروف خاصة وأوقات عصيبة قد تتطلب أخذ الإجازات من العمل أو المرونة في أوقات العمل أو العمل عن بعد أحيانًا.
6. التركيز على أهمية الموظف:
إذا كنت ترغب في إنشاء منتج أو تقديم خدمة عالية الجودة، يجب عليك إلهام موظفيك وإشعارهم بأهميتهم في بناء علامتك التجارية وتحقيق مشاريعك وهدفك بنجاح.
تقييم المخاطر في بيئة العمل
تقييم المخاطر في بيئة العمل هو إجراء يستهدف معرفة مدى جودة هذه البيئة للموظفين وقدرتها على تجنب مخاطر بيئة العمل، للوقوف على الجوانب التي تتطلب التحسين، فتحقق الراحة والأمان للموظفين وتعزّز رضاهم الوظيفي وتحفزهم على النمو.
وتعتمد الشركات على عدة وسائل في تقييم المخاطر في بيئة العمل، منها: التحليل الإحصائي للبيانات المُجمعة الخاصة ببيئة العمل، أوالمقابلات واستطلاعات آراء الموظفين حول مدى جودة بيئة العمل.
ويعتبر الغرض من عملية تقييم المخاطر في بيئة العمل هو إزالة الخطر من خلال وضع التدابير اللازمة، لضمان صحة وسلامة الموظفين والعملاء، ولتقليل المخاطر من أجل إنقاذ الأرواح وضمان بقاء مكان العمل كمساحة آمنة.
بناء وتطوير الكفاءات وخطة برنامج الكفاءات
العوامل المؤثرة في بيئة العمل
بيئة العمل الإيجابية تؤثر على الموظفين وقدرتهم على أداء عملهم وتحفيز تفكيرهم الإبداعي وتعزيز إنتاجيتهم، وكذلك تقوية الروابط والعلاقات بينهم وبين الشركة وزيادة إنتمائهم وولائهم لها، وهناك مجموعة من العوامل المؤثرة في بيئة العمل، وهي:
أولًا الإدارة: تستطيع الإدارة الناجحة أن تحافظ على نظام العمل داخل المؤسسة مع ضمان الحفاظ على حقوقها وحقوق العاملين بها، ما يعطي رسالة إيجابية للموظفين بتقديرهم والتفكير فيهم والسعي لضمان رضاهم الوظيفي، فينعكس على راحتهم وسعادتهم وإنجاز عملهم بشكل جيد.
ثانيًا فريق العمل: يساهم فريق العمل غير الناجح في خلق بيئة عمل سلبية ومشحونة قد تؤثر على نتائج العمل، مثل: محاولة أحد أفراد الفريق السيطرة على مجريات الأمور ما يدفع باقي الموظفين للنفور منه ورفض العمل والتعاون معه، وبالتالي عدم تحقيق أهداف الفريق.
ثالثًا المرونة: تلعب المرونة دورًا هامًا في العلاقة بين الشركة والعاملين بها، فإذا نظرت المؤسسة إلى ما تريد تحقيقه فقط دون التفكير في الموظفين وحقوقهم، سيؤثر ذلك على طريقة عملهم وينتقلون من العمل الإبداعي إلى العمل الروتيني، مثل: مواعيد العمل فقد تركز الشركة وتحاسب الفرد على مواعيد الحضور لكنها تتجاهل مواعيد الإنصراف.
رابعًا مكان العمل: يتضمن موقع العمل سواء داخل المؤسسة أو في مساحات خارجية مفتوحة، ومدى توفر المساحات الخضراء، وطاولات العمل، والإضاءة، والتهوية، ودورات المياه والنظافة العامة.
وظف القوى العاملة المثالية مع صبّار
إذا كان هدفك هو توظيف الموظفين الأكفاء وتعيين القوى العاملة المثالية التي تساعدك على نجاح أعمالك؛ يمكنك الاعتماد على منصة صبّار من أجل بلوغ هذا الهدف.
تقدم لك صبّار أفضل الحلول لتوظيف الكفاءات التي تساهم في دفع نمو شركتك، فمن خلالها يمكنك الوصول إلى أصحاب المواهب والمهارات في مختلف التخصصات، من السعوديين وغير السعوديين ممن يمكنهم إحداث الفارق في فريقك.
كل ما عليك هو التواصل مع فريقنا الذي سيتولى مهمة البحث عن أفضل المرشحين وفقًا لاحتياجاتك المحددة، سواء كنت تحتاج إلى موظفين بدوام كامل أو جزئي، يعملون من مقر العمل أو عن بُعد، سوف توفر المنصة جميع الحلول التي تتوافق ومتطلباتك.
خاتمة
بيئة العمل تؤثر بشكل حيوي على إنتاجية وأداء الموظف، فكلما كانت إيجابية أكثر كلما كانت كفاءة الموظف أعلى، لأنها تلبي احتياجاته الوظيفية والنفسية، ويمكن تحسين بيئة العمل من خلال تحفيز الموظفين وتقديم الدعم والتقدير لهم.
وعلى أي شركة خلق بيئة عمل مريحة وإيجابية للأفراد ليس فقط لجذب الكفاءات إليها والحصول على خدماتهم بل للحفاظ أيضًا على موظفيها وضمان بقائهم في الشركة والانتماء إليها.
باختصار فإن بيئة العمل هي أهم عنصر لدى الشركة لضمان تحقيق مشروعها وهدفها بنجاح.