تهميش وإحباط الموظف المجتهد من أهم المشكلات التي تواجه الكثير من الموظفين، ففي بيئة العمل الحديثة، لا يكفي أن تُمنح الموظفين وظائف فقط، بل يجب أن يشعروا بأنهم جزء فعلي ومؤثر من المؤسسة، ومع ذلك، لا يزال العديد من الموظفين يواجهون أشكالًا مختلفة من التهميش والإقصاء، سواء من خلال تجاهل آرائهم، أو الحد من مشاركتهم في صنع القرار، أو إغفال إنجازاتهم، والجزء الصعب في الأمر هو أن الكثير من المؤسسات لا تدرك أصلاً أنها تمارس التهميش ضد موظفيها، مما يضاعف من الضرر الذي يصيب بيئة العمل، وفي هذا المقال نوضح معنى تهميش الموظف وإحباطه، وعقوبة التهميش، وما إذا كان يحق للمدير تهميش الموظف.
تهميش الموظف المجتهد:
يُعرف تهميش الموظف بأنه تعمد إقصاء وتجاهل الموظف ذو الأداء الجيد في العمل سواء من قِبل المشرفين المباشرين أو المديرين، إذ يتخذ التهميش عدة صور منها إشعار الموظف أن مساهماته لا تُحظى بالتقدير الكافي، أو استبعاد الموظف بصورة مستمرة من الاجتماعات المهمة أو التصويت على اتخاذ القرارات، أو حرمان الموظف من فرص التقدير والترقية التي يستحقها رغم كفاءته واجتهاده، أو نشر الشائعات والنميمة حوله، أو تكليفه بمهام بسيطة أقل من إمكانياته وقدراته، أو عدم منحه فرص التدريب والتطوير المهني.
وهناك العديد من الآثار الناتجة عن تهميش الموظف المجتهد، أبرزها شعوره بالقلق والاكتئاب وانعدام القيمة، وإصابته بالتوتر النفسي والضغط العصبي، وهو ما ينعكس على صحته الجسدية أيضًا، وتمتد تلك الآثار إلى باقي الموظفين، فتتراجع الروح المعنوية داخل فريق العمل، ويرتفع معدل الدوران الوظيفي داخل المؤسسة، فضلًا عن تدهور سمعتها في السوق، فتصبح بالنسبة للكثيرين بيئة طاردة للعمل.
ويُعد تهميش الموظف من السلوكيات الخبيثة التي تنتشر في بيئات العمل السامة، الهدف منها إشعار الموظف بالعزلة وانفصاله عن زملائه في العمل ودفعه لتقديم استقالته، وهو ما تلجأ إليه المؤسسات التي تسعى لفصل موظفيها دون تحمل التبعات القانونية والمالية، فضلًا عن تأثير تلك الممارست في خلق أجواء محبطة داخل بيئة العمل.
إحباط الموظف المجتهد:
إحباط الموظف المجتهد هو الشعور السلبي الذي ينتج عن تجاهل جهوده أو التقليل من إنجازاته أو منعه من التطور المهني، على الرغم من أدائه المميز وتفانيه في العمل، إذ يشعر الموظف بالإحباط عندما يجد ممارسات إدارية أو نفسية في مكان العمل تقوض من ثقته بذاته أو تقلل من روحه المعنوية.
وينشأ شعور الموظف بالإحباط نتيجة الضغط المستمر، أو التوقعات غير المحققة، أو الإحساس بعدم التقدير أو الدعم، مما يؤدي إلى إثارة مشاعر الاستياء والغضب داخل الموظف، وفقدان الحافز لديه، وتراجع رغبته في العمل وفي تقديم أفضل أداء، وبالتالي تنخفض الروح المعنوية داخل الفريق، ويضعف الولاء المؤسسي، وترتفع معدلات الدوران الوظيفي.
ويتجلى شعور الموظف بالإحباط في العديد من السلوكيات مثل إظهار حماسًا ضعيفًا تجاه المهام أو المشاريع الجديدة، تراجع أدائه بشكل ملحوظ وإنخفاض إنتاجيته، إبداء سخرية أو انعدام اهتمام خلال الاجتماعات أو التعاون مع الفريق، تكرار تأخره عن العمل أو إجازاته غير المبررة، قلة المشاركة في النقاشات الجماعية وتجنب العمل الجماعي مع الزملاء.
وفي هذه الحالة، تقع على عاتق قسم الموارد البشرية مهمة معالجة السلوكيات السامة في بيئة العمل التي تُشعر الموظف المجتهد بالإحباط، من خلال التعامل مع الشكاوى الواردة بعدالة وحيادية، وإجراء تحقيق شامل، وتقدم الدعم للموظف المتضرر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة السلوكيات غير المهنية.
هل يحق للمدير تهميش الموظف؟
لا، لا يحق لأي مدير تهميش أي موظف، لأن التهميش مخالفة لسلوكيات الإدارة العادلة، ومن الممارسات السلبية التي تؤدي إلى خلق بيئة عمل سامة تؤثر على معنويات الموظفين وإنتاجيتهم، فضلًا عن تعارض التهميش مع مبادئ العدالة والاحترام التي يتعين على جميع المؤسسات إرسائها في مكان العمل.
وفي حال تعمد تهميش الموظف وتكرار هذا السلوك، يتم تصنيفه كنوع من التمييز أو سوء المعاملة الوظيفية، وبالتالي يصبح من حق الموظف المتضرر التقدم بشكوى للإدارة العليا وحتى مكاتب العمل للحصول على الحماية اللازمة ضد تلك الممارسات الجائرة.
عقوبة تهميش الموظف:
عادةً ما تصدر ممارسات تهميش الموظف من قِبل المشرف أو المدير المباشر، وفي حال تصعيد الموظف المتضرر من تلك الممارسات إلى الإدارة العليا، تُصدر مجموعة من العقوبات بحق مرتكب سلوك التهميش، وهي تختلف باختلاف درجة جسامة التهميش والسياسات المُعتمدة بالمؤسسة والإطار القانوني المعمول به، وذلك على النحو التالي:
التنبيهات الشفوية والمكتوبة
أول إجراء تتخذه إدارة المؤسسة حيال المدير أو المشرف الذي يثبت ارتكابه سلوكيات يترتب عنها تهميش الموظف هو توجيه إنذار شفوي أو مكتوب له، ليكون بمثابة إشعار رسمي بأن السلوك غير مقبول.
الإيقاف عن العمل
في حال استمرار المشرف أو المدير في تهميش الموظف على الرغم من توجيه إنذار له، ففي هذه الحالة تصدر المؤسسة قرارًا بإيقافه مؤقتًا عن العمل، سواء بإيقاف مدفوع أو غير مدفوع الأجر.
خفض الدرجة الوظيفية
تقرر الإدارة العليا خفض الدرجة الوظيفية لمرتكب سلوك التهميش إذا كانت ممارساته خطرة أو مستمرة على الرغم من توقيع العقوبتين السابقتين، إذ يتم نقله إلى وظيفة أقل مرتبة لأن سلوكياته تدل على أنه غير مؤهل لمنصبه الحالي.
العقوبات التأديبية
هناك عدة عقوبات تأديبية يمكن توقيعها على المدير أو المشرف الذي يتعمد تهميش الموظف، مثل نقله إلى قسم آخر أو فرع آخر للمؤسسة، أو حرمانه من الحوافز والمزايا، أو فرض تدريبات إضافية عليه.
الفصل النهائي
وهي العقوبة التي تصدرها المؤسسة بحق المدير أو المشرف خاصة إذا كانت حالات التهميش شديدة أو متكررة، إذ يُعد إنهاء علاقة العمل هو الإجراء الأمثل في هذه الحالة.
الإضرار بالسمعة
لا تقتصر عقوبة تهميش الموظف على المديرين والمشرفين فحسب، بل تحصل المؤسسات على نصيبها منها إذا كانت تلك الممارسات صادرة من الإدارة العليا، إذ ينتج عنها الإضرار بسمعة المؤسسة، مما يجعل من الصعب جذب الموظفين أو الحفاظ على العملاء.
اعثر على أفضل المواهب مع صبّار
نعلم في صبّار أن فريقك هو استثمارك الحقيقي، وأن كل وظيفة داخل شركتك تحدث فرقًا، لذلك نوفر لك مرشحين مؤهلين بعناية، وفقًا لاحتياجاتك الخاصة، من أصحاب المواهب والكفاءات التي يبحث عنها كل صاحب عمل لتحقيق النجاح المنشود.
سواء كنت تبحث عن موظفين سعوديين أو أجانب، بخبرة أو من دون، للعمل بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو أون لاين، نحن في صبّار نساعدك على تلبية جميع متطلباتك من القوى العاملة الماهرة، كما نقدم لك باقات اشتراك متنوعة تناسب احتياجاتك، لتستفيد من أفضل خدمات التوظيف من جميع الجوانب.

الخاتمة:
في بيئة العمل، يُعد تهميش الموظف المجتهد أحد أبرز الممارسات السلبية التي تؤثر على الروح المعنوية والأداء العام. ويتمثل هذا السلوك في تجاهل مساهمات الموظف النشيط أو استبعاده من القرارات والاجتماعات أو حرمانه من الترقيات المستحقة، ما يؤدي إلى شعوره بعدم التقدير، والتقليل من شأن إنجازاته، وبالتالي فقدان الحافز. وغالبًا ما يُستخدم التهميش كوسيلة غير مباشرة لدفع الموظف نحو الاستقالة، دون الاضطرار لتحمل تبعات قانونية.
أما إحباط الموظف المجتهد، فهو نتيجة طبيعية للتهميش المستمر أو ضعف التقدير، ويظهر من خلال تراجع الأداء، وانخفاض المشاركة، وغياب الحماس، مما يؤدي إلى بيئة عمل طاردة وغير صحية. هذه الممارسات لا تضر الموظف فقط، بل تمتد آثارها لتشمل الفريق ككل، وتنعكس سلبًا على سمعة المؤسسة وإنتاجيتها.
ولذا، من الضروري أن تتصدى الموارد البشرية لأي سلوك إداري غير مهني، وأن تضمن معاملة عادلة لجميع الموظفين، مع اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد من يثبت تورطه في التهميش، تبدأ بالإنذار، وقد تصل إلى الفصل النهائي.