مهارات التفاوض تُعد من أهم المهارات في بيئة العمل، ولا يقتصر استخدامها في أقسام المبيعات والتسويق فحسب، فجميع الصناعات تحتاج إلى تلك المهارات باعتبارها واحدة من الأدوات المهنية الأساسية، إذ يلعب التفاوض دورًا مهمًا في تحقيق الأهداف المهنية والشخصية، سواء عند محاولة إبرام صفقة كبرى وجذب عميل مهم، أو عند التفكير في مناقشة المدير لطلب زيادة في الراتب، أو تبرير الزيادة في الميزانية، مما يتطلب تطوير تلك المهارات لإنجاح المفاوضات مع مختلف الأطراف، وفي هذا المقال نوضح ما هي مهارات التفاوض وأهميتها وكيفية تطويرها.
مهارات التفاوض:
تشير مهارات التفاوض إلى القدرات والأساليب التي يستخدمها الفرد عند إجراء مناقشة مع الطرف الآخر بهدف الوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين في موقف يتضمن اختلاف مصالح أو وجهات نظر، إذ تُعد مهارات التفاوض من المهارات الشخصية التي تمكّن صاحبها من التفاعل بفعالية مع الآخرين.
وتُستخدم مهارات التفاوض في العديد من التفاعلات، مثل إبرام الصفقات مع العملاء، إقناع أصحاب المصلحة بمنح الأولوية لعمل للفريق، طلب راتب أعلى ومزايا أفضل، الحصول على تمويل لمشروع، التفاوض على أسعار البرمجيات مع مزوّد جديد، وغير ذلك من التفاعلات.
ولا يقتصر التفاوض على إقناع الطرف الآخر فحسب، بل يشمل أيضًا فهم احتياجاته، والتعاطف مع وجهة نظره واحترامها، وبناء علاقات إيجابية معه، فضلًا عن تعبير كل طرف عما يريد، ويوصف المفاوض بأنه قد نجح في مفاوضاته عندما تنتهي مناقشاته باتفاق يرضي جميع الأطراف، مع تقديم كل طرف تنازلات من أجل تحقيق مصلحة الجميع.
وفيما يلي قائمة بأهم مهارات التفاوض في بيئة العمل:
1- مهارة التواصل الفعال
تُعد مهارات التواصل الفعال من العناصر الحاسمة في نجاح عملية التفاوض، إذ يتوقف تحقيق النتيجة المثالية من التفاوض على تواصل المفاوض بوضوح حول ما يأمل في تحقيقه وقدرته على الانخراط في مناقشات بنّاءة والعمل نحو حل يرضي الجميع.
وتعني مهارات التواصل القدرة على التعبير عن الأفكار والآراء ونقل المعلومات بوضوح وسلاسة، بما لا يسبب ارتباك الطرف الآخر وإحباطه، فضلًا عن القدرة على التعرف على الإشارات غير اللفظية مثل لغة الجسد أو تعبيرات الوجه، والمهارات اللفظية للتعبير عن النفس بكفاءة، وتغيير أسلوب التواصل ليتناسب مع احتياجات المستمع والموقف ذاته.
ولأن الهدف من التفاوض هو الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، فإن مهارات التواصل الفعال تتضمن الاستماع النشط إلى أفكار واحتياجات الطرف الآخر، ومحاولة فهم وجهة نظره، والتحدث معه بثقة وبطريقة واضحة ومنظمة حول الأفكار والآراء، وهو ما يفيد في تحديد مجالات التعديل أو التنازل للتوصل إلى اتفاق والعثور على أرضية مشتركة، وتحقيق نتائج تلبي احتياجات أطراف التفاوض.
يمكنك الاطلاع على: الاتصال والتواصل الفعال في بيئة العمل والفرق بينهما وأهم المهارات
2- مهارة الذكاء العاطفي
من مفاتيح نجاح المفاوضات تمتع المفاوض بمهارة الذكاء العاطفي، وهي القدرة على فهم المشاعر والتحكم فيها والسيطرة على ردود الأفعال في مختلف المواقف، فضلًا عن فهم مشاعر الآخرين ومراعاتها، وبالتالي فهي مهارة مهمة خلال عملية التفاوض لأنها تمكّن المفاوض من البقاء هادئًا ومركّزًا على القضايا الأساسية، إضافة إلى دورها في قراءة مشاعر الأطراف الأخرى، مما يساعد على التقاط ما يلمّحون إليه دون أن يصرحوا به صراحة، أي فهم ما وراء الكلمات، وليس فقط معناها الحرفي، ومن ثم تُدار المشاعر وتُستخدم وفقًا لذلك.
تعرف على: الذكاء الوظيفي وأنواعه وكيفية تحديده وتطويره في المؤسسة
3- مهارة الاستماع النشط
دومًا ما يوصف المفاوض الناجح بأنه مستمع نشط، أي يحرص على فهم رأي الطرف الآخر في التفاوض ورؤية الموقف من وجهة نظره، فينصت إلى حديثه دون مقاطعة، ويطرح الأسئلة، ويحرص على إعادة صياغة الكلام، وتقديم التغذية الراجعة للتأكيد على متابعته الحديث جيدًا.
وعند التفاوض، يتيح الاستماع النشط فهم احتياجات واهتمامات الطرف الآخر بشكل أفضل، والتقاط الإشارات الدقيقة مثل نبرة الصوت ولغة الجسد، حتى يتسنى استخدام الأسلوب المناسب للمناقشة، فضلًا عن أهمية هذه المهارة في منع سوء الفهم وتشجيع الطرف الآخر على الانفتاح أكثر، مما يساعد على بناء الثقة بين الأطراف لأنهم يعلمون أن رسالتهم مسموعة ومفهومة.
نساعدك في صبّار في بناء فريق عمل قوي دون أن تستهلك وقتك في البحث عن موظفين، بفضل خدماتنا في التوظيف التي تغطي جميع التخصصات والقطاعات، ونضمن لك تعيين موظفين مؤهلين يضيفون قيمة حقيقية لشركتك.

4- مهارة التخطيط
لضمان نجاح عملية التفاوض، يجب أن يتمتع المفاوض بمهارة التخطيط، أي يخطط مسبقًا لما يأمل تحقيقه من التفاوض، مما يمنحه فرصة للتعرف على الطرف الآخر وما يمكن أن يقدمه، ووضع أساليب فعالة للحصول على أفضل نتيجة.
كما تتضمن مهارة التخطيط تحديد كيف سيتم تنفيذ الشروط، وما هي أفضل نتيجة يمكن تحقيقها، وأقل عرض يمكن قبوله، وما سيتم فعله إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الطرف الآخر، حتى يتسنى وضع خطة بديلة واحدة على الأقل، لضمان عدم انتهاء التفاوض دون أي مكاسب.
وتضمن عملية التخطيط أن يفهم كل طرف أهداف الآخر، مما يسهل الوصول إلى اتفاق مفيد للطرفين، ويجنب حدوث أي سوء فهم خلال التفاوض، ويمكّن للطرفين من التركيز على إيجاد الحل المناسب بدلًا من الانشغال بالتفاصيل الثانوية.
تعرف على: مهارات الموظف الناجح - أهم 30 مهارة مهمة للموظف
5- مهارة إدارة التوقعات
يدخل كل طرف في عملية التفاوض بمجموعة من الأهداف التي يسعى لتحقيقها، لكن لا بد من مراعاة أنه من الوارد عدم تحقيق جميع الأهداف، الأمر الذي يتطلب إعطاء الأولوية للنتائج بالغة الأهمية المُراد تحقيقها، وهي المهارة التي تُسمى إدارة التوقعات.
وتعني مهارة إدارة التوقعات، استعداد أطراف التفاوض لتعديل توقعاتها في حال عدم الاتفاق على شروط بعضهم البعض، ومن يمتلك هذه المهارة ينجح في الموازنة بين كون مفاوضًا حازمًا ومفاوضًا تعاونيًا.
6- مهارة الصبر
غالبًا ما تستغرق المفاوضات وقتًا طويلًا حتى يتوصل جميع الأطراف إلى اتفاق مُرضٍ، وفي بعض الأحيان يحتاج المفاوض إلى إعادة التفاوض أو تقديم عروض أخرى، الأمر الذي يتطلب التمتع بمهارة الصبر التي تساعد على تقييم الموقف بشكل صحيح والوصول إلى أفضل قرار لمصلحة الجميع.
وتفيد مهارة الصبر في تقييم الشروط بدقة ودراسة المعلومات جيدًا لضمان عدم إغفال أي أمر قد يؤثر على جودة الصفقة، والتأكد من أن أي مقترحات يتم تقديمها تلبي احتياجات الأطراف المعنية.
7- مهارة القدرة على التكيف
يجب أن يكون المفاوض قادرًا على التكيف حتى تتم عملية التفاوض بنجاح، ففي بعض المفاوضات، قد تتغير المواقف أو الاتفاقات بشكل أو بآخر، أو يظهر منظور جديد خلالها، مثل أن يغير أحد الأطراف مطالبه بشكل مفاجئ، وبالتالي يجب أن يتكيف المفاوض بسرعة من تلك التغيرات من خلال وضع خطة جديدة لتقديم حلول مخصصة أو تعديل أساليب التفاوض عند مواجهة مطالب متغيرة.
وفي الكثير من الأحيان، يُبنى التفاوض الناجح على العديد من هذه التحولات، والمفاوض الماهر هو من يستطيع الحفاظ على المسار الصحيح مهما تغيرت مجريات النقاش.
اقرأ عن: المرونة والتكيف في بيئة العمل وأهم 5 طرق لتعزيزها
8- مهارة الإقناع
تُعد مهارة القدرة على الإقناع من أهم مهارات التفاوض وغاية من غايات هذه العملية، وتعني القدرة على التأثير على الآخرين وتوضيح سبب كون الحل المقترح مفيدًا لجميع الأطراف وتشجيعهم على دعم وجهة نظره، وإقناعهم برؤية الأمور من منظور مختلف وتغيير آرائهم بشأن أمر ما.
والمفاوض الجيد هو الذي يؤثر في الآخرين، وفي نفس الوقت يتمتع بالحزم الذي يمكنه من التعبير عن آرائه مع احترام وجهات نظر الطرف الآخر.
9- مهارة حل المشكلات
غالبًا ما يكون الهدف من عملية التفاوض هو إيجاد الحل الأمثل لمشكلة ما، وقد تكون هذه المشكلة متعلقة بالحصول على مورد محدود أو بميزانية متغيرة، أو غير ذلك، وبالتالي من الضروري أن يمتلك المفاوض مهارة حل المشكلات التي تساعده على توليد حلول مبتكرة للمشكلة بما يحقق مصلحة جميع الأطراف.
وتتضمن مهارة حل المشكلات جمع المعلومات حول المشكلة وتحليل أسبابها، وتحديد الخيارات والبدائل التي تراعي جميع جوانبها، مع تحديد إيجابيات وسلبيات كل خيار والاستقرار على الحل الأمثل باتفاق الجميع.
10- مهارة صنع القرار
يمتاز المفاوض الماهر بقدرته على تحديد اللحظة المناسبة لإنهاء المفاوضات أو المضي قدمًا في اتفاق تفاوضي، ففي بعض الأحيان، قد تطول المناقشة، ويجد المفاوض نفسه مضطرًا لقبول أي شروط تُطرح فقط للهروب من الموقف المرهق، الأمر الذي يتطلب الحزم في اتخاذ القرار الصحيح سريعًا.
كما يحتاج المفاوض إلى التحلي بمهارة صنع القرار عند الموافقة على حل وسط خلال عملية التفاوض، حتى يتأكد من صحة القرارات التي يتخذها، نظرًا لتأثيرها طويل المدى عليه وعلى المؤسسة، لذلك من المهم دراسة مختلف الخيارات بعناية دون الإفراط في التفكير.
11- مهارة النزاهة
النزاهة، أو امتلاك مبادئ أخلاقية وقيم معنوية قوية، هي مهارة أساسية في التفاوض، وتشير إلى تحلي المفاوض بالتفكير الواعي، والاحترام، والصدق، والتزامه بتنفيذ ما تعهد به، مما يجعل الطرف الآخر يثق بما يقوله، ويرغب في التعاون معه مستقبلًا.
ومن خلال إدراج القيم الأخلاقية والمعنوية ضمن استراتيجيات التفاوض، وتجنب المبالغة في الوعود، يشعر المفاوض بثقة كبيرة في نجاحه في هذه العملية.
اقرأ أيضًا: مهارات الموظف المثالي - أهم 15 مهارة
12- مهارة إيجاد القيمة
تُعد مهارة إيجاد القيمة من المهارات الأساسية في عملية التفاوض، وهي تعني التركيز على إيجاد طرق لتحقيق أقصى استفادة من النقاش، إذ يتم البحث عن حلول إبداعية تلبي احتياجات ومصالح كلا الطرفين بدلًا من أن يضطر طرف للتنازل كي يستفيد الآخر، وبالتالي تصبح هذه المفاوضات هادفة.
يمكن تحقيق إيجاد القيمة من خلال التواصل المفتوح، وتبادل المعلومات، واستكشاف الأفكار، وبالتالي يخرج الطرفان من النقاش بشعور بالرضا عن النتيجة، والوصول إلى حل وسط يرضي الجميع، وهو ما يبني الشعور بالود والثقة الذي يفيد المناقشات المستقبلية ويجعلها أكثر سلاسة وإنتاجية.
سواء كنت بحاجة إلى موظف واحد أو فريق كامل، بدوام كامل أو جزئي، نحن في صبّار نقدم لك حلول توظيف مرنة تناسب طبيعة عملك.

أهمية مهارات التفاوض:
تتعدد المجالات التي تتطلب امتلاك مهارات التفاوض ضمن المهارات الشخصية التي لا غنى عنها، لأهميتها في تحقيق العديد من الفوائد سواء للموظفين أو للمؤسسات، وهي كما يلي:
1- بناء علاقات قوية
تُعد مهارات التفاوض من أكثر المهارات الشخصية طلبًا في بيئات العمل، ومن خلالها يمكن بناء علاقات قوية سواء مع المديرين أو الزملاء أو أصحاب المصلحة أو العملاء، نظرًا لقيام تلك المهارة على الود والتفاهم مع الطرف الآخر، وعلى الرغم من أن أحد الأطراف قد يدخل عملية التفاوض بوجهات نظر مختلفة تمامًا، إلا أن الهدف في النهاية يجب أن يكون الوصول إلى غاية مشتركة، مما يعزز من بناء علاقات إنسانية قوية مهنية وشخصية.
ويمتاز المفاوض الماهر بقدرته على الوصول إلى اتفاق مثالي مع الطرف الآخر عبر إيجاد أرضية مشتركة بينهم، مما يمكنه من بناء علاقات طويلة المدى قائمة على التفاهم، يستفيد منها الطرفان في الحاضر والمستقبل، وهي العلاقات التي تفيد إذا دعت الحاجة للعودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى، إذ تصبح المناقشات أكثر ودية وسلاسة.
2- حل النزاعات بطرق ودية
النزاعات جزء لا مفر منه في التفاعلات الإنسانية، الأمر الذي يجعل مهارات التفاوض من المهارات القيمة في تلك المواقف، لأنها توفر إطارًا مهمًا لحل أي نزاع بشكل ودي دون تجنبه أو تصعيده، فكلما كانت أطراف النزاع ماهرة في التفاوض، سهّل ذلك من بناء حوار مفتوح يعزز من الوصول إلى حل للنزاع يرضي جميع الأطراف.
وعند نشوب النزاع، تظهر مهارة التفاوض من خلال البحث الفعّال عن أرضية مشتركة واستكشاف حلول مقبولة من الجميع، يترتب على ذلك التوصل إلى اتفاقات مرضية، ومن ثم الحفاظ على العلاقات وتعزيز بيئة إيجابية.
3- تعزيز التواصل والتفاهم
تساعد مهارات التفاوض على تحسين مهارات التواصل الفعال، فمن خلال التفاوض يمكن التعبير بوضوح عن الأفكار والاحتياجات والمخاوف، مع الإصغاء الجيد للآخرين، وبالتالي فإن صقل تلك المهارات يعزز من قدرة الفرد على توضيح أفكاره، والتفاعل بفعالية مع وجهات النظر المختلفة، مما يعزز من التفاهم المتبادل، ويساعد على إجراء محادثات أكثر إنتاجية وذات مغزى.
4- زيادة القدرة على حل المشكلات
في حال ظهور أي مشكلة داخل مكان العمل، يتجلى دور مهارات التفاوض في التعامل الفعال مع تلك المشكلات ومعالجتها، لأن مهارة حل المشكلات ضمن مهارات التفاوض التي تنطوي على تحليل المواقف، وفحص القضايا المطروحة، وابتكار أساليب جديدة لمعالجة التحديات.
ومن خلال مهارات التفاوض، يتمكن الفرد من تطوير مهاراته من حيث المرونة والتفكير النقدي والإبداع عند التعامل مع المشكلات، مما يعزز من قدرته على تطوير حلول فعالة لأي مشكلة، وهو ما يفيده في مختلف مجالات الحياة.
5- تحسين اتخاذ القرارات
من أبرز فوائد مهارات التفاوض، أنها تساعد على اتخاذ قرارات فعالة، إذ أن المفاوض الماهر الذي يواجه خيارات متعددة يمتاز بقدرته على تقييم البدائل، وحرصه على مراعاة مصالح جميع الأطراف، مما يمكنه من اتخاذ قرارات مدروسة تحقق أهدافًا متعددة في آن واحد.
وكلما كان الفرد قادرًا على موازنة وجهات النظر المختلفة، وتحليل المخاطر، والتوصل إلى توافق، زادت قدرته على التعامل مع عمليات اتخاذ القرار المعقدة بثقة وكفاءة.
6- تقديم حلول طويلة المدى
تفيد مهارات التفاوض في تقديم حلول عملية مستدامة، لأن المفاوض الماهر لا يسعى للتوصل إلى اتفاق تفاوضي فحسب، بل يفكر أيضًا على المدى البعيد قدر الإمكان، لضمان تحقيق جميع الأطراف للأهداف المرجوة، لأن التركيز فقط على النتائج الفورية والقصيرة الأجل فقد يؤدي إلى شعور أحد أطراف عملية التفاوض بعدم تلبية احتياجاته.
7- تجنب المشكلات المستقبلية
تقوم عملية التفاوض الناجح على النقاشات الجيدة التي تهدف إلى التوصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف، وهو الهدف الذي يستغله المفاوض الماهر في تجنب ظهور تضارب في المصالح قد يسبب مشكلات مستقبلية، ففي حال وجود اختلاف في وجهات النظر والأفكار المطروحة في البداية، فإنه يستطيع جمع الأطراف المختلفة وتقليل المخاوف التي قد تتحول إلى نزاعات لاحقًا إذا لم يتم التعامل معها.
8- تحسين السمعة
يُعرف عن المفاوض الماهر قدرته على تسيير المناقشات بشكل فعّال وموجّه نحو الهدف، وحرصه على بناء حوار قائم على الصدق في المقام الأول، وهو ما يكسبه سمعة طيبة بين الزملاء والمديرين والعملاء وأصحاب المصلحة، فينظرون إليه بثقة واحترام، فضلًا عن زيادة فرص نجاح المفاوضات المستقبلية لأن بعض الأطراف قد تكون على علم مسبق بسمعة المفاوض، مما يشجعهم على بدء المفاوضات بشيء من الطمأنينة.
9- تعزيز بيئات العمل التعاونية
تشمل فوائد مهارات التفاوض، دورها البارز في بناء بيئات عمل تعاونية، من خلال تشجيع التواصل المفتوح، والاستماع النشط، وتبادل الأفكار، مما يدعم العمل الجماعي والتعاون، وعندما يستعين الفرد بمهاراته في التفاوض عند التعامل مع تحديات العمل، فهو يتمكن من المشاركة في مناقشات مثمرة، والتوصل إلى حلول تحقق المنفعة المشتركة، مما يعزز من ثقافة العمل القائمة على التعاون والدعم.
10- تعزيز النمو المهني والشخصي
تساهم مهارات التفاوض بشكل فعال في تحقيق النمو المهني والشخصي للفرد، لأن مهاراته في التفاوض وممارسته تلك العملية بانتظام من العوامل الحاسمة في تطوير مهاراته في التواصل والذكاء العاطفي والقدرة على حل النزاعات، وهي المهارات المهمة في مجالات متعددة من الحياة، مثل العلاقات الشخصية، والتطور الوظيفي، وتنمية مهارات القيادة، وبالتالي فهي تمكنه من التعامل مع مختلف المواقف بثقة، مما يفتح أمامه أبواب فرص جديدة وتولي مناصب قيادية تساعد على تحقيق النمو الوظيفي المرجو.
11- تحقيق نتائج إيجابية للمؤسسة
المفاوض الماهر هو ثروة لا تُقدر بالنسبة لأصحاب العمل، لأنه يستخدم مهاراته في التفاوض عند التعامل مع العقود، أو اتفاقيات الشراكة، أو الرواتب، أو النزاعات مع العملاء والموردين، وكلما كان ناجحًا في إنهاء المفاوضات بما يحقق مصالح جميع الأطراف، استفادت المؤسسات من تقليل التكاليف، وزيادة الإيرادات، وتحسين الأداء العام، وبالتالي تحقق نتائج إيجابية وأهدافها قصيرة وطويلة المدى.
12- الاستعداد للمفاجآت
تؤدي مهارات التفاوض الفعالة إلى تحسين قدرة المؤسسات على مواجهة العقبات المفاجئة، لأن المديرون الذين يمتلكون مهارات تفاوض قوية هم أكثر قدرة على التعامل مع التحديات غير المتوقعة، إذ تساعدهم مهاراتهم في أن يكونوا أكثر مرونة، تلك المرونة التي تمكنهم من تعديل استراتيجياتهم بسرعة استجابة لأي تحدي طارئ، مما يقلل الاضطرابات داخل المؤسسة بشكل عام.
إذا كنت تبحث عن وظيفة أحلامك، توفر لك صبّار للتوظيف يوميًا أحدث إعلانات الوظائف في جميع التخصصات، لتكون دائمًا أول من يعرف.

كيفية تطوير مهارات التفاوض:
على الرغم من أن مهارات التفاوض من المهارات الفطرية لدى بعض الأشخاص، إلا أن البعض الآخر يحتاج إلى اكتساب تلك المهارات وتطويرها مع مرور الوقت للاستفادة منها في العمل والحياة الشخصية، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال تنفيذ الاستراتيجيات التالية:
1- تحديد الأهداف
أول ما ينبغي فعله قبل الدخول في أي مفاوضات، هو معرفة الهدف المُراد تحقيقه من النقاش، ومدى الاستعداد لتقديم تنازلات، وهو ما يساعد على التركيز على التوصل إلى اتفاق يلبي احتياجات جميع الأطراف.
وعند التفكير في الهدف، يجب تجاوز التفكير في النتيجة المباشرة، ومراعاة كيف قد يؤثر الاتفاق على كلا الطرفين على المدى الطويل، مما يضمن التفاوض من موقع قوة والوصول إلى نتيجة يرضى بها الطرفان، كما أن تحديد الأهداف مسبقًا يضمن أنه مهما حدث في أثناء عملية التفاوض، سيعرف المفاوض ما الذي يسعى لتحقيقه، وهذا سيساعده على البقاء مركزًا ومنظمًا وتجنب العقبات المحتملة.
2- فهم نقاط القوة والضعف
من خلال تحديد المفاوض نقاط قوته وضعفه في عملية المفاوضات، يمكنه معالجة نقاط الضعف، وتحديد أسلوب التفاوض الذي يتوافق ومهاراته في هذه العملية، على سبيل المثال، قد يميل المفاوض إلى العدوانية الزائدة في هذه المواقف، الأمر الذي يفرض عليه التركيز على استخدام أساليب أكثر تعاونًا، وبالتالي فإن فهمه لذاته يساعده على أن يكون أكثر استعدادًا للتعامل مع أي موقف قد ينشأ.
كما أن إدراك الفرد لنقاط قوته وضعفه وموقفه يساعده على دخول المفاوضات بعقلية منفتحة، وأن يكون مستعدًا لتقديم بعض التنازلات التي لا تهدر حقه من خلال إيجاد حلول إبداعية تعود بالنفع على كلا الطرفين.
3- بناء الثقة بالذات
تُعد الثقة بالنفس من العناصر المهمة في تطوير مهارات التفاوض، وهي الثقة التي تجعل صاحبها يدرك أنه من الصعب أحيانًا أن يطلب ما يريد، وألا يأخذ الأمور على محمل شخصي أو يشعر بالإحباط نتيجة قوة رأي أحد الأطراف خلال النقاش، لأن هدف الأطراف الأخرى هو تغيير وجهة نظر الشخص وإقناعه بوجهة نظرهم لتحقيق أهدافهم، وهو ما يتطلب إظهار الثقة في أثناء التفاوض، مما يجعل الطرف الآخر أكثر ميلاً للإيمان بفوائد مقترحه هو.
4- عدم الخوف من ارتكاب الأخطاء
يُعد ارتكاب الأخطاء من الأمور الطبيعية التي قد تحدث خلال محاولة تطوير مهارات التفاوض، لأن هذه العملية تعتمد على التجربة والخطأ في المقام الأول، الأمر الذي يفرض على المفاوض التي يسعى لتطوير مهاراته عدم الخوف من ارتكاب الأخطاء ومن تجربة استراتيجيات مختلفة أو من خوض بعض المخاطر، ففي حال فشل أي تجربة، يجب تكرار المحاولة واعتبار أن كل خطأ هو فرصة للنمو والتطور، ومع الممارسة والصبر والمثابرة، ستتطور تلك المهارات مع مرور الوقت.
5- مراعاة آراء الآخرين
في رحلة تطوير مهارات التفاوض، يجب عدم إغفال مراعاة آراء الآخرين والتعاطف معهم وفهم دوافعهم، لأن ذلك يؤثر بشكل كبير على نتائج المفاوضات، وهو ما يتطلب النظر إلى المشكلة من منظور الطرف الآخر، مع الأخذ بعين الاعتبار أهدافه وقيمه والظروف التي يمر بها، مما يجعل الأطراف الأخرى يرون المفاوض كشخص جدير بالثقة وموثوقًا به ويملك أفكارًا قيمة، وهو ما يساهم بشكل مباشر في التوصل إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف.
6- تجربة استراتيجيات وأساليب مختلفة
يتوقف النجاح في تطوير مهارات التفاوض على الممارسة وتجربة العديد من استراتيجيات وأساليب التفاوض، من خلال تجربة مواقف تمثيلية مع الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل، أو الاستعانة بمدرب متخصص في التفاوض لمعرفة كيفية ممارسة هذه العملية باحترافية، أو عن طريق خوض مواقف افتراضية ومناقشتها بصوت عالٍ مع شخص آخر لمعرفة كيفية التأثير على الطرف الآخر، إذ يساعد ذلك في تحسين جودة التفاوض.
7- وضع الجدول الزمني للتفاوض
من الاستراتيجيات الفعالة لتطوير مهارات التفاوض، وضع جدول زمني لعملية التفاوض، من خلال تدوين الوقت الفعلي المطلوب للتوصل إلى اتفاق أو إيجاد حل، إذ يساعد ذلك على تخفيف ضغط الوقت أثناء عملية اتخاذ القرار، ويمنح المفاوض فرصة للتروي والتأكد من أنه يوافق على القرار الصحيح.
تعاون مع صبّار لبناء فريق عمل مثالي
هل تبحث عن المرشحين المناسبين بسرعة وكفاءة؟ نحن في صبّار نوفر لك أفضل الكفاءات في جميع التخصصات لتغطية احتياجات شركتك، بدءًا من الوظائف الإدارية وحتى الميدانية، إذ يتولى فريقنا عنك عملية البحث، والفرز، لتستلم قائمة مختارة من المرشحين الجاهزين للانضمام فورًا.
مرشحينا في صبّار مؤهلين للعمل وفقًا لشروط العمل لديك، سواء بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو عن بُعد، بإمكانك الاطلاع على السيرة الذاتية لكل مرشح وإجراء مقابلة معه، للتأكد من أن قرارك بشأنه هو الأفضل.

الخاتمة:
مهارات التفاوض هي مجموعة من القدرات التي تساعد الفرد على الوصول إلى اتفاق متوازن يرضي جميع الأطراف رغم اختلاف المصالح أو وجهات النظر. يقوم التفاوض الناجح على أكثر من مجرد الإقناع، إذ يشمل فهم احتياجات الطرف الآخر، والتعاطف مع موقفه، وبناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل. ويعتمد المفاوض الماهر على عدة أدوات أساسية مثل التواصل الواضح، الذكاء العاطفي، الاستماع الجيد، والتخطيط المسبق، إلى جانب امتلاكه صفات مثل الصبر، القدرة على التكيف، مهارة الإقناع، وحل المشكلات، إضافة إلى النزاهة في التعامل، مما يضمن التوصل إلى حلول عادلة ومستدامة.
وتتجلى أهمية مهارات التفاوض في بيئة العمل من خلال دورها في بناء علاقات مهنية متينة، وحل النزاعات بطريقة ودية، وتعزيز التواصل والتفاهم بين الأفراد. كما تساعد على اتخاذ قرارات أكثر فعالية، وتقديم حلول طويلة الأمد تقلل من احتمالية حدوث مشكلات مستقبلية، فضلًا عن تحسين سمعة المفاوض وزيادة فرص نجاحه في تعاملاته المختلفة. وبذلك، لا تُعد مهارات التفاوض مجرد وسيلة لإبرام الاتفاقات، بل هي أداة استراتيجية لتطوير النمو المهني والشخصي، ودعم المؤسسات في تحقيق نتائج إيجابية مستدامة.