مجالات الموارد البشرية عديدة وتشمل مجموعة واسعة من التخصصات التي تتكامل مع بعضها البعض لتمكين المؤسسات من إدارة قوتها العاملة بكفاءة، ففي الوقت الحالي، تُعد الموارد البشرية أحد الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها نجاح أي مؤسسة، خاصة في ظل تطور بيئات الأعمال وازدياد التحديات التنافسية التي جعلت هذا القسم منظومة متكاملة تشمل العديد من التخصصات والمجالات التي تهدف إلى تطوير رأس المال البشري.
لذا فإن فهم هذه المجالات أمرًا ضروريًا لكل من يسعى لبناء مؤسسة تتسم بالقوة والمرونة والقدرة على مواكبة تغيرات السوق، وفي هذا المقال نوضح ما هي مجالات الموارد البشرية.
مجالات الموارد البشرية:
يُعد الموظفون هم أصول المؤسسة وعمودها الفقري، وحتى تتمكن المؤسسات من تحقيق أقصى استفادة من قوتها العاملة وتنمية أعمالها بفعالية؛ عليها الاهتمام بموظفيها، وهنا يأتي دور قسم الموارد البشرية الذي يعمل كجسر بين الموظفين وقيادة المؤسسة، نظرًا لدوره في تشكيل انطباع الموظفين عن المؤسسة وتحسين تجربتهم في بيئة العمل، من خلال خلق بيئة يشعر فيها الموظفون بالراحة، وهو ما يساعدهم في استخراج أفضل ما لديهم، والمساهمة في توسع ونمو المؤسسة بشكل ناجح.
وتتضمن إدارة الموارد البشرية مجالات مختلفة تعمل من خلالها لضمان توظيف الأشخاص المناسبين، ورعاية الموظفين الحاليين، وتقديم الدعم اللازم لهم، والتعامل مع السلوكيات غير المقبولة بشكل مناسب، تشمل تلك المجالات ما يلي:
1- التخطيط للقوى العاملة
يُعد التخطيط الاستراتيجي للقوى العاملة مجالًا مهمًا من مجالات الموارد البشرية وعنصرًا أساسيًا في نجاح المؤسسة، فمن خلاله تتأكد إدارة الموارد البشرية من التوافق بين أهداف المؤسسة واحتياجات الموظفين، وبناءً على هذا التوافق، يمكن وضع استراتيجيات تحقق التوازن بين نجاح الأعمال وتطوير الموظفين.
يبدأ التخطيط للقوى العاملة بتحليل الاحتياجات المستقبلية للمؤسسة من الموظفين، ثم تحديد الفجوات في المهارات بين ما هو متاح حاليًا وما هو مطلوب مستقبلًا، ثم توضع مبادرات استراتيجية لمعالجة تلك الفجوات والبدء في تنفيذها.
ويمكن تلخيص التخطيط للقوى العاملة في النقاط التالية:
- التنبؤ: تتوقع إدارة الموارد البشرية احتياجات المؤسسة من المواهب، بما يضمن استعدادها لمواجهة التحديات واغتنام الفرص المستقبلية، من خلال التأكد من توفر العدد المناسب من الموظفين ذوي المهارات الملائمة في الوقت المناسب، وهو ما يؤدي إلى تجنب نقص أو فائض الموظفين.
- تخطيط التعاقب الوظيفي: هي عملية تهدف إلى توفير كوادر جاهزة لتولي المناصب الحيوية عند شغورها، إذ يتم تحديد القادة المحتملين والمديرين التنفيذيين المستقبليين والأفراد المؤهلين لشغل المناصب القيادية والعمل على تطويرهم.
- تصميم الهيكل التنظيمي: في تلك العملية تتعاون إدارة الموارد البشرية مع إدارة المؤسسة لتخطيط رؤيتها وأهدافها، وبالتالي تتمكن من تحديد احتياجات المؤسسة الحالية وتتنبأ بالتغيرات المستقبلية في السوق أو الصناعة.
اكتشف المزيد حول: تخطيط الموارد البشرية وخطواته وأهدافه مع نماذج للتحميل
تعاون مع صبّار ووظف مديري موارد بشرية يمتلكون الرؤية والخبرة لبناء فرق فعالة، وإدارة الأداء، وتحقيق التوازن بين أهداف العمل ورفاهية الموظفين.

2- التوظيف والتوجيه
من المجالات الأساسية في إدارة الموارد البشرية، استقطاب المواهب والتوظيف والتوجيه الوظيفي، إذ يُعد قسم الموارد البشرية هو المسؤول عن استقطاب الموظفين الجدد لشغل الوظائف الشاغرة في المؤسسة، والتأكد من توافقهم مع تلك الوظائف لضمان تكوين فريق يعمل بشكل متناغم ويساهم في زيادة الإنتاجية.
ويتطلب التوظيف الفعال واختيار المرشحين المناسبين تنفيذ عدة خطوات تشمل ما يلي:
- فهم ثقافة المؤسسة ورسالتها وقيمها.
- التعاون مع رؤساء الأقسام لتحديد الوظائف الشاغرة ومتطلبات كل وظيفة لإعداد الوصف الوظيفي.
- كتابة الإعلانات الوظيفية ونشرها على مختلف منصات التوظيف.
- استقبال طلبات التوظيف وفرز السير الذاتية وخطابات التغطية، ثم تحديد مواعيد المقابلات مع المرشحين المناسبين.
- مراجعة الخلفيات للمرشحين المختارين وتقديم عروض العمل.
- إرسال رسائل القبول للمرشحين الناجحين، وخطابات الرفض لغير المقبولين.
- تنفيذ عملية التوجيه الوظيفي بالتعاون مع إدارات الأقسام، وهي تشمل إنهاء الإجراءات الورقية، والتدريب، والتعريف بالمؤسسة، بهدف مساعدة الموظفين الجدد على التأقلم مع وظائفهم.
تعرف على: مراحل وخطوات عملية التوظيف والمعايير المعتمدة فيه وعوامل نجاحهم
إذا كنت تبحث عن مسؤول توظيف يتمتع بالخبرة والمهارة في جذب أفضل المواهب وتقصير دورة التوظيف وتحقيق المواءمة المثالية بين الوظيفة والموظف، فإن صبّار هي وجهتك المثلى لتحقيق ذلك دون عناء.

3- التدريب والتطوير
تقع على عاتق قسم الموارد البشرية مسؤولية مساعدة الموظفين على تطوير أدائهم في العمل وتحقيق أهدافهم المهنية والشخصية، وتزويدهم بالأدوات والمهارات اللازمة للنجاح في وظائفهم، لذا فإن التدريب والتطوير من مجالات الموارد البشرية داخل أي مؤسسة، لأن الموظف المُدرب جيدًا أكثر إنتاجية، مما ينعكس على الإنتاجية العامة للمؤسسة.
ويعمل قسم الموارد البشرية على تنظيم عمليات التدريب والتطوير لمساعدة الموظف الجديد على فهم بيئة العمل بشكل أفضل، ومعرفة أين يمكن استثمار مهاراته، وإكسابه مهارات تساعد على تحسين أدائه العام.
ولا يقتصر التدريب والتطوير على الموظفين الجدد فحسب؛ بل يشمل أيضًا باقي الموظفين في المؤسسة، إذ يوفر لهم قسم الموارد البشرية البرامج التدريبية التي تساهم في تنمية مهاراتهم وتعزيز خبراتهم وتبقيهم على اطلاع بأحدث الاتجاهات، والتقنيات، وأفضل الممارسات، بما يحسن من كفاءتهم المهنية ومساراتهم الوظيفية ويساعدهم على مواكبة التغيرات في بيئة العمل، وكذلك توفير التدريب اللازم للموظفين الذين تمت ترقيتهم لتمكينهم من أداء مهامهم الجديدة بكفاءة.
يمكنك قراءة: تطوير الموظفين وكيفية عمل خطة تطوير للموظفين؟
4- التعويضات والمزايا
يُعد قسم الموارد البشرية هو المسؤول الأول عن تحديد قيمة التعويضات التي يتقاضاها الموظفين نظير أداء مهام وظائفهم، وجزءً من تلك المسؤولية يتمثل في التأكد من أن تلك التعويضات عادلة وتنافسية، حتى تزداد قدرة المؤسسة على جذب ذوي المواهب للانضمام إليها.
وتشمل واجبات قسم الموارد البشرية في هذا المجال، قياس قيمة الأجور التنافسية بالقيمة التي يقدمها الموظف للمؤسسة وحساب معدل أجره المناسب، والتحقق لمعرفة مدى قدرة المؤسسة على دفع المبلغ المذكور، فإذا لم تتمكن المؤسسة من تقديم نفس المبلغ الذي يقدمه المنافسون الآخرون ويجب عليها تقديم أجر أقل، فيمكن للموارد البشرية إنشاء حزمة مزايا تجعل عرض العمل تنافسيًا تشعر الموظفين بالتقدير والتعويض العادل مقارنة بأقرانهم، سواء داخل المؤسسة أو في السوق.
ومن الواجبات الأخرى لقسم الموارد البشرية، إعداد حزمة من المزايا التي تلبي احتياجات الموظفين، تلك المزايا التي تشمل التأمين الصحي، والإجازات المدفوعة، وخطط التقاعد، إذ أن المزايا الجيدة تساهم في جذب الموظفين والاحتفاظ بهم.
إذا كنت موظف موارد بشرية وتبحث عن فرصة عمل تناسب مهاراتك وتطلعاتك، يمكنك الاعتماد على منصة صبّار التي تربطك بأصحاب الشركات داخل المملكة في جميع الصناعات.
5- إدارة الأداء
إدارة الأداء هي عملية مستمرة تهدف إلى ضمان تحقيق الموظفين لأهدافهم ومساهمتهم في تحقيق أهداف المؤسسة، لذا يقوم قسم الموارد البشرية بتقييم أداء كل موظف، وقياس مدى التزامه بواجباته استنادًا إلى عدة عوامل مثل الجودة، وأهمية العمل، والمسؤولية، والمؤهلات.
وتتم عملية تقييم الأداء بصورة دورية شهرية أو ربع سنوية أو سنوية، وبناءً على نتائجها يقدم قسم الموارد البشرية ملاحظات بناءة تساعد الموظف على التطور والتحسن، كما تستخدم المؤسسة تلك النتائج في إصدار قرارات مثل مكافأة الموظفين ذوي الأداء الجيد، أو ترقيتهم، وكذلك توفير التدريب اللازم لأصحاب الأداء الضعيف، مما يؤدي إلى تعزيز الروح المعنوية وزيادة الاحتفاظ بالموظفين.
اقرأ أيضًا: تقييم الأداء الوظيفي السنوي والشهري للموظف
6- الصحة والسلامة المهنية
يُعد توفير بيئة عمل آمنة مسؤولية أساسية تقع على عاتق كل مؤسسة ممثلة في قسم الموارد البشرية، هذا القسم الذي يتعاون مع متخصصي السلامة وإدارة المخاطر من أجل تحديد تدابير السلامة وكيفية تنفيذها، ولضمان الالتزام بالمتطلبات القانونية ولوائح السلامة اللازمة.
وفي هذا المجال، يعمل قسم الموارد البشرية على اتخاذ تدابير استباقية لمنع الحوادث في بيئة العمل، مع تنظيم تدريبات السلامة للموظفين، وتوثيق الحوادث داخل بيئة العمل، ورفع تقارير للجهات المختصة، فضلًا عن دوره في التعاون مع المتخصصين في المزايا لإدارة تأمين تعويضات إصابات العمل.
7- علاقات العمل
يُعتبر قسم الموارد البشرية هو صوت الموظفين داخل المؤسسة وممثلهم لدى الإدارة، لذا تشمل مهامه نقل مطالب وآراء الموظفين للإدارة، ونقل توجيهات الإدارة للموظفين وتوعيتهم بقواعد السلوك المهني داخل الشركة، والتأكد من فهمهم للمعلومات الواردة في دليل الموظف، والعمل على معالجة النزاعات والمشكلات التي قد تنشأ بين الطرفين، أو التي تنشأ بينهم وبعضهم البعض، فضلًا عن اتخاذ الإجراءات التأديبية عند مخالفة الموظفين لسياسات المؤسسة.
ويتعاون قسم الموارد البشرية بشكل وثيق مع النقابات العمالية، ويدافع عن حقوق الموظفين، ويتوسط بين الأطراف في حال حدوث نزاعات.
8- الامتثال القانوني
تشهد قوانين العمل التي تهدف إلى حماية الموظفين داخل بيئة العمل تغيرات مستمرة، الأمر الذي يفرض على المؤسسات متابعة تلك التغيرات لضمان امتثالها القانوني وعدم تعرضها لعقوبات نتيجة عدم الامتثال.
ومن أبرز القوانين الواجب متابعة مستجداتها بصورة دورية من قِبل قسم الموارد البشرية، قوانين مكافحة التمييز، وإجراءات إنهاء عقود العمل، والحد الأقصى لساعات العمل، ومزايا الموظفين، وتنظيم التأمين الصحي.
ولا تقتصر فوائد ضمان الامتثال القانوني على المؤسسات فحسب؛ بل تشمل الموظفين أيضًا، لأن هذا الامتثال يضمن توفير بيئة عمل آمنة للموظفين، وحصولهم على حقوقهم التي كفلها لهم القانون، وهو ما يؤدي إلى زيادة الرضا الوظيفي ومعدلات الاحتفاظ بالموظفين.
تساعدك صبّار في تعيين أخصائي عمليات موارد بشرية يتقن إدارة الملفات، والرواتب، والعقود، والامتثال، ويضمن سير العمليات دون أخطاء أو تأخير.

9- مشاركة الموظفين ورضاهم
من مجالات الموارد البشرية بالغة الأهمية، الحفاظ على الموظفين وتحسين علاقتهم مع المؤسسة وزيادة معدل الرضا الوظيفي داخلها، لذا يعمل القسم على تنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات التي تضمن تعزيز تجربة الموظفين داخل المؤسسة وتلبية احتياجاتهم.
ومن أبرز تلك الاستراتيجيات، تنظيم أنشطة ترفيهية تتيح للموظفين الاسترخاء والاستمتاع داخل بيئة العمل وتحسين العلاقات بينهم وبين القيادة العليا، تطوير أنظمة التقدير والتغذية الراجعة التي تبرز دور كل موظف في نجاح المؤسسة، خلق بيئة عمل إيجابية تشجع على الشفافية والتواصل المفتوح، توفير فرص النمو المهني.
وظف فريق الموارد البشرية المثالي مع صبّار
تدرك صبّار أن نجاح أي مؤسسة يبدأ من قسم الموارد البشرية، لذا وفرت لك أفضل الحلول التي تضمن لك توظيف أفضل الكفاءات في مجالات التوظيف، وإدارة الأداء، والتدريب، والتعويضات، والامتثال القانوني، من المتخصصين القادرين على تطوير بيئة العمل وبناء ثقافة تنظيمية قوية.
عندما تتصفح منصة صبّار، ستظهر لك قائمة تتضمن مجموعة من المرشحين السعوديين والأجانب المؤهلين للعمل الفوري بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو عن بُعد، فقط تواصل معنا وانشر إعلانك الوظيفي، واضمن تنفيذ عملية التوظيف في أسرع وقت ممكن.

الخاتمة:
تُعد الموارد البشرية من أبرز أقسام المؤسسات الحديثة، إذ تمثل المحرك الأساسي لإدارة رأس المال البشري بكفاءة وفعالية. وتتنوع مجالات هذا التخصص لتغطي جميع مراحل دورة حياة الموظف داخل المؤسسة، بدءًا من تخطيط القوى العاملة وتحديد الاحتياجات المستقبلية، مرورًا باستقطاب أفضل المواهب، وتوفير التدريب والتطوير المستمر، ووصولًا إلى تصميم حزم التعويضات والمزايا العادلة، وكل ما يضمن استدامة الأداء وتحقيق الأهداف الاستراتيجية.
كما تسهم الموارد البشرية في بناء بيئة عمل جاذبة وآمنة، تعزز من التفاعل الإيجابي والرضا الوظيفي، وتحافظ على استمرارية الأعمال من خلال تخطيط التعاقب الوظيفي وتطوير القيادات المستقبلية.
ويمتد دور الموارد البشرية إلى ضمان الامتثال للأنظمة والتشريعات القانونية، وتعزيز الصحة والسلامة المهنية، وإدارة علاقات العمل بشكل عادل ومتوازن. كما تشمل مجالاتها تطوير أنظمة إدارة الأداء وتقييمه بشكل دوري لدعم التحسين المستمر، وتعزيز ثقافة الانتماء بين الموظفين، مما ينعكس إيجابًا على ولائهم وإنتاجيتهم.
هذه التكاملية في المهام تجعل من إدارة الموارد البشرية شريكًا استراتيجيًا في نجاح المؤسسات، وليست مجرد جهة تنفيذية تُعنى بالإجراءات الوظيفية فقط.