مهارات العمل لم تعد مجرد مؤهلات تُسرد في السير الذاتية للمتقدمين للوظائف فحسب، بل هي القدرات التي يتسلح بها المرشح المتميز للقبول في الوظيفة المناسبة، والعنصر الحاسم لاستمرار المهنيين في العمل والحصول على ترقيات وتحقيق التقدم الوظيفي، وفي بيئة العمل السريعة اليوم، من الضروري العمل على اكتساب وتطوير المهارات المطلوبة لأداء المهام الوظيفية بكفاءة من أجل تلبية احتياجات أصحاب العمل، وتعزيز قيمة صاحبها بالنسبة للمؤسسات، وفي هذا المقال نوضح ما هي مهارات العمل وأنواعها وأهميتها واستراتيجيات تطويرها.
مهارات العمل:
تُعرف مهارات العمل بأنها القدرات التي يجب أن تتوفر في الموظف حتى يستطيع أداء مهام ومسؤوليات وظيفته على النحو الأمثل، إذ أن أي مهارة تُستخدم في العمل سواء كانت تقنية أو متعلقة بالتواصل مع الآخرين، فهي تُعد من مهارات العمل.
وتنقسم مهارات العمل إلى نوعين أساسيين، الأول هو المهارات الشخصية أو الناعمة التي يتم تطويرها عبر بناء العلاقات مع الآخرين، وهي مهمة لتطوير أي موظف مهنيًا، ومن أمثلتها: التواصل، التعاطف، وحل النزاعات، والنوع الثاني هو المهارات التقنية أو الصلبة الخاصة بوظائف محددة ولا بد من توافرها من أجل أداء مهام معينة في العمل، ومن أمثلتها: إدارة المشاريع، المحاسبة، والإلمام بالحاسوب. ويتم اكتسابها من خلال التعليم أو الخبرة العملية المباشرة.
وفي عصر تشتد فيه المنافسة بين المهنيين في سوق العمل، يقدّر أصحاب العمل امتلاك الموظف لمجموعة متكاملة من المهارات الشخصية والتقنية، لأنها دليلًا على كفاءة الموظف وقدرته على التكيف مع مختلف ظروف العمل وإنجاز المهام المحددة والتعامل مع العقبات المفاجئة التي تظهر في أي عمل، لذلك فهم لا يركزون فقط على ما يُعرف، بل على كيفية تطبيق هذه المعرفة.
وفيما يلي قائمة بأهم مهارات العمل الشخصية والتقنية:
1- مهارة التواصل
دومًا ما يبحث أصحاب العمل عن موظفين يمتلكون مهارات تواصل قوية، وتعني تلك المهارات القدرة على التحدث بوضوح والتعبير عن الأفكار بدقة، وإيصال الرسالة بإيجاز، مع تكييف الخطاب وفقًا للجمهور، وكذلك الاستماع بإنصات إلى آراء الآخرين، وتقديم التغذية الراجعة البناءة، فضلًا عن قراءة لغة جسد الطرف الآخر والتصرف وفقًا لها.
وبشكل عام، ينقسم التواصل إلى أربعة أنواع وهي التواصل الشفهي الذي يتم وجهًا لوجه أو عبر الهاتف أو في العروض التقديمية أو الاجتماعات، والتواصل الكتابي الذي يتم عبر رسائل البريد الإلكتروني أو التقارير، والتواصل البصري الذي يتم باستخدام الرسوم البيانية والصور الفوتوغرافية والخرائط والمخططات، والتواصل غير اللفظي الذي يتم عبر لغة الجسد وهي تشمل الإيماءات ونبرة الصوت ووضعية الجلوس.
وتُعد مهارات التواصل الفعّال ضرورية في أي وظيفة ومن أهم المهارات التي يبحث عنها جميع أصحاب العمل، مهما كان نوع التواصل، لتجنب سوء الفهم الناجم عن ضعف التواصل، ولضمان بناء بيئة عمل إيجابية قائمة على التفاهم.
اقرأ أيضًا: مهارات الاتصال - دليل شامل
2- مهارة العمل الجماعي
تُعد مهارات العمل الجماعي من أكثر مهارات العمل طلبًا في مختلف الوظائف، لأن كل دور وظيفي لا يعمل بمعزل عن الأدوار الأخرى، الأمر الذي يتطلب امتلاك الموظف القدرة على بناء علاقات عمل إيجابية مع أعضاء الفريق من خلفيات متنوعة، وتبادل الأفكار والتعاون بفعالية معهم، بغرض تحقيق الأهداف المشتركة.
وتساهم مهارة العمل الجماعي في تعزيز ثقافة عمل إيجابية تؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتعظيم الأرباح المالية للمؤسسة، فضلًا عن فوائدها في تحسين مهارات حل المشكلات، وزيادة الكفاءة، ورفع مستوى الرضا الوظيفي.
تعرف على: العمل ضمن فريق ومهارات العمل الجماعي
3- مهارة حل المشكلات
يقدر أصحاب العمل الموظفين الذين يتمتعون بمهارة القدرة على حل المشكلات، لأن جميع بيئات العمل لا تخلو من العقبات التي تظهر بشكل مفاجئ وتؤثر على سير العمل بالسلب، وبالتالي من خلال هذه المهارة يمكن إيجاد حلول إبداعية لتلك المشكلات باستخدام منهج منطقي لتحليل الأمور والوصول إلى النتائج.
وعندما تظهر مشكلة ما، تتجلى مهارة حل المشكلات من خلال تحديد العناصر الأساسية للمشكلة وتفكيكها إلى أجزاء صغيرة وجمع المعلومات والبيانات من خلال البحث المتعمق وإجراء العصف الذهني لإيجاد مجموعة متنوعة من الحلول المحتملة، ثم تقييم الخيارات لتحديد الحل الأنسب، يعقبه تطوير خطة عمل تدريجية لتنفيذ الحل المختار.
يمكنك الاطلاع على: مهارة حل المشكلات - دليل شامل لجميع المهارات
4- مهارة القدرة على التكيف
من مهارات العمل التي تجعل صاحبها عنصرًا لا غنى عنه في أي مؤسسة وتكسبه تقديرًا داخل مكان العمل، مهارة القدرة على التكيف، وهي تعني الاستجابة الفعالة للتحديات والتغيرات التي تشهدها بيئة العمل، مثل إدخال تقنيات جديدة، وتغيير أساليب العمل وتطبيق أنظمة أو عمليات مختلفة.
والموظف القادر على التكيف هو الذي يتقبل تلك التحديات ويراها فرصة للتطوير، فيصبح لديه الاستعداد لتجربة طرق مختلفة لإنجاز المهام، وخوض التحديات الجديدة بروح إيجابية، والتأقلم مع التحول السريع والمواقف المختلفة، وتعلم برنامج جديد أو العمل مع فريق جديد أو تجربة أفكار جديدة.
وعندما يمتلك الموظف هذه المهارة، فهو يثبت لصاحب العمل قدرته على النجاح في أي بيئة والتعامل مع أي مهمة توكل إليه، مما يعزز من نجاحه الوظيفي.
اقرأ عن: المرونة والتكيف في بيئة العمل وأهم 5 طرق لتعزيزها
5- مهارة التعاون
توجد علاقة وثيقة بين مهارة التعاون ومهارة العمل الجماعي، لكن الأولى تركز أكثر على التعاون بين الأقسام المختلفة، وهي المهارة التي تُعد مفتاحًا لخلق بيئة عمل متناغمة، لأن الفريق الذي يعتمد أفراده على بعضهم البعض يتمتع عادةً بتواصل داخلي أفضل وسرعة أكبر في إنجاز المهام، فضلًا عن دور التعاون في تعزيز الابتكار والإبداع، وخلق الشعور بالانتماء لدى الجميع لأنهم يعملون من أجل تحقيق هدف مشترك.
ولا يتحقق التعاون الفعال إلا من خلال فهم لغة وأولويات الفرق الأخرى، وامتلاك مهارات تواصل ممتازة، مع إمكانية تعزيزه عن طريق ورش العمل الجماعية وأنشطة العصف الذهني وكذلك أنشطة بناء الفريق التي تمنح الجميع فرصة للتواصل الاجتماعي خارج نطاق العمل.
تعرف على: مهارات الموظف الناجح - أهم 30 مهارة مهمة للموظف
6- مهارة الذكاء العاطفي
يمكن وصف الذكاء العاطفي بأنه مهارة شخصية وإنسانية في المقام الأول، ومن أكثر المهارات طلبًا في سوق العمل، وعندما يُعرف عن موظف ما بأنه ذكي عاطفيًا، فذلك يعني أنه ماهرًا في التعرف على مشاعره والتحكم فيها وفهم مشاعر الآخرين والتعاطف معها، والتعامل مع الخلافات بلباقة، وبناء علاقات قوية، وفهم الأمور من زوايا مختلفة، وتقبل النقد البناء.
وتُعد مهارة الذكاء العاطفي من المهارات القيمة في مكان العمل، نظرًا لدورها في تكوين بيئة عمل صحية قائمة على الثقة والتعاون، وهو ما ينعكس على معنويات الموظفين في المؤسسة وأدائهم الوظيفي ومستويات إنتاجيتهم.
تعرف على: الذكاء الوظيفي وأنواعه وكيفية تحديده وتطويره في المؤسسة
7- مهارة القيادة
لا يمكن لأي موظف تولي منصب قيادي بين عشية وضحاها، إذ يختار أصحاب العمل الموظفين المرشحين للترقية بناءً على عدة عوامل أبرزها مدى امتلاك الموظف مهارات القيادة المطلوبة، وهي تعني القدرة على إلهام الآخرين وتحفيزهم وتوزيع المهام وتفويضها بشكل فعال، وتقديم التوجيه والدعم لكل من يحتاج إليه، وتحديد المواعيد النهائية، والقدوة الحسنة من خلال الممارسة العملية، والمبادرة في العمل.
ومن خلال إتقان وإظهار مهارات القيادة، يمكن الوصول إلى المناصب الإدارية وتعزيز النمو المهني، ودفع المسار الوظيفي إلى الأمام، لأن أصحاب العمل دومًا ما يبحثون عن الصفات القيادية في الموظف قبل إصدار قرار ترقيته.
اطلع على: قيادة وإدارة فريق العمل ومهارات القيادة
8- مهارة التنظيم وإدارة الوقت
تُحظى مهارة التنظيم وإدارة الوقت بقبول كبير في جميع المؤسسات، لأنها من أهم العناصر التي تساعد على تقديم أعمال عالية الجودة والالتزام بالمواعيد النهائية للمهام أو المشاريع، والمقصود بها القدرة على إدارة الوقت بفعالية من خلال تحديد أولويات المهام، ووضع المواعيد النهائية، مما يضمن تحقيق الأهداف وعدم تأخير المهام.
والموظف القادر على التعامل مع مهام متعددة والوفاء بالمواعيد النهائية دون الإخلال بالجودة، يمثل قيمة كبيرة بالنسبة لأصحاب العمل، نظرًا لقدرته على تنفيذ المطلوب منه دون متابعة دقيقة.
يمكنك الاطلاع على: المهارات الناعمة - دليل شامل
9- مهارة التفكير النقدي
تشير مهارة التفكير النقدي إلى القدرة على التحليل المنطقي والتقييم الموضوعي للمعلومات والأفكار قبل قبولها أو اتخاذ القرارات بناءً عليها، وتقييم الموقف من عدة زوايا لتجنب إصدار الأحكام المتسرعة، مما يفيد في تطوير حلول مبتكرة للتحديات، واتخاذ قرارات أفضل، والتقليل من مخاطر الأخطاء المُكلفة.
وفي سوق العمل الذي يمتاز بتغيراته المستمرة السريعة، تظل مهارات التفكير النقدي مطلوبة دائمًا، نظرًا لدورها المحوري في اتخاذ قرارات صائبة ومدروسة، وحل النزاعات بكفاءة، والوصول إلى حلول فعالة للمشكلات.
اقرأ أكثر عن: مهارات التفكير الناقد - دليل شامل
10- مهارة الإدارة الذاتية
يسعى أصحاب العمل دومًا لتوظيف أشخاص يتمتعون بمهارة الإدارة الذاتية، أي أن الموظف يكون هو رقيب ذاته، فيقوم بأداء المهام والمسؤوليات المُكلف بها دون الحاجة إلى رقابة مستمرة، ويلتزم بالمواعيد النهائية للمهام أو المشاريع، ويفوض المهام للآخرين لضمان إنجاز العمل في الوقت المحدد.
كما تشمل هذه المهارة، تحمل المسؤولية الكاملة عن التصرفات ونتائج الأفعال دون أعذار، وتقييم الخيارات بعقلانية واختيار الأنسب لتحقيق أفضل النتائج، وجميعها مهارات يقدرها أصحاب العمل بشدة، وتعزز من ثقتهم في صاحبها.
تقدم لك صبّار خدمات توظيف مصممة خصيصًا لمتطلباتك، إذ توفر مرشحين ذوي خبرة وكفاءة في مختلف المجالات، مع ضمان إتمام عملية التوظيف في وقت قياسي.

11- مهارة التعليم المستمر
يشهد سوق العمل تغيرات متسارعة تتطلب أشخاص ملتزمين بالتعلم المستمر من خلال اكتساب مهارات جديدة وصقل المعارف الحالية، لأجل البقاء على اطلاع بأحدث اتجاهات وتطورات الصناعة، والتكيف مع تغيرات سوق العمل بشكل عام، مما يعزز من فرص التطور الوظيفي والحصول على ترقيات.
ويتضمن التعلم المستمر حضور ورش العمل والندوات والمؤتمرات ذات الصلة، والمشاركة في الدورات التدريبية الحضورية أو الإلكترونية، وقراءة الكتب والمقالات والمدونات والأبحاث للبقاء على دراية بأحدث الاتجاهات والتقنيات والممارسات، والمشاركة في فعاليات المجال وبناء شبكة مهنية قوية مع الزملاء والخبراء والمتخصصين، والمشاركة في المنتديات والمجموعات والمجتمعات الإلكترونية المتخصصة التي يشارك فيها المهنيون خبراتهم ويناقشون أحدث اتجاهات الصناعة، وكذلك الانضمام إلى الجمعيات المهنية التي تنظم الفعاليات الاجتماعية وتقدم برامج للتطوير المهني.
12- مهارة صنع القرار
عندما يتمتع الموظف بقدرة على اتخاذ القرارات المستنيرة، تزداد فرص حصوله على الترقية وتحقيق التقدم الوظيفي المنشود، نظرًا لأهمية هذه المهارة في مختلف أماكن العمل، إذ تمكّن صاحبها من اتخاذ قرارات تجارية أفضل، وحل المشكلات المعقدة، وتوزيع المهام بفعالية، وتقلل من احتمالية ارتكاب الأخطاء المتكررة.
وتنطوي مهارة صنع القرار على اتخاذ قرارات مؤثرة كجزء يومي من الواقع العملي، عن طريق جمع معلومات كافية وموثوقة حول المشكلة أو الموقف، ودراسة البدائل المتاحة ومقارنة الإيجابيات والسلبيات لكل منها، ثم تقييم النتائج المتوقعة والتأثيرات قصيرة وطويلة المدى، واختيار الحل الأمثل ومتابعة تنفيذه للتأكد من صحته.
وفر وقتك وجهدك، واترك عملية التوظيف على عاتق صبّار التي تمتلك قاعدة بيانات واسعة من المرشحين المميزين، وتساعدك في اختيار الأفضل بما يتناسب مع ثقافة شركتك وطبيعة أعمالك.

13- مهارة التفاوض والإقناع
تشير مهارة التفاوض والإقناع إلى قدرة الموظف على إقناع الآخرين بوجهة نظره أو التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف بطريقة فعالة، وبما يحقق أفضل النتائج دون خلق صراعات أو خسائر للعلاقات، وبالتالي فهي تفيد في حل النزاعات والخلافات، وإنجاز الصفقات التجارية والاتفاقيات، وكذلك تعزيز العلاقات المهنية والشخصية.
وتتضمن مهارة التفاوض والإقناع، فهم مشاعر الذات ومشاعر الآخرين والتعامل معها بفعالية، وجمع المعلومات والبيانات التي تدعم الموقف، وصياغة مقترحات تحقق مكاسب لجميع الأطراف، والمرونة في التعامل وتقديم حلول بديلة.
اعرف المزيد عن: مهارات التفاوض - دليل شامل
14- مهارة الإبداع
تتنافس المؤسسات في مختلف الصناعات على ضم الموظفين المبدعين القادرين على إحداث الفارق في مكانتها في السوق، فامتلاك مهارة الإبداع يعني القدرة على التفكير بطرق جديدة وغير تقليدية لإيجاد أفكار أو حلول أو منتجات مبتكرة، وهو ما يتطلب النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة، والربط بين أشياء بطريقة غير مألوفة، من أجل تحقيق نتائج مميزة.
ومن خلال مهارة الإبداع، يمكن حل المشكلات بطرق مبتكرة بدلًا من الحلول التقليدية، وإيجاد طريقة جديدة لتبسيط العمليات وتوفير الوقت والموارد، وتصميم منتجات وخدمات تلبي احتياجات الجمهور التي لم يلتفت إليها المنافسون، مما يُكسب المؤسسة ميزة تنافسية ويعزز من علاقتها بعملائها.
15- المهارات الرقمية
الكثير من الوظائف تشترط امتلاك المهارات الرقمية من أجل قبول المتقدم أو ترشيحه لإجراء مقابلة شخصية، وتشير تلك المهارات إلى القدرة على استخدام التكنولوجيا الرقمية بفعالية، وهي عنصر أساسي في معظم الوظائف اليوم.
وتشمل تلك المهارات إتقان برامج Microsoft Office أو التعامل مع Adobe Creative Suite، امتلاك الخبرة في استخدام برامج متخصصة ترتبط مباشرة بمجال العمل أو المُسمى الوظيفي، مثل أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM)، أو برامج إدارة المشاريع، أو برامج إدارة المحتوى، أو برامج إدارة العملاء، أو برامج إدارة الموارد البشرية، أو برامج التسويق، أو برامج إدارة المخاطر، أو منصات التسويق المتقدمة، أو برامج السجلات الصحية الإلكترونية، وكذلك إدارة الحسابات المهنية على وسائل التواصل الاجتماعي أو المشاركة في الاجتماعات عبر الإنترنت، وغيرها من المهارات التي تجعل صاحبها أصلًا أكثر قيمة لأي مؤسسة وتعظم من قيمته في سوق العمل.
16- مهارات التحليلات
في عالم اليوم القائم على البيانات، ازدادت أهمية مهارات التحليلات أكثر من أي وقت مضى، فمن خلالها يمكن جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها، ومن ثم تقديم رؤى قيمة تُستخرج منها توصيات مؤثرة لقادة المؤسسة من أجل اتخاذ قرارات استراتيجية تؤثر على النجاح المؤسسي على المدى القصير والطويل.
وتشمل مهارات التحليل إتقان جمع بيانات نوعية أو كمية من مختلف المصادر سواء الاستبيانات أو المقابلات أو النماذج الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي، ثم تنظيف تلك البيانات للتأكد من خلوها من الأخطاء والتكرار، ثم تنظيمها في جداول أو قواعد بيانات ليسهل التعامل معها، ثم تحليلها باستخدام أساليب إحصائية أو برمجيات متخصصة، ومن ثم يتم تفسير النتائج وربطها بالقرارات المطلوبة حتى يتم عرضها بصريًا عبر الرسوم البيانية والتقارير لتبسيط الفهم.
17- مهارة إدارة المشاريع
تُعد مهارة إدارة المشاريع من أهم المهارات الصعبة وأكثرها طلبًا في سوق العمل، ففي بيئة العمل الحديثة، لا تقتصر المهام الحيوية على الأعمال اليومية المتكررة، بل تتركز على المشاريع الشاملة التي تضم زملاء من أقسام متعددة، قد تشمل تلك المشاريع إطلاق منتجات جديدة، أو مبادرات تسويقية مبتكرة، أو تنفيذ برمجيات جديدة.
وتنفيذ مشاريع المؤسسة يتطلب امتلاك مهارات حيوية مثل قيادة الفرق، إدارة الوقت، إعداد الميزانيات، التواصل الفعّال، وتقديم وتلقي التغذية الراجعة، لضمان إنجاز المشروع في الوقت المحدد وضمن الميزانية.
أهمية مهارات العمل:
مهارات العمل تُعد من العناصر الأساسية لنجاح الفرد والمؤسسة على حد سواء، فهي تمكّن الموظف من أداء مهامه بفعالية وكفاءة، وتساهم في تحقيق أهداف المؤسسة، وتتجلى فوائدها العديدة من خلال ما يلي:
1- زيادة الإنتاجية
تُعد مهارات العمل سواء الشخصية أو التقنية من أهم العوامل المساعدة في تعزيز إنتاجية المؤسسات، فهناك مهارات التواصل والعمل الجماعي تمكّن الموظفين من التعبير عن أنفسهم والتعاون دون قيود صارمة، ومهارات أخرى مثل التنظيم وإدارة الوقت تساهم في تسليم أعمالًا دقيقة في الوقت المحدد، مما ينعكس بشكل إيجابي على مستوى إنتاجية الأفراد ومن ثم الإنتاجية الإجمالية.
2- تعزيز الابتكار والإبداع
تتجلى فوائد مهارات العمل الشخصية والتقنية في تعزيز الابتكار والإبداع في مكان العمل، فمن خلال مهارات حل المشكلات والعمل الجماعي، يمكن خلق بيئة عمل محفزة للأفكار المبتكرة، إذ يشعر الموظفون بالثقة في التعبير عن أفكارهم والعمل معًا، وبالتالي تزداد قدرتهم على ابتكار حلول إبداعية وتوليد أفكار خارج الصندوق، مما يعزز من نجاح المؤسسة وسط المنافسين.
3- الاحتفاظ بالكفاءات
عندما يعمل لدى المؤسسة موظفون يمتلكون مهارات عمل قوية مثل التعاطف والقيادة والابتكار والقدرة على حل المشكلات، يجدون التقدير اللازم من أصحاب العمل، مما يرفع من مستوى الرضا الوظيفي ويُقلل من معدل انتقال الموظفين إلى أماكن أخرى، نظرًا لشعور الموظفين بالدعم اللازم الذي يجعلهم أكثر ميلًا للبقاء في المؤسسة وتقديم أداء متميز.
4- تحسين القدرة على التكيف
من أبرز فوائد مهارات العمل، أنها تُكسب الأفراد القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة التي تطرأ باستمرار على بيئات العمل، فمن خلال امتلاك مهارات مثل التواصل والتفكير النقدي وحل المشكلات، يمكن الاستجابة لتطورات الصناعات بفعالية، والعمل في بيئات غير مألوفة، واغتنام الفرص، والتعامل مع التحديات بكفاءة.
5- اكتساب ميزة تنافسية
في سوق العمل شديد التنافسية، بات امتلاك المؤسسة فريق عمل لديه مهارات شخصية وتقنية قوية من العوامل التي تميزها عن منافسيها، نظرًا لدور تلك المهارات في بناء بيئة عمل إيجابية وتحسين الأداء العام وزيادة الإنتاجية وتعظيم المبيعات والأرباح، فضلًا عن تحقيق الأهداف التنظيمية.
6- زيادة فرص التطور الوظيفي
تتنافس المؤسسات بشدة على الموظفين أصحاب مهارات العمل القوية ممن يجمعون بين الخبرة التقنية والمهارات الشخصية، وبالتالي فإن امتلاك تلك المهارات يعطي صاحبها أفضلية عن منافسيه عند التقدم للوظائف، كما يعطيه الأولوية عند الترشح للترقيات، وبالتالي تتيح مهارات العمل الفرصة لاستكشاف مسارات مهنية مختلفة وتحقيق التطور الوظيفي.
7- تحقيق الرضا الوظيفي والشخصي
تشكل مهارات العمل القوية أساس النمو الشخصي والمهني للأفراد، فعندما يعرف الموظف كيف يحل المشكلات ويتواصل بوضوح ويدير وقته بكفاءة، يقل الضغط النفسي لديه، كما أن امتلاك مزيج من المهارات الشخصية والتقنية يجعله أقل عرضة للاستبدال وأكثر قدرة على الانتقال بين أدوار مختلفة، مما يشعره بالهدف والرضا ويمكنه من عيش حياة ذات معنى.
إذا كنت تبحث عن فرصة عمل تناسب مهاراتك وطموحك، يمكنك الاعتماد على صبّار في العثور على أحدث إعلانات الوظائف في جميع التخصصات والمجالات، من الوظائف الإدارية إلى الفنية والميدانية، المنشورة من قِبل كبرى المؤسسات بالمملكة، لتبدأ مشوارك المهني الناجح.

كيفية تطوير مهارات العمل:
دومًا ما يسعى الأفراد الطموحين لاكتساب وتطوير مهارات العمل حتى يصبحوا عناصر قيمة بالنسبة لأصحاب العمل، وتزداد فرص قبولهم في الوظائف وحصولهم على الترقية اللازمة، وهناك عدة استراتيجيات تساعد على تطوير مهارات العمل، وهي كما يلي:
1- تحديد أهداف التطوير
عند الشروع في تطوير مهارات العمل، فإن أول ما يتعين فعله هو تقييم المهارات الشخصية والتقنية الحالية، حتى يتسنى تحديد ما يحتاج إلى تحسين، وبعد إعداد قائمة بالمهارات الضعيفة، يجب وضع أهدافًا واقعية لكل أسبوع وشهر لتطويرها، حتى تكون تلك الأهداف بمثابة خارطة الطريق لضمان البقاء على المسار الصحيح وتطوير المهارات باستمرار.
2- الالتحاق بالدورات التدريبية وورش العمل
يمكن تطوير مهارات العمل من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية عبر الإنترنت والمشاركة بانتظام في ورش العمل والندوات المتخصصة، فهي لا تنمي فقط المهارات الحالية، بل تبقي المتدرب على أحدث الاتجاهات والتقنيات في مجاله، مما يضمن مواكبة متطلبات الأدوار المتغيرة وزيادة القدرة على المنافسة في سوق العمل.
3- طلب الملاحظات والنقد البناء
في خضم رحلة تطوير مهارات العمل، لا غنى عن ملاحظات الزملاء أو المشرفين أو المرشدين التي قد ترشد إلى مهارات يجب تنميتها، وأخرى لا تحتاج إلى تطوير، لذا يجب العمل على طلب تلك الملاحظات وتقبلها لأنها فعالة في صقل المهارات، كما تُظهر الاستعداد للنمو والتطور وتحسين الأداء.
4- بناء العلاقات المهنية
من الاستراتيجيات الفعالة في تعزيز المهارات الشخصية، الانخراط في شبكات مهنية داخل وخارج المؤسسة، إذ تتيح تلك الشبكات التعاون مع محترفين من خلفيات متنوعة يمكن الاستفادة من خبرتهم ووجهات نظرهم، كما أن بناء شبكة علاقات مهنية يفتح الفرص لتبادل المعرفة ويمكن أن تقود إلى التطوير الوظيفي في المستقبل.
5- تعلم استخدام التقنيات الحديثة
من المهم تعزيز المهارات الرقمية واستخدام أدوات الأتمتة ذات الصلة بالمجال مثل منصات تحليل البيانات وأدوات التعاون السحابية، من أجل مواكبة التطورات التقنية، إذ يساعد ذلك على زيادة الكفاءة والإنتاجية والعمل بذكاء أكبر، ويُظهر القدرة على التكيف مع أساليب العمل الحديثة.
6- الاستعانة بمرشد
هناك العديد من الخبراء المحترفين في المجال الذين يمكن الاستفادة من خبراتهم في تحسين مهارات العمل، من خلال الاستعانة بأحدهم كمرشد يعطي رؤى وإرشادات قيمة تسرع من تطوير المهارات، ويوضح نقاط الضعف التي لم يُتلفت إليها وكيفية تحسينها.
ابنِ فريقًا من المواهب مع صبّار
نحن في صبّار للتوظيف نؤمن أن نجاح أي مؤسسة يبدأ من اختيار الكفاءات المناسبة، لذلك، نقدم حلول توظيف متكاملة تغطي جميع التخصصات والمستويات الوظيفية، بدءًا من الوظائف الإدارية والفنية، وصولاً إلى القيادات العليا، ونضمن لك الوصول إلى المرشحين المؤهلين الذين يلبّون احتياجات شركتك ويساهمون في تحقيق أهدافها.
مع صبّار يمكنك العثور على جميع احتياجاتك من الموظفين الموهوبين، من السعوديين والأجانب، المؤهلين للعمل الفوري بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو عن بُعد، ننتقي لك أسمائهم بواسطة الذكاء الاصطناعي لضمان توافق مؤهلاتهم مع متطلبات الشواغر الوظيفية لديك، حتى لا تهدر وقتك في مقابلات وتوظيف خاطئ.

الخاتمة:
مهارات العمل تمثل مزيجًا من القدرات الشخصية والتقنية التي تتيح للموظف أداء مهامه بكفاءة والاندماج في بيئة العمل بفعالية. فهي تشمل المهارات الناعمة مثل التواصل، العمل الجماعي، الذكاء العاطفي، وحل المشكلات، والتي تُبنى من خلال التعامل مع الآخرين وتُظهر مرونة الموظف وقدرته على التكيف.
كما تضم المهارات الصلبة مثل إدارة المشاريع، المحاسبة، واستخدام التكنولوجيا، والتي تُكتسب عبر التعليم والخبرة العملية. وامتلاك الموظف لهذه المجموعة المتنوعة من المهارات يعكس كفاءته، ويجعله قادرًا على مواجهة التحديات وتحقيق أهداف المؤسسة.
أهمية هذه المهارات تتجلى في دورها المحوري في تعزيز الإنتاجية، دعم الابتكار، وزيادة فرص التطور الوظيفي، إضافة إلى مساهمتها في بناء بيئة عمل إيجابية قائمة على التعاون والثقة. فهي تمنح الموظف ميزة تنافسية في سوق العمل، وتساعد المؤسسات على الاحتفاظ بالكفاءات وتحقيق النمو.
ولتطوير هذه المهارات، ينصح الأفراد بتحديد أهداف واضحة للتطوير، الالتحاق بالدورات التدريبية، طلب التغذية الراجعة، بناء علاقات مهنية قوية، تعلم استخدام الأدوات الرقمية الحديثة، والاستفادة من خبرات المرشدين، مما يفتح أمامهم آفاقًا واسعة للتطور المهني والشخصي.