العوامل المؤثرة على إدارة الموارد البشرية يجب أن يعرفها القائمون على هذا القسم حتى يتسنى لهم التعامل معها بفعالية بما لا يعرقل إدارة الموظفين على النحو الأمثل، إذ تواجه المؤسسات العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على إدارة الموارد البشرية يوميًا، بعضها يمكن السيطرة عليه والبعض الآخر خارج نطاق سيطرة المديرين، لكنها تتطلب فهمًا دقيقًا وإدارة حذرة لضمان استقرار ونجاح المؤسسة بأكملها، وفي هذا المقال نوضح ما هي العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على إدارة الموارد البشرية.
العوامل المؤثرة على إدارة الموارد البشرية:
يُعد قسم الموارد البشرية في أي مؤسسة هو المسؤول عن إدارة وتطوير الموظفين باعتبارهم أصولًا قيمة ينبغي الاستثمار فيها، مما يفرض ضرورة انتهاج ممارسات فعالة لبناء قوى عاملة منتجة تحقق النجاح المنشود، ولكن هناك مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على إدارة الموارد البشرية وطريقة عملها، تشمل تلك العوامل ما يلي:
العوامل الداخلية المؤثرة على إدارة الموارد البشرية:
العوامل الداخلية هي تلك التي توجد داخل المؤسسة وتؤثر بشكل مباشر على إدارة الموارد البشرية، وتتمثل فيما يلي:
1- الثقافة التنظيمية
تتأثر إدارة الموارد البشرية بالثقافة التنظيمية، التي تشير إلى القيم والمعتقدات والسلوكيات التي توجه تفاعلات الموظفين وأخلاقيات عملهم، إذ يتجلى أثر السلوك التنظيمي على إدارة الموارد البشرية
في تغير الاتجاهات الاجتماعية مثل التوازن بين العمل والحياة، والقضايا المتعلقة بصحة الموظف النفسية والجسدية، التي تدفع قسم الموارد البشرية إلى إجراء تعديلات في السياسات المُتبعة عند التعامل مع الموظفين.
على سبيل المثال، أصبح الكثير من الموظفون يعطون أولوية للعمل عن بُعد أو ساعات العمل المرنة على الرواتب المرتفعة، الأمر الذي يفرض على قسم الموارد البشرية ضرورة إجراء تغييرات كبيرة في سياسات العمل لمراعاة الصحة النفسية والجسدية للموظفين.
وفي ظل التغير الكبير الذي طرأ على المواقف الاجتماعية تجاه العمل خلال السنوات الأخيرة، بات قسم الموارد البشرية يركز على اتباع سياسات تركز على مشاركة الموظفين وتعزيز ثقافة عمل إيجابية، من أجل زيادة دافعية الموظفين وتفاعلهم ورضاهم الوظيفي، وبالتالي يصبحون أكثر التزامًا وأكثر قدرة على تقديم أفضل أداء لديهم.
2- أسلوب الإدارة
يؤثر أسلوب القيادة في أي مؤسسة بشكل كبير على إدارة الموارد البشرية لأنه يحدد طبيعة العلاقة بين إدارة المؤسسة والموظفين، فعندما تنتهج الإدارة أسلوبًا قائم على التواصل المفتوح والمشاركة، يزداد التعاون والثقة بين الموظفين والقيادة، مما يؤدي إلى رفع الروح المعنوية وزيادة إنتاجية الموظفين وتعزيز رضاهم الوظيفي، أما إذا كان أسلوب الإدارة في المؤسسة سلطوي بحت، فقد يترتب على ذلك خلق بيئة عمل سامة تحد من تفاعل الموظفين ودافعيتهم في العمل، الأمر الذي يفرض على إدارة الموارد البشرية العمل عن قرب مع الإدارة العليا لضمان توافق أساليب القيادة مع أهداف المؤسسة ورفاهية الموظفين.
ترشح لك صبّار مديري الموارد البشرية ممن يتمتعون برؤية استراتيجية وخبرة تنفيذية قادرة على بناء ثقافة تنظيمية قوية، وقيادة التغيير، وتحسين الأداء.
3- الهيكل التنظيمي
هناك نوعان أساسيان من الهياكل التنظيمية في المؤسسات، الأول هو الهيكل الهرمي أو المركزي الذي تتركز فيه السلطة في القمة ويُظهر التسلسل الهرمي للمناصب الإدارية، أما الثاني فهو الهيكل المسطح أو اللامركزي الذي يشير إلى اللامركزية في السلطة وهو السائد في المؤسسات القائمة على التكنولوجيا وتمتلك موظفين على درجة عالية من التعليم.
وفي ظل الهياكل التنظيمية الحديثة، يتعين على إدارة الموارد البشرية اتباع سياسات تساعد في تحقيق التوازن بين التخصص والتنسيق داخل المؤسسة.
4- أهداف المؤسسة
تُعد الأهداف التنظيمية التي تسعى المؤسسة لتحقيقها من أبرز العوامل الداخلية المؤثرة على إدارة الموارد البشرية، إذ يعمل القائمون على القسم على اتباع سياسات وإصدار قرارات تتماشى مع الاستراتيجية العامة وأهداف العمل، مع العمل على توحيد الجهود وتوجيه الفريق في نفس الاتجاه.
على سبيل المثال، إذا كانت المؤسسة تهدف إلى تحقيق نمو سريع، سيكون على عاتق قسم الموارد البشرية مهمة استقطاب الكفاءات وتكثيف برامج التدريب والتطوير لتنمية مهارات الموظفين.
استفد من خدمات صبّار للتوظيف ووظف أخصائي عمليات موارد بشرية محترف يتمتع بالدقة، التنظيم، وسرعة الإنجاز لضمان سير العمل اليومي دون تعقيد أو تأخير.
5- الموارد المالية
تؤثر القدرة المالية للمؤسسة وقدرتها على الاستثمار في مبادرات إدارة الموارد البشرية مثل برامج التدريب، والمزايا الوظيفية، والرواتب التنافسية، إذ أن محدودية ميزانية المؤسسة له تأثير مباشر على خطط التوظيف أو التطوير المهني التي يضعها قسم الموارد البشرية.
6- العمالة الداخلية
تؤثر تركيبة القوى العاملة، مثل العمر، والمهارات، والتنوع، على القرارات التي يتخذها قسم الموارد البشرية فيما يتعلق بتحديد الاحتياجات التدريبية، واستراتيجيات التدريب، وتخطيط التعاقب الوظيفي، وسياسات العمل داخل المؤسسة.
كما يستخدم قسم الموارد البشرية بيانات الموظفين مثل معدل دورانهم، ورضاهم الوظيفي، في تقييم الأداء وتحديد الاحتياجات المستقبلية للمؤسسة.
العوامل الخارجية المؤثرة على إدارة الموارد البشرية:
تشير العوامل الخارجية إلى المؤثرات الخارجية التي تؤثر على استراتيجيات وسياسات إدارة الموارد البشرية وطريقة اتخاذ القرارات في القسم، وهي العوامل التي تختلف من بيئة لأخرى ومن بلد لآخر، وذلك على النحو التالي:
1- الوضع الاقتصادي
تتأثر قرارات إدارة الموارد البشرية المتعلقة بالتوظيف، والتعويضات، والمزايا، وغيرها بالظروف الاقتصادية، فإذا كان الاقتصاد راكدًا أو يمر بأزمة، فقد تضطر المؤسسة إلى تقليل التكاليف عن طريق تخفيض الرواتب أو تجميد التوظيف أو تسريح الموظفين أو إعادة هيكلة المزايا، وهو عكس ما يحدث في أوقات الازدهار التي تشهد زيادة في الرواتب وتوسع في التوظيف وتقديم مزايا تنافسية لجذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها.
وفي كل الأحوال، ينبغي على قسم الموارد البشرية أن يكون مرنًا بما يكفي للتكيف مع التقلبات الاقتصادية المفاجئة، لضمان الحفاظ على استقرار المؤسسة.
2- التغيرات الاجتماعية والديمغرافية
تُعد التغيرات الديموغرافية مثل اختلافات العمر، أو النوع، أو الأصل العرقي، أو المستوى التعليمي من العوامل التي تؤثر على ممارسات قسم الموارد البشرية، وبالتحديد على استراتيجيات التوظيف، والاحتفاظ بالموظفين، ونماذج التدريب، وتقييم الأداء، إذ ينبغي على مديري القسم فهم تلك التغيرات لتطوير سياسات لا تكتفي بجذب المواهب من مصادر متنوعة فحسب، بل تضمن أيضًا خلق بيئة عمل شاملة وداعمة للجميع، حتى يتسنى تصميم مبادرات تستهدف احتياجات مجموعات سكانية معينة.
على سبيل المثال، قد يلاحظ قسم الموارد البشرية وجود عدد كبير من الموظفين الأكبر سنًا، لذا لا بد من اتباع سياسات تساعد على الاحتفاظ بهم، مثل إتاحة خيارات العمل المرن وتوفير حزم مزايا مميزة.
3- القوانين والأنظمة الحكومية
تخضع غالبية أنشطة إدارة الموارد البشرية إلى تنظيمات قانونية وسياسات حكومية، إذ ينفذ القسم ممارساته فيما يتعلق بالتعويضات، والمزايا، وسياسات مكافحة التمييز ومعايير السلامة وفقًا للوائح القانونية لضمان الامتثال القانوني وتجنب فرض عقوبات أو غرامات على المؤسسة، وبالتالي فإن أي تغير يطرأ على تلك القوانين والأنظمة يستوجب إجراء القسم تعديلات على سياساته وممارساته لضمان توافقها مع القوانين المحدثة، وهو ما يتطلب متابعة فورية لأحدث القوانين واللوائح العمالية والتأكد من امتثال المؤسسة لها.
إذا كنت تبحث عن أخصائي تدريب وتطوير موارد بشرية يصمم برامج تعليمية مخصصة لاحتياجات شركتك، ويقيم الأداء ويطور الكفاءات لرفع مستوى فريقك وتحقيق أهدافك بفعالية أكبر، يمكنك الاعتماد على صبّار التي ترشح لك أصحاب المهارات في هذا التخصص.
4- التغيرات التكنولوجية
تتأثر القرارات التي يتخذها قسم الموارد البشرية وأسلوبه في تنفيذ مهام وعمليات القسم بالموارد التكنولوجية التي تعتمد عليها المؤسسة، ففي الوقت الحالي ومع التطور التكنولوجي المستمر، تستفيد الكثير من المؤسسات من تقنيات الفحص الآلي للخلفيات، وأدوات المقابلات، وأنظمة تتبع المتقدمين، وبرامج إدارة الأداء، وغيرها من التقنيات، وجميعها أثرت على قرارات الموارد البشرية المتعلقة بأتمتة العمليات، وتحليل البيانات، والعمل الافتراضي.
كما أن ظهور أدوات وتقنيات جديدة يفرض على قسم الموارد البشرية مواكبة هذا التطور عبر تعلم كيفية تكييف المعلومات والمعرفة لتعزيز كفاءة العمليات، لضمان بناء عمليات فعالة تركز على تطوير المؤسسة وزيادة تفاعل الموظفين.
5- العولمة
في ظل اعتماد المؤسسات على قوى عاملة متعددة الجنسيات، وتعامل مديرو الموارد البشرية مع أفراد من ثقافات وبلدان وأنظمة قانونية مختلفة، بات يتعين على قسم الموارد البشرية تطوير استراتيجيات إدارة الموظفين على المستوى الدولي، وتوفير تدريبات على التواصل بين الثقافات، والامتثال المتعدد لقوانين العمل الدولية، نظرًا لأهمية ذلك في إدارة قوى عاملة متنوعة وبناء فرق عمل من دول مختلفة، مما يساهم في توسع المؤسسات نحو أسواق جديدة.
إذا كنت تبحث عن فرصتك الأولى في مجال الموارد البشرية، يمكنك تصفح وظائف الموارد البشرية المتاحة عبر صبّار التي تُعتبر بوابتك المثلى نحو سوق العمل.
6- السوق التنافسي
تتأثر استراتيجيات قسم الموارد البشرية الخاصة بالتوظيف وتصميم حزم التعويضات والاحتفاظ بالموظفين بالتغيرات التي تطرأ على سوق العمل من حيث توفر المواهب، ونقص المهارات، والتغيرات الديموغرافية.
على سبيل المثال، قد تفقد إحدى المؤسسات حصة سوقية لصالح مؤسسة منافسة، في هذه الحالة يقوم قسم الموارد البشرية بإجراء تغييرًا في إدارة أحد الأقسام أو تقليص عدد الوظائف أو استقطاب المواهب عالية الجودة والحفاظ عليها من أجل تحسين القدرة التنافسية.
كوّن فريق الموارد البشرية المثالي مع صبّار
سواء كنت تبدأ من الصفر أو تحتاج إلى تعزيز فريقك بأصحاب الكفاءات في مجال الموارد البشرية، نحن في صبّار نوفر لك مختصين في التوظيف، والتدريب، والتطوير، والتعويضات، مهما كانت صناعة شركتك.
يمتاز مرشحي صبّار السعوديين والأجانب من الجنسين، بامتلاكهم المهارات والخبرات التي تحدث الفارق في عملك، مع استعدادهم للعمل فورًا حسب طبيعة العمل، بدوام كامل أو جزئي، من المقر أو عن بُعد، كما تتيح لك المنصة إجراء مقابلة سريعة مع كل مرشح لاتخاذ أفضل قرار بشأنه، بما يضمن تنفيذ عملية التوظيف بكفاءة وبأقصى سرعة.
الخاتمة:
تتأثر إدارة الموارد البشرية بعوامل داخلية تشمل الثقافة التنظيمية، أسلوب الإدارة، الهيكل التنظيمي، الأهداف الاستراتيجية، والموارد المالية والبشرية. تلعب هذه العوامل دورًا محوريًا في تحديد سياسات الموارد البشرية، مثل طريقة التوظيف، وتصميم البرامج التدريبية، والتحفيز، وآليات التطوير المهني.
فالثقافة الإيجابية، على سبيل المثال، تدعم رضا الموظفين وتزيد من التزامهم، بينما يؤثر أسلوب القيادة بشكل مباشر على روح الفريق والإنتاجية. كما يفرض الهيكل التنظيمي وطبيعة الموارد المالية المتاحة على إدارة الموارد البشرية ضرورة التكيف مع بيئة العمل الداخلية بما يضمن التناغم بين الأهداف واحتياجات الموظفين.
أما العوامل الخارجية، فهي تشمل الأوضاع الاقتصادية، والتحولات الاجتماعية والديموغرافية، والتشريعات الحكومية، والتطور التكنولوجي، والعولمة، وتغيرات السوق.
تتطلب هذه العوامل من قسم الموارد البشرية أن يكون دائمًا مرنًا ومواكبًا للتغيرات، سواء من خلال تعديل سياسات التوظيف وفقًا لحالة الاقتصاد، أو عبر تبني تقنيات حديثة لتحسين الكفاءة، أو الامتثال للقوانين المتغيرة لتفادي المخاطر القانونية. كما تؤثر العولمة والتنوع الثقافي على استراتيجيات إدارة الفرق الدولية، مما يتطلب سياسات تراعي التنوع وتدعم بيئات العمل الشاملة والمحفزة.
