مستقبل تخصص الموارد البشرية وهل مطلوب في السعودية؟

مستقبل تخصص موارد بشرية من أكثر الأمور التي يسعى كثيرون ممن يرغبون دراسة هذا المجال لمعرفتها، إذ يشهد سوق العمل العالمي تحولات سريعة ساهمت في إبراز تخصص الموارد البشرية كأحد أكثر التخصصات الحيوية التي تتطور باستمرار لتواكب متطلبات العصر، ففي الوقت الحالي، لم يعد دور الموارد البشرية يقتصر على التوظيف وإدارة الرواتب فحسب؛ بل باتت تلك الإدارة عنصرًا أساسيًا في نمو ونجاح المؤسسات وبناء بيئة عمل فعالة ومستدامة، وبالتالي زداد الاهتمام بمستقبل هذا التخصص، خاصة لدى الطلاب والباحثين عن مسارات مهنية مستقرة ومؤثرة، لذلك نوضح في هذا المقال ما إذا كان تخصص الموارد البشرية له مستقبل ومطلوب.

هل تخصص الموارد البشرية له مستقبل:

نعم، يُعد تخصص الموارد البشرية من التخصصات ذات المستقبل الواعد، إذ أوضحت العديد من الدراسات والإحصائيات أن مستقبل الموارد البشرية سوف يتأثر بالتغيرات التكنولوجية السريعة التي تشهدها جميع القطاعات، ومن المتوقع أن تنمو الوظائف في مجال الموارد البشرية بنسبة 10% خلال الفترة ما بين 2020 إلى 2030، كما أن الموارد البشرية تُعد جزءً أساسيًا من أي مؤسسة، مما يعني زيادة الطلب على المتخصصين في هذا المجال في المستقبل القريب.

وأفادت ذات الدراسات أن مجال الموارد البشرية شهد تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، ومن المتوقع استمرار هذا التطور في السنوات المُقبلة بعد أن باتت التكنولوجيًا من العناصر الأساسية في تنفيذ الأعمال، فقد استفادت فرق الموارد البشرية من وسائل التواصل الاجتماعي في الاستقطاب والتوظيف، واعتمدت على العديد من المؤشرات والتحليلات الرئيسية في عمليات الإدارة، مما جعلها عنصر استراتيجي في التخطيط المؤسسي.

وفي ظل التوسع المستمر الذي تشهده الموارد البشرية، بات من الضروري على مديري الموارد البشرية أيضًا مواكبة هذا التغيير، من خلال الاستفادة من القسم في جذب الموظفين الجدد أو الاحتفاظ بالكفاءات الحالية، ومواكبة التغيرات المستقبلية في مجال الموارد البشرية، سواء من حيث التكنولوجيا، أو التنوع والشمول، أو التحليلات، أو مزايا الموظفين، أو الشفافية، حتى تكتسب المؤسسات ميزة تنافسية.

يمكنك التقديم على عدد كبير ومميز من وظائف الموارد البشرية في السعودية الآن عبر منصة صبار للتوظيف في السعودية.

وفيما يلي أبرز الاتجاهات والتغيرات التي من المتوقع أن تُشكل ملامح مجال الموارد البشرية خلال السنوات المُقبلة:

1- الذكاء الاصطناعي والأتمتة والتكنولوجيا

منذ عدة سنوات، يشهد مجال الموارد البشرية تحولات جوهرية بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة التي من المرجح أن يزداد اعتماد المتخصصين عليها في تنفيذ العديد من المهام، مثل فرز السير الذاتية، وتيسير عمليات التوظيف، والتحليلات التنبؤية لإدارة المواهب، ومعالجة كشوف الرواتب، وبالتالي سوف تلعب تلك التقنيات دورًا بارزًا في تبسيط المهام الإدارية الروتينية، مما يمكّن فريق الموارد البشرية من التركيز على المهام الأكثر أهمية والجوانب الإنسانية في أدوارهم، الأمر الذي يجعل امتلاك فهمًا حول الذكاء الاصطناعي والأتمتة مهمًا للموظفين في المستقبل من أجل مواكبة تلك التطورات.

اقرأ أيضًا: إدارة الموارد البشرية وأسسها - دليل شامل

2- تحليلات الموارد البشرية

من الاتجاهات المقرر أن تستمر في النمو في عمل الموارد البشرية، الاعتماد على البيانات في اتخاذ القرارات، إذ أن امتلاك كميات كبيرة من بيانات الموظفين سوف يمكن فريق الموارد البشرية من اتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتعلق باستقطاب المواهب وتعزيز مشاركة الموظفين وإدارة الأداء.

وما يشهده مجال الموارد البشرية حاليًا ومن المقرر أن يشهده مستقبلًا، لجوء المؤسسات إلى التحليلات التنبؤية من أجل التعرف على المشكلات المحتملة واتخاذ تدابير استباقية لمعالجتها، مما يساهم في تعزيز مرونة وكفاءة وظائف الموارد البشرية.

يمكنك التقديم على وظائف مدير موارد بشرية في السعودية في منصة صبار.

3- تجربة الموظف ورفاهيته

من أبرز ملامح مجال الموارد البشرية في المستقبل، وضع تجربة الموظف على رأس أولويات فرق الموارد البشرية، فسوف تصبح الشركات أكثر إدراكًا بأهمية خلق بيئة عمل إيجابية وشاملة تعزز من رفاهية الموظفين، وبالتالي سوف يلعب المتخصصون في الموارد البشرية دورًا بارزًا في تصميم وتنفيذ برامج تركز على الصحة النفسية، وتحقيق التوازن بين العمل والحياة، وتساعد في التطوير المهني، حتى يشعر الموظفين بالدعم، مما يجعلهم أكثر انخراطًا في العمل.

ومن الجهود المقرر التركيز عليها لتنفيذ هذا الهدف، تقديم أجور عادلة وتنافسية والتواصل المفتوح، وتعزيز فرص الموظفين في تطوير مهاراتهم أو إعادة تأهيلها، خاصة إذا كانت تلك الوظائف مهددة بالزوال.

اعرف المزيد عن: العوامل المؤثرة في تخطيط الموارد البشرية

4- تعزيز ثقافة العمل عن بُعد

هناك الكثير من الشركات باتت تتبنى ثقافة العمل عن بُعد خاصة بعد جائحة كورونا، كما أدرك الكثيرون أن العمل عن بُعد يناسبهم بشكل أكبر مقارنة بالقدوم إلى المكتب يوميًا، إذ أن ذلك يساعدهم في تحقيق توازن بين العمل والحياة بشكل أفضل، مع توفير تكاليف ومشقة التنقل.

وقد أفادت العديد من الدراسات، أنه بحلول عام 2030، ستُصبح أنماط العمل عن بُعد هي القاعدة وليس الاستثناء، وستحتاج إدارات الموارد البشرية إلى وضع سياسات تمكنها من إدارة فرق موزعة جغرافيًا بفعالية، والاستفادة من أدوات التعاون الرقمي، وتعزيز الإحساس بالترابط والانتماء بين الموظفين العاملين عن بُعد.

وحتى تتمكن إدارات الموارد البشرية من تنفيذ نمط العمل عن بُعد بكفاءة، سيتعين عليها الحفاظ على تواصل مستمر مع الموظفين، نظرًا لدور هذا التواصل في تطوير أداء الموظفين، وفي حال إهماله قد يتحول إلى عائق لا يمكن التغلب عليه بسهولة، وهو ما يتطلب استخدام برامج متخصصة لإدارة الموارد البشرية.

يمكنك التقديم على وظائف أخصائي عمليات موارد بشرية في منصة صبار.

5- زيادة التركيز على التعلم المستمر وتطوير المهارات

في ظل استمرار التطور التكنولوجي في جميع المجالات، فقد أقرت بعض الدراسات أنه بحلول عام 2030 سيركز مجال الموارد البشرية على التعلم المستمر وتطوير المهارات، أي سيزداد حرص المؤسسات على بناء فرق عمل مدعمة بأحدث المهارات المطلوبة حتى تصبح قادرة على التكيف.

ولتحقيق هذا الهدف، ستستثمر المؤسسات في برامج لتطوير المهارات وإعادة تأهيل الموظفين، كما سيلعب متخصصو الموارد البشرية دورًا محوريًا في تحديد فجوات المهارات، ومن ثم تصميم برامج التدريب المناسبة وتوفير الموارد التعليمية المطلوبة، وهو ما يؤدي إلى تعزيز ثقافة التعلم المستمر داخل المؤسسة.

‍

يمكنك الاعتماد على صبّار في توظيف أصحاب الكفاءات والمهارات التي تبحث عنها من أجل إحداث الفارق في مؤسستك ونمو ونجاح عملك.

‍

اقرأ عن: تدريب الموظفين: كيف يتم تطوير وتدريب الموظفين

6- زيادة أهمية سياسة التنوع والشمول

يتجلى مستقبل تخصص الموارد البشرية في زيادة اهتمام المؤسسات بتعزيز ثقافة التنوع والإنصاف والشمول وذلك بحلول عام 2030، إذ من المقرر أن تولي المؤسسات اهتمامًا خاصًا بإنشاء بيئات عمل متنوعة وشاملة، نظرًا لأهمية ذلك في تعزيز الابتكار، وزيادة الرضا الوظيفي، ونجاح الأعمال بشكل عام.

ونوهت عدة دراسات إلى أن متخصصو الموارد البشرية سيقومون بتنفيذ العديد من الاستراتيجيات التي تساهم في تعزيز تلك الثقافة، من خلال إنشاء ثقافة يَحترم فيها الموظفون بعضهم البعض دون النظر إلى العرق أو الدين أو النوع أو العمر أو الحالة الاقتصادية، ومعالجة التحيزات في التوظيف والترقيات، والتأكد من أن تلك العمليات تتم بناءً على الكفاءة لا على المظهر أو الخلفية، مع العمل على وجود تنوع بين الجنسين في بيئات العمل، وحماية الموظفين من أي قرار متحيز لا يستند إلى البيانات.

يمكنك التقديم على وظائف موظف موارد بشرية في السعودية في منصة صبار.

هل تخصص موارد بشرية مطلوب:

نعم، تخصص الموارد البشرية مطلوب بشكل كبير في الغالبية العظمى من دول العالم، إذ شهد سوق العمل خلال السنوات الأخيرة تغيرات سريعة بفضل التحول الرقمي، الأمر الذي زاد من أهمية رأس المال البشري باعتباره من الأصول الأساسية للمؤسسات، فضلًا عن أسباب أخرى عززت من الإقبال على دراسة هذا التخصص وهي:

1- نمو وتوسع المؤسسات

هناك زيادة مستمرة في في أعداد الشركات والمؤسسات سواء الناشئة، أو الكبرى التي تشهد توسعات إقليمية ودولية، وهو ما زاد من حاجة تلك المؤسسات إلى فرق موارد بشرية تعمل على إدارة الموظفين بفعالية وكفاءة، وتقوم بدورها في اختيار الأشخاص المناسبين في الوظائف المناسبة، وتحديد الهياكل الوظيفية والسياسات الداخلية.

وحتى تنجح أعمال تلك المؤسسات، فلا بد من الاعتماد على فرق موارد بشرية قوية تنفذ المهام المطلوبة من أجل تعزيز قدرة المؤسسات على جذب المواهب والاحتفاظ بها.

2- تحول دور الموارد البشرية

في السابق، كان دور الموارد البشرية يقتصر على معالجة رواتب الموظفين، وإدارة الحضور والانصراف والإجازات، أما في الوقت الحالي، فقد باتت فرق الموارد البشرية تلعب دورًا استراتيجيًا في نجاح المؤسسات، نظرًا لإصدارها العديد من القرارات المستندة إلى البيانات، وهي القرارات التي تؤخذ بعين الاعتبار عندما تقرر الإدارة العليا إعادة هيكلة الشركة أو توسيع فريق العمل أو تطبيق نماذج العمل عن بُعد، أي أن قرارات الموارد البشرية مرتبطة بشكل مباشر بأداء المؤسسة وثقافتها ومكانتها في السوق التنافسي.

3- الحاجة لمواكبة التطور الرقمي

تشهد معظم القطاعات تحولًا رقميًا فرض ضرورة الاستعانة بمتخصصين في الموارد البشرية، وفي الوقت نفسه يمتلكون المهارات التكنولوجية التي تمكّن المؤسسات من مواكبة هذا التطور، فهناك أنظمة الموارد البشرية مثل HRIS وPeople Analytics أصبحت أدوات أساسية لإدارة الموظفين، لن تُدار إلا من قِبل محترفين لديهم خلفية في التقنية وإدارة الأفراد في آن واحد.

4- التركيز على بيئة العمل وتجربة الموظف

يُعد خلق بيئة عمل إيجابية وتوفير تجربة مميزة للموظف، أولوية للمؤسسات التي ترى أن الرواتب والمزايا ليست كافية لجذب المواهب والاحتفاظ بها، وهنا يبرز دور قسم الموارد البشرية الذي يعمل على تصميم برامج الرفاهية التي تساهم في تهيئة بيئة عمل صحية، وتحقيق التوازن بين العمل والحياة، وتعزيز التواصل بين الفرق داخل المؤسسة، فضلًا عن دور القسم في تنفيذ خطط الاحتفاظ بالمواهب.

5- مرونة تخصص الموارد البشرية

في الوقت الحالي، يجذب تخصص الموارد البشرية العديد من الطلبة الذين يبحثون عن فرص عمل داخل المؤسسات المتنوعة، إذ أن دراسة هذا التخصص تتيح العمل في الشركات التجارية، والمدارس والجامعات، والمستشفيات، والجهات الحكومية، وغير ذلك من القطاعات التي توفر فرص عمل في مجال الموارد البشرية.

يمكنك التقديم مثلًا على وظائف أخصائي استقدام في السعودية في منصة صبار. 

بناء فريق العمل المثالي يبدأ مع صبّار

بناء فريق العمل المثالي ليست مهمة سهلة على الإطلاق، لذا عملت صبّار على توفير أفضل حلول التوظيف التي تساعدك على الوصول إلى أفضل المواهب والكفاءات في سوق العمل السعودي بسهولة وفي أسرع وقت.

مع صبّار للتوظيف ستجد حلًا لمشكلة البحث عن الموظفين الموهوبين، إذ تمتلك المنصة أكبر قاعدة بيانات لأفضل المرشحين والمرشحات المؤهلين للعمل الفوري في جميع التخصصات وفقًا لشروط عملك، بدوام كامل أو جزئي، من مقر العمل أو عن بُعد، فقط تواصل معنا وانشر إعلانك الوظيفي حتى تصل إليك قائمة بأكثر المتقدمين توافقًا مع متطلباتك، لتجري مقابلة سريعة مع كل مرشح تمكنك من اتخاذ قرار التوظيف السليم.

يمكنك التقديم على عدد كبير ومميز من وظائف الموارد البشرية في السعودية الآن عبر منصة صبار للتوظيف في السعودية.

الخاتمة:

تخصص الموارد البشرية يُعد من المجالات الحيوية التي يزداد الطلب عليها باستمرار، نظرًا لدوره المركزي في إدارة وتنمية رأس المال البشري داخل المؤسسات. ومع تطور التكنولوجيا واعتماد الشركات على أنظمة حديثة في التوظيف وتحليل الأداء، أصبحت الموارد البشرية أكثر أهمية من أي وقت مضى. وتشير التوقعات إلى نمو فرص العمل في هذا المجال، مدفوعة بالحاجة إلى كفاءات قادرة على التعامل مع التغيرات الرقمية، وتحسين بيئة العمل، وتطبيق استراتيجيات الاستقطاب والاحتفاظ بالموظفين.

علاوة على ذلك، أصبحت أقسام الموارد البشرية تلعب دورًا استراتيجيًا في رسم سياسات المؤسسات، خاصة في ظل التحول إلى أنماط العمل عن بُعد، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في أتمتة المهام. ومع التركيز المتزايد على التنوع والشمول، وتجربة الموظف، وتطوير المهارات، سيظل تخصص الموارد البشرية مطلوبًا بشدة، خصوصًا لمن يمتلك المهارات الحديثة والمعرفة الرقمية التي تؤهله للمساهمة في نجاح المؤسسات في سوق العمل المستقبلي.