مخاطر الموارد البشرية والتحديات التي يواجهها هذا القسم الحيوي، يمكن أن تعيقه عن القيام بدوره على النحو الأمثل وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، وهي المخاطر التي تتراوح ما بين ضعف الالتزام بالقوانين، وسوء إدارة الكفاءات، ونقص الشفافية، وبالتالي فإن إغفال التعامل الفعال معها قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات دوران الموظفين، وتدني مستوى الرضا الوظيفي، وتهديد استقرار المؤسسة بالكامل، وفي هذا المقال نبرز مخاطر الموارد البشرية، وسلبيات قسم الموارد البشرية.
مخاطر الموارد البشرية هي مجموعة من التحديات والعقبات التي يواجهها المتخصصون في هذا المجال عند إدارة القوى العاملة بالمؤسسة، تلك التحديات التي تنشأ عن عوامل داخلية وخارجية، وتحتاج إلى تخطيطًا استراتيجيًا وإجراءات استباقية، وحلولاً مبتكرة، لضمان استمرار الأعمال داخل المؤسسة بنجاح وتعزيز قدرتها على بلوغ أهدافها، ومن أبرز تلك المخاطر ما يلي:
1- الالتزام باللوائح والقوانين
يُعد الامتثال للقوانين واللوائح تحديًا كبيرًا في مجال الموارد البشرية، ففي ظل التطورات السريعة المستمرة التي تشهدها قوانين العمل، بات على قسم الموارد البشرية أن يكون شديد الالتزام في تطبيق القوانين المحلية والدولية التي تنظم ممارسات التوظيف، وحماية البيانات، والصحة والسلامة، والمساواة في بيئة العمل، وهو ما يتطلب بقاء القسم على إطلاع دائم بكل جديد في تلك القوانين، لأن عدم الامتثال لها قد يعرض المؤسسة لدعاوى قضائية وغرامات قانونية، فضلًا عن تدهور سمعتها.
2- مخاطر التوظيف الخاطئ
تقع على عاتق قسم الموارد البشرية مهمة استقطاب المواهب والكفاءات للمؤسسة، ولكن قد يواجه القسم تحديًا يتمثل في ضعف تلك العملية نتيجة التغيرات الديموغرافية، والطلب المتزايد على الكفاءات، والنقص في المرشحين المؤهلين.
وبالتالي لا يتمكن القسم من جذب مرشحين يمتلكون المهارات أو الخبرات المناسبة، فيوظف الأشخاص غير المناسبين، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الدوران الوظيفي، فضلًا عن تكاليف التدريب والتوظيف من جديد التي تتكبدها المؤسسة.
اقرأ أيضًا: مراحل وخطوات عملية التوظيف والمعايير المعتمدة فيه وعوامل نجاحهم
توفر لك صبّار أفضل مسؤولي التوظيف، بخبرة واسعة في استقطاب الكفاءات، وإجراء المقابلات، وتحسين تجربة المرشحين.
3- إدارة التغيير
يُعد التغيير جزءً أساسيًا من بيئة الأعمال، ويتولى قسم الموارد البشرية مهمة تنفيذ التغيير ووضع خطط طويلة الأمد له، ولكنه قد يواجه صعوبة كبيرة في تنفيذ تلك المهمة بنجاح نتيجة عدة عوامل، أبرزها انخفاض معنويات ورضا الموظفين، وظهور الشك الذاتي، وزيادة معدلات الاستقالة، فقد تنتشر عدم القدرة على التكيف مع هذا التغيير بين الموظفين نتيجة وجود مقاومة له أو نقص المهارات والتدريب اللازمين، أو أن التغيير يستوجب متطلبات جذرية لا يمكن تنفيذها.
4- الموازنة بين تطوير الموظفين واستمرار الإنتاج
من المهام الأساسية لقسم الموارد البشرية، تصميم برامج تدريبية تساهم في تطوير مهارات الموظفين وتنمية معارفهم، ولكن في هذا الأمر يواحد القسم تحدي يتمثل في تأثر إنتاجية الموظفين بالسلب نتيجة تركيزهم على التعليم والتطوير، مما يؤثر على الإنتاجية العامة للمؤسسة، وقد يحدث ذلك بسبب عدم دمج التدريب في سير عمل الموظفين ومهامهم، وهي الاستراتيجية التي تساعد على تقليل وقت التوقف عن العمل، وتسريع الإنتاجية، وتساعد في بناء ثقافة يكون فيها التحسين المستمر جزءًا من تجربة العمل اليومية.
5- ارتفاع معدل الدوران الوظيفي
تُعد مغادرة عدد كبير من الموظفين خلال فترات قصيرة، خاصة الموظفين الرئيسيين أو ذوي الخبرة، من أبرز المخاطر التي يواجهها قسم الموارد البشرية والمؤسسة بالكامل، إذ يؤدي ارتفاع معدل الدوران الوظيفي إلى تكبد المؤسسة تكلفة تدريب وتوظيف موظفين جدد، إضافة إلى فقدانها المعرفة المؤسسية التي تؤثر بالسلب على ثقافتها.
وبالتالي فإن الاحتفاظ بالموظفين يتطلب من قسم الموارد البشرية تنفيذ عدة استراتيجيات مثل: توفير خيارات العمل المرنة، توفير فرص التطوير المهني، تعزيز التواصل في مكان العمل، الاعتراف بمساهمات الموظفين.
اكتشف المزيد حول: الدوران الوظيفي Employee Turnover وأسبابه وكيفية حساب المعدل وأثره
إذا كنت تبحث عن أخصائي عمليات موارد بشرية محترف في بناء ثقافة عمل مميزة، ووضع سياسات واضحة، وتحقيق رضا الموظفين، فإن صبّار للتوظيف هي أفضل خيار لك.
6- تأهيل الموظفين الجدد
من مهام قسم الموارد البشرية دمج الموظفين الجدد بشكل فعال في الثقافة التنظيمية بطريقة تعزز المشاركة والإنتاجية والاحتفاظ بهم منذ اليوم الأول، ولكن في ظل انفتاح المؤسسات على تكوين فرق عمل من ثقافات وخلفيات متنوعة، لم تعد عملية تأهيل الموظفين الجدد وإدماجهم في المؤسسة عملية سهلة، إذ باتت تلك المهمة أكثر تعقيدًا نتيجة الانتشار المتزايد لبيئات العمل عن بعد، والتغير التكنولوجي المتسارع.
7- تحقيق التوازن بين تفضيلات عمل الموظفين
يمثل تحقيق التوازن بين خيارات العمل عن بُعد والمختلط وداخل المكتب تحديًا كبيرًا للموارد البشرية، إذ يسعى القسم لاستيعاب تفضيلات الموظفين المتنوعة والمتطلبات التشغيلية مع الحفاظ على الإنتاجية والتعاون وتماسك ثقافة المؤسسة، وهو ما يفرض على القسم ضرورة إنشاء استراتيجيات تساعد على التعامل مع الاختلافات الدقيقة في بيئات وأساليب العمل.
8- قلة التطوير والتدريب
يحتاج قسم الموارد البشرية إلى الاستفادة الكاملة من إمكانات أعضاء الفريق الحاليين من خلال تعزيز ثقافة المؤسسة التي تدعم التعلم والنمو، وبالتالي فإن قلة برامج التدريب التي تنفذها المؤسسة أو تقديم برامج لا تلبي دائمًا توقعات الموظفين من حيث المهارات التي يتم تناولها، قد تؤدي إلى ضعف مهارات الموظفين، وشعورهم بالجمود المهني نتيجة عدم تطورهم وعدم وجود مسارات وظيفية واضحة وقابلة للتحقيق لكل دور، وبالتالي يختارون مغادرة المؤسسة والبحث عن أخرى توفر لهم الفرص التي يحتاجونها.
اكتشف: تطوير الموظفين وكيفية عمل خطة تطوير للموظفين؟
9- الإرهاق الوظيفي
يواجه قسم الموارد البشرية تحديًا خطيرًا وهو الإرهاق الوظيفي، الناتج عن تجاهل الموظفين أهمية الراحة والعناية بالنفس والتوازن بين العمل والحياة الشخصية، في سبيل التركيز على الإنتاجية والطموح والنمو المهني، وهو ما يؤثر بالسلب على الأداء الوظيفي ومستويات الإنتاجية، وقد تتفاقم تلك المشكلة ما لم يعمل القسم على إجراء تغييرات تشغيلية تعطي أولوية أكبر للعناية الذاتية، مثل تنفيذ برامج للعناية برفاهية الموظفين، وتخفيف عبء العمل، وتقديم تدريب للمديرين لرصد مؤشرات الإرهاق.
10- تقديم تعويضات مناسبة
إذا كانت ميزانية المؤسسة المخصصة لتعويضات ومزايا الموظفين محدودة؛ فقد يؤدي ذلك إلى خلق مشكلة أمام قسم الموارد البشرية الذي يتعين عليه استقطاب أفضل الكفاءات والاحتفاظ بالموظفين الحاليين، بينما يبحث الموظفون عن رواتب أفضل، وإذا لم يحصلوا عليها في وظائفهم الحالية، فإنهم يبحثون عن فرص أخرى تحقق لهم الاستقرار المالي الذي يحتاجونه، مما يفقد المؤسسة قدرتها التنافسية في سوق عمل تُعد التعويضات هو عامل الجذب الأول فيه.
11- مخاطر حل النزاعات
يُعد حل النزاعات من التحديات الكبيرة التي تواجه قسم الموارد البشرية، نظرًا لتأثير تلك العملية على بيئة العمل، فقد تنشأ تلك النزاعات نتيجة خلافات بين الموظفين وبعضهم البعض، أو بينهم وبين الإدارة، أو لاختلاف أساليب العمل، وبالتالي فإن ترك تلك النزاعات دون حلها على الفور قد يؤدي إلى خلق بيئة عمل سامة وزيادة معدل دوران الموظفين، وانخفاض الروح المعنوية والإنتاجية، فضلًا عن الإضرار بسمعة المؤسسة.
استفد من خدمات التوظيف الفعالة التي تقدمها صبّار ووظف مدير موارد بشرية يمتلك الرؤية الاستراتيجية والخبرة التشغيلية التي تدفع شركتك إلى الأمام.
12- ضعف الأداء
يشير ضعف الأداء إلى عدم قدرة الموظفين على تحقيق أهداف العمل بسبب نقص المهارات أو الحافز أو التوجيه، وهو تحدي خاص يواجهه قسم الموارد البشرية إذا كان لا يعتمد على تقييم الأداء، أو أن أسلوب تقييم الأداء المُتبع تقليدي لا يلبي احتياجات بيئة العمل الحديثة، مما يؤدي إلى ضعف التوافق بين أهداف الأفراد وأهداف المؤسسة، وتراجع تفاعل ومشاركة الموظفين.
تعرف على: معايير تقييم الموظف - بنود تقييم الموظف
13- وضع خطط للتعاقب الوظيفي
من الأمور التي يتعين على قسم الموارد البشرية إدراكها، أن هناك موظفون سيغادرون المؤسسة عاجلًا أم آجلًا، ويجب أن يكون هناك قادة مستعدون لخلافتهم لتقليل تأثير هذا الانتقال، ويكمن التحدي هنا في التخطيط للتعاقب الوظيفي بفعالية، من خلال تحديد الأفراد الأساسيين الذين يمكن تطويرهم لشغل المناصب المهمة عند تقاعد أو استقالة الموظفين الحاليين، لضمان عدم تعطل سير العمل.
اعرف المزيد عن: تخطيط التعاقب الوظيفي: دليل شامل لكيفية عمله
وظف أفضل متخصصي الموارد البشرية مع صبّار
إذا كنت تبدأ بتأسيس قسم الموارد البشرية في شركتك، يمكنك الاستفادة من خدمات التوظيف الفعالة التي تقدمها صبّار في بناء فريق موارد بشرية محترف يغطي كافة الوظائف بدقة واحترافية.
على منصة صبّار الرائدة في مجال التوظيف بالسعودية، تجد عدد هائل من السير الذاتية لمرشحين هم الأفضل بالمملكة في هذا المجال، مختارين بعناية لتلبية متطلبات عملك، سواء كنت تبحث عن موظفين للعمل بدوام كامل أو جزئي، حضوريًا أو عن بُعد، سعوديين أو مقيمين، تجد كل ما تبحث عنه في منصتنا، مع إمكانية الاطلاع على السيرة الذاتية لكل مرشح وإجراء مقابلة سريعة معه لاتخاذ قرار التوظيف المستنير.
الخاتمة:
تمثل مخاطر الموارد البشرية مجموعة من التحديات الحيوية التي تهدد استقرار المؤسسات إذا لم يتم التعامل معها بذكاء واستباقية. من أبرز هذه المخاطر ضعف الامتثال للأنظمة، والتوظيف الخاطئ، وسوء إدارة التغيير، وهي أمور قد تؤدي إلى خسائر قانونية ومالية وارتفاع معدل دوران الموظفين.
كما يواجه قسم الموارد البشرية صعوبة في تحقيق التوازن بين تطوير الموظفين واستمرار الإنتاج، بالإضافة إلى التحديات المرتبطة بإدماج الموظفين الجدد، أو تنوّع بيئات العمل وتفضيلاتهم، وهي جميعها عوامل تؤثر على الأداء المؤسسي والتماسك التنظيمي على المدى البعيد.
