إدارة المواهب في الموارد البشرية من الأدوار الحيوية داخل أي مؤسسة، إذ يتم إنشاء فريقًا مختصًا باستقطاب موظفين جدد والمحافظة على القوى العاملة. فهو يتعامل مع احتياجات التوظيف، ويساعد في تحسين بيئة العمل، ويدرب الموظفين، ويضمن رضاهم الوظيفي، وعلى الرغم من أن إدارة الموارد البشرية وإدارة المواهب يعتمدان على بعضهما لتحقيق أهداف المؤسسة المتعلقة بالموظفين، إلا أن هناك فروقًا جوهرية تؤثر في الدور الذي يؤديه كل منهما لبلوغ تلك الأهداف، وفي هذا المقال نوضح تعريف إدارة المواهب في الموارد البشرية وخطواتها.
إدارة المواهب في الموارد البشرية:
تُعرف إدارة المواهب في الموارد البشرية بأنها العملية التي تنفذها المؤسسة من أجل جذب الموظفين وتوظيفهم والاحتفاظ بهم، مستعينة في ذلك بالخبراء المتخصصين في الموارد البشرية الذين يحددون المرشحين الأفضل لشغل وظيفة معينة، لضمان سد الشواغر الوظيفية بالأشخاص المناسبين أصحاب المهارات المطلوبة.
كما تتضمن هذه العملية مساعدة الكفاءات على النمو لتحقيق أقصى قدراتهم مع مراعاة أهداف المؤسسة، أي الاستثمار في رأس المال البشري، مما يعزز من قدرة المؤسسة على الاستجابة للاحتياجات المتغيرة والبقاء مبتكرة وقادرة على المنافسة.
وتشمل عملية إدارة المواهب في الموارد البشرية، تحديد فجوات المواهب والوظائف الشاغرة، وتحديد مصادر الكفاءات المناسبة، والبحث عن المرشحين المناسبين وتوظيفهم، وتنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعد على تنميتهم داخل المؤسسة وتطوير المهارات اللازمة لديهم، من خلال تقديم التدريب المتخصص لهم، وإشراكهم بفعالية، والاحتفاظ بهم وتحفيزهم لتحقيق الأهداف طويلة المدى، وبالتالي يمكن اعتبار هذه العملية من العناصر المساهمة في تحقيق نجاح العمل بشكل عام.
وتغطي عملية إدارة المواهب في الموارد البشرية دورة حياة الموظف بالكامل، بداية من التوظيف والاندماج الوظيفي وصولًا إلى التدريب المستمر، وإدارة الأداء، وكذلك التخطيط الاستراتيجي للتعاقب الوظيفي، وبالتالي فهي تتضمن إدارة جميع جوانب رأس المال البشري داخل المؤسسة.
نساعدك في صبّار على توظيف أخصائي عمليات موارد بشرية يضيف قيمة حقيقية لشركتك، يرفع من جودة الأداء ويحافظ على بيئة عمل منظمة وفعّالة.

خطوات إدارة المواهب في الموارد البشرية:
تمر عملية إدارة المواهب في الموارد البشرية بمجموعة من الخطوات المنهجية التي تساعد على تنفيذها بنجاح، تشمل تلك الخطوات ما يلي:
1- التخطيط
يُعد التخطيط هو الخطوة الأولى في عملية إدارة المواهب، وأساس نجاحها، وهو يشير إلى عملية تحديد الأهداف، وتحديد الاستراتيجيات، وتوضيح الإجراءات المطلوبة لتنفيذ تلك الأهداف.
وفي إدارة المواهب، يشمل التخطيط تحديد أماكن وجود الفجوات ومتطلبات رأس المال البشري، وصياغة أوصاف وظيفية للأدوار الرئيسية اللازمة للمساعدة في توجيه عملية الاستقطاب والاختيار، ورسم مسار لاستقطاب المواهب والكفاءات، وتطوير خطة للقوى العاملة للمبادرات الخاصة بالتوظيف.
وتضمن عملية التخطيط توافق مبادرات استقطاب المواهب مع أهداف المؤسسة المحددة، وتنسيقها بشكل صحيح، ومساهمتها في تحقيق نجاح المؤسسة.
هل تواجه صعوبة في إدارة شؤون الموظفين أو تطبيق سياسات الشركة؟ نوفر لك في صبّار مدير موارد بشرية لديه الخبرة في إدارة التعقيدات التنظيمية، وضع استراتيجيات واضحة، وبناء ثقافة عمل إيجابية.

2- الجذب
ثاني خطوات عملية إدارة المواهب في الموارد البشرية هي عملية الجذب التي يتم من خلالها تحديد ما إذا كان سيتم سد متطلبات المواهب من داخل المؤسسة أو من مصادر خارجية، وبالتالي فهي تتضمن جذب واستقطاب الأفراد المؤهلين الذين قد يرغبون في الانضمام إلى المؤسسة.
وتتم عملية الجذب عن طريق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبرامج إحالة الموظفين، ولوحات الوظائف، والاعتماد على معارض التوظيف، وهنا يظهر دور العلامة التجارية لصاحب العمل التي بنتها المؤسسة لنفسها، لأنها تحدد جودة الطلبات الواردة.
ومن خلال عملية جذب المواهب، تضمن المؤسسة امتلاك قاعدة من المتقدمين تضم مرشحين مناسبين للوظيفة، مما يضيف تنوعًا في المهارات والخبرات.
اكتشف المزيد حول: أهم استراتيجيات وطرق استقطاب الموارد البشرية وخطوات تنفيذها
هل تواجه صعوبة في جذب الكفاءات المناسبة؟ من خلال خدماتنا المتخصصة، توفر لك صبّار مسؤول توظيف يمتلك الخبرة في استخدام أدوات الاستقطاب الحديثة، وإدارة إعلانات الوظائف، والتواصل مع أفضل المرشحين في السوق.

3- الاختيار
تتضمن عملية اختيار المواهب تطبيق استراتيجيات التوظيف والاختيار التي تهدف إلى سد الشواغر الوظيفية بأصحاب الكفاءات والمؤهلات المطلوبة، عن طريق استخدام سلسلة من الاختبارات والفحوصات للعثور على الشخص المناسب للوظيفة.
وتشمل عملية الاختيار إجراء الاختبارات التحريرية، والمقابلات، والمناقشات الجماعية، والاختبارات النفسية، إلى جانب تحليل متعمق لجميع المعلومات المتاحة عن المرشح على المنصات العامة للوصول إلى صورة شاملة عنه.
وتساهم عملية الاختيار في ضمان توظيف المؤسسات أشخاص يمتلكون المهارات والمؤهلات والسمات المطلوبة لتحقيق النجاح في أدوارهم الوظيفية والمساهمة في تحقيق الأهداف التنظيمية.
تعرف على: مراحل وخطوات عملية التوظيف والمعايير المعتمدة فيه وعوامل نجاحهم
4- التطوير
تُعد عملية تطوير الموظفين جزءًا أساسيًا من إدارة المواهب ومن العمليات طويلة الأمد بالمؤسسات، وهي تتضمن تقديم التدريب اللازم لتطوير مهارات ومعارف الموظفين، مع حصولهم على الإرشاد والتوجيه طوال عملية التطوير، كما تشمل تنفيذ برامج المسار المهني التي يتم بناؤها من داخل المؤسسة، ويهدف إلى تحسين المهارات الفردية والجماعية.
ويجدر التنويه إلى أن عملية التطوير ثنائية الاتجاه، إذ يجب أن يكون الموظفون على استعداد لمواجهة تحديات جديدة، بل وحتى العمل في مجالات خارج نطاق كفاءاتهم الأساسية، كما ينبغي على أصحاب العمل أن يكونوا مستعدين للتعلم من موظفيهم بقدر ما يتوقعون منهم أن يتعلموا منهم.
وتفيد عملية التطوير في تدريب الموظفين على الخبرات اللازمة للمساهمة في نجاح الأعمال، فضلًا عن تحسين تفاعلهم وتعزيز ولائهم للمؤسسة.
تعرف على: تدريب الموظفين: كيف يتم تطوير وتدريب الموظفين وخطوات عمل خطة التدريب
5- الاحتفاظ
الخطوة التالية لعملية التطوير هي الاحتفاظ بالمواهب بكفاءة، إذ تنفذ المؤسسة مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعد على إبقاء الموظفين مندمجين وسعداء في أدوارهم وإرضائهم وضمان ولائهم للمؤسسة، حتى يواصلون العمل بالمؤسسة على المدى الطويل.
وتشمل استراتيجيات الاحتفاظ تقديم التعويضات التنافسية، ومنح المكافآت، وزيادة الرواتب، والمساعدة في تحقيق التوازن بين العمل والحياة، وتوفير فرص التطوير المهني، وتنفيذ برامج إحالة الموظفين، وتشجيع المشاركة في المشاريع الخاصة وصنع القرار، والتدريب على أدوار أكثر تطورًا.
ومن خلال عملية الاحتفاظ، تنشأ بيئة عمل إيجابية ومحفزة، يزداد الرضا الوظيفي بالمؤسسة، ويقل بداخل معدل الدوران الوظيفي.
اقرأ أكثر عن: الاحتفاظ بالموظفين وكيفية عمل خطته واستراتيجياته
6- الانتقال
وهي الخطوة الأخيرة من عملية إدارة المواهب في الموارد البشرية، وتشير إلى عملية إدارة الأدوار أو المسؤوليات أو المسارات المهنية المختلفة داخل المؤسسة، ويتضمن ذلك الترقيات، أو التغييرات الأفقية، أو التكيف مع التحولات المؤسسية.
وخلال مرحلة الانتقال، يتم تزويد الموظفين بالموارد، مثل نصائح من موظفين آخرين خاضوا تجارب مماثلة، وقوائم بالمهارات والسمات المهمة للأدوار المستقبلية، ومعلومات حول كيفية إعداد سيرة ذاتية لمناصب مختلفة، وما الأسئلة التي يجب طرحها خلال المقابلات.
وتضمن عملية الانتقال استمرار تطوير الموظفين، وتمنع الاضطرابات، وتعزز من قدرة الموظفين على الاستعداد بشكل مناسب للفرص الجديدة التي سيواجهونها.
لا تضيع وقتك في البحث عن وظائف عشوائية، في صبّار للتوظيف نقدم لك إعلانات وظائف الموارد البشرية الموثوقة والمحدثة يوميًا، معنا، ستصل إلى الفرص المناسبة لمجالك وتقدّم بسهولة للوظيفة التي تستحقها.
وظف الكفاءات في الموارد البشرية مع صبّار
إذا كنت تسعى لبناء فريقًا من الكفاءات في مجال الموارد البشرية، يمكنك الاعتماد على صبّار للتوظيف التي تساعدك على اختيار وبناء فريق موارد بشرية محترف يتولى كل ما تحتاجه من جذب الكفاءات والمحافظة عليها، إلى تصميم سياسات عادلة وإدارة الأداء.
عندما تبدأ في التواصل معنا وتعلمنا باحتياجاتك من الموظفين، تتلقى على الفور قائمة بأسماء أفضل المرشحين المناسبين للوظائف الشاغرة، من السعوديين والأجانب، المؤهلين للعمل الفوري بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو عن بُعد.
تضمن لك صبّار دقة وسرعة التوظيف، بفضل اعتمادها على الذكاء الاصطناعي في ترشيح أسماء أكثر المتقدمين توافقًا مع متطلبات عملك وثقافة شركتك.

الخاتمة:
إدارة المواهب في الموارد البشرية هي عملية استراتيجية تهدف إلى استقطاب الكفاءات المناسبة، توظيفها، وتنميتها بما يتماشى مع أهداف المؤسسة. تبدأ هذه العملية من التخطيط لتحديد احتياجات رأس المال البشري، مرورًا بجذب المرشحين من داخل المؤسسة أو خارجها، ثم اختيار الأنسب من خلال الاختبارات والمقابلات، لتضمن المؤسسة سد الشواغر بالأشخاص المؤهلين.
بعد ذلك، تركز الإدارة على التطوير المستمر عبر التدريب والتوجيه وصقل المهارات، بما يحقق النمو الفردي والجماعي. كما تسعى المؤسسات للاحتفاظ بالموظفين عبر حوافز مادية ومعنوية، وفرص مهنية وتوازن حياتي، مما يعزز الرضا الوظيفي ويخفض معدل دوران العمالة.
وتمتد إدارة المواهب لتغطي دورة حياة الموظف كاملة، بدءًا من الاندماج الوظيفي، مرورًا بالتدريب وإدارة الأداء، وصولًا إلى التخطيط للتعاقب الوظيفي والانتقال بين الأدوار. فهي لا تقتصر على التوظيف فحسب، بل تشمل أيضًا بناء بيئة عمل محفزة تحافظ على الموظفين وتطور قدراتهم، ما يجعلها ركيزة أساسية في دعم القدرة التنافسية للمؤسسات.
ومن خلال تطبيق هذه الخطوات المتكاملة، تتمكن الشركات من الاستثمار بفاعلية في رأس مالها البشري، وضمان استدامة النمو والابتكار في بيئة عمل سريعة التغير.