إدارة التنوع في الموارد البشرية تُعد من المهام الرئيسية لقسم الموارد البشرية في المؤسسات، ففي بيئة العمل المتسارعة اليوم، بات إنشاء بيئة عمل متنوعة وعادلة وشاملة هو أمر أخلاقي واستراتيجي، ومن التحديات التي تواجه المؤسسات خاصة متعددة الجنسيات التي تعتمد على توظيف أشخاص مختلفين من حيث الجنسية والخلفيات الدينية والثقافية، وبالتالي فإن تنفيذ المبادرات التي تعزز من التنوع والشمول أمرًا بالغ الأهمية في تحسين تجربة الموظف واكتساب ميزة تنافسية، لذا في هذا المقال نسلط الضوء على معنى إدارة التنوع والشمول واستراتيجيات تطبيقها.
إدارة التنوع في الموارد البشرية:
يشير مصطلح إدارة التنوع إلى الاستراتيجيات والإجراءات التنظيمية التي ينفذها قسم الموارد البشرية بالمؤسسات من أجل توظيف مجموعة من الموظفين من خلفيات مختلفة والمتنوعين في العِرق والعمر والدين والوضع الاقتصادي والاجتماعي والمهارات والخبرات المهنية ودمجهم ضمن هيكل المؤسسة، وخلق بيئة عمل شاملة وعادلة يشعر فيها الجميع بالتقدير والاحترام، ويكونوا قادرين على المساهمة بفعالية في تحقيق الأهداف المشتركة.
وتتضمن عملية إدارة التنوع تنفيذ استراتيجيات محددة في كل ما يتعلق بدورة حياة الموظف، وذلك في مجالات مثل التوظيف، والإدارة، والتدريب، وغيرها، دون النظر إلى عوامل الاختلاف بينهم، لضمان حصول الجميع على فرص متكافئة للنجاح.
ويلعب قسم الموارد البشرية دورًا محوريًا في تنفيذ ممارسات إدارة التنوع داخل المؤسسات، فهو المسؤول عن وضع السياسات والإجراءات التي تعزز التنوع، وتصميم برامج تدريبية لرفع مستوى الوعي بأهمية توظيف مجموعة متنوعة من الكفاءات.
وتُعد عملية إدارة التنوع من العوامل الحاسمة في نجاح المؤسسات، فعندما يشعر الموظفون بأنهم موضع تقدير ويحظون بالدعم ويُعاملون على قدم المساواة، تتحسن معنوياتهم وتزداد دوافعهم، مما ينعكس بالإيجاب على أدائهم في العمل ومستويات إنتاجيتهم.
اقرأ أيضًا: التنوع في مكان العمل وفوائده وأهم استراتيجياته تحدياته
إدارة الشمول في الموارد البشرية:
على الرغم من أن التنوع والشمول في مكان العمل يُذكران غالبًا معًا، إلا أنهما يشيران إلى مفهومين مختلفين، إذ تشير إدارة الشمول إلى الثقافة التنظيمية التي يتولى قسم الموارد البشرية إرسائها في المؤسسة، لضمان مشاركة جميع الموظفين المختلفين في الأعمار والأجناس والأديان والأعراق بشكل فعال في مكان العمل.
وتشمل الثقافة التنظيمية في إدارة الشمول دعم المساواة في الفرص، وتعزيز الانتماء، وإزالة التحيزات في التوظيف وتقييم الأداء والترقية.
ويجدر التنويه إلى أن تنوع مكان العمل لا يعني شموليته، إذ يُعد الشمول خطوة عملية تُكمل التنوع وتحافظ عليه، إذ يركز التنوع على جلب الأشخاص المختلفين، بينما الشمول يضمن مشاركتهم الحقيقية والفعالة في تحقيق الأهداف التنظيمية.
تساعدك صبّار على توظيف أخصائي عمليات موارد بشرية محترف يدير الملفات، والتعاقدات، والأنظمة، والحضور والانصراف بمنهجية دقيقة.
استراتيجيات إدارة التنوع والشمول في الموارد البشرية:
هناك مجموعة من الممارسات والاستراتيجيات التي يمكن لقسم الموارد البشرية تنفيذها لضمان توظيف قوى عاملة متنوعة وإدارتها ودمجها في مكان العمل بكفاءة، تشمل تلك الممارسات ما يلي:
1- بناء الثقة والتواصل مع الموظفين
من أكثر استراتيجيات إدارة التنوع والشمول فعالية، خلق بيئة عمل قائمة على الثقة والتواصل المفتوح، حتى يشعر الجميع بالراحة في أن يكونوا على طبيعتهم، ويُظهروا أفضل ما لديهم، مع تقدير اختلافاتهم، مع إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن أفكارهم وآرائهم ومخاوفهم.
ويتعين على مديري الموارد البشرية العمل على تقديم الدعم للموظفين وإظهار مدى تفهم اختلافهم، وتسهيل عملية التواصل من خلال اعتماد لغة مؤسسية واحدة يعرفها جميع الموظفين ويُجيدون استخدامها، وتجنب العبارات الاصطلاحية والمصطلحات المعقدة.
2- تحديد مصادر جديدة للمواهب
حتى تنجح المؤسسة في تعزيز التنوع بين قوتها العاملة، يجب أن تعمل على جذب مواهب جديدة إذا تجاوز معدل الدوران الوظيفي معدل التوظيف بها، مع ضرورة الابتعاد عن المصادر التقليدية للتوظيف والاستعانة بمصادر جديدة مثل المجموعات الأقل تمثيلًا، وأصحاب المواهب من مناطق أو دول مختلفة، فمن خلال توظيف أشخاص يمتلكون مهارات ومعارف متنوعة، يمكن للمؤسسات تقديم خدمات ذات جودة أعلى لقاعدة عملاء عالمية.
وحتى تؤتي هذه الاستراتيجية بثمارها، يجب العمل على تطبيقها على المناصب المبتدئة، وكذلك الموظفين من المستوى المتوسط إلى الإدارة العليا، من أجل وصول جهود التنوع والشمول إلى جميع المستويات.
من خلال صبّار يمكنك توظيف مدير موارد بشرية متكامل، يتولى مسؤولية التوظيف، والتدريب، ووضع السياسات، والتطوير التنظيمي، بخبرة شاملة وتفكير عملي واحترافية متناهية.
3- تدريب القادة على التعاطف مع الموظفين
جزء كبير من إدارة التنوع والشمول داخل المؤسسات يقع على عاتق قادة الفرق ورؤساء الأقسام، إذ يتعين على المؤسسات تدريبهم على إظهار التعاطف تجاه الموظفين على اختلافهم، من أجل خلق بيئة أكثر انفتاحًا وشمولاً، مع تدريبهم على الاستماع بانتباه والاستجابة بحكمة، وتهيئة بيئة يشعر فيها الجميع بأنهم مسموعون ومُقدرون، مما يُشعرهم بأنهم يعملون في بيئة شاملة.
4- التركيز على الشعور بالانتماء
إرساء سياسة التنوع والشمول داخل المؤسسة لا ينطوي على توظيف قوى عاملة متنوعة فحسب، فبمجرد انضمام الأفراد إلى المؤسسة، يتعين على قسم الموارد البشرية تلبية احتياجاتهم وتوفير تجربة موظف إيجابية، عن طريق بناء مجتمع داخلي داعم، وفتح حوارات حقيقية حول تجارب الموظفين بالمؤسسة، من أجل تعزيز شعورهم بالانتماء والولاء لها، مما يساعد على تحسين أدائهم وتمكين المؤسسة من الحفاظ عليهم.
5- دعم الموظف طوال دورة حياته
إدارة التنوع لا تقتصر على تنويع مصادر التوظيف فقط، بل تشمل أيضًا دعم الموظف طوال دورة حياته الوظيفية عبر مجموعة من الممارسات مثل: تقييمات أداء غير متحيزة، ترقيات عادلة، الاعتراف بإنجازات الموظفين بشكل منصف، فضلًا عن توفير برامج الإرشاد والتوجيه التي تساعد الفئات الأقل على تطوير مهاراتهم وإعدادهم لمناصب قيادية.
6- التدريب على سياسة التنوع والشمول
من الممارسات الفعالة في تعزيز سياسة التنوع والشمول بالمؤسسات، تدريب الموظفين على أهمية التنوع والشمول في بيئة العمل، من خلال زيادة الوعي بالأحداث الجارية، والإشارة إلى الأخبار العالمية، ومراجعة اللغة المستخدمة في جميع المنتجات ووسائل الاتصال الداخلية والخارجية لضمان شموليتها.
ترشح لك صبّار أخصائي تدريب وتطوير موارد بشرية يعرف كيف يحول التحديات إلى فرص تدريب داخلية أو خارجية، ويمتلك مهارة في ربط التدريب بأهداف العمل، وقياس نتائجه بدقة.
7- تجنب السياسات والممارسات الصارمة
هناك مجموعة من السياسات والممارسات التي يتعين على المؤسسات تجنبها لأنها تعزز ثقافة واحدة فقط وتستبعد الثقافات الأخرى وتُشعر الموظفين من الأقلية بعدم الترحيب وعدم القدرة على التصرف على طبيعتهم، من أبرزها قواعد اللباس الرسمية، الجداول الزمنية الصارمة، تصنيف الموظفين، الاحتفال بمناسبات ثقافية أو دينية معينة دون غيرها.
8- ممارسات التوظيف المتنوعة
لبناء فريق عمل متنوع، ينبغي تقييم عملية التوظيف ومراجعة كيفية تمثيل المؤسسة من حيث لغة وصف الوظائف والصور الترويجية على الموقع الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها، مع إجراء التعديلات اللازمة مثل إزالة الضمائر المرتبطة بنوع الجنس من نموذج التقديم وعملية المقابلة، وتوسيع نطاق المؤسسات والقنوات التي يتم الإعلان عن الوظائف من خلالها.
9- تنفيذ برامج تنوع الموردين
المقصود بتنفيذ برامج تنوع الموردين، دمج الموردين والبائعين المملوكين لأشخاص من خلفيات متنوعة ضمن سلسلة التوريد وممارسات الأعمال الخاصة بالمؤسسة، مما يساعد في إتاحة الفرص الاقتصادية للفئات المُهمشة، ويفيد في التأكد من التزام المؤسسة بتطبيق سياسات التنوع والشمول بشكل واقعي وذو تأثير حقيقي.
10- المشاركة المجتمعية والتواصل
من مهام قسم الموارد البشرية لتعزيز التنوع والشمول في مكان العمل، السماح للموظفين بالمشاركة في مشاريع المجتمع وبرامج التوعية التي تتماشى مع أهداف المؤسسة، سواء عن طريق تنظيم أيام تطوعية أو تضمين إجازة تطوعية ضمن سياسات العمل، فمن خلال انخراط الموظفين في مبادرات مجتمعية تتحسن معنوياتهم ويزداد تفاعلهم، وتتحسن سمعة المؤسسة فيما يخص تطبيق التنوع والشمول.
11- مراجعة ممارسات إدارة التنوع الحالية
تتوقف الإدارة الفعالة للتنوع والشمول داخل المؤسسة على مراجعة السياسات الحالية المتعلقة بالتنوع، وخصائص القوى العاملة، وممارسات الشمول، من خلال استخدام أدوات مثل استطلاعات الرأي، بيانات القوى العاملة، مجموعات التركيز، وجميعها وسائل تبرز الفجوات في سياسات التنوع والشمول بصورة أفضل، حتى يتسنى لقادة المؤسسة إجراء التعديلات والتحسينات التي تعزز من تلك السياسات داخلها.
سواء كنت متخصصًا في التوظيف، أو العلاقات العمالية، أو التحليل الوظيفي، نوفر لك في صبّار فرص عمل في مجال الموارد البشرية، بما يلبي طموحاتك المهنية ويحقق أهدافك الشخصية.
وظف فريق موارد بشرية محترف مع صبّار
إذا كنت تبحث عن متخصصين في مجال الموارد البشرية يصنعون لك الفارق منذ أول يوم عمل، يمكنك التعاون مع صبّار للتوظيف التي ترشح لك أصحاب المهارات والكفاءات في إدارة القوى العاملة باحترافية لا مثيل لها.
توفر لك صبّار مديري موارد بشرية، أخصائيي عمليات موارد بشرية، مسؤولي توظيف، منسقي موارد بشرية، وغيرهم من السعوديين والمقيمين، المؤهلين للعمل الفوري بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو عن بُعد.
تضمن لك صبّار الاستفادة من أفضل خدمات التوظيف، لاعتمادها على تقنية الذكاء الاصطناعي في ترشيح أسماء المتقدمين وفقًا لشروط عملك، وبالتالي تلبي متطلباتك بدقة لتجنب إهدار الوقت والجهد في توظيف خاطئ.
الخاتمة:
إدارة التنوع والشمول في الموارد البشرية تهدف إلى بناء بيئة عمل تتقبل الاختلافات وتحتضن التنوع في الأعراق، والأديان، والخلفيات الثقافية، والمهارات، والخبرات. تسعى إدارة الموارد البشرية من خلال استراتيجيات مدروسة إلى توظيف مواهب متنوعة وتوفير فرص متكافئة للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم.
ويتضمن ذلك مراجعة سياسات التوظيف واللغة المستخدمة في الإعلانات، وتوفير برامج تدريبية لتعزيز الوعي، وإنشاء مجموعات دعم داخلية مثل مجموعات الموظفين المتشابهين في الاهتمامات أو الخلفيات (ERGs). كما تركز هذه الإدارة على دعم الموظف طوال رحلته المهنية من خلال تقييمات عادلة، وفرص تدريب، وبرامج إرشاد، تضمن تطوير مهارات جميع الأفراد دون تحيز.
ولا يقتصر الأمر على التوظيف الداخلي فقط، بل يمتد ليشمل التعاون مع موردين متنوعين من خلفيات مختلفة من خلال برامج تنوع الموردين، والمشاركة المجتمعية الفعالة التي تشجع الموظفين على الانخراط في أنشطة تطوعية تخدم أهداف المؤسسة وتُعزز شعورهم بالانتماء.
وتُعد هذه المبادرات ركيزة أساسية لتعزيز ثقافة الشمول، حيث يشعر الموظفون بأنهم مسموعون ومقدَّرون، مما ينعكس إيجابًا على الأداء العام للمؤسسة، ويعزز من سمعتها بوصفها جهة عمل عادلة ومبتكرة.
